lundi 30 mars 2020

المدونة البيداغوجية في حداد



 
المغفور إليه وفقيد التربية الأستاذ أحمد الزغل الذي ولد بمدينة صفاقس في 29  جانفي 1924




فقدت المدونة البيداغوجية أحد أقدم مشجعيها وأصدقائها الأستاذ أحمد الزغل الذي فارقنا يوم السبت 28 مارس 2020.

كان سي أحمد يستقبلنا - أنا وصديقي المرحوم  الهادي بوحوش- في داره بحي ديار الأندلس رفقة زوجته السيدة رياض أو يلتحقان بنا بالمقهى كلّما سمحت الحالة الصحية لسي أحمد بذلك.وكانت تلك اللقاءات لحظات ممتعة لا تنسى وكانت بالنسبة إلينا فرصة لنتعلم الكثير عن تاريخ المدرسة والتعليم بتونس من شخص  كان من بين بناتها  فقد اختلط  اسمه بمعهد الحي الزيتوني بمدينة صفاقس الذي أصبح يحمل اسم معهد 15 نوفمبر أحدى قلاع التعليم بالمدينة والذي كان في تنافس مع قلعة أخرى وهي معهد الذكور في كل المجالات التعليمية والأنشطة الثقافية والرياضية. وقد احتضن هذا المعهد الشعبة العربية  المعروفة بالشعبة - ب- التي كانت تؤمن تدريس جميع المواد باللغة العربية والتي تخرج منها عديد الإطارات العلمية والدكاترة  والمهندسين والأطباء في شتى الاختصاصات.
وحين اطلع على المدونة وعلى أهدافها اقترح علي التحول إلى منزله بمدينة صفاقس للاطلاع على ما تحتويه مكتبته الخاصة التي بقيت هناك وتمت الزيارة  حيث اكتشفت ثروة لا تقدر تتكون من مناشير قديمة ومذكرات ودراسات  و محاضر وتقارير... وحين استأذنت منه لنسخها فاجأني سي أحمد بدعوتي إلى أخذها بشكل دائم قائلا إنها ستكون أكثر فائدة للأجيال القادمة أذا استطعت أن تستغلها بالمدونة.

كان تأثير هذه الحركة النبيلة على نفسي كبيرا لأنها تعبر عن مدى ثقة الرجل في شخصي وسعيت منذ ذلك اللقاء إلى أن أكون في مستوى هذه الثقة فقمت بنشر  بعض الوثائق كاملة واستعملت البعض منها في دراسات عديدة وبقيت لدي وثائق تنتظر دورها للنشر  منها دراسة قيمة حول تعريب التعليم  وهي الوثيقة الوحيدة التي حرص سي أحمد على الاحتفاظ بها وطلب مني أن أنسخها وأعيدها إليه .
ولكن مع الأسف منعه وضعه الصحي من مواصلة لقاءاتنا . لقد فقدت   المدرسة التونسية قامة ، رحم الله أستاذنا أحمد الزغل و في الأخير أضم صوتي إلى صوت تلميذه الصادق شعبان و"أتمنى أن نقيم له التكريم الذي يليق ... إخلاصا له ... وتذكيرا بعظمة ما قام به رجال الدولة الوطنية " .


المدونة البيداغوجية  -  مارس 2020


Pour accéder à la version FR, cliquer ICI


2 commentaires:

  1. الدهماني البناني30 mars 2020 à 03:30

    " ...من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه ، فمنهم من قضى نحبه ، و منهم من ينتظر ، و ما بدلوا تبديلا ..." صدق الله العظيم
    رحمه الله ...و دمت بخير سي المنجي .

    RépondreSupprimer
    Réponses
    1. شكرا سي الدهماني لا أراك الله مكروها

      Supprimer