lundi 27 mai 2024

رحيل علم من أعلام التربية في تونس الأستاذ أحمد شبشوب.

 

 


د. أحمد شبشوب

بمناسبة مرور سنة على رحيل الأستاذ أحمد شبشوب الاختصاصي في علوم التربية وتكريما لروحه الطاهرة و اعترافا من المدونة لما قدمه الراحل من جليل الخدمات للمدرسة التونسية ننشر هذا الأسبوع الورقة التي نشرها السيد رياض بن بوبكر المديرالعام للبرامج والتكوين المستمر بوزارة التربية سابقا ، يذكر فيها جوانب من مساهمات سي أحمد في مجال تكوين متفقدي التعليم الابتدائي و المستشارين في الاعلام و التوجيه المدرسي والجامعي مما ساهم في توفير إطارات كان لها دور هام في تطوير المدرسة التونسية.

فشكرا لسي رياض على هذه الشهادة  و على السماح لنا بإعادة نشرها.

المدونة البيداغوجية – ماي 2024

 

 

 رحل يوم أمس الجمعة 5 ماي2023  فقيد التربية والتعليم في تونس الأستاذ الجامعي والخبير الدولي أحمد شبشوب الذي كان له الفضل في إعداد الموارد البشرية اللازمة لإصلاح 1991.وذلك بإحداث مسار تكويني لمتفقدي المدارس الابتدائية، هذا المسار الذي تحول لاحقا إلى أستاذية في علوم التربية التي غابت بعد إحداثها خلال السبعينات في عهد الوزير المرحوم أحمد بن صالح.

 

لقد أشرف الفقيد أحمد شبشوب لما كان مديرا للدراسات بالمعهد الأعلى للتربية والتكوين المستمر على إعداد كل مضامين التكوين الضرورية لممارسة مهنة التفقد بالابتدائي وممارسة مهنة المستشارين في الإعلام والتوجيه المدرسي والجامعي... ويعترف جل العارفين بأن هذا التكوين كان الأمتن والأنجع في تاريخ تكوين إطارات التربية ببلادنا بجمعه بين النظري والتطبيقي وبين الأكاديمي والعملي. وقد كان ذلك في إطار إستراتيجية وطنية قائمة على قناعة بأنه لا يمكن إنفاذ أيّ إصلاح تربوي دون إعداد الموارد البشرية لذلك ودون تأهيل حقيقي للفاعلين التربويين....

وقد كان الفقيد أحمد شبشوب أثناء فترة المرحوم محمد الشرفي رفقة ثلة من الجامعيين، أذكر منهم الأستاذ توفيق العيادي، ممن أسهموا في إحداث المعاهد العليا لتكوين المعلمين بداية التسعينات. وهي أول تجربة تكوين مدرسي الابتدائي سنتين بعد البكالوريا. وقد كان الفضل للفقيد أحمد شبشوب في تأطير المتدخلين البيداغوجيين في تلك المعاهد العليا التي تعتبر نقلة نوعية في تاريخ تأهيل مدرسي الابتدائي قبل مباشرة المهنة.

كما كان الفقيد أحمد شبشوب قريبا من مركز القرار حيث تولى مهمة مكلف بمأمورية بالديوان زمن الوزير عياض الودرني.

وقد كان في ذلك من بين المؤثرين في تحويل المعهد القومي لعلوم التربية إلى المركز الوطني للتجديد البيداغوجي والبحوث التربوية إيمانا من أصحاب القرار آنذاك بأنه لا إمكان لمنظومة تربوية أن تعمل بنجاعة دون تجديد متواصل وبحث مستمر....

وقد أتاح الأستاذ أحمد شبشوب رحمه الله بحكم علاقاته الدولية المتنوعة، اتاح للفاعلين التربويين التونسيين الاحتكاك المباشر بأسماء عالمية في البيداغوجيا والديداكتيك على غرار  أستولفي( ( Astolfi Develay) ديفلي و) وميريو ( (Meirieuوألتات ( Vergnaud)  فرنيو و (Altet)  وشارمو   ( Charmeux)و  هوساي  (Houssaye)و  بوفاي ( (Buffetوغيرهم كثير من الأكاديميين والباحثين الذين مكنوا الإطارات التربوية التونسية من مواكبة التطور العلمي في مجال التربية والتعليم من خلال تنظيم تربصات وحلقات نقاش وحوار بمشاركة هذه الأسماء وغيرها من المراجع التربوية على المستوى الدولي.

كما يحسب للفقيد أنه كان من أول الباحثين في تونس الذين أدخلوا مفهوم الديداكتيك إلى المشهد التربوي التونسي حيث تمكن من ربط علاقات مع مؤسسات جامعية دولية لتمكين عدد من الباحثين التونسيين من إتمام دراساتهم وإثراء المجال الأكاديمي و الجامعي التونسي في هذا الاختصاص بدراسات وكفاءات تونسية نفخر بها اليوم.

انسحب الفقيد أحمد شبشوب في السنوات الأخيرة من المشهد لاستيعابه حقيقة ترسخت في بلادنا وهي إقصاء الخبرات ونكران الجميل لمن مازالت الحاجة إليهم في وجهة نظر أو رأي أو خاطرة.....فرحل في صمت وهدوء كعادته حين يدخل قاعة الدرس وحين يغادرها....

رحمه الله رحمة واسعة ورزق أهله وأصدقاءه وأحباءه وكل من درسوا عليه جميل الصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه راجعون.

 

  رياض بن بوبكر ، مديرعام البرامج و التكوين المستمر سابق بوزارة التربية

للاطلاع على النسخة الفرنسية اضغط هنا

ماي 2023

 

 

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire