lundi 13 octobre 2014

لمحة: موجز تاريخ التفقّد البيداغوجيّ بالبلاد التونسيّة - الجزء الخامس: حصيلة واستشراف

بهذه الورقة  نتمّ اليوم سلسلة الورقات التي خصّصناها لتاريخ هيئة التفقد البيداغوجي بالبلاد التونسية . و باعتبارها خاتمة العمل، أردناها  بمثابة حصيلة تاريخ طويل لهيئة عريقة و كذلك للحديث عن آفاق و مستفبل إطار التفقد كما نتمنّاه.


القسم الأول : الحصيلة ، المكاسب  و المعيقات
1: مكانة متميّزة ودور رئيسيّ في المنظومة التّربويّة
عندما نتأمّل في تاريخ التفقد البيداغوجيّ بالبلاد التونسيّة، نتبيّنُ أنّ وزارة التّربية عوّلت في جميع الفترات، وبخاصّة في محطات الإصلاحات الكبرى، على كفاءة المتفقدين العلميّة والصّناعيّة وعلى خبرتهم، لإنجاز المهامّ الأساسيّة الخاصّة بالشّأن التّربويّ، من بينها:
-         صياغة برامج دراسيّة وطنيّة، تؤلفُ بين الحرص على الثقافة الوطنيّة وبين الاستفادة من تقدّم العلوم، ومجلوب المقاربات والمنهجيّات وطرائق التعلّم الجديدة،
-         وصناعة وسائل تعليميّة مجدّدة، تخدمُ التعلّم والتدريسَ معا، من كتب مدرسيّة ومساعدات تعليميّة ومعدّات بيداغوجيّة،
-          وتدريب المدرّسين المبتدئين وتعهّد المترسّمين، معرفيّا وبيداغوجيّا ومنهجيّا،
-         وإعداد اختبارات تقييميّة تضمَنُ قيمة الشّهادات الوطنيّة،
-          ورئاسة مراكز إصلاح اختبارات الامتحانات الوطنيّة والإشراف على اللجان المكلّفة بتقييم تحارير المترشّحين.
ومن جهة أخرى، وعلاوة على نهوضهم بالمهامّ التقليديّة، يضطلع سلكُ المتفقدين البيداغوجيّين، بانتظام، بدور أساسيّ في المجالات الآتي بيانُها:
-         بلورة الاختيارات الكبرى للمنظومة التعليميّة والإسهام في تصوّر الإصلاحات المتتالية، بدءا بالإصلاح التعليميّ لسنة 1958، وتجسيمها في خطط وظيفيّة، ومتابعة تنفيذها
-         انتداب المدرّسين منذ إرساء مناظرة الكفاءة لأساتذة التعليم الثانويّ سنة 1999[1]
-         الإشراف على عدد من الإدارات الجهويّة والمركزيّة([2]، من قبيل البرامج والتكوين المستمرّ والإدارة العامّة للامتحانات، والتفقديّة العامّة للتربية، والإدارة العامة للتعليم الابتدائيّ...
2. تحوّلات مهمّة في التنظيم والوظائف وطرائق الانتداب
في السّنوات الأخيرة، وفي سياق الإصلاح التربويّ الثاني لسنة 1991، شهد هذا السّلكُ، المشهودُ بأهمّيته وكفاءته، تطوّرا لافتا شمل مجالات عدّة، منها:
·       التنظيمُ الإداريّ بإنشاء هيكلّ مركزيّ خاصّ بسلك المتفقدين، سنة 1992 أطلق عليه " التفقديّة العامّة للتربية"، ويُدعى اليوم بحسب التنظيم الجديد لوزارة التربية " الإدارة العامّة للبيداغوجيا،" التي جمعت شمل المتفقدين، بعد أن كانوا موزّعين على إدارة التعليم الابتدائيّ وإدارة التعليم الثانويّ في مرحلة أولى، أي ما قبل 1976، وراجعين بالنّظر إلى إدارة التعليم الابتدائيّ وإدارة البرامج والتكوين المستمرّ بالنّسبة إلى هيئة التفقد بالمرحلة الثانويّة، حتّى بعث التفقديّة العامّة. وقد عُهد إلى هذا الهيكل الجديد بتنظيم نشاط هيئة التفقد ومتابعته وتقييمه، والسّهر على كافة شؤون المتفقدين وتأطيرهم في منطلق حياتهم المهنيّة، وقد وُفقت التفقدية العامّة، بالرّغم من المعطّلات والعراقيل، في جمْع شمل هذا السّلك وتوجيهه وجهة الحرفيّة،
·       تحرير القرار البيداغوجيّ لمتفقدي التعليم الابتدائيّ وتحقيق استقلاليته في مجال تقييم المعلّمين وإسناد الأعداد البيداغوجيّة، بعد أن كان العددُ يُعدّ مقترحا ينظر فيه المتفقد الجهويّ أو المندوب الجهويّ أو المدير المساعد للتعليم الابتدائيّ بالجهة فيقرّه أو يراجعه بالترفيع منه أو بتخفيضه،
·       الرّفع من المستوى الأكاديميّ للانخراط في السّلك، بجعل شهادة الأستاذيّة حدّا أدنى للالتحاق بسلك التفقد، ممّا لم يكن مضمونا قبل صدور القانون الأساسيّ لسنة 2001[3]  ،
·       مراجعة نمط الانتداب وأساليب الارتقاء، وذلك بإرساء نظام جديد في الانتداب ([4]، يقوم على إسداء تكوين متخصّص، بإحداث مرحلة تأهيل حضوريّ، مدّتها سنتان([5]، منذ 2003، تُناوبُ برامجُها بين فترات للتكوين النظريّ الأكاديميّ تجري بمركز التكوين وأخرى للتكوين الصّناعيّ التطبيقيّ تنجز على الميدان، ويلتحق بها النّاجحون في مناظرة خارجيّة بالاختبارات الكتابيّة والتطبيقيّة. وتبيّن دراسة محتوى البرنامج أنّ التكوين يركّز على مجالين رئيسييْن:
-         مجال المعارف ولغات التّدريس، ويخصّص له من التوقيت الجمليّ 30% بالنّسبة إلى الثانويّ و40 % بالنّسبة إلى الابتدائيّ،
-         والمجال الصّناعيّ والمهنيّ، ويخصّص له من التوقيت الجمليّ 70 % بالنّسبة إلى الثانويّ و60 % بالنّسبة إلى الابتدائيّ[6]
ثانيا: العراقيل  و المعيقات
لكنّ نقائص عديدة لا تزال تحولُ دون اضطلاع المتفقدين بوظائفهم المختلفة، على أحسن وجه، منها:
1.    على صعيد التنظيم الإداريّ، الغموضُ أو اللبْسُ الذي ما فتئ يكتنف مسألة السّلطة الإداريّة المشرفة على سلك التفقد البيداغوجيّ، وهي مسألة ينبغي، في نظرنا، معالجتُها وحلّها عمليّا وإجرائيّا على قاعدة إيجاد توازن مّا بين هياكل الإدارة المركزيّة ومشمولاتها ووظائفها، وبخاصّة التفقديّة العامّة للتربية أو الإدارة العامّة للبيداغوجيا التي ينبغي أن تكون سلطة الإشراف الوحيدة بالنّسبة إلى كافة المتفقدين ومختلف رتبهم، وبين الجهة أو المندوبية الجهويّة للتعليم ومشمولاتها باعتبارها مجال نشاط المتفقدين وتحرّكهم. أمّا الغموضُ المفتعل أو المتعمّد من مختلف الأطراف ذات العلاقة بوظيفة التفقد، فإنّه لا يخدم المصلحة الفضلى للبيداغوجيا، ولا يساعد إطار التفقد في النّهوض بمشمولاته في استقلال وفي تعاون مع مصالح الجهة الإداريّة.
2.    ومنها، على صعيد ممارسة وظيفة تفقد المدرّسين، غيابُ التوازن بين وظيفة المراقبة كما عرفها التفقد في صيغته الكلاسيكيّة وبين وظيفة المرافقة المؤمّل انخراط المتفقدين في خلفياتها النظريّة والعمليّة،
3.    ومنها غيابُ التوازن أيضا بين وظائف التصوّر والاستنباط ووظائف التنفيذ والمتابعة، علما أنّ التوازن هذا مطلبٌ عسيرٌ التحقيق لأنّ الوظائف المذكورة مختلفة الطبيعة. والمؤمّل إيجادُ ضرب من التوازن بين مختلف هذه الوظائف المعهود بها إلى سلك التفقد.
4.    ومنها، على صعيد انتداب المتفقدين، الاختلالات المميّزة لنظام الانتداب منذ 2003، بالرّغم من أنّه أفضل من النظم السّابقة له، والتي سنقتصر على ذكر اختلاليْن منها:
‌أ.        أوّلهما غياب التنصيص على سنّ قصوى لا يجوز للمدرّس الترشّح للمناظرة بعدها: فقد نصّ قرارُ تنظيم المناظرة على أقدميّة معيّنة، بحسب رتب المدرّسين، تخوّل المشاركة في المناظرة، لكنّه امتنع عن تحديد سنّ قصوى للالتحاق بمرحلة التكوين، رغم خصوصّية الوظيفة، ما جعل عددا من المترشّحين يُقبلون في المناظرة ويتابعون مرحلة التأهيل، وقد تقدّموا في السّنّ، حتّى إنّ بعضهم أحيل إلى التقاعد بمجرّد إنهائه مرحلة التكوين، أو باشر التفقد لأعوام قليلة، ما يعتبر هدرا وخسارة فادحة للنظام التربويّ.
‌ب.  وثانهما عدم اعتبار التاريخ المهنيّ والصّناعيّ للمترشّحين للمناظرة، ذلك أنّ تراتبيها لا تأخذ في الحسبان دراسة ملفّات المترشّحين الإداريّة والبيداغوجيّة دراسة معمّقة، فتنظر في تقارير الإرشاد والتفقد، وفي الأعداد البيداغوجيّة المسندة إليهم وتطوّرها، وفي المستويات والبرامج التي مارسوها، وفي ملاحظات الإدارة الجهويّة وآراء مديري المؤسّسات التعليميّة في خصوص احترامهم للقانون المدرسيّ والتزامهم بأخلاق المهنة...إنّ دراسة من هذا القبيل تزوّد لجان المناظرات، ولا شكّ، ببيانات مهمّة عن الخصال الشّخصيّة للمترشّحين وعن أدائهم الصّناعيّ ومرّدودهم التربويّ ومدى مشاركتهم في حلقات التكوين المستمرّ وأنشطة الحياة المدرسيّة. وفي المقابل، فإنّ غياب هذه البيانات المتعلّقة بالمسارات المهنيّة للمترشّحين تجعل لجان المناظرة تقتصر في تقييمها على نتائج الأداء الأكاديميّ، وقليل من الأداء البيداغوجيّ، مجسّما في إنجاز درس، ما يحرم أعضاءها من مؤشّرات تساعدهم في انتقاء العناصر ذوي الملامح القادرة على الاستجابة لحاجات التكوين في مجال التفقد. وتبعا لذلك، فإنّ مناظرة انتداب المتفقدين، في صيغتها الجديدة منذ 2003، ما سمحتْ بانتقاء أفضل العناصر الصّالحة لوظيفة التفقد، ولا استجابتْ في عديد الدّورات إلى حاجيّات الوزارة من المتفقدين الجدد، أي إلى المراكز المعروضة للتناظر بحسب الموادّ، فظلّ عدد من المراكز المعلنة شاغرا، ما ترتّب عليه مواصلة ارتفاع  ضعف نسب التغطية في عدد من الموادّ الأساسيّة ونقصٌ في التأطير البيداغوجيّ وخاصّة في المناطق النائية. زدْ على ذلك أنّ اختصار مدّة التكوين في سنة مدنيّة واحدة، بعد تعديل القانون الأساسيّ لسلك التفقد ما كان ليتيح سدّ ما في الملامح من ثغرات ونقائص.
5.    ومنها، على صعيد التكوين النظريّ،
‌أ.         الافتقار إلى مرجعيّة مهنيّة رسميّة[7] تحدّد الكفايات المنشود بناؤها، ويُكوَّن وفقها المترشّحون لمهنة التفقد أثناء مرحلة التأهيل، ثمّ يتابع طبقها نشاطُهم وتنظّم حلقات لرسكلتهم وتعهّدهم، ويقيّم أداؤهم، وتتمّ ترقيتهم، بعد مباشرتهم الوظيف. وعلى الرّغم من غياب المرجعيّة المهنيّة، فإنّ مركز تكوين المكوّنين في التربية بقرطاج أعدّ مرجعيّة لمرحلة التكوين، متداولة بين الأساتذة المكوّنين والتلامذة المتفقدين، وهي تمثّل جزءا من المرجعيّة المهنيّة الأمّ.
‌ب.  وتواضع جودة التكوين الأساسيّ المؤمَّن، منذ سنوات، بالمركز الوطنيّ لتكوين المكوّنين في التربية بقرطاج [8] من قبل أساتذة مُكوّنين مختصّين في علوم التربية. وبالرّغم من غياب تقييم موضوعيّ منشور للتكوين النظريّ المُسْدى، حسب علمنا على الأقلّ، فإنّ تواضع جودة التكوين، بحسب شهادات عدد من الخرّيجين ومن المشاركين في تأمين التكوين بالمركز، وبحسب انتمائنا إلى لجنة القبول لعدّة دورات[9] يمكن أن يُعزى بالأساس إلى كفاءة بعض المؤتَمَنين على التكوين النظريّ من جهة، وإلى قلّة درايتهم بوظيفة التفقد وتاريخه الماضي وحاضره، من جهة أخرى، وإلى طرائقهم في التدريس التي لا تناسب الجمهور المستهدف، ثالثا، ممّا جعل المتكوّنين يتذمّرون من نمط التدريس الذي لا يختلف عن الممارسات الجامعيّة القائمة اليوم، من تلقين وإملاء المحاضرات والخلاصات .
‌ج.    افتقار التكوين التطبيقيّ والصّناعيّ إلى التناسق، ذلك أنّ المؤطّرين بدوائر التفقد يختلفون خبرة وتكوينا، إذ يتمّ تعيينُهم من بين المتفقدين على قاعدة القرب الجغرافيّ من مواقع إقامة التلامذة المتفقدين الأصليّة، تخفيفا عليهم لأعباء التنقل والسّكنى، ينضاف إلى ذلك ضعفُ التشاور بين  صنفيْ المكوّنين، وغيابُ التنسيق بين سير التكوين النظريّ وتدرّج مسائله وسيْر التكوين الميدانيّ، وكذلك غيابُ برنامج موحّد للتأطير الميدانيّ وكرّاس شروط دقيق لكلّ اختصاص، ما يجعل المبادرة تعود إلى اجتهاد المتفقد المكلّف بالتكوين الصّناعيّ الميدانيّ، فلا تحصل الفائدة المأمولة من المراوحة المقرّرة بين التكوين الأكاديميّ والتكوين التطبيقيّ، بل غالبا ما يحصل تباعدٌ بينهما، فيحتار التلميذ المتفقد بين هذا وذاك.
ثالثا: آفاق المستقبل
من المؤمّل أن تنكبّ السُّلط المركزيّة الإداريّة والبيداغوجيّة، بالتعاون مع المتفقدين، على البحث عن حلول للمسائل والإشكاليّات المطروحة، منذ سنوات، والتي تهمّ مجالات التنظيم وتوازن الوظائف. ونظرا إلى أهمّية مسألة الانتداب والتكوين في ترسيخ عقلية الاحتراف، فنحن نودّ العودة إليها في هذه الفقرة لنُدْلي ببعض المقترحات في شأنها:
1.    ضرورة مراجعة شروط الترشّح لمرحلة التكوين، كي يتحقّق ترسيخُ احترافيّة المتفقدين المأمولة، وذلك:
‌أ.       بالتنصيص الصّريح في قرار تنظيم المناظرة الخارجيّة على سنّ قصوى لا يسمح للمدرّسين بالترشّح في صورة تجاوزها. يمكن أن تتراوح السنّ القصوى بين 35 و40 سنة. وسيُمكّن هذا الإجراء، إنْ تمّ اتخاذه، من استثمار مصالح الوزارة لما بذلته من جهد بإحداث مرحلة تكوين متخصّص في مجال التفقد ومن الرفع من أداء آلية التكوين.
‌ب.  بالتنصيص على وجوب دراسة ملفات المترشّحين الإداريّة والبيداغوجيّة والاستئناس بها عند انتقاء العناصر التي ستلتحق بمرحلة التكوين.
‌ج.   بالتنصيص على وجوب نجاح المترشّح للمناظرة الخارجيّة في عدد من الوحدات القيميّة يتابعها عن بعد، وفي الحصول على شهادة كفاءة في اللغات العربيّة والفرنسيّة والإنقليزيّة بالنسبة إلى بعض الاختصاصات أو الموادّ، وكذلك النجاح في مؤهّل في الإعلاميّة والتكنولوجيّات الجديدة.
‌د.       التنصيص على ضرورة إحراز المترشّح للمناظرة على شهادة علميّة تفوق الإجازة والأستاذيّة، ما يسمح بإسناد المقبولين في مرحلة التكوين شهادة من درجة أعلى.
2.    مراجعة برنامج التكوين النظريّ ووحداته، وذلك:
‌أ.       بإجراء تقييم معمّق للوحدات المقرّرة بتشريك المستفيدين منها والمكوّنين والمتفقدين المؤطّرين بالجهات والجهة الإداريّة المسؤولة عن هيئة التفقد البيداغوجيّ،
‌ب.  بتعيين الوحدات التي يمكن المشاركة فيها عن بعد وخارج فترة التكوين الحضوريّ،
‌ج.   بدعم التوجّه الرامي إلى تغليب التكوين الصناعيّ والتطبيقيّ، بحسب النسب المحدّدة في قراريْ تنظيم مرحلة التكوين،
‌د.      التخفيف من برنامج التكوين الحضوريّ وتحقيق التناسق بين مكوّنيْه النظريّ والميدانيّ، وملاءمته مع زمن التكوين.
3.     مراجعة معايير اختيار المؤطرين الميدانيّين بغاية انتقاء أكثرهم كفاءة وخبرة، ما يسمح بتأطير ذي جودة رفيعة، وتزويدهم ببرنامج تأهيل محدّد الأهداف والمراحل.
4.    تعزيز آلية الملفّ الشخصيّ للتعلّم PORTEFOLIO بإدراج بحث ميدانيّ يعالج فيه التلميذ المتفقد إحدى إشكاليات الدائرة التي أطّر بها، ما يساعده على التدرّب على منهجية البحث الميدانيّ في مجال التربية والتعليم.
الخلاصة
إنّ أسلاك التفقد البيداغوجيّ، وقد انخرطتْ في مسيرة الاحتراف، منذ إصدار القانون الأساسيّ لسنة 2001، وتعزّزتْ استقلاليتُها في مجال القرار البيداغوجيّ، ستظلّ الهيئة الضّامنَة لمنظومة تعليميّة عصريّة ومُحايدة، يضطلعُ فيها المدرّسون المحترفون بدور رئيسيّ، غايتُه تكوينُ النشْء التكوينَ السّليمَ، المركّزَ على مختلف أبعاد الشّخصيّة، المحترمَ لذات للمتعلّم، وللقيم الجماعيّة المتّفق عليها، ويضطلع فيها المتفقدون خاصّة بدور المرافق، لا المراقب فقط، الملتفت باستمرار إلى معاضدة المدرّسين في تنمية كفاياتهم العلميّة والتواصليّة والصّناعيّة، ممّا يكفلُ، بالضّرورة، التعليمَ الجيّد، والمواقفَ المتوازنة، ونحتَ كيان المواطن المتفاعل مع محيطه القريب والبعيد، والمؤثّر إيجابيّا في مجتمعه.


الهادي بوحوش والمنجي عكروت، متفقدان عامّان للتربية متقاعدان
 تونس سبتمبر 2014

                  Cliquez ici pour avoir la version FR   
 الورقات السابقة ذات العلاقة





 [1]  أحدثت هذه المناظرة بمقتضى قرار من وزيريْ التربية والتعليم العالي مؤرّخ في 16 جانفي 1999، يتعلق بضبط نظام مناظرات الكفاءة لأستاذية التعليم الثانويّ وبرامجها وموادّها وطرق فتحها. وقد نقحت أحكامُ هذا القرار عدّة مرّات، ثمّ ألغيت مناظرة الكفاءة وعوّضت سنة 2014 بمناظرة خارجيّة بالاختبارات لانتداب أساتذة التعليم الثانويّ وأساتذة التعليم الفنّيّ وأساتذة التعليم التقنيّ، وينظّمها قرارُ وزير التربية المؤرّخ في 21 مارس 2014 الصّادر بالرائد الرّسميّ عدد 23 بتاريخ 21 مارس 2014.

[2] أدار عددا من الإدارات الجهويّة المتفقدون محمد فيّالة ومحمد بولبيار وأحمد بن جميع والمنصف بوعبيد ومحسن المزغنّي ومحسن بن جماعة، وحسن قضّوم، والطاهر رمضان ومحمد الكرّو ومحمد صالح الشارني، وغيرهم كثير. وأدار عددا من الإدارات المركزيّة نخبة من المتفقدين: فقد أشرف على البرامج والتكوين المستمرّ السادة عبد العزيز بن حسن والمنصف بوعبيد ومحمود المصموديّ وعمران البخاري ومصطفى النيفر وعبد العزيز الجربي. وأدار الامتحانات السادة محمد الهادي خليل والصّادق قويدر وعبد المجيد الغربي والهادي بوحوش والمنجي عكروت. وأشرف على التفقدية العامة للتربية السادة مصطفى بن نجمة وعبد المجيد الغربي والهادي بوحوش، وترأس إدارات التعليم السّادة محمد القبّي ومحمد الخويني ومحمد الكرّو وعبد العزيز بن حسن ومحمد الهادي خليل ومحسن بن جماعة وعبد العزيز بن نجمة، وأدار المصالح المشتركة السيد عمر المجولي. وأدار المعهد القومي لعلوم التربية عبد المجيد عطيّة. ونكتفي بذكر هذه الطبقة من المتفقدين الذين بلغوا سنّ التقاعد، ونرجو للجيل الجديد من الإطارات التوفيق. كما نرجو المغفرة ممن سهونا عن ذكرهم.

[3]  راجع الأمر عدد 2348 لسنة 2001 المؤرّخ في 2 أكتوبر 2001 المتعلّق بضبط النظام الأساسيّ الخاصّ بسلك التفقد البيداغوجيّ بوزارة التربية. الرائد الرسميّ عدد 81 بتاريخ 9 أكتوبر 2001.
[4] قرار وزير التربية والتكوين المؤرخ في 18 نوفمبر 2003 المتعلق بضبط كيفية المناظرة الخارجية بالاختبارات للقبول في مرحلة تكوين لانتداب متفقدين للمدارس الإعدادية والمعاهد الثانوية الصادر بالرائد الرسمي عدد 95 بتاريخ 28 نوفمبر 2003.
وقرار وزير التربية والتكوين المؤرخ في 11 أكتوبر 2004 المتعلق بضبط نظام مرحلة تكوين متفقدي المدارس الإعدادية والمعاهد الثانوية بالمركز الوطني لتكوين المكونين في التربية.
 وقرار وزير التربية والتكوين المؤرخ في 18 نوفمبر 2003 المتعلق بضبط كيفية المناظرة الخارجية بالاختبارات للقبول في مرحلة تكوين لانتداب متفقدين للمدارس الابتدائية الصادر بالرائد الرسمي عدد 95 بتاريخ 28 نوفمبر 2003.
وقرار وزير التربية والتكوين المؤرخ في 11 أكتوبر 2004 المتعلق بضبط نظام مرحلة تكوين متفقدي المدارس الابتدائيّة بالمركز الوطني لتكوين المكونين في التربية.
[5] تمّ قصرُها على سنة واحدة دون دراسة أو تقييم  و ذلك سنة 2009 في عهد الوزير حاتم بن سالم,.

[6]  انظر ملحق برنامج مرحلة التكوين، فهو يتضمّن أهداف التكوين ومحاوره الكبرى مبوّبة إلى مجالات وكفايات.

[7] يوجد مشروع مرجعية مهنية أعدّته نخبة من المتفقدين في ملتقى وطنيّ عن التفقد والاحتراف نظمته التفقدية العامّة للتربية سنة 2004، وهو منشور ضمن أعمال الملتقى.
[8] يؤمّن التكوين الحضوري جامعيون ومتفقدون من مختلف الرتب، ويتولّى التكوين الميدانيّ متفقدون لا غير.
[9]  لجنة القبول المنصوص عليها بالفصل 18 من قرار تنظيم مرحلة التكوين المذكور سابقا وتضمّ ستّة أعضاء، هم المدير العام للمركز والمديرون العامون للتفقدية العامة للتربية والامتحانات والمرحلة الثانية من التعليم الأساسي والتعليم الثانوي ومنسق التكوين ومدرس مكوّن.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire