هادي بوحوش |
عرفت دورة 2017
بداية تطبيق النظام الجديد في احتساب المعدل النهائي لامتحان البكالوريا و
ذلك بإلغاء احتساب نتيجة المراقبة المستمرة بعد مرحلة انتقالية دامت دورتين 2015 و 2016، وقد أردنا في هذه
الورقة رصد أبرز نتائج هذا الإجراء الذي
رحبت به كل الأطراف ( باستثناء بعض التلاميذ وأصحاب المعاهد الخاصة) و انعكاساته على نتائج دورة 2017.
انطلقنا في دراستنا من تصريح خصّ به المدير العام
للامتحانات السيد عمر الولباني ذات يوم من شهر أوت 2016 الصحفية السيدة منية اليوسفي من
جريدة الصباح في سياق تعليقة على نتائج الدورة
المنقضية و الإعلان عن الإجراء الجديد و
انعكاساته المرتقبة وفي هذا المجال قدّر أنّ
التخلي عن احتساب المعدل السنوي في المعدل النهائي لامتحان باكالوريا 2017 لن يؤثر
كثيرا في النتائج النهائية و سيكون "الانخفاض
أو التراجع في حدود نقطتين اثنتين و
استبعد " السيناريوات الكارثية " التي تنبّأ بها بعضهم ودعم كلامه بإسقاطات و بيانات إحصائية، سنعرض في الجزء الأول
من هذه الورقة تلك الإسقاطات ثم نقارنها
بالنتائج الحقيقية المسجلة في الدورة الرئيسية جوان 2017 في الجزء الثاني ونختم بمقارنة النتائج
الجملية المسجلة حسب الأنظمة المتعاقبة
منذ دورة 2000.
I.
الإسقاطات التي قدّمتها الإدارة العامة
انطلاقا من نتائج الدورة الرئيسية
2016
شملت الإسقاطات
تلاميذ المعاهد العمومية فقط و
اقتصرت على الدورة الرئيسية واهتمت
بالنجاح والتأجيل و الرفض فكانت النتائج التالية:
جدول 1: نتيجة دورة 2016 بالنسبة
إلى المعاهد العمومية حسب مختلف السيناريوهات
النتائج الفعلية باعتماد 20 %
|
النتائج لو اعتمدت 25 %
|
الفرق بين الحالتين
|
اسقاطات في صورة إلغاء 20 %
|
الفرق بين النتائج الفعلية و الاسقاطات
|
|
الناجحون
|
38,77%
|
43,65%
|
-4,88
|
36,34%
|
-2,43
|
المؤجلون
|
36,04%
|
36,88%
|
-0,84
|
35,45%
|
-0,59
|
المرفوضون
|
25,19%
|
19,35%
|
5,84
|
28,03%
|
2,84
|
اعتمادا على الجدول السابق يمكن استخلاص النتائج
الموالية:
· نتج
عن التخلي عن آلية العشرين بالمائة تراجع بـنقطتين فاصل ثلاثة و أربعين في نسبة الناجحين المنتمين إلى المعاهد
العمومية و هي نتيجة سلبية و لكن يمكن
اعتبار هذا الأثرمحدودا كما قدّر ذلك
المدير العام خاصة عند مقارنته مع انعكاس حذف آلية الــ %25 حيث نسجل انخفاضا في نسبة الناجحين يقدر بحوالي 5 نقاط .
· قابل
تراجع نسبة النجاح ارتفاع بنفس القدر
تقريبا في صفوف المرفوضين ( قرابة 3 نقاط)
وهو ارتفاع يضاهي نصف الارتفاع الذي ينتج على التخلي عن الـــ %25.
· أما بالنسبة إلى المؤجلين فقد كان الأثر محدودا للغاية
( حوالى نصف نقطة) و هو الامر نفسه بالنسبة إلى حالة التخلي عن الــ %25.
إن الفارق بين أثر التخلي عن الــ %20 و أثر التخلي عن الــ %25 يفسر باختلاف
ظروف الاستفادة من نتائج المراقبة المستمرة فحين كان العمل قائما بآلية الــ %25 لم يكن هناك أية
شروط أو قيود تمنع المترشحين من الاستفادة من سخاء بعض المدرسين و بعض إدارات
المعاهد ( و بالخصوص المدارس الخاصة) وأورد المدير العام للامتحانات مثالا عن هذه الانحرافات
تمثلت في "حصول تلميذ بمعهد خاص على معدل سنوي بـ19.99 من عشرين ليظفر في
امتحان البكالوريا بمعدل لم يتجاوز3 من20" تغير الأمر مع آلية الــ %20 التي أرفقت بقيود وضعت
حدّا للتجاوزات حين ربطت الاستفادة من هذا الامتياز بعدم تجاوز الفارق بين المعدل
السنوي للمترشح و معدله في امتحان البكالوريا 3 نقاط و هو ما حدّ من عدد المستفيدين من الآلية الجديدة لذلك لم
يكن لأثر إلغائها الوقع الكبير.
II.
الدورة الرئيسية جوان 2017و مقارنتها بالإسقاطات و نتائج 2016
جدول2: مقارنة بين نتائج الدورتين الرئيسيتين
2016 و 2017 و الاسقاطات
نتيجة الدروة الرئيسة 2016 عمومي المسجلة
|
اسقاطات نتيجة الدروة الرئيسة 2016 دون الــ20%
|
نتيجة الدروة الرئيسة 2017 عمومي المسجلة
|
الفارق بين نتيجة 2017 و
الاسقاطات
|
الفارق بين نتيجة 2016و 2017
|
|
الناجحون
|
38,77%
|
36,34%
|
35,08%
|
-1,26
|
-3,70
|
المؤجلون
|
36,04%
|
35,45%
|
37,15%
|
1,70
|
1,12
|
المرفوضون
|
25,19%
|
28,21%
|
27,77%
|
-0,26
|
2,58
|
تُمكّن بيانات الجدول السابق من استنتاجين اثنين هما:
· أنّ
نتائج الدورة الرئيسية لسنة 2017 لم تكن بعيدة عن النسب التي أفرزتها الاسقاطات
فالفارق ضعيف لا دلالة كبرى له.
· و
لكن نتائج الدورة الرئيسية 2017 جاءت
بعيدة شيئا ما عن نتائج 2016 خاصة في مستوى نسبة الناجحين حيث سجلت تراجعا بقرابة
4 نقاط (-3,70) و في مستوى
المرفوضين إذ ارتفعت نسبتهم بنقطتين و نصف ( + 2,58) ، معنى ذلك أن هذا الفارق
لا يعود بالضرورة إلى مفعول إلغاء آلية ال20 % فحسب بل قد تكون بمفعول عوامل أخرى .
· آلية
25 % أدت إلى تضخم
اصطناعي للنتائج و أدت إلى انحرافات خطيرة
جدول3.: مقارنة نتائج دورات 2000و 2010
الناجحون
|
2000 قبل آلية 25 %
|
2010( آلية 25 %)
|
الفارق 2010.2000
|
|
عمومي
|
عدد
|
49667
|
77188
|
+27521
|
نسبة
|
61,33%
|
69,22%
|
+7.89
|
|
م.خاصة
|
عدد
|
4702
|
5974
|
+ 1272
|
نسبة
|
23,25%
|
28,43%
|
+5.18
|
|
مجموع الناجحين
|
عدد
|
54573
|
83215
|
28648
|
نسبة
|
52,29%
|
61,86%
|
+9.57
|
|
عدد الحاضرين
|
104361
|
134511
|
+30150
|
تم اختيار دورة 2000لأنها تأتي قبل دخول آلية% 25 و حتى قبل التفكير فيها
و دورة 2010 التي تعتمد آلية% 25 .
إنّ مقارنة النسب المسجلة في الدورتين ( لا نهتم هنا
بالأعداد المجردة لأن عدد المترشحين الحاضرين يختلف كثيرا بين الدورتين) تبيّن أن قرار إدراج احتساب نتائج المراقبة
المستمرة للسنوات الرابعة قد حقق أحد أهم أهدافه ألا وهو الترفيع في نسب النجاح
بإجراء إداري بحت : زائد قرابة 10 نقاط في
نسبة النجاح العامة ( + قرابة 8 نقاط في
العمومي و 5 نقاط في التعليم الخاص). و لكن هذا الارتفاع لم يكن يعكس تحسنا في
أداء المنظومة و لا نتيجة إجراءات بيداغوجية و قد أفرزت تلك الآلية ممارسات أضرّت بصورة شهادة الباكالوريا و أصبح المترشحون يقرأون ألف
حساب فيسعون إلى الحصول على معدلات سنوية مرتفعة لا تعكس مستوياتهم ( الهجرة نحو
المدارس الخاصة في السنة الرابعة، تضخيم الأعداد، تسجيل وهمي بالمدارس الخاصة...
كل أنواع التحيل استعملت )
·
تعويض آلية 25 % بآلية 20 % أتت أكلها : النتيجة تراجع في عدد الناجحين ونسبتهم.
جدول4: مقارنة بين نتائج دورة 2010 و دورة 2016
الناجحون
|
2010 ( آلية 25 %)
|
2016 ( آلية 20 %)
|
الفارق 2016.2010
|
|
عمومي
|
عدد
|
77188
|
55993
|
-21195
|
نسبة
|
69,22%
|
51,94%
|
-17,28
|
|
م.خاصة
|
عدد
|
5974
|
1638
|
-4336
|
نسبة
|
28,43%
|
9,57%
|
-6,05
|
|
مجموع الناجحين
|
عدد
|
83215
|
57714
|
-25501
|
نسبة
|
61,86%
|
44,88%
|
-16,98
|
|
عدد الحاضرين
|
134511
|
128583
|
-5928
|
الجدول السابق يقدّم
مقارنة نتائج دورة 2016 التي اعتمدت فيها آلية الـ20 %بنتائج دورة 2010 بالتمعن فيه يمكن التأكيد بأن الإجراء قد حقق
هدفه و هو منع فئة معينة من الحصول على الشهادة دون استحقاق و نقدر أنها فئة هامة قد تمثل النصيب الأكبر الفارق في عدد الناجحين
بين 2010 و2016 لأن تراجع نسبة النجاح بين الدورتين و عدد الناجحين لا يعود فقط
إلى تغيير آلية احتساب المعدل النهائي لامتحان الباكالوريا و سيتأكد لنا ذلك من
خلال الجدول الموالي.
·
مقارنة بين النتائج الجملية لدورتي 2000
و2017
جدول5: بيانات خاصة بالنجاح في دورتي 2000 و 2017
الناجحون
|
2000 قبل آلية
25 %
|
2017 ما بعد آلية 20%
|
الفارق 2017.2000
|
|
عمومي
|
عدد
|
49667
|
50324
|
657+
|
نسبة
|
61,33%
|
48,38%
|
12,95 -
|
|
م.خاصة
|
عدد
|
4702
|
1342
|
-3360
|
نسبة
|
23,25%
|
7,94%
|
-15,31
|
|
مجموع الناجحين
|
عدد
|
54573
|
51763
|
-2810
|
نسبة
|
52,29%
|
41,76%
|
-10,53
|
|
عدد الحاضرين
|
104361
|
123942
|
+19581
|
المحطة الأخيرة من هذه الورقة اهتمت بمقارنة نتائج دورة
2017 بنتائج دورة 2010 و اختيار هذه
السنة يبرّره أنها شبيهة بالدورة الأخيرة
من حيث آليات احتساب المعدلات و شروط النجاح و الإسعاف الأمر الذي يجعل المقارنة ممكنة .
إنّ أبرز استنتاج من خلال الجدول هو التراجع
الكبير في نسبة النجاح و في عدد الناجحين في دورة 2017 :
· فقد
تراجعت نسبة النجاح بـــ 15 نقطة في صفوف مترشحي المدارس الخاصة و بـ 11 نقطة بالنسبة
إلى المعاهد العمومية
و في الجملة فإن نسبة النجاح العامة قد خسرت 10 نقاط و نصف.
· تراجع
في عدد المتحصلين على الباكالوريا ( ناقص-2810) في دورة 2017
مقارنة بدورة 2000 على الرغم من الارتفاع في عدد المترشحين بقرابة الخمس (
زائد +19581).
إن هذا التراجع الهيكلي على مستوى المحطة الختامية للتعليم
الثانوي يعكس أزمة المدرسة التونسية و يخطئ من يفسّر ذلك بآلية احتساب المعدل النهائي لامتحان
الباكالوريا بل وجب تناول المسألة من عدة جوانب لإيجاد أسباب هذا الانهيار عندئذ
يمكن تحديد العلاج المناسب.
ملاحق .
جدول6: جدول تأليفي
الناجحون
|
2000
قبل آلية 25 %
|
2010
( آلية 25 %)
|
2016
( آلية 20 %)
|
الفارق 2010.2016
|
2017
|
الفارق 2016.2017
|
|
عمومي
|
عدد
|
49667
|
77188
|
55993
|
-21195
|
50324
|
-5669
|
نسبة
|
61,33%
|
69,22%
|
51,94%
|
-17,28
|
48,38%
|
-3,56
|
|
م.خاصة
|
عدد
|
4702
|
5974
|
1638
|
-4336
|
1342
|
-296
|
نسبة
|
23,25%
|
28,43%
|
9,57%
|
-6,05
|
7,94%
|
-1,63
|
|
مجموع الناجحين
|
عدد
|
54573
|
83215
|
57714
|
-25501
|
51763
|
-5951
|
نسبة
|
52,29%
|
61,86%
|
44,88%
|
-16,98
|
41,76%
|
-3,12
|
|
عدد الحاضرين
|
104361
|
134511
|
128583
|
2252
|
123942
|
-4641
|
جدول 7 : جدول تأليفي
2000
قبل آلية 25 %
|
2010
( آلية 25 %)
|
2016
( آلية 20 %)
|
الفارق 2016.2010
|
2017
|
الفارق 2017.2016
|
||
عمومي
|
عدد
|
49667
|
77188
|
55993
|
-21195
|
50324
|
-5669
|
نسبة
|
61,33%
|
69,22%
|
51,94%
|
-17,28
|
48,38%
|
-3,56
|
|
م.خاصة
|
عدد
|
4702
|
5974
|
1638
|
-4336
|
1342
|
-296
|
نسبة
|
23,25%
|
28,43%
|
9,57%
|
-6,05
|
7,94%
|
-1,63
|
|
مجموعالناجحين
|
عدد
|
54573
|
83215
|
57714
|
-25501
|
51763
|
-5951
|
نسبة
|
52,29%
|
61,86%
|
44,88%
|
-16,98
|
41,76%
|
-3,12
|
|
عدد الحاضرين
|
104361
|
134511
|
128583
|
2252
|
123942
|
-4641
|
منجي عكروت متفقد عام للتربية و ابراهيم بن عتيق أستاذ
متميز
تونس - جوان 2018
لمحة ذات
علاقة
هادي بوحوش و منجي عكروت :
هل تتحسّن جودة التعليم لو حذفنا نسبة الـ
25 % من امتحان البكالوريا ؟ المدونة
البيداغوجية 28/07/2014
http://akroutbouhouch.blogspot.com/2014/07/25.html
علي الرحموني : خواطر حول الطريقة الجديدة لاحتساب المعدّل السّنويّ في امتحان
الباكالوريا، المدونة البيداغوجية 19/10/2014.
http://akroutbouhouch.blogspot.com/2014/10/blog-post_27.html
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire