الهادي بوحوش |
تتقدم المدونة البيداغوجية بالشكر إلى الإدارة
العامة التي وفرت لها البيانات الإحصائية التي مكنتها من انجاز هذه اللمحة كما
تتقدم بالشكر إلى السيد الحبيب السعدي الذي أنجز الخريطة المصاحبة .
|
تعريف الإسعاف بالنجاح : الإسعاف هو آلية معتمدة لانتشال مترشح ما والتصريح بقبوله رغم عدم حصوله على المعدل المطلوب أو على مجموع الأعداد الضروري للقبول في امتحان ما. وفي حالة شهادة البكالوريا التونسية فإن المعدل المطلوب هو 10من 20.
لمزيد من الإلمام بموضوع الإسعاف
يمكن الرجوع إلى اللمحة التي نشرت بالمدونة البيداغوجية يوم الاثنين 29 جوان 2014 تحت عنوان الاسعاف في البكالوريا (للاطلاع
على المقال اضغط على العنوان السابق)
يخضع
الإسعاف في امتحان البكالوريا إلى توفر 5 شروط وهي:
* الحصول في امتحان البكالوريا على معدل
يساوي على الأقل 9 من 20.
* أن لا يقلّ المعدل السنوي العام في السنة السابعة عن 10 من 20،
* أن يكون المعدل الحسابي لعددي المادتين المميزتين المتحصل عليهما في الامتحان لا يقل عن 9 من 20،
* عدم الحصول على 0 في إحدى المواد الإجبارية،
* حسن السيرة والمواظبة.
* أن لا يقلّ المعدل السنوي العام في السنة السابعة عن 10 من 20،
* أن يكون المعدل الحسابي لعددي المادتين المميزتين المتحصل عليهما في الامتحان لا يقل عن 9 من 20،
* عدم الحصول على 0 في إحدى المواد الإجبارية،
* حسن السيرة والمواظبة.
نصيب المسعفين بالنجاح مرتفع جدا.
لقد مثل
المترشحون الذين تحصلوا على شهادة البكالوريا بفضل آلية الإسعاف منذ دورة 2000 (
هي الدورة التي تتوفر لدينا معطيات دقيقة وكاملة) مجموعة كبيرة تناهز نصف الناجحين
( انظر الرسم أسفله)، ولئن سجلت دورة 2001 أدنى نسبة من المسعفين ( 17.88%) فهي حالة استثنائية لأن في بقية الدورات تجاوزت نسبة هؤلاء ذلك
العدد بكثير وقد سجلنا الرقم القياسي في دورة 2007 حيث بلغت نسبة المسعفين 44.4% .
رسم 1 : تطور نسبة المسعفين
الوضع في
آخر دورة ( دورة 2019)
4 ناجحين
من 10 صرّح بنجاحهم بفضل الإسعاف ( انظر الرسم أسفله)
رسم 2 : المسعفون والناجحون
باستحقاق (دورة 2019)
في دورة 2019 بلغ عدد الناجحين
بالإسعاف 23993 مترشحا من جملة 56695 ناجحا
وهو ما يمثل 42% ، نقدر أن هذه نسبة مرتفعة للغاية بما أن 4 مترشحين من بين
10 تحصلوا على البكالوريا بمعدلات تتراوح
بين 9 و 9.99 من 20 . إن هذه النسبة تمثل مؤشرا يُعبّر عن مدى جودة مخرجات
المنظومة التعليمية التونسية التي رفعت منذ منتصف التسعينات مع مشروع مدرسة الغد وحتى قبل ذلك بكثير شعار الجودة .
نسبة المسعفين تتفاوت من شعبة إلى
أخرى
رسم 3 : نسبة الإسعاف حسب الشعب في دورة 2019
تختلف
نسبة المسعفين من شعبة إلى أخرى اختلافا كبيرا ( 37 نقطة فارق بين النسبتين القصوى
والدنيا) وتسجل شعبة الاقتصاد والتصرف أعلى نسبة إذ يمثل المسعفون أكثر من نصف
الناجحين تليها شعبة الآداب بينما نجد أضعف نسبة مسعفين في شعبة الرياضيات دون 16%)).
يفسر هذا التفاوت بعاملين أساسيين
: يعود الأول إلى ملمح التلميذ في كل شعبة
إذ يعلم الجميع أن الشعبتين اللتين تسجلان أعلى نسب
الإسعاف تستقطبان إثر عملية التوجيه في السنة الثانية التلاميذ الأقل تميزا وذوي
الإمكانيات المتواضعة أما العامل الثاني فهو يعود إلى نوع الاختبارات وسُلّم إسناد
العلامات فاختبارات شعبتي الآداب والاقتصاد والتصرف تتطلب في غالبيتها مهارات تحريرية
كالفلسفة والعربية والتاريخ والجغرافيا في شعبة الآداب والتاريخ والجغرافيا
والاقتصاد في شعبة الاقتصاد والتصرف. زد على ذلك أن عامة مصحّحي هذه المواد
يعتمدون سلم أعداد بين 5 و 12 فتتجمع الأعداد المسندة بين 8 و10 وهو ما يضع عددا
هاما من المترشحين في منطقة الإسعاف.
إنّ الرسم 3 يمثل متوسط النسب
العامة التي تخفي فروقا هامة بين المندوبيات الجهوية للتربيّة ويُجسّد الجدول
الموالي تلك الفروق بين المستوى الأدنى والمستوى الأقصى مع ذكر المندوبية المعنية
. فقد تجاوزت النسبة القصوى من المسعفين
80% في شعبة الاقتصاد و التصرف بالقصرين وأكثر من 70 % في علوم الإعلامية بالقصرين أيضا و قرابة 80 % في شعبة الرياضة
بقابس.
جدول 1 : أعلى وأدنى نسب الإسعاف
(دورة 2019)
المندوبية
|
أدنى نسبة
|
المندوبية
|
أعلى نسبة
|
الشعبة
|
قابس
|
43.7%
|
القصرين
|
75.5%
|
الآداب
|
توزر
|
3.1%
|
القصرين
|
33.1%
|
الرياضيات
|
تونس 1
|
30.5%
|
قبلي
|
62.9%
|
العلوم التجريبية
|
صفاقس 2
|
39.9%
|
القصرين
|
80.1%
|
اقتصاد وتصرف
|
المهدية
|
21.9%
|
القصرين
|
59.6%
|
العلوم التقنية
|
سوسة
|
24.6%
|
القصرين
|
74.6%
|
علوم الإعلامية
|
المنستير
|
24.7%
|
قابس
|
76.3%
|
الرياضة
|
نسب الإسعاف تعكس التباين بين المناطق
الساحلية والمناطق الداخلية
إن
المتأمل في الجدول 1 أعلاه و في الرسم عدد 4 الموالي وفي الخريطة أعلاه يستنتج بسهولة غياب التجانس في أداء
المترشحين وفي نتائجهم وبأن شعار تساوي الحظوظ إنما هو شعار أجوف لا أثر له في
مستوى مخرجات المنظومة التربوية فإذا ثلث
المقبولين من ولاية أريانة فقط هم من الناجحين بإسعاف فإن ثلثي المقبولين في ولاية
القصرين قد نالوا شهادتهم بفضل الإسعاف.
رسم 4 : نسبة
المسعفين العامة حسب المندوبيات الجهوية للتعليم (دورة 2019)
يمكّن
الرسم 4 من استخلاص ملاحظتين تنبئان بأن الوضع يجب أن يثير الانشغال فالمجال
الوطني مقسم لدينا إلى 4 ولايات "محظوظة" نسبيا حيث تكون نسبة المسعفين
دون عتبة 35 % وهي ولايات أريانة وصفاقس والمنستير وتونس بينما نجد 11 ولاية
تتجاوز نسبة المسعفين فيها عتبة النصف وتتواجد جلها بالقسم الغربي للبلاد مثل
سليانة بالشمال الغربي والقصرين بالوسط الغربي وقبلي بالجنوب الغربي.
استنتاجات
لاختتام
هذه الورقة يمكننا أن نستخلص الاستنتاجات اللافتة
والمنذرة بالخطر على المنظومة التربوية :
أولا:
نلاحظ بأن آلية الإسعاف التي وجدت كإجراء استثنائي ووسيلة لتعويض آثار الكبوات
الاستثنائية التي قد تصيب بعض المترشحين النجباء يوم الامتحان ( إرهاق ، مرض ،
ارتباك...) أو لتصحيح انحراف عملية إصلاح
الاختبارات، قد أصبحت اليوم المسلك الأساسي للنجاح.
ثانيا :
إن رهان الجودة الذي رفع منذ أكثر من ربع قرن لم يتحقق وظل مجرد شعار.
ثالثا :
الشعار الآخر الذي يتحدث عن تساوي الحظوظ و ضمان النجاح للجميع قد لقي نفس حظ الرهان السابق فقد رفعه السياسي
لغايات سياسوية وعجزت البيداغوجيا عن تحقيقه وأبلغ دليل على ذلك هو الوضع الذي
وصفناه أعلاه.
المنجي العكروت متفقد عام للتربية
متقاعد وإبراهيم بن عتيق أستاذ أول مميز متقاعد
تونس جويلية 2020
[1] قرار من وزير التربية مؤرخ في 6 ماي 2015 و قرار من وزير التربية مؤرخ في 5 ديسمبر 2014
يتعلقان بتنقيح القرار المؤرخ في 24 أفريل 2008 المتعلق بضبط نظام امتحان البكالوريا.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire