dimanche 25 octobre 2020

الأخ محمد نجيب عبد المولى و ودادية متفقدي التعليم الثانوي

 


 

محمد نجيب عبد المولى

تفسح المدونة هذا الأسبوع المجال للصديق لزهر التونسي المتفقد العام للتربية والعضو السابق في مكتب ودادية متفقدي التعليم الثانوي ليقدم شهادة كتبها بمناسبة أربعينية فقيد المدرسة التونسية محمد نجيب عبد المولى .

وقد ركز السيد لزهر التونسي شهادته على جانب العمل الاجتماعي الذي اضطلع به الفقيد في نطاق نشاط الودادية سواء كعضو في البداية ثم كرئيس لها حيث ترك أطيب الانطباعات لدى زملائه  المتفقدين و ساهم في مزيد إشعاع إطار التفقد.

تجدر الإشارة - في خاتمة هذا التقديم - إلى أن الشهادة التي ننشرها اليوم قد سبق نشرها على الصفحة الشخصية لصاحبها وقد قبل مشكورا بأن تتولى المدونة إعادة نشرها في إطار تكريم روح الفقيد العزيز.

المدونة البيداغوجية.

 

 شهادتي حول مسيرة صديقي العزيز محمد نجيب عبد المولى رحمه الله في أربعينيته المنتظمة بصفاقس يوم 27/9/2020 "في ودادية متفقدي الثانوي"

في سنة 2004 و أثناء الاجتماع التأسيسي لنقابة متفقدي التعليم الثانوي بنزل أميلكار بتونس تناول الكلمة عدد كبير من المتفقدين للإشادة بدور سي نجيب كرئيس للودادية و الثناء عليه في خدمة زملائه و بعد بضع سنوات لما قرر فقيدنا العزيز مغادرة المسؤولية صلب الودادية وجد رضى كبيرا عن أدائه وقد ترجم هذا الرضى بإلحاح المنخرطين عليه ليواصل تحمل المسؤولية لكنه قرر أن يعود منخرطا قاعديا تساءلت بماذا نفسر هذه المكانة الكبيرة و الحظوة المتميزة ؟ و إجابة عن هذا السؤال أقدم المعطيات التالية عن مسيرته في الودادية لكن قبل ذلك سأقدم بسطة صغيرة عنها وهي التي تأسست في أواخر السبعينات للدفاع عن الحقوق المادية و المعنوية للمتفقدين في وقت كانوا يفتقدون فيه لهيكل نقابي و لرفض المركزية النقابية في ذلك الوقت انضواء المتفقدين في نقابة تدافع عنهم لذلك أسسوا ودادية قامت بهذا الدور لمدة تفوق 20سنة.

دور الأخ نجيب في الدفاع عن الحقوق المادية و المعنوية للمتفقدين

أهم عمل قامت به ودادية المتفقدين في ظل رئاسة سي نجيب هو إصدار قانون أساسي خاص بالمتفقدين سنة 2001 تعويضا لأمر 1973و قد أتى هذا القانون بمكاسب عديدة للمتفقدين أهمها تحقيق زيادة خصوصية بمقدار محترم كما أكد هذا القانون على الدورية السنوية لمناظرات الارتقاء المهني بعد أن كانت مناظرة الارتقاء تفتح بصفة غير منتظمة و قد عدت هذه المكاسب في ذلك الوقت اختراقا كبيرا رغم أن الودادية لا تتمتع بوسائل الضغط التي تتمتع بها النقابة و تحقق ذلك بفضل إشعاع رئيسها و حكمته و من الانجازات الكبرى التي تحققت في ظل رئاسة سي نجيب مراجعة كيفية سداد تكاليف التنقل و قد قاد المرحوم عملا نضاليا رائدا تمثل في مقاطعة التنقلات جهويا و وطنيا مما أجبر الوزارة على المراجعة فتضاعفت كلفة الكم حوالي ثلاث مرات و قد واكبت هذه المراجعة الترفيع في المنحة اليومية كما كان للفقيد دور مهم في تقدير حقوق المتفقدين المادية في الأعمال الظرفية التي يقومون بها سواء في تأليف الكتب المدرسية و تقييمها أو في المشاركة في المناظرات و الامتحانات الوطنية وهو عمل أتى بمكاسب هامة للإطار كما كان الأخ نجيب مدافعا شرسا عن المتفقدين في ضبط الخطط الجديدة المفتوحة للتناظر و في حركة نقل المتفقدين و في الدفاع عن الزملاء الذين تعرضوا لتتبعات تأديبية.

 

.

دور الأخ نجيب في الإحاطة بالمتفقدين اجتماعيا

دأب على تنظيم حفلات تكريم تليق بزملائنا المحالين على التقاعد أو المرتقين أو المحرزين على شهائد علمية و قد كانت هذه الحفلات تجلب عددا كبيرا من الزملاء و عائلاتهم و اتسمت بدوريتها رغم تعمد وزيرين أتحفظ عن ذكر اسميهما حجب المنحة في بعض السنوات سنة 1999 و سنة 2007

كما سعى لتقديم العون و المساعدة المادية للمتفقدين الذين مروا بظروف صحية عسيرة كما وقف مع عائلات المتفقدين الذين وافاهم الأجل ماديا و معنويا

دور الأخ نجيب في تأطير المتفقدين مهنيا

 

.

لما التحقت بسلك التفقد سنة 1991 لاحظت أن لفقيدنا العزيز إشعاعا كبيرا رغم حداثة عهده بهذا السلك الذي التحق به سنة 1988 و كان سعيه دؤوبا للنهوض بوظيفة التفقد و دعم مكانة المتفقد ضمن المنظومة التربوية وفي مطلع التسعينات من القرن الماضي انتخب بهيئة الودادية و على ما أذكر كان مسؤولا عن الندوات و الدراسات و بحكم هذه المسؤولية نظمت بصفاقس ندوة سنة 1993 بعنوان المتفقد و الإصلاح التربوي و من الأعمال التي كان الأخ نجيب محورها الأساسي تنظيم العديد من الندوات التي تهتم بالشأن التربوي و القضايا الراهنة في تلك الفترة إذ كانت تنظم في كل دورة انتخابية على الأقل ندوة و اتسمت هذه الندوات بحسن التنظيم و بمستوى علمي راق و بحضور مكثف من الزملاء المتفقدين كما كان حريصا على تشريك أطراف أخرى في هذا العمل مثل المعهد العربي لحقوق الإنسان.

 

 

 

 

 

 

 

و من مآثره رحمه الله العمل على تنظيم يوم دراسي لفائدة المتفقدين الجدد و كان يقدم خلال ذلك اليوم مداخلة بعنوان أخلاقيات المهنة و من خلال اتصالي بهؤلاء الزملاء وجدت استحسانا لديهم بهذا اليوم و بمداخلة أستاذنا سي نجيب

كيفية إدارة الاجتماعات في مختلف المستويات

بحكم عضويتي في هيئة ودادية متفقدي التعليم الثانوي شاركت في عديد الاجتماعات :

*في الاجتماعات مع الوزراء و المسؤولين الكبار كان الأخ نجيب حريصا على الإعداد الجيد لهذه الاجتماعات من ذلك عقد اجتماع بالهيئة في جل الأحيان و عندما يكون الملف ذا حساسية كبيرة ينظم اجتماعا عاما و إذا تعذر ذلك يرسل لكل متفقد استمارة لتبيان وجهة نظره في المسألة و كان يقدم خطابا في هذه الاجتماعات يتسم بالمعقولية و المسؤولية مما جلب له احترام كافة الوزراء و المسؤولين و يسلم خلال هذه اللقاءات ملفات أعدت بكثير من العناية و الجدية و المهنية و في ظل رئاسته و بفضل شخصيته الفذة أصبح إشعاع ودادية متفقدي التعليم الثانوي يتعاظم يوما بعد يوم .و بعد تركيز نقابة متفقدي التعليم الثانوي سلم للنقابة نسخة من هذه الملفات.

 

*في الاجتماعات مع المتفقدين وطنيا و جهويا كان يحسن الاستماع و يتبنى موقف الأغلبية و يسعى بكل جهده إلى أن يكون موقف الودادية مطابقا تماما لهذا الموقف

*وفي مؤتمرات الودادية الانتخابية لم يشكل يوما قائمة ولم يوص بالتصويت لفلان أو إقصاء علان و في هذا احترام كبير لزملائه المنخرطين

 

 

 

 

أما في إدارته لاجتماعات الهيئة فإنه كان يوزع المهام على الأعضاء و يمنحهم الثقة للقيام بالمهام المناطة بعهدتهم إذ كان رحمه الله يجيد إدارة المجموعات البشرية بكل تميز إضافة إلى حرصه الشديد على حسن التصرف في موارد الودادية المالية و قد لاحظت ذلك بحكم تولي مهام أمين المال.

لقد أعددت هذه الشهادة اعتمادا على ذاكرتي في جرد سريع لمآثر الفقيد و مناقبه و التي تفوق بكثير ما استعرضته إذ كان رحمه الله على قدر كبير من الحيوية و النشاط و الثبات على الموقف.

لزهر التونسي متفقد عام للتربية

صفاقس - 2020

للاطلاع على النسخة الفرنسية، اضغط هنا.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire