لأهل صفاقس
علاقة خاصة بالتعليم، فهو بالنسبة إليهم، الطريق الملكي للنجاح في
الحياة، يكنّ أهل صفاقس احتراما كبيرا
للمدرس وهو يبادلهم نفس الشيء. كنت أزور الصديق محمد بكور، مدير مدرسة، و مناضلا كبيرا، كانت
مدرسته تعدّ أقساما كثيرة ممّا
يعفيه من
القيام بالتدريس، رغم ذلك، منذ
بداية السنة الدراسية، كان، كل يوم، يأخذ المترشحين لمناظرة الدخول إلى السنة
الأولى من التعليم الثانوي ، ويقدّم لهم دروسا مجانيًا لإعدادهم للمناظرة، لم يكن
الوحيد في حالته.
في
القسم النهائي بأحد المعاهد الثانوية، مرض
أستاذ قبيل عطلة الشتاء، وقبل الذهاب في
إجازته، أبلغ تلامذته، أنه سيستغل العطلة لتعويض الساعات التي تغيّب عنها بسبب مرضه.
فقرّر الأولياء، الذين برمجوا قضاء العطلة في الخارج، إلغاء برامجهم رغم الحجوزات.
بالنسبة إلى أهل صفاقس، المدرسة تأتي قبل
أي طلبات أخرى.
ذات مرة، بينما
كنت بمدينة المنستير بمكتب الوالي، بحضور
بعض المسؤولين الجهويين، تمّ الإعلان عن نتائج مناظرة الدخول للسنة الأولى من
التعليم الثانوي و شهادة البكالوريا، وتصدّرت
صفاقس المرتبة الأولى من حيث عدد الناجحين و النسبة . حينها انتقد الوالي،
وهو مهندس و ساحلي الأصل متعصب لجهته، هذه
النتائج وادّعى أنها مزوّرة . كان عليّ أن أوضح له الأمر ،
باعتباري واليا سابقا بصفاقس وبحكم معرفتي الجيدة بسكانها ، وقلت إنني أشهد أن
نتائج الامتحانات كانت سليمة وأن أهل
صفاقس، بجدّهم وانضباطهم يستحقون المركز
الأول وأنه، من مصلحة سكان الساحل أن ينسجوا على منوالهم في جميع أنحاء الجهة، نحن شعب واحد، وعندما يكون البعض منا، أينما
كانوا، متفوقين و حققوا نجاحا أفضل علينا أن نفتخر
بهم و ننسج على منوالهم"
الهادي البكوش. بكل صراحة إصدار نشر الجنوب - أفريل 2018 صفحة
239
ترجمة المنجي العكروت متفقد عام للتربية متقاعد و
ابراهيم بن عتيق ، أستاذ مميز متقاعد.
تونس –
أكتوبر 2023
للاطلاع على النسخة الفرنسية
– اضغط هنا
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire