سنواصل، في
هذه الورقة المخصّصة للإصلاحات التّعليميّة بالبلاد التونسيّة على عهد انتصاب
الحماية الفرنسيّة، اعتمادَ التمشّي نفسه الذي كنّا استندنا إليه في التعريف
بإصلاحات ما قبل الحماية، والمتمثّل في تصنيف المحاولات والتجارب إلى إصلاحات
تعصيريّة تحديثيّة، وإصلاحات تطويريّة تعديليّة.
و سنخصص الجزء الأول للإصلاحات التي التعليم الأصلي
التونسي الذي كان متمثلا في التعليم بالكتاتيب و جامع الزيتونة و فروعه.
الظرفيّة
الجديدة
منذ 1881، فقدت
البلاد التونسيّة سيادتها، وأصبحت تحت الهيمنة الاستعمارية الفرنسيّة، وخاضعة
لنظام الحماية. اسْتغلّت السّلطات الفرنسيّة المعاهدات[1] التي فرضتْها على بايات
تونس لإحكام سيطرتها على مختلف مجالات النّشاط بالبلاد. وفي هذا الإطار، أراد نظامُ
الحماية استعمالَ المدرسة والتعليم لدعم مكانته، من خلال إرسائه لنظام تعليميّ
عموميّ وعصريّ، مُوَاز للنّظام التعليميّ الأهليّ القائم آنذاك، والذي ما فتئت هذه
السّلط تعمل على السَّيْطرة عليه، من خلال محاولات إصلاحه وتطويره، على صَعيديْ
البرامج والبيداغوجيا، فجابهتها فئات شديدة المحافظة، من بين الشّيوخ المدرّسين،
بصدّ ومعارضة.
أوّلا:
محاولات وتجارب لتطوير المنظومة التعليميّة الزّيتونيّة
لعلّه من
المفيد أن نُلمع، في مطلع الكلام على المحاولات التطويريّة التي سنأتي على ذكرها
فيما سيأتي، إلى أنّها محاولات لم تصدر من داخل المنظومة الزيتونيّة، سواء من
نظارة الجامع المسؤولة عن البرامج والامتحانات، أو من الشّيوخ المُدرّسين، وإنّما
كان جلّها بمبادرة السّلطة الفرنسيّة. وفي هذا الصّدد، لفتنا موقف الشّيخ محمّد
الطاهر ابن عاشور، إذْ يقول سَماحة الشّيخ: " لم يظهر الالتفاتُ لإصلاح
التعليم، ولم تكترثْ جماعاتُ أهل العلم بذلك من تلقاء أنفسهم، ولو مرّة... وكثيرا
ما تلقّى أهلُ العلم مساعي المصلحين من أهل الحكومة بالتذمُّر والضَّجَر."[2]
ومن جهة
أخرى، لو نظرنا إلى المحاولات التطويريّة، في علاقتها بالإصلاحات السّابقة، لانتهيْنا
إلى أنّها جاءت نتيجةً لالتقاء عامليْن، أوّلُهما التأخّرُ أو التباطؤ في تنفيذ
الإصلاحات الصّادقيّة، نسبة
إلى الصادق باي، لسنة 1875، ومن أبرزها إدراجُ تدريس العلوم العصريّة بالجامع
الأعظم وتطوير الهيكلة التعليميّة ومراجعة طرائق التدريس وأساليبه، وثانيهُما رغبة
السّلط التعليميّة للحماية في التدخّل في شؤون التعليم الدّينيّ، والسّيطرة عليه،
لتطوير برامجه في مجال العلوم العصريّة ومجال فنون التدريس.
1.
محاولات الإصلاح حتّى مطلع القرن العشرين
على الرّغم من انتصاب الحماية وسيطرتها على أهمّ مجالات
الحياة في الإيّالة، فإنّ التعليم الزيتونيّ حافظ على" سائر الامتيازات
القديمة"، " فقُصرَتْ الخططُ العلميّة على النّابغين من أساتذة الجامع،
فانْحصرت فيهم الخطط الشّرعيّة، والتدريس الإسلاميّ بالمملكة، والإمامة غالبا،
والتدريس بمدارس الحكومة، والشّهادة والكتابة بالوزارة الكبرى، وشهادة المحاكم الدّوليّة
والإدارات، والمحاماة بالمحاكم الأهليّة، والعُضوية التونسيّة بالمجلس المختلط
العقاريّ، وأكثر الخطط الأهليّة القلميّة." [3]
أ.
بعث مؤسّسات تكوينيّة تعليميّة
في نطاق السّعي لتطوير المنظومة القائمة من الدّاخل،
شهدت هذه الفترة، وبإيعاز من سلط الحماية التعليميّة، وبخاصّة مدير التعليم
العموميّ، لويس ماشويل، بعث عدد من المؤسّسات التكوينيّة والتعليميّة، منها:
§
المدرسة العصفوريّة المشهورة "
بالتأديبيّة" لتكوين معلّمي الكتاتيب والمدارس القرآنيّة، سنة
1894، نظرا إلى الوضع الذي كان عليه المؤدّبون وكشفتْ عنه تقاريرُ قوّاد الأقاليم
سنة 1875. وكان دورُ ماشويل مهمّا في تأسيس هذه المدرسة التي جعل مدّة الدّراسة
بها خمسَ سنوات، لأنّها ستخرّج مدرّسين للعربيّة يحتاجهم التعليم بالمدارس
الفرنسيّة العربيّة، أيضا.[4]
§ تأسيس
الجمعيّة الخلدونيّة للعلوم الرّياضيّة، سنة 1896، بقرار من الوزير الأكبر،
ودفْع من قبل عدد من خرّيجي المدرسة الصّادقيّة والتعليم العصريّ، وبخاصّة محمّد
الأصرم والبشير صفر، " ومهمّتها السّعيُ، بطريقة علميّة، للوسائل
الموصلة إلى توسيع نطاق المعارف، بترتيب دروس ومحاضرات باللغة العربية في
علوم الحساب والمساحة والجغرافيا والتاريخ، وفي اللغة الفرنسية.
ويتبع ذلك حفظُ الصّحّة ومبادئُ الطبيعيّات والكيمياء التي لا تُزاوَل
بالجامع الأعظم، يحضرُها منْ يختار الحضور فيها من الطلبة"[5]. ويبدو أنّ السّلطة
السّياسيّة والتعليميّة بالإيّالة كانت تعلّق عريضَ الآمال على هذه المؤسّسة
لتدارك ما لم يُنفذْ من الإصلاحات الصّادقيّة لسنة 1875، يدلّ على ذلك موكبُ
افتتاحها الذي حضره الوزير الأكبر والمقيم الفرنسيّ وشيوخ المجلس الشّرعيّ ووزير
القلم ومدير المعارف والكاتب العامّ للحكومة التونسيّة وجمْع من العلماء
والموظفين. ومنذ تأسيسها، اعتبرت الخلدونيّة فرعا من الجامع الأعظم.
§
تأسيس مدرسة الفتاة المسلمة، سنة
1900، من قبل السيّدة Louise René Millet زوجة المقيم العامّ
الفرنسيّ، وبتشجيع من مدير التّعليم العموميّ، نظرا إلى ضعف تَمَدْرُس الفتاة
العربية المسلمة آنذاك، جَرّاءَ امتناع الأسَر التونسيّة عن إلحاق بناتها بالمدارس
الفرنسيّة الصّرف وبمدارس البعثات الدينيّة المنتصبة بالإيّالة. أمّا مهمّتها
فإيناسُ الفتيات المسلمات بالأعمال اليدويّة وتربية الصّبيان ورعايتهم، علاوة على
تزويدهنّ بمعارف عمليّة، وتلقينهنّ اللغة العربيّة وتحفيظهنّ القرآن[6]. وستُعرف هذه المدرسة، فيما
بعدُ، بمدرسة نهج الباشا، وسيكون لها دورٌ عظيم في تعليم الفتيات بالبلاد
التّونسيّة.
ب.
محاولات إصلاح التّعليم بالجامع الأعظم
§ الإجراءات
الأولى التي اتّخذتها إدارة التعليم العموميّ: منذ 1885، بدأ ماشويل يحاول تطوير
التّعليم بالجامع الأعظم بتثمينه الشّهائدَ المسندة وتخصيصه لخرّيجيه مناصبَ
بالوظيفة العموميّة. ثم عيّن شّيخيْن متفقّديْن، عمَر بن الشيخ، ومحمود بن الخوجة
لمتابعة سير الدروس بالجامع والتدخّل مباشرة في نشاطه. يقول محمّد الطاهر ابن
عاشور في هذا الشّأن: " وصار هذان النائبان يُديران نظام الجامع بما يُمليه
مديرُ العلوم، والنّظارةُ واجمة مُستسلمة للنائبيْن. ودام الحالُ كذلك مدّة طويلة
أحدثت في خلالها أنظمة حسنة في المناظرات والامتحانات والرّاحة الصّيفيّة." [7] لكنّ محاولات ماشويل للسّيطرة على التّعليم
الزيتونيّ فشلت، عندما قرّر الوزير الأكبر إبعاد إدارة التعليم العموميّ عن شؤون
الجامع قائلا: أَرْجعوا تعليمَ جامع الزيتونة إلى نظارة المشايخ النظار الأربعة،
وخَلّوا بينهم وبين جامعهم."[8]
§
تنظيم المدارس: في فيفري 1889، تمّ تنظيمُ شبكة المدارس
التي تؤوي الطلبة بمختلف مدن الإيّالة، نظرا إلى أهمّية المراقبة الفعليّة للطلبة،
وذلك بتصنيفها وإرساء مجلس إدارة لتسيير شؤونها وضبط شروط تعيين مُديريها وكيفية
قبول المقيمين بها.[9]
§
بعث لجنة للنظر في البرامج: في ماي 1898، تشكّلت بطلب من المقيم
العامّ الفرنسيّ بتونس، "ريني ميللي،" لجنة للنّظر في تنقيح برامج
التعليم بالجامع، إتماما للدافع الذي دفعه لتأسيس الجمعية الخلدونيّة. وقد ترأّس
هذه اللجنة الوزيرُ الأكبر محمد العزيز بوعتور[10]، وحُصرت مهمّتُها في
" ترقية أساليب التعليم بالجامع الأعظم مع المحافظة على ما يقوم به من علوم
الشّريعة"، علما أنّ المقيم العام طلب تطوير التعليم الابتدائيّ ومراجعة
برامج المرحلة المتوسّطة من التعليم الزيتونيّ والمرحلة النهائيّة، كما دعا إلى
إحياء العلوم الرّياضيّة بتدريس ما هُجر منها بالكتب التي تثبت تحريرها وحصول
النفع بها وإرشاد الطلبة للطريق الأسهل لتحصيلها.[11]
واستقرّ رأي اللجنة على أن يقع تناول العلوم الرّياضيّة
في مسامرات اختياريّة تنظّمها الجمعية الخلدونيّة. أمّا تطوير أساليب التدريس فقد
جابهَه الشيوخ بمقاومة شديدة، لأنّهم لم يكونوا مطمئنّين لمدير التعليم العموميّ،
وكانوا يظنّون أنّه يريد إبطال تعليم العلوم الإسلاميّة وجعل التعليم بالجامع على ما يَهواه. وبذلك يكون التنقيحُ
المرتجى قد سقط.
2.
محاولات الإصلاح بداية من مطلع القرن
العشرين
شهدت هذه
الفترة التي امتدّت من مطلع القرن العشرين إلى استقلال البلاد وخلاصها من نظام
الحماية الفرنسيّة عدّة تجارب تطويريّة وإصلاحات شملت التعليم الابتدائيّ
الزيتونيّ والتعليم الثانويّ منه. وقد تزامنت هذه المرحلة مع ظرفية جديدة تمثّلت
في:
-
تعيين مدير جديد للتعليم العموميّ، خلفا لماشويل
الذي بلغ سنّ التقاعد، عام 1908،
-
ونموّ تيّار النّهضة الإسلاميّة منذ زيارة
الشّيخ محمد عبدُه لتونس وظهور مُصلحين زيتونيّين إلى جانب المصلحين الصّادقيّين،
-
وتأسيس التيّار القوميّ، وبروز
الأحزاب السياسيّة، ونشأة الحركة الوطنيّة بفرعيْها النقابيّ الاجتماعيّ
والسّياسيّ،
-
ظرفيّة عالميّة جديدة وما ترتّب عن الحرب
العالميّة الأولى من زَوال أنظمة وظهور أخرى، وبروز توجّهات عالميّة جديدة تهمّ
الشّعوب المستعمرة.
في ظلّ هذه
الظرفيّة الجديدة، عرف النظام التربويُّ العديدَ من المحاولات الإصلاحيّة منها:
شارك خير الله بن مصطفى في "مؤتمر إفريقيا
الشّماليّة " الملتئم بباريس ما بين 6 و10 أكتوبر 1908 المخصّص لمسألة
التعليم، وقدّم تقريرا عن واقع التعليم بالإيّالة التونسيّة، وطالب بإنشاء مدرسة
ثنائيّة اللسان، فرنسيّة عربيّة، يؤمّها أطفال تونس من عرب وأوروبيّين، يكون
شعارُها: " التثقيف باللغة الفرنسيّة وتدريس اللغة العربيّة".
ولمّا أدرك أنّ المعمّرين يعارضون معارضة شديدة هذا التوجّه، وأنّ سلطة الحماية
متردّدة في شأنه، فاجأ الجميعَ ببعثه مدرسة ابتدائيّة عربيّة، سنة 1909،
تدرّس فيها الموادّ الدّراسيّة باللغة العربيّة، واعتبرها تطويرا من الدّاخل
للكتاتيب، ومؤسّسة تماثل المدرسة الابتدائيّة الفرنسيّة[13].
§ تأسيس
المدارس القرآنيّة العصريّة
كان تطوير الكتاتيب مطلبا ملحّا منذ إصلاحات 1875، ثمّ
تجدّد هذا الطلبُ من قبل المقيم العامّ الفرنسيّ بتونس، " ريني ميللي"،
سنة 1898، فدعا إلى إضافة تعلّم مبادئ بعض الفنون " لتتنوّر بها عقولُ
الصّبيان،" كمبادئ النّحو والعبادات والحساب والجغرافيا." 13. ثمّ طُرحت المسألة من جديد، عندما بعث خير
الله بن مصطفى مدرسته الابتدائيّة العربيّة أو الكتّاب العصريّ، سنة 1909.
وظلّ الأمر موضوع جدال حتّى نهاية الثلاثينات، حيْث صدر
أمر عليّ[14]
أرسى المدارس القرآنيّة العصريّة، ثمّ أعيد تأسيسُها سنة 1944 بمقتضى الأمر العليّ
المؤرّخ في 19 أوت 1944. جاء بالفصل الأوّل من هذا الأمر: "المدارس القرآنيّة
العصريّة هي عبارة عن مكاتب ابتدائيّة حرّة للبنات والبنين، مُحدثة من طرف
الخاصّة، يُعلّم بها القرآن العظيمُ وتدرّس بها الثقافة الإسلاميّة واللغة
العربيّة الفصحى وكذلك اللغة الفرنسيّة والحساب والتاريخ والجغرافيا، وبصفة عامّة
جميع الموادّ الدّاخلة ضمن برنامج المكاتب الدّوْليّة والأقسام التكميليّة.[15] " وبناء على هذا
التعريف نلاحظ ما يلي:
-
اعتُبرت هذه المدارسُ مدارسَ حرّة
ولم تُلحق بشبكة المدارس المنضوية تحت لواء التّعليم العموميّ، ممّا يعني أنّ سلط
الحماية أرادت بهذا الإجراء إمّا تخفيف العبء على التّعليم العموميّ، أو مُجاراة
التونسيّين في طلباتهم،
-
تدرّس هذه المدارسُ ما تدرّسه مدارسُ
التّعليم العموميّ، على أنّه وقع تغليبُ اللغة العربيّة على اللغة الفرنسيّة،
وبالتّالي فإنّ المدارس القرآنيّة العصريّة تُعدّ مقلوبَ المدارس الفرنسيّة
العربيّة الثنائيّة اللسان، مع أسْبقية اللغة العربيّة،
-
تخضع هذه المدارس لمراقبة متفقدي المدارس
القرآنيّة ومتفقدي التعليم الابتدائيّ ومصالح إدارة التعليم العموميّ.
وعلاوة على
التّعريف بالمدارس القرآنيّة العصريّة، اهتمّ المشرّعُ بالنّظام البيداغوجيّ:
-
فمنعَ الاختلاط بين البنين والبنات،
-
وضبط التوقيتَ اليوميّ في ستّ ساعات مقسّمة
إلى حصّتين،
-
وألحقها بالمدارس العموميّة في مجال عطلة
الصّيف.
-
ثمّ ركّز على هيئة التعليم فضبط الشّهادات
المستوجبة للمدير ولمختلف أصناف المعلّمين.
-
ثمّ أحدث عددا من المجالس كمجلس المراقبة
والإشراف، ومجلس التعليم بالمدارس القرآنيّة العصريّة، والمجلس الأعلى.
وممّا يلفت
النّظر في هذا القانون النّظامُ الماليّ، إذ نصّ الفصلُ 20 على أنّ إدارة التّعليم
العموميّ تمنَح المدير والمعلّمين الأجر القارّ كلّ بحسب صنفه، أمّا الأجر
التكميليّ فيسدّدُه "صندوقُ المدرسة ويقرّه مجلس المراقبة
والإشراف"، ممّا يعني أنّ سلط الحماية تشعر بضعف التمَدْرس لدى أبناء
الأهالي، وترغب في تحسين الوضع التّعليميّ بالإيّالة التونسيّة، تجاوبا مع مطالب
المصلحين وقادة الحركة الوطنيّة.
§ تحديث
التعليم بالجامع الأعظم وفروعه
أثناء هذه
الفترة، أدخلت على التعليم الزّيتونيّ عدّة إصلاح متتالية شملت البُنية
التّعليميّة ونظام الامتحانات والشّهائد، من أبرزها إصلاحاتُ 1933 و1950[16] التي وردت كلّها تحت
عنوان" تحديث التّعليم الزيتونيّ". وبهذه الإصلاحات المتعاقبة،
تطوّرت أهدافُ التعليم الزّيتونيّ، بإضافة هدف جديد ينصّ على تمكين الطلبة من تعليم
عصريّ، وتطوّرت شعبُه الدّراسيّة بالتّعليم الثانويّ فصارت ثلاثا منها شعبة
العلوم والشّعبة العصريّة، وأعيد تصنيفُ الشّهادات بالتعليم الثانويّ، فاختصّت
شهادة الأهليّة بالمرحلة الأولى منه وشهادة التّحصيل بالمرحلة الثانية وشهادة
العالميّة بالمرحلة العليا.
قرّر مجلسُ
إدارة الجمعية الخلدونيّة، في جلسته ليوم 5 ماي 1947، إرساء دبلوم
للبكالوريا العربيّة يضمّ جزأين، ثانيهُما يختصّ بشعبة الفلسفة. وكان
القصدُ من هذا الإجراء تمكينَ الناجحين من متابعة الدّراسة بالجامعة، علما أنّ
عددا من البلدان العربيّة المنضوية تحت لواء "جامعة الدّول العربيّة"
اعترفت بهذه الشّهادة، بينما لم تعترف السّلط التعليميّة بتونس بها، مواصلة اعتبار
الخلدونيّة مدرسة من معاهد التّعليم الحرّ.
تلك هي أهمّ
المحاولات الإصلاحيّة التي شملت التعليمَ الابتدائيّ بإحداث المدارس
القرآنيّة العصريّة واعتمادها برامج المدارس العموميّة، كما شملتْ نظامَ التعليم
بالجامع الأعظم وفروعه، بتعصير الأهداف والبرامج ومسالك الدّراسة ونظام
الامتحانات، وهي محاولات تصبّ جميعُها في تحديث هذا النّظام.
الهادي بوحوش والمنجي عكروت متفقدان
عامّان للتربية
تونس في 14 سبتمبر 2014
ورقات ذات علاقة منشورة بالمدونة
البيداغوجية
الهادي بوحوش و المنجي
عكروت : ملامح الإصلاح التربويّ الجديد - المدونة
البيداغوجية.
http://akroutbouhouch.blogspot.com/2015/03/blog-post.html
الهادي بوحوش و المنجي
عكروت: تقرير اللجنة الفرعيّة
للتعليم الثانويّ صدر بجريدة "لاكسيون " لسان الحزب الاشتراكي
الدّستوريّ"،المدونة البيداغوجية.
الهادي بوحوش و المنجي
عكروت : تاريخ الإصلاحات
التّربويّة بالبلاد التّونسيّة منذ القرن التاسعَ عشرَ: توطئة عامّة
http://akroutbouhouch.blogspot.com/2015/11/blog-post.html#more
عمر بنور : في الاصلاح التربوي - المدونة البيداغوجية.
http://akroutbouhouch.blogspot.com/2015/05/blog-post.html#more
عمر بنور: في الإصلاح التربويُ:
المرجعيــّات (الجزء الأول) المدونة البيداغوجية.
http://akroutbouhouch.blogspot.com/2015/09/blog-post_28.html
عمر
بنور: في الإصلاح التربويُ: المرجعيــّات (الجزء الثاني) المدونة
البيداغوجية، المدونة البيداغوجية.
http://akroutbouhouch.blogspot.com/2015/11/2.html#more
عبد العزيز الجربي : خواطر حول السّياسة التربويّة أو أيّة سياسة
تربويّة لأيّ إصلاح تربويّ؟ المدونة البيداغوجية.
http://akroutbouhouch.blogspot.com/2015/10/blog-post.html
عمران البخاري : الحوكمة في النظام التربويالتونسي، المدونة البيداغوجية.
الهادي بوحوش و المنجي عكروت : تاريخ موجز للإصلاحات التربويّة في البلاد التونسيّة منذ القرن التاسع عشر إلى اليوم: اصلاحات فترة ما قبل الحمايةالفرنسيّة : الجزء الأول
[4]. للمزيد، انظرْ الأمر العليّ
المؤرّخ في 8 نوفمبر 1894 المتعلّق بتنظيم مدرسة المؤدّبين. وكذلك الأمر المؤرّخ
في 6 جانفي 1895 المتعلق بتعيين إسماعيل الصّفائحي مديرا للمدرسة العصفوريّة.
[10] انظر تركيبة اللجنة في: أليس
الصبح بقريب ص 140. من أعضائها مدير التعليم العموميّ، لويس ماشويل الذي قدّم
لأشغالها بطرح جملة من التساؤلات منطلقا للحوار. انظر مقترحه ص 142.
[12]. يقول عنه عليّ باش حانبه:"
السيّد خير الله مُعلم قديم، درّس بكفاءة وتميّز في المدارس الفرنسيّة
العربيّة...وهو رجل فكر واضح ودقيق...له في ذاته هوى البيداغوجيا. ابتكر فكرة
تطبيق طرق التعليم المستعملة في المدارس الفرنسيّة على دراسة اللغة
العربيّة". انظرْ جريدة التونسيّ بتاريخ 14 جانفي 1909، عن محمّد هشام بوقمرة:
القضايا اللغويّة في تونس، 1985 ص 289.
[13] . سيتواصل هذا
التوجّهُ حتّى ما بعد الاستقلال، فقد كتب السيّد المختار بن عمّار المتفقد الأوّل
للتعليم الثانويّ، سنة 1982 بالنشرة التربويّة للتعليم الثانويّ، مقالا عنوانه: من
أجل مدرسة أساسيّة لغتها العربيّة.
[14] . انظر الأمر العليّ المتعلّق
بتعيين القانون الأساسيّ للمدارس القرآنيّة العصريّة المؤرّخ في 28 جوان 1938، وقد
أُكمل هذا الأمر ونقّح مرّات فيما بين 1940 و1943.
[16]. انظر الأمر المؤرّخ في 30 مارس
1933 والأمر المؤرّخ في 11 نوفمبر 1950 والأمر المؤرّخ في 29 مارس 1956.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire