الذكرى الخامسة لرحيل الهادي بوحوش أحد مؤسسي المدونة البيداعوجية - 28 أفريل 2017 - 28 أفريل 2022

 

.

الهادي بوحوش مرّت اليوم خمس سنوات  على رحيل رفيق الدرب و الصديق الهادي بوحوش أحد مؤسسي المدونة البيداغوجية ، رحل إلى عالم آخر والتحقت به منذ أيام أرملته المرحومة أمينة الطرابلسي. وفي  هذه الذكرى الخامسة من رحيل الأستاذ الهادي بوحوش تنشر المدونة شهادة حرص على تقديمها  الأستاذ راشد الدواري متفقد العام المدارس الإعدادية و المعاهد و المدير العام السابق للتفقدية العامة للتربية  بمناسبة  أربعينية الراحل  التي انتظمت في شهر جويلية  2017 بالمركز الدولي لتكوين المكونين و التجديد البيداغوجية  بحضور عائلة الفقيد و ثلة من أصدقائه وزملائه  ويسرد الأستاذ راشد في شهادته محطات عديدة جمعته بالهادي بوحوش . المدونة البيداغوجية - ماي 2022

 

 

إلى روح الفقيد الهادي بوحوش

تغمده الله برحمته الواسعة وأسكنه فراديس جنانه و إنا لله وإنا إليه راجعون

في هذه المناسبة الأليمة ترجع بي الذاكرة إلى فترة هامة من حياتي المهنية حين دخلت سلك التفقد البيداغوجي في مادة الإعلامية …

كانت بداية  هذه الفترة في سنة 1998 وكان إدراج مادة الإعلامية ضمن التعلُّمات بالثانوي في بدايته. فكان العمل على تدعيم ورعاية هذا الاختيار ويتطلب ذلك جهدا ودعما كبيرين وقد لمسنا هذا من طرف العديد من المسؤولين بالوزارة كان من بينهم السيد الهادي بوحوش المدير العام للامتحانات وبحكم إشرافنا على هذه المادة كانت لنا فرص كثيرة للعمل معه فتعلمنا عنه الكثير في التفكير والتسيير والجدية والصرامة وكيفية توفير سبل النجاح لعديد المسائل التي كانت تعترضنا في العمل فقد كان يواكب بنفسه الأنشطة الهامة في مادة الإعلامية وخاصة الامتحانات نظرا لحداثتها وخصوصيتها فكان حريصا جدا على نجاح هذا المسار.

ودائما في نطاق العمل معه كمدير عام للامتحانات وعند تكليفنا بتسيير مراكز إصلاح وتجميع وتوزيع لامتحاني التاسعة والباكالوريا لمسنا لديه سهولة ومرونة في التعامل زيادة على ما تقتضيه مثل هذه المهمة من دقة ومثابرة فإن بعض الجزئيات في التعامل هي التي تكشف معدن المسؤول وهنا أريد التنويه بالعطف الخاص الذي يكنه سي الهادي تجاه العاملين معنا في هذه المراكز وهذه من السمات البارزة التي لمسناها آنذاك لديه.

جانب آخر لا يقل أهمية ألا وهو تشجيعه ومواكبته للاولمبياد الوطنية الأولى في مادة الإعلامية وتوفيره الدعم المادي والمعنوي لمشاركة تونس في الاولمبياد الدولية في الإعلامية التي دارت بمدينة تمبرة بفنلندا سنة 2001 وكانت حافزا لنا لمواصلة المشاركة حتى فوزنا بالميدالية البرنزية لأول مرة سنة 2004 باليونان.

وعند توليه الإشراف على التفقدية العامة للتربية ازداد تعاملنا معه أكثر فأكثر حيث أصبح رئيسنا المباشر فنجحنا في تلك الفترة في تطوير مادة الإعلامية وتعميمها على المدارس الإعدادية وقد ساعدنا كثيرا ويسر لنا تعاملنا مع شتى الإدارات العامة الأخرى المهتمة بالموضوع لإنجاح هذا الاختيار الذي يعد تحد كبير على المستوى الوطني ونقصد بذلك تعميم تدريس الإعلامية في جل المستويات وإدراج تعلم الإبحار على شبكة الانترانت وإبراز وظائفها المختلفة لدى المتعلم وقد كان لذلك الأثر الكبير على تطور البلاد في المستقبل القريب.

كان سي الهادي مؤمنا بجدوى تعصير الإدارة باستغلال الإعلامية وقد طلب مني في ذلك الوقت إنجاز تطبيقة إعلامية تعتمد برمجية أكسال EXCEL)   ) لاستعمالها في متابعة الأنشطة المختلفة للمتفقدين واستخراج الرسوم الخاصة ببعض البيانات الإحصائية ومازالت هذه التطبيقة قيد الاستغلال إلى يومنا هذا.

 كان سي الهادي منخرطا تماما في عملية إدماج تكنولوجيا المعلومات والاتصال في التعلم وكذاك في الإدارة وقد كانت المدونة البيداغوجية  التي بعثها مع سي المنجي العكروت وما تحتويها من مراجع علمية وتاريخية ذات أهمية كبرى للمهتمين بالشأن التربوي.

راشد دواري - متفقد عام للتربية

تونس - جويلية 2017

للاطلاع على النسخة الفرنسية * اضغط هنا