dimanche 6 juillet 2025

رسالة تربوية خالدة من الرئيس بورقيبة إلى الناجحين والمتعثرين- -25 جوان 1958

 

الحبيب بورقيبة

من أعماق الذاكرة التربوية التونسية، اختارت المدونة  البيداغوجية  مقتطف قصير من الخطاب ذ الذي ألقاه الرئيس الحبيب بورقيبة يوم 25 جوان 1958 بالمدرسة الصادقية بمناسبة اختتام السنة الدراسية.

 اخترنا هذا المقتطف  لأنه يحمل بُعدًا إنسانيًا وتربويًا لافتًا، يتوجّه فيه الرئيس إلى الناجحين وغير الناجحين على السواء، داعيًا إلى الاعتدال في الفرح والتواضع في النجاح، وإلى عدم الاستسلام لليأس عند الإخفاق.


إنّ هذه الرسالة تستحق أن تستعاد اليوم في خضمّ ما نلاحظه من تركيز مفرط على النتائج والجوائز، وغفلة عن القيم الحقيقية التي تُصنع بها الشخصيات المتوازنة.

إن ما يميّز خطاب بورقيبة، رغم بساطته الظاهرة، هو تلك النظرة التربوية العميقة التي تؤمن بأن المدرسة ليست مجرّد ساحة للترتيب والتصنيف، بل فضاء لبناء الذات وتنمية العزم وغرس القيم.


فمن جهة، كان الخطاب إشادة مستحقة بالمجتهدين دون أن تُفضي إلى الغرور، ومن جهة أخرى هو مواساة راقية للمتعثرين دون أن تُشعرهم بالدونية.

إنها رؤية تربوية تُعلي من شأن المثابرة وتُهوّن من فُرقة الترتيب، رؤية قد نفتقدها اليوم في الخطاب الإعلامي الذي يكاد يحصر النجاح في العلامات والجوائز.

أليس من الواجب أن نُعيد مثل هذه الرسائل إلى واجهة خطابنا التربوي

 

وفي هذا اليوم الذي تنتهي فيه السنة الدراسية وتوزع الجوائز على الأولين من الناجحين الذين يشعرون بالفخر والاعتزاز وهي مناسبة طيبة توجب علي أولا تهنئة الفائزين بفوزهم بما أهدي لهم من الكتب والجوائز وأتمنى المزيد من النجاح والتقدم إليهم، وثانيا التفكير في أمر الذين لم يقدر لهم النجاح والتحصيل على الجوائز، وقد يكون بعضهم هنا حاضرا والبعض قد تخلف خجلا و آسفا فأقول لهؤلاء أنّه يجب عليهم العمل والكدّ لأن النجاح في الحياة لا يتوقف على الرتب والجوائز. وكثير من العظماء والعباقرة كانوا متأخرين في رتبهم التعليمية، لهذا يجب أن لا يستسلموا لمركب النقص. وأقول للناجحين أنّه يجب أن لا يستسلموا هم بدورهم لمركب الغرور و"الدعوة"، وأدعو الطرفين إلى أن لا تكون الخيبة أو الفوز من أسباب الحسد والكسل والنفاق وألّا يكون ذلك مدعاة  للذغائن والأحقاد.

 وقد كنت شخصيا متأخرا عن زملائي ولم أحرز على الجوائز في بعض الأحيان ولم يقدر لي النجاح في بعض الامتحانات ولكن ذلك لم يقعد بي عن المثابرة والعزم ومن الممكن ان يكون ضمن الذين لم  يفوزوا النبغاء والمجيدون، فليس هناك قاعدة مطردة.

 

من خطاب الرئيس الحبيب  بورقيبة  الذي ألقاه  يوم 25 جوان 1958 بالمدرسة الصادقية بمناسبة اختتام السنة الدراسية .

للاطلاع على النسخة الفرنسية – اضغط هنا.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire