dimanche 20 juillet 2025

باكالوريا 2025: قراءة في نتائج أربع عشرة دورة 2014- 2025

 


مع اختتام موسم باكالوريا 2025 وقبيل دخول المدونة في العطلة الصيفية  ، وفي ظلّ الجدل المتصاعد حول واقع هذا الامتحان الوطني وآفاق إصلاحه، تبرز الحاجة إلى قراءة تتجاوز نتائج الدورة الأخيرة لتستشرف ملامح التحوّل خلال السنوات الماضية. وفي هذا الإطار، تقترح "المدونة البيداغوجية" على قرّائها الكرام قراءة موجزة لكن مركّزة في نتائج أربع عشرة دورة متتالية من باكالوريا تونس (2014-2025)، سعياً إلى رصد أبرز التوجهات وفهم المسارات الكبرى لتطوّر النتائج. إننا نعتقد أن هذه المقاربة الكمية، من شأنها أن تساهم في فهم أعمق للواقع وتوجيه أنجع للنقاش حول الإصلاح.

1- - نتائج الدورات الرئيسة ( انظر الرسم أدناه)

الملاحظة الأولى: يعكس المنحنى المتذبذب تفاوتًا واضحًا في النتائج من سنة إلى أخرى.

الملاحظة الثانية: سجّلت دورة 2021 رقماً قياسيًّا مزدوجًا، إذ حقّقت أفضل نسبة نجاح خلال الفترة (44.3%)، وحقّقت أكبر تطوّر مقارنة بالدورة السابقة (+16.57 نقطة).

 



2-  -  نتائج دورات التدارك (انظر الرسم أدناه)

الملاحظة الأولى:  حافظ المنحنى على الطابع نفسه من التذبذب، بما يدل على غياب الاستقرار، حيث تجاوز الفارق في بعض الدورات 10 أو 11 نقطة.

الملاحظة الثانية: سجّلت دورة 2022 أفضل نسبة نجاح (قرابة 51% ).

الملاحظة الثالثة: منذ دورة 2021 استقرّت نسب النجاح في دورات التدارك فوق عتبة 43% .



3-  -  مقارنة بين الدورات الرئيسية ودورات التدارك ( انظر الرسم أدناه)

  • الملاحظة الأولى:  خلال الدورات الأربع عشرة، غالبا ما تفوقت نسب النجاح في دورة التدارك على دورة المراقبة، وإن كان الفارق طفيفًا في بعض السنوات (بين نقطة و ثلاث نقاط مثلًا في سنوات 2015، 2021،  2024).
  • الملاحظة الثانية: باستثناء بعض دورات (2018، 2024، 2025)، اتخذت نتائج الدورتين الاتجاه نفسه: صعودًا أو نزولاً (مثل الانخفاض في 2015، 2019، 2020، والارتفاع في 2016، 2021، 2023).


 

4-  - النتائج النهائية (انظر الرسم أدناه)

الملاحظة الأولى : يعكس المنحنى العام تذبذبًا ملحوظًا في النتائج، وهو ما يعبّر عن غياب الاستقرار الهيكلي في النظام. ففي دورة 2015 سُجّل تراجع حاد بـ13.61 نقطة، بينما شهدت دورة 2021 قفزة بـ15.14 نقطة، أعقبتها انتكاسة بـ17.2 نقطة في دورة 2022.إن هذا التذبذب غير عادي في نظرنا و هو يعكس خللا هيكليا  و يطرح تساؤلات حول عوامل التأثير التي تتجاوز مجرّد مستوى التلاميذ إلى ظروف التنظيم والخيارات البيداغوجية.

 

 

ذ

 

 

  • الملاحظة الثانية:  من خلال تتبّع المنحنى (أنظر أدناه)، يمكن التمييز بين فترتين :

- من 2014 إلى 2020 : نسب النجاح دون عتبة 45%  ( باستثناء دورة 2014)

           - من 2021 إلى 2025: نسب النجاح تفوق غالبًا 50% (باستثناء 2022).

 


خاتمة

تُبيّن هذه القراءة، بالأرقام والمعطيات، أن نتائج الباكالوريا التونسية خلال أكثر من عقد ظلّت تتأرجح دون استقرار، ممّا يعكس أزمة عميقة في آليات التقييم عمومًا، ونظام الباكالوريا خصوصًا. ورغم بعض التحسّن الظرفي، بقيت نسب النجاح دون عتبة 60%، أي أن نسبة الإخفاق لا تزال مرتفعة ومكلفة تربويًّا واجتماعيًّا، وهو ما يستدعي مراجعة جدية لأهداف الامتحان وضوابطه وآلياته، ضمن رؤية إصلاحية شاملة.

 

 المنجي عكروت متفقد عام للتربية

تونس – جويلية 2025

للاطلاع على النسخة الفرنسية – اضغط هنا

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire