lundi 30 avril 2018

إحياء ذكرى الأولى الفقيد الهادي بوحوش



 الهادي بوحوش 

28 أفريل 1917  - 28 أفريل 2018 مرت اليوم  سنة كاملة على رحيل الهادي بوحوش وو فاء لروحه  تخصص المدونة البيداغوجية التي ساهم في تأسيسها  و سهر على ديمومتها منذ أواخر عام 2013  ورقة هذا الاسبوع و ورقات  شهر ماي  لإحياء ذكراه  و ذلك بنشر شهادات أصدقائه و أحبابه التي قدموها أثناء الاحتفاء بأربعينية رحيله  الذي انتظم في شهر جويلية 2017 و سنبدأ بإعادة نشر خلاصة ذلك اللقاء  تيليها الشهادة التي قدمها صديق المرحوم و رفيق دربه الأستاذ محمد صلاح الدين الشريف.
رحم الله الصديق و الأخ الهادي و إنا لله و إنا إليه راجعون.
  

بتنظيم مشترك بين التفقدية العامة لبيداغوجيا التربية وودادية متفقدي التعليم الثانوي والمركز الدولي لتكوين المكونين والتجديد البيداغوجي، تم يوم السبت 15 جويلية 2017 تنظيم تظاهرة بمقر المركز الدولي لتكوين المكونين والتجديد البيداغوجي، الكائن بالبحيرة 2 في تونس العاصمة إحياء ذكرى وفاة الفقيد الكبير المرحوم الهادي بوحوش المدير العام السابق للإدارة العامة للامتحانات وللتفقدية العامة للتربية بوزارة التربية. وقد أصدر المركز الدولي لتكوين المكونين  بالتعاون مع المركز الوطني البيداغوجي بمناسبة هذه الذكرى كتيّبا اشتمل على برنامج التظاهرة وعلى مسيرة الراحل الكبير من خلال استعراض:
-         تدرجه في الوظيفة
-         شهاداته العلمية
-         شذرات من مشروع سيرة ذاتية شرع المرحوم في كتابتها بنفسه منذ حوالي سنة
-         شهادات كتبها بعض أصدقاء الفقيد وزملائه عند تلقيهم خبر وفاته
 انطلقت فعاليات التظاهرة  حسب البرنامج المسطّر على الساعة التاسعة  و النصف بحضور عائلة بوحوش ( أرملته يمينة و ابنه حسان و زوجته و ابنته فائزة وأقرباء لهم )   و بمشاركة عدد هام من زملاء سي الهادي و أصدقائه و تلامذته  و مساعديه  الذين عملوا معه  و حضر أيضا الوزير حاتم بن سالم و هو آخر وزير عمل معه سي الهادي قبل تقاعده .
و انتهت  التظاهرة  على الساعة الواحدة بعد الظهر و قد تداول على المنصة عديد الشخصيات  ليتحدثوا عن مناقب  الراحل حسب التسلسل التالي:
الافتتاح: قدّم السيد عادل الحداد المدير العام للمركز الدولي لتكوين المكونين والتجديد البيداغوجي كلمة أبّن فيها روح الفقيد مشيرا إلى أن الموت قد غيّب جسد الهادي بوحوش ولكنّ روحه ستظلّ ترافق كلّ أحبابه وأصحابه وزملائه وتلاميذه طيلة حياتهم وأنّ اسم الهادي بوحوش سيظلّ منقوشا في أروقة وزارة التربية وفي قلوب كلّ من عايشه وعرفه ورافقه وستبقى مسيرته المهنية والبيداغوجية والعلمية منارة يهتدي بها كلّ المربّين ودليلا حيّا على القدرة على العطاء والتفاني والتواضع والحكمة والنجاح. وأكّد أنّ الهادي بوحوش كان مؤمنا إلى حدّ النخاع بعظمة الرسالة التربوية وبأهمية التربية والمعرفة في بناء شخصية الإنسان المواطن وتنمية المجتمع. كما أشار إلى عظيم مساهمة الفقيد في مختلف الإصلاحات والإنجازات التربوية طيلة مسيرته المهنية والعلمية وكان عن جدارة واستحقاق عميد إطار التفقد البيداغوجي...

vكلمات المنظمين:
 السيد الهاشمي الزواوي المدير العام للتفقدية العامة لبيداغوجيا التربية:
 أبرز السيد الهاشمي الزواوي الدور الكبير الذي قام به الفقيد لتطوير سلك التفقد البيداغوجي وتدعيم مكانة التفقدية العامة للتربية والرفع من شأن المتفقدين. و كان دوما المدافع الصلب لمكانة المتفقد في المنظومة التربوية   و تخليدا لذكرى الرجل  أعلن السيد الهاشمي الزواوي تسمية قاعة الاجتماعات بالتفقدية باسم الهادي بوحوش كما تعتزم التفقدية العامة تنظيم أيام بيداغوجية سنوية  باسم الراحل  و  في ختام كلمته قدّم المدير العام للتفقديّة  ميداليّة للفقيد تسلمتها نجلته فائزة .
السيد سامي شبشوب رئيس ودادية متفقدي التعليم الثانوي: أشار إلى أهمية فترة رئاسة الهادي بوحوش للودادية     في نهاية الثمانينات و بداية التسعينات  و قد كان آنذاك حديث العهد بالتفقد  وكيف كان الفقيد طيلة ممارسته لمسؤوليات المدير العام للامتحانات وللتفقدية العامة للتربية حريصا على إشراك الودادية في كامل الاستشارات والمفاوضات الخاصة بقطاع التفقد وكيف ظلّ عضوا منخرطا وفاعلا في كافة أنشطة الودادية وجلساتها العامّة  وأكّد على أنّ اسم الهادي بوحوش الإنسان والمتفقد و المسؤول الإداري سيظلّ محفورا بأحرف من ذهب في تاريخ الودادية وفي قلوب كلّ المتفقدين.
إثر تلك الكلمة تولّى رئيس الوداديّة تقديم شهادة تقدير للعائلة ، كما تولّى المدير العام للامتحانات السيد عمر الولباني تقديم شهادة مماثلة للعائلة هديّة من الإدارة العامة التي أشرف عليها الراحل في نهاية التسعينات.

شهادات حية على مسيرة الهادي بوحوش المتنوعة:
صلاح الدين الشريف (أستاذ جامعي ورفيق درب المرحوم): الهادي بوحوش الباحث الأكاديمي
كان محمّد صلاح الدين الشريف الأستاذ الجامعي ورفيق درب المرحوم أوّل المتدخّلين بكلمة عن "الهادي بوحوش الباحث الأكاديمي". تركزت شهادة الأستاذ م.ص. الشريف على مسيرة الهادي بوحوش في البحث  وما اعترضها من عقبات عطلتها و أخرتها ، دون أن تثنيه عن إتمامها بمناقشة أطروحة دكتورا ذات قيمة فريدة في مجال نظريّة التعلّم والاكتساب اللغويّ، أكّد المتدخّل أنّها تستحقّ النشر والاستعمال في تكوين المكوّنين. هذا مع الإشارة إلى عشرات البحوث و الدراسات التي أنجزها الفقيد في المجال البيداغوجي.

محمد نجيب عبد المولى (متفقد عام للتربية ورئيس سابق لودادية متفقدي التعليم الثانوي): الهادي بوحوش عميد المتفقدين روحا وإرادة وفعلا :
 تناول الأستاذ نجيب عبد المولى - من خلال مواقف و وضعيات عاشها مع سي الهادي -   جانبا  آخر من شخصية الفقيد  ذلك الرجل الثابت على المبادئ   و المدافع الصلب وهو في مواقع عديدة من المسؤوليات في الوزارة على دور التفقد و مكانته في المنظومة التربوية التي لا يمكن أن تكون إلا مكانة مركزية ، فاعتبره لذلك  عميدا للمتفقدين بحق و مثالا و قدوة للإطار.


عمران البخاري (متفقد عام للتربية ومدير عام سابق للبرامج والتكوين المستمر): الهادي بوحوش ودوره في إصلاح 2002.
تطرقت شهادة السيد عمران إلى وجه آخر من شخصية الهادي بوحوش ذلك الرجل الفاعل رفقة مجموعة من الرفاق في إصلاح 2002  و أبرز خاصيتين ميّزتا الرجل  و هما الصرامة و الليونة فقد كان لا يساوم كلّما تعلّق الأمر بالمسائل الجوهرية و المبادئ  و الاختيارات الكبرى و مقابل ذلك كان مرنا كلّما تعلّق الأمر بالتمشيات و المسائل الجزئية.

فيصل الغول (أستاذ جامعي وزميل دراسة للفقيد): مواقف في حياة الفقيد.
اتسمت شهادة الأستاذ الغول بالطرافة و أدخلت مسحة من المرح فتعرض لفترة الدراسة الثانوية التي تميز فيها الهادي بتفوّقه  و شغف الهادي برياضة كرة الطائرة  و حذقها و للعلاقة التي نشأت  منذ تلك الفترة بين الهادي و بين عائلة الغول التي تبنته فكان يقضي عطلة نهاية الأسبوع في منزلها بضاحية حلق الواد و جزءا من العطلة الصيفية  بين أحضان تلك العائلة بمنزلها  بقرية رأس الجبل بعد زيارة عائلته بمدينة قفصة.

الجيلاني الدريدي (متفقد أول ومدير سابق للامتحانات المهنية بالإدارة العامة للامتحانات): الهادي بوحوش، الذهب لا يموت: إسهاماته على رأس الإدارة العامة للامتحانات.
تحدث السيد الجيلاني عن الهادي بوحوش المدير العام للامتحانات الذي عمل معه مدّة 6 سنوات و قدّم صورة رجل ذي كفاءة استثنائية  كانت له قدرة على الإصغاء و القيادة ، كما كانت تربطه علاقات حميمية بمساعديه و العاملين بالإدارة العامة  فكان حاميا لهم عندما يرتكب أحدهم خطأ    و يتحمّل هو بنفسه  ، لكلّ هذا  قدّم السيد الجيلاني شهادته بالقولة المأثورة " الذهب لا يموت' فبالنسبة إلى الهادي بوحوش هو قطعة  ذهب على قول المرحوم هاشم منصور مدير ديوان الوزارة الذي قال لفريق الإدارة العامة يوم تنصيب سي الهادي على رأسها : '' أقدّم لكم اليوم قطعة ذهب"
عمر بنور متفقد عام للتربية و مدير سابق للتفقدية العامة للتربية: اسهامات الهادي بوحوش على رأس التفقدية العامة
كانت شهادة السيد عمر بنور في الأصل ورقة أعدها لينشرها بالمدونة البيداغوجية  ركز فيها علي علاقته بالهادي بوحوش الطالب  حيث ربطتهما علاقة متينة منذ أيام الجامعة بقسم العربية  ثم افترقا بعد التخرج و التقيا مرة ثانية هيئة التفقد فقد شاركا و نجحا في نفس الدورة  في بداية الثمانينات  ثم جمعتهما التفقدية العامة بداية الألفين حين عين الفقيد على رئسها و كان سي عمر مدير الدراسات بها، و تحدث سي عمر على الجو المتميز الذي أرساه سي الهادي و توجه للفقيد قائلا له "    كان لزاما عليّ  أن "أذكر خصالا لازمتك لم تحد عنها طيلة هذه المسيرة وأهمّها احترامك للعلاقات الانسانيّة، والتزامك بالمسؤوليّة ودفاعك عن المتفقّدين، وتفانيك في العمل وتقدير عمل الآخرين، والحرفيّة في التّعاطي مع المسائل المختلفة، والجرأة في الصّدع بالرأي دون حسابات، والمنهجيّة الواضحة في التّعامل الإداريّ والمنهجيّة العلميّة في الجانب المعرفي "

شهادة الصحبي بوقرة (متفقد المدارس الإعدادية و المعاهد و أحد التلامذة المتفقدين بمركز تكوين المكونين في التربية بقرطاج كان الفقيد من بين مكونيه):
كانت لحظة مؤثّرة جدّا تلك التي  عرض فيها الأستاذ الصحبي شريطا  يظهر فيه الفقيد وهو يقدّم درسا من دروسه بمركز تكوين المكوّنين لفائدة التلاميذ المتفقدين  متبوعا بشهادة عن تميّز الهادي بوحوش المكوّن والمرافق والإنسان في قلوب التلاميذ المتفقدين.

منيرة الهمامي (متفقدة عامة للتربية): رسالتي للهادي، كتبت منيرة الهمامي رسالة  للصديق و الزميل  ذلك ''الفكر و العقل المتفوّق و الانسان المتفتح  ورجل الحوار و التجربة''  و المجاهد الباسل .

آمال البخاري (متفقدة عامة للتربية و المديرة العامة السابقة لمركز تكوين المكونين): كانت شهادة الأستاذة آمال شهادة موجزة أرادت من خلالها  إبراز المكانة الكبيرة التي كانت  لسي الهادي ( كما كانت تناديه رغم التقارب في الأقدمية و الرتبة)  في نفسها  بصفة خاصة و في سلك التفقد وفي حياة المتفقدين بصفة عامة.

عبد العزيز الجربي (متفقد عام للتربية ومدير سابق بالإدارة العامة للبرامج والتكوين المستمر):  مروءة الهادي بوحوش في التعامل مع المدرسين  
أوكلت للزميل عبد العزيز الجربي أصعب المهامّ في هذا الاحتفاء إذ كلّف بالحديث عن جانب من حياة الرجل لم يعايشه وهو علاقة الهادي المتفقد البيداغوجي في مادة العربية  بالمدرسين ، غير أن عبد العزيز قبل التحدّي و نجح فيه , فحدثنا عن مروءة  الراحل   وهي تعني "" حسب لسان العرب "كمال الرجولية" بمعنى كمال إنسانية الإنسان ". وقد وضع لها القدامى شروطا وأوجبوا لتمام المروءة "أن يكون الشخص عالما صادقا عاقلا ذا بيان''
و كان سي الهادي كلّ ذلك في تعامله مع المدرّسين  فقد كان يساعدهم  على " أداء واجبهم على الوجه المطلوب وتقديم عمل يفيد تلاميذهم ويرضي ضميرهم " كان  المرحوم من المتفقدين المجدّدين الذي ساهم في نشر بيداغوجية الأهداف في المدرسة التونسية حتى أصبحت منهجا معتمدا بصفة رسمية في إصلاح 1991  كما كان سي الهادي يؤمن ايمانا راسخا بدور المدرّس المحوري في العملية التربوية فكان يدافع على ضرورة إشراكه في التفكير التربوي  و دافع على  كرامة المدرّس التي يعتبرها  فوق كل اعتبار.
كلمة عائلة الفقيد: ألقتها ابنته فائزة بوحوش: الهادي بوحوش الأب.
بدأت فائزة بتقديم شكر العائلة و امتنانها  لكل الذين فكروا في تنظيم هذا الاحتفاء و الذين حضروه  ثم تحدثت عن الهادي الأب الذي رعى أبناءه  و بذل كلّ ما بوسعه لتربيتهم و الإحاطة بهم  .
وفي جوّ مفعم بالدموع رفعت بصرها إلى صورة والدها في القاعة وتوجهت له هامسة    "لقد ربّيتنا أحسن تربية وعلّمتنا كيف نعيش معك ولكنك نسيت أن تعلّمنا كيف نعيش من دونك"  و ختمت كلامها  بقولة الشاعر الفرنسي فيكتور هيقو :" لم تعد أين كنت و لكنك توجد في كل مكان أكون أنا فيه "
بلقاسم حسن : متفقد عام للتربية ونائب رئيس سابق لودادية متفقدي التعليم الثانوي
في الاختتام تولى   بلقاسم حسن إلقاء  قصيدة رثاء  لروح الفقيد بعنوان "يا من يعز علينا أن تفارقنا"  كان قد أعدها عندما وصله خبر رحيل سي الهادي الذي كان يعتزم زيارته في منزله عندما بلغه مرضه غير أن الموت كان أسبق.

بالقاسم حسن متفقد عام للتربية متقاعد و المنجي عكروت و ابراهيم بن عتيق



Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire