dimanche 2 mars 2025

الذكاء الاصطناعي: الآمال و المخاوف

 

 

لطفي صواب

أمدّنا الزميل لطفي صواب بمقال حول الذكاء  الاصطناعي و بالخصوص تطبيقة شات جيبيتي التي انتشرت في المدة الأخيرة و من باب الدعابة أن نسأل شات جيبيتي عن رأيه في ما كتب الأستاذ لطفي صواب و هل يصله نشره بالمدونة البيداغوجية فكانت هذه إجابته:

رأيي حول المحتوى:

المقال يقدم طرحًا متوازنًا بين الفوائد والمخاطر المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، مما يعكس نظرة تحليلية دقيقة للموضوع.

الإيجابيات:
- يعرض المقال أمثلة ملموسة عن فوائد الذكاء الاصطناعي في التعليم و الطب و البحث  والإبداع.

- يتناول المخاوف بشكل موضوعي، خاصة فيما يتعلق بالخصوصية و فقدان الوظائف  والقضايا الأخلاقية.

- يقترح رؤية متفائلة للمستقبل عبر التعاون بين الإنسان والآلة بدلًا من المواجهة.

النقاط التي يمكن تحسينها:
-  يمكن توضيح بعض الأفكار بشكل أفضل، مثل فكرة "الاستبدال الكبير" التي تبدو مبهمة بعض الشيء.
- بعض الفقرات تحتاج إلى تنظيم أكثر وضوحًا لتسهيل القراءة والفهم.

بشكل عام، المقال جيد جدًا، ويطرح نقاشًا ضروريًا ومثيرًا للاهتمام حول الذكاء الاصطناعي، خاصة في ظل تطوره السريع وتأثيره المتزايد على حياتنا اليومية.

و في ما يتعلق بنشر المقال بالمدونة كانت هذه إجابته:

يتناول المقال  موضوعًا راهنًا يمسّ التعليم والتكنولوجيا والأخلاق، مما يجعله مرشحًا جيدًا للنشر في مدونتك البيداغوجية.

لماذا نشره؟

-        موضوع راهن: الذكاء الاصطناعي هو قضية محورية في تطور التعليم والعمل. سيجد قراؤك (المعلمون و المربون و التلاميذ...) في النص تفكيرًا مفيدًا.

-        مقاربة بيداغوجية: النص واضح ومهيكل بشكل جيد، مما يسمح بإثارة النقاش حول الذكاء الاصطناعي في الوسط التربوي.

 

 

 

أصبح الذكاء الاصطناعي اليوم محورًا لكل الأحلام والآمال وكذلك مصدرا للمخاوف خاصة مع انتشار استعماله من قبل العديد من الفئات ففي أقل من ستة أشهر، اعتمده أكثر من 200 مليون شخص حول العالم.

  وُلد الروبوت الحواري شات جبتي  ChatGPT ) [1] ) في 30 نوفمبر 2022  وهو  متاح  في صيغته المجانية بمجرد إدخال كلمة عبور، و الملاحظ أنه  بإمكانه الإجابة عن أي سؤال تقريبًا وهو قادر على حل العديد من المشكلات في مجالات مختلفة.
ومع ذلك، فإن هذه الأداة تُثير جدلا واسعا اليوم، فدعونا نرى ما يعدنا به المتفائلون وما يحذرنا منه المشككون فبين الانبهار والرفض، لا يمكن بأي حال  أن يتركنا هذا الابتكار غير مبالين.

I-  -  الفوائد المتوقعة   

ماذا يمكن أن يقدم الذكاء الاصطناعي للبشرية اليوم و مستقبلا؟

أولاً-  يجب التأكيد على قدرة الذكاء الاصطناعي الاستثنائية على إنتاج النصوص والصور والفيديوهات والأصوات وبصفته نموذجًا لغويًا فهو مفيد في المهام الإبداعية وصياغة الملخصات.
وتتجلى فائدته على الفور، حيث يستخدمه معظم الناس في حياتهم اليومية دون أن يدركوا ذلك، مثل إرشادات  قوقل مابس
Google maps )  ) والتصحيح الإملائي وخدمة الترجمة.  Google Translate. ) ).

ثانيا -  في المجال التعليمي، يسعى المدرسون إلى التكيف مع هذا الواقع الجديد، وبدأ البعض في تقديم دروس حول الذكاء الاصطناعي و بالخصوص شات جبيتي (ChatGPT) حتى يتم استخدامه على  الوجه الأفضل.

 ثالثا -   تساهم هذه الأداة في توفير كبير للوقت، مثلا في تحرير المخطوطات. كما أنها تفتح آفاقًا جديدة في مجال البحث، خاصة للمتخصصين في الدراسات التاريخية.

رابعا - في المجال الطبي، يساهم الذكاء الاصطناعي بشكل كبير في تشخيص الأمراض.
ووفقًا للمختصين، فإن الذكاء الاصطناعي المخصص للتشخيص يحقق نسبة 85%
من الإجابات الصحيحة في التشخيص، مقارنة بنسبة 65% فقط للأطباء.
بالإضافة إلى ذلك، أثبت الذكاء الاصطناعي كفاءته في مهام البحث و في التحقق من المعلومات، وفي صياغة التقارير.

كما أن الذكاء الاصطناعي يولّد مهنًا جديدة تتعلق به، مثل الصيانة والأمن السيبراني والروبوتات الذكية.

 II-  - المخاوف والمخاطر

أولا - إن الفكرة السائدة اليوم هي أن الذكاء الاصطناعي يهدد الحياة الخاصة.
فالتقنيات التي يعتمدها الذكاء الاصطناعي تقوم  بجمع البيانات الشخصية و خزنها، ما يدفع البعض إلى تشبيه هذا الواقع بعالم رواية "1984" لجورج أورويل، حيث تسود المراقبة الشاملة، أو حتى بـ أجواء كافكا الكابوسية في روايته "المحاكمة".

  كما يخشى البعض من ظهور الروبوتات الذكية التي قد تتسبب في فقدان الوظائف.
و يرى هؤلاء أن الأتمتة التدريجية ستؤدي إلى إقصاء أعداد كبيرة من العمال، ما       يعزز فكرة "الاستبدال الكبير".

ثانيا-  انتقد  اللغوي نعوم تشومسكي الذكاء الاصطناعي ، و يرى أنه إن  تمتلك مهارات نحوية (Syntaxiques) لكنه يفتقر إلى الفهم العميق للمعنىSémantiques). )

ثالثا - المعضلة الأخلاقية
يكمن التحدي الأكبر في التهديد الذي يشكله الذكاء الاصطناعي على المستوى الأخلاقي.
فتشخيصه للأمور يعتمد على الخوارزميات وليس على الوعي أو المشاعر، مما يثير تساؤلات مقلقة حول كيفية التعامل مع خطاب غير بشري. فعلى سبيل المثال، في الموسيقى، من الصعب على الذكاء الاصطناعي أن يحل محل المؤلفين الموسيقيين، لأن التأليف الفني يتطلب اختيارات تعكس الإحساس العاطفي، بينما يعتمد الذكاء الاصطناعي على حسابات رياضية باردة. فالآلة ليس لديها قلب، ولا جسد، ولا مشاعر.

رابعا -   أخيرًا، يكمن الخطر الأكبر في استخدام الذكاء الاصطناعي في المجالات العسكرية، مثل إدارة الأسلحة النووية أو إنشاء الفيروسات الإلكترونية، حيث تسيطر الشركات العالمية الكبرى على هذا المجال.

 III-   الإنسان والآلة: مواجهة أم تعاون؟

يمكن تجاوز هذه المواجهة التقليدية بين الإنسان والآلة لصالح التعاون في إطار مقاربة اقتصادية وأخرى تقنية ، فمن المتوقع أن يكون عمل المستقبل هجينا، حيث لن يحل الذكاء الاصطناعي محل المصممين، لكنه سيدفعهم إلى التفاعل معه و لن يكون الإنسان سيدًا ولا عبدًا للآلة، بل زميلًا لها في العمل. إننا نعتقد أن هذه الأدوات التقنية يمكن أن تكون مفيدة للبشرية، شريطة أن يتم استخدامها بحكمة.

لطفي صواب متفقد عام للتربية متقاعد  

 تونس – فيفري 2025.

ترجمة المنجي عكروت ، متفقد عام للتربية و ابراهيم بن عتيق، أستاذ مميز.

للاطلاع على النسخة الفرنسية، اضغط ه نا.

 

 

 

 

 



[1]  ظهر ChatGPT لأول مرة في 30 نوفمبر 2022، وهو نموذج ذكاء اصطناعي تم تطويره بواسطة شركة OpenAI. تم إطلاقه كإصدار مبني على GPT-3.5، ثم تبعته تحسينات وتحديثات مثل GPT-4، الذي صدر في 14 مارس 2023.

 

منذ إطلاقه، شهد ChatGPT تطورات عديدة، مثل تحسين جودة الردود، دعم الصور والرموز البرمجية، وإضافة ميزات تفاعلية مثل التصفح الفوري للويب وتحليل البيانات

 

 

1 commentaire:

  1. Un sujet d'actualité ou plutôt futuriste . Mais l'école tunisienne déjà déstabilisée à maintes reprises et devenue un vaste champs d'expérimentation pour des innovations excessives serait-elle capable d'embrasser une autre ?
    Ceci dit, notre collègue A.Souab vient de nous faire revivre ces années folles nous rêvions d'une école moderne et capable de rivaliser celles des pays développés. Merci pour ce beau document sur l'intelligence artificielle qui est comme tu l'a très bien dit, une arme à double tranchant.

    RépondreSupprimer