مرّت اليوم ثلاث سنوات على رحيل رفيق الدرب و الصديق الهادي بوحوش أحد مؤسس المدونة البيداغوجية
وإحياء لذكراه تنشر البلاغ الذي نشرته منذ
ثلاث سنوات والذي تنعى فيه الفقيد كما تنشر الكلمة التي شاركت بها ابنته فائزة
أربعينية الفقيد التي انتظمت يوم 15 جويلية 2017.
وللتذكير فقد تقلد
المرحوم العديد من المناصب بوزارة التربية فقد عينه الوزير محمد الشرفي سنة 1989
مكلفا بمأمورية ليعتني بالمعاهد النموذجية وبالمسائل البيداغوجية ثم عينه مدير للبرامج سنة 1990 وقد استقال منه حيث عاد إلى الميدان والتفقد
البيداغوجي في اختصاص العربية وفي سنة 1994 دعاه الوزير حاتم بن عثمان لإدارة
الامتحانات حتى سنة 2000 حين كلفه الوزير
منصر الرويسي بالإشراف على التفقدية العامة للتربية وقد غادرها سنة 2007 ليلتحق
بديوان الوزير الصادق القربي مكلفا بالتنسيق بين الإدارات الجهوية للتربية.
لم تمنعه كل هذه المهام من مواصلة البحث العلمي الذي توجه سنة 1999 بنيل شهادة
الدكتوراه في اللغة والآداب العربية بكلية كلية الآداب و الفنون و الإنسانيات - منوبة
وكان موضوعها "نظـريـات اكتسـاب اللغة وتعلّمـهـا ووجوه تطبيقها 1999على العربيــة "
وقد قال فيها الأستاذ صلاح الدين الشريف ما يلي :أشرفت على العشرات والعشرات من
الأطروحات والرسائل، لكنني مع الهادي كنت أقرب إلى الصديق القارئ والناصح منّي إلى
المشرف الآمر والناهي. وأعتقد أنّ أطروحته في نظريّات التعلّم والاكتساب ما زالت
صالحة لتكوين المربّين لما تتميّز به من وضوح وتوثيق وتنظيم، لم أجد مثيلا له في
جميع الأطروحات والرسائل التعليميّة التي أشرفت عليها، أو شاركت في مناقشتها؛ وذلك
بدون أيّ استثناء رغم احترامي للكثير من الأعمال ورغم حبّي وتقديري للطلبة
الباحثين الذين أشرفت على أعمالهم".
نص البلاغ الذي
صدر يوم 28 أفريل 2017
تحتجب هذا
الأسبوع إصداراتها. لقد فقدت المدوّنة أحد مؤسّسيها بل المنشّط الرئيسي لها
المغفور له سي الهادي بوحوش الذي فارقنا يوم الجمعة 28 أفريل 2017 وترك في القلب
لوعة وأسى كبيرين. مصاب جلل لن تكون بعده مّنشورات المدوّنة البيداغوجية بنفس
القيمة في غياب قلم سي الهادي ولن تفي الكلمات بالحاجة في هذه الظروف
نم مطمئنّا
أيها الصديق العزيز تغمّدك الله برحمته الواسعة ورزقنا الصبر والسلوان. لن ننساك
أبدا، سوف تظلّ حيّا بيننا.
|
كلمة فائزة بوحوش ابنة المرحوم الهادي بوحوش بمناسبة أربعينية الفقيد
التي انتظمت يوم 15 جويلية 2017
|
فائزه بوحوش تتسلم ميدالية من يدي المدير العام للتفقيدية العامة للتربية تكريما لوالدها بمناسبة الاربعينية التي انتظمت يوم 15 جويلية 2017 |
سيداتي، سادتي، زملاء وزميلات، إخوة وأصدقاء أبي المرحوم الهادي بوحوش
الكرام،
أسمحوا لي في مستهل هذه الكلمة، أصالة عن نفسي
ونيابة عن عائلتي، أن أتوجه بجزيل الشكر والامتنان إلى نساء ورجال وزارة
التربية، الذين رغم تعدد مشاغلهم وتنوعها وكثرة التزاماتهم، أبوا إلا أن ينظموا
هذا اللقاء لتكريم أبي المرحوم الهادي بوحوش،و أخصّ بالذكر التفقدية العامة
للتربية و ودادية متفقدي التعليم الثانوي و إدارة هذا المركز الجميل التي احتضن
هذا اللقاء
كما أتقدم بجزيل الشكر وخالص الامتنان إلى كل
الحاضرين من متفقدين وأساتذة وإداريين، وكل من عرف من قريب أو بعيد الأستاذ
الدكتور الهادي بوحوش، كما أشكر جميع المتدخلين على شهاداتهم التي سلطت الضوء
على جوانب من شخصية والدي
سيداتي، سادتي
لي الشرف اليوم أن أتدخّل بكلمتي المتواضعة
هذه لأحدثكم عن الهادي بوحوش " الأب". وكم صعبت عليّ صياغتها، وما
عساي أقول في مثل هذه المناسبة، حيث تنهمر الدموع وتشحّ الكلمات.
كان الهادي بوحوش أبا هادئ الطبع، دائم
البسمة، محبّا للحياة ولعائلته وأبنائه، حريصا على وئام الحياة الأسرية
وتوازنها، سعى أن يكون أبناؤه في أحسن صورة: تربية وأخلاقا وعلما.
كان قليل الكلام، لكن كثير النصح. كان عادلا
بيننا،متفتّحا،متفهّما، ومشجعا لمبادراتنا.كان يحترم خياراتنا وقراراتنا، وينير
طريقنا بملاحظاته البناءة، كان أبا سخيّا، لم يحرمنا أبدا من شيء طلبناه، كما
كان جدّا مدللا لأحفاده الستة. لم يدّخر يوما جهدا ليوفر لنا الأساسيات بل وحتى
الكماليات.
كان حريصا على نجاحنا في الدراسة، ومتابعا عن
كثب لتدرّجنا، وموجها صائبا لاختياراتنا المهنية، كان موسوعتنا التي نلجأ إليها،
هو الذي سخّر حياته لقراءة الكتب، وعشق التدريس، وتفانى في خدمة التربية
والتعليم.
علّمنا حب العلم والتفاني في العمل.علّمنا
آداب وأصول النقاش، واحترام الغير وقبول الرأي المخالف، علّمنا الصدق في القول
والفعل.علّمنا الانضباط في المواعيد
والنظام في الحياة .علمنا القناعة والاعتماد على النفس.
ورغم صراعه الطويل مع المرض، كان أبي صبورا
وشجاعا حتى النهاية، يخفي ألامه الحادة ليطمئننا ولا يزعجنا.
رحل أبي في هدوء يوم الجمعة 28 أفريل 2017،
تاركا في قلوبنا حزنا ولوعة عميقين،
لقد علّمنا أبي كل شيء ما عدى كيف نعيش بعده
وبدونه. فإن كان الموت حقّ، يبقى الفراق
صعب، صعب !!!
إن حضوركم اليوم وتكريمكم لأبي المرحوم الهادي
بوحوش لا يزيدنا إلّا فخرا واعتزازا بوالدنا الحبيب الذي ندعو الله أن يتغمده
برحمته الواسعة، ويغفر له ، ويطيّب ثراه ويكرمه ويجعل قبره روضة من رياض الجنة .
أجدّد شكري الجزيل لكل من فكّر وساهم في انجاز
وإنجاح هذا اللقاء-التكريم. وأودّ توجيه شكر خاص للسادة المنجي العكروت وصلاح
الدين الشريف وفتوح داود وإبراهيم بن عتيق والهادي خليل لوفائهم وزياراتهم المتعددة
لأبي المرحوم خاصة خلال فترة مرضه الأخيرة، وأعتذر سلفا لكل من قد أكون سهوت عن
ذكره. والســــــــــــلام
فائزة ابنة المرحوم
الهادي بوحوش
تونس في 15 جويلية
2017
|
المنجي العكروت - ابراهيم بن عتيق
تونس - 2020
Pour
accéder à la version fr cliquer ici
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire