احمد شبشوب |
في الذكرى الأولى لرحيل الأستاذ أحمد شبشوب، الذي تُوفي يوم 6 ماي 2023، أنشر هذا التكريم كلمسة وفاء لروح الفقيد وعرفانا بما قدمه من عطاء وخدمات لأجيال من الطلبة والمُربين في مجال علوم التربية، حيث يُعتبر الفقيد من أبرز المؤسسين لهذا المجال في تونس. بل يمكن الإقرار مع الدكتور منور النصري، المتفقد العام للتربية، بأن"الأستاذ أحمد شبشوب هو مؤسس علوم التربية وتعلّمية المواد في المدارس التونسية..."كما جاء في مقال يحمل هذا العنوان.[1]
اعترافا له
بالجميل، سأذكر المراحل التي عشتها في
تجربتي مع كتابة مقال حول " استراتيجيات
التلاميذ في مواجهة الضغوطات المدرسية ، واستحضر ما حظيت
به من الأستاذ أحمد شبشوب من المرافقة
والتأطير،منذ اقتراحه تقديمي مداخلة حول الموضوع، باللغة العربية ولاحقا
بالفرنسية، إلى المشاركة في ورشة للتدريب على كتابة نص علمي قصير حتى يبلغ هذا النص شكله النهائي و الذي سيُنشر لاحقا بالمدونة
البيداغوجية .
بداية من الموسم
الجامعي 1999/2000 ، كان الفقيد أحمد شبشوب الأستاذ المشرف على إعدادي لرسالة
البحث من أجل نيل شهادة الدراسات المعمقة في علوم التربية وقد كنت، خلال فرص الحوارات معه،كثيرا ما استحضر
تفاعلاتي مع التلاميذ ضمن تجربتي المهنية كمستشار
في الاعلام والتوجيه المدرسي والجامعي. ساهمت تلك الحوارات معه في تثمين تجربة الجمع بين صفة الباحث وصفة الفاعل
التربوي المصغي للتلاميذ، وفي تحويل ممارستي المهنية إلى مصدر ثمين لجمع المعلومات عن الواقع النفسي والاجتماعي للتلاميذ وعن تفاعلاتهم مع الأطراف
التربوية المختلفة بالوسط المدرسي وخارجه. في هذا السياق، طلب مني الأستاذ أحمد
شبشوب، تقديم مداخلات حول مثل هذه المواضيع لفائدة المربين المشاركين في الحلقات
التكوينية التي كان ينظمها خلال العطل المدرسية بصفته رئيس الجمعية التونسية للدراسات
التعلمية ( ATURED). وكان أهم عنوان قدّمته في هذا الصدد "استراتيجيات التلاميذ في مواجهة
الضغوطات المدرسية". كان ذلك يوم 14
جويلية 2001 خلال الدورة السابعة للجامعة الصيفية (سوسة من 11 إلى 21/7/2001). بعدها طلب مني الأستاذ
أحمد شبشوب الترشح لملتقي دولي بالموضوع المذكور وتقديم مداخلة باللغة الفرنسية. وتم قبول مشاركتي في مؤتمر
دولي انعقد في قمرت أيام 1و2و3 نوفمبر 2001 حول " تقييم أنظمة وتمشيات
التعليم والتعلم" والمنظم من قبل المعهد العالي للتربية والتكوين المستمر
بجامعة تونس، وقسم علوم التربية بجامعة إيكس أون بروفانس بفرنسا، والجمعية
التونسية للدراسات التعلمية.وخلال الأسبوع الأخير من شهر ديسمبر 2001، نظم الأستاذ
شبشوب، في إطار مدرسة الدكتوراه بجامعة
تونس، "ورشة تدريب على كتابة نص علمي قصير باللغة الفرنسية"، وقد تضمنت الورشة
جانبا نظريا تمثل في مداخلة أولى للأستاذة البلجيكية كارولين شيبرس (Carolines Scheepers) من جامعة لياج ببلجيكا،
ومداخلة ثانية للأستاذ شبشوب.كما تضمنت الورشة جانبا تطبيقيا تمثل في المرافقة
والتدريب للمشاركين على الصياغة الدقيقة لمقالاتهم وفق الضوابط المنهجية الواردة في المداخلتين .
وفي نهاية هذه الورشة خرجتُ بالمقال المشار إليه أعلاه، الذي كان لاحقا أحد مكونات
الملف الذي ارتقيت به لرتبة مستشار أول في الإعلام والتوجيه المدرسي والجامعي بوزارة
التربية التونسية، أقدمه اليوم للمدونة البيداغوجية.
لا يفوتني أن أشير
، إلى تقليد هام كرّسه المرحوم
الأستاذ أحمد شبشوب وهواللقاءات المنهجية الدورية التي كان يُنظمها لفائدة الطلبة
المسجلين معه في رسائل بحث الدراسات المعمقة أو الدكتوراه، في أحد فضاءات المعهد
العالي للتربية والتكوين المستمر بباردو أو بأحد النزل بالعاصمة، كما أشير إلى ما وفرته
تلك اللقاءات في عديد المناسبات من فرص التحاور مع خبراء أوربيين في المجال
التربوي، ممّن كانوا يتوافدون على بلادنا في سياقات مختلفة، فقد كان المرحوم أحمد
شبشوب يحرص على أن نتعرف عليهم ونستفيد من علمهم وخبرتهم. أذكر منهم السيد مارسال
لوبران (Marcel Lebrun )
والسيد دينيس لوقرو ( Denis Legros ) وخاصة منهم السيدة فرانسواز كروس (Françoise Cros) الخبيرة الأوروبية
في التجديد التربوي، والتي بدأت حياتها المهنية مستشارة في التوجيه المدرسي
والمهني،واكتشفت من خلال إحدى اللقاءات معها،مجالا هاما ومركزيا في كل المهن
التربوية وهو "مجال تحليل الممارسات المهنية" وتعلمتُ منها أهمية "الكتابة
حول الممارسة المهنية كأداة لتطوير مهارات مهنية".[2]
رحم الله أستاذنا
الدكتور أحمد شبشوب، فقيد الجامعة التونسية..
د. مصطفى الشيخ الزوالي – باحث في علوم
التربية
تونس ، ماي
2024
للاطلاع علىالنسخة الفرنسية – اضغط هنا
[1]يمكن الاطلاع على المقال المذكور بموقع
"الحوار المتمدن"وعنوانه الكامل : "الأستاذ أحمد شبشوب مؤسس علوم التربية وتعلّمية
المواد في المدارس التونسية خلال الثمانينات من القرن الماضي."https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=796444
[2]وهو عنوان كتاب ضخم نشر تحت إشرافها ومتوفر بالرابط أسفله:
Françoise Cros, dir., Écrire sur sa
pratique pour développer des compétences professionnelles Paris,
Éd. L’Harmattan, coll. Action et Savoir-Recherches, 2006, 276 p.
https://journals.openedition.org/questionsdecommunication/7420
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire