dimanche 24 décembre 2023

الاستشارة الوطنية حول إصلاح التربية والتعليم (2023)

 

 


أطلقت وزارة التربية القومية – تزامنا مع انطلاق السنة الدراسية 2023-2024 استشارة وطنية خاصة بمستقبل التعليم و التكوين في تونس وهي ليست الاستشارة الأولى في تاريخ النظام التربوي التونسي.




إن الاستشارة آلية مهمة تساعد على تقييم الوضع السائد و على وضع مخطط لإصلاحه وإكسابه مزيدا من النجاعة والفاعلية وبهذه المناسبة خصصت المدونة البيداغوجية  لمحة الأسبوع الماضي لاستعراض تاريخ الاستشارات التي عرفها النظام التربوي في تونس في العشريات الماضية ( للعودة لهذه اللمحة – اضغط هنا )  و تقدم المدونة هذا الاسبوع  بيانات حول آخر هذه الاستشارات .

 

بعض عناوين  مقالات نشرت حول الاستشارة

تونس: الاستشارة الوطنية حول إصلاح نظام التربية و التعليم .. نحو رؤية شاملة للإصلاح.

https://www.youtube.com/watch?v=wksc0a0Yhe4

الاستشارة الوطنية لإصلاح قطاع التعليم... هل ستنسج على خطى الاستشارة الإلكترونية ؟  نشر في 13 سبتمبر 2023

https://www.sonfm.tn/news/alastsharh-alwtnyh-lislah-qtaa-altalym-hl-stnsj-ala-khta-alastsharh-alilktrwnyh

إصلاح التربية و التعليم في تونس : الاستشارة و المناورة ( 17 أكتوبر 2023)

https://legal-agenda.com/author/mohammed-rami-abdel-mawla/

جدل حول استشارة إصلاح التعليم وسط مخاوف من التوظيف السياسي (6 أكتوبر 2023)

جدل-حول-الاستشارة-الوطنية-لإصلاح-التعليم-في-تونس https://www.alaraby.co.uk/society/

جدل كبير يرافقها:الاستشارة الوطنية للتعليم ...مشروع إصلاحي أم استنساخ للقديم ؟

مقالات-الصباح/71968-جدل-كبير-يرافقها-الاستشارة-الوطنية-للتعليم-مشروع-إصلاحي-أم-استنساخ-للقديم   https://www.assabahnews.tn/ar/

استشارة-وطنية-حول-التعليم-في-تونس-خطوة-لإنقاذ-القطاع-المتدهور  https://www.alarab.co.uk/

 

في شهر أفريل 2023، أعلن  رئيس الجمهورية عن  تنظيم استشارة وطنية حول إصلاح التربية والتعليم  ثم أعلن عن تركيبة اللجنة التي عهدت إليها مهمة إعداد مشروع نص الاستشارة و تتكون هذه اللجنة من  ممثلين عن وزارة التعليم العالي و البحث العلمي ووزارة التربية ووزارة الشؤون الدينية و وزارة التكوين المهني و التشغيل  و وزارة الرياضة و الشباب  ووزارة الثقافة و وزارة الأسرة و المرأة و الطفولة و كبار السن إلى جانب مختصين في علم الاجتماع ، وأوضح وزير التعليم العالي و البحث العلمي أن وزارته هي من تقوم بتنسيق أعمال هذه  اللجنة.،  و قد صرّح اثر انتهاء عمل اللجنة  أن ما قامت به  "هو عمل تشاركي بامتياز ساهم فيه عديد الممثلين عن الوازرات المعنية مباشرة بالشأن التربوي وخبراء في عديد الاختصاصات كالتربية والفلسفة وعلم الاجتماع وعلم النفس وغيرهم".[1]

‌أ.       هدف الاستشارة: من أجل نظام جديد للتربية و التعليم


حسب ما ورد في ورقة التقديم « تندرج هذه الاستشارة ضمن مسعى لإرساء رؤية شاملة لإصلاح نظام التربية والتعليم بمختلف مراحله ... و تهدف إلى التعرف على آراء التلاميذ والطلبة والمتكونين والمدرسين والأولياء وكلّ المهتمين بالشأن التربوي قصد تحديد التوجهات العامة المستقبلية التي من شأنها أن ترفع من أداء المنظومة التربوية في التربيّة والتكوين المهني والتعليم العالي فضلا عن تكريس مبادئ تكافؤ الفرص والتعلم مدى الحياة وتأمين استمرارية تنمية الكفاءات وفتح آفاق أوسع لتشغيل الخريجين ».

‌أ.       آلية الاستشارة:

 اعتمدت هذه الاستشارة على استبيان موجه للعموم عبر منصة خاصة و التي انطلقت يوم 15 سبتمبر 2023 و غلقت يوم 15 ديسمبر 2023.

تتكون هذه الاستشارة من 5 محاور  تتفرع إلى 19 سؤالا  مغلقة ، وهذه المحاور هي الآتية :

1- التربية في مرحلة الطفولة المبكرة و الإحاطة بالأسرة  ويضم 4 أسئلة .

2- برامج التدريس و نظام التقويم و الزمن المدرسي ويضم 5 أسئلة.

3- التنسيق بين أنظمة التربية والتكوين المهني و التعليم العالي والتكامل بينها ويضم المحور 3 أسئلة.

4- جودة التدريس والتكنولوجية الرقمية ويضم المحور 3 أسئلة.

5 – تكافؤ الفرص و التعلم مدى الحياة و ويضم المحور 4 أسئلة.

و تجدر الإشارة إلى أن كلّ المحاور كانت مرفقة بمجال حرّ حتى يتسنى للمشاركين  تقديم مقترحات أخرى حول المحور  و ذلك لتجاوز قصور الأسئلة المغلقة .

و اختتمت المحاور بمساحة حرّة حول إصلاح النظام التربوي  بصفة عامة  لكنها مساحة حرة موجهة ، إذ طلب من  المشاركين الإجابة عن  3  أسئلة  وهي :

- ما نحافظ عليه ( من الموجود) و نطوره؟

- ما نتخلى عنه ؟

- ما يجب أن نبدعه في علاقة مع خصوصيات المجتمع التونسي؟

ردود الأفعال و المواقف من الاستشارة

منذ الإعلان عن الاستشارة  تعددت ردود الفعل و تنوعت المواقف بين المثمن للاستشارة والداعم لها و بين المتحفظ  والرافض.

من بين الذين ثمنوا تنظيم الاستشارة نجد بطبيعة الحال، وزير التربية محمد علي البوغديري  الذي اعتبر أن" هذه الاستشارة خطوة نحو إصلاح منظومة التعليم والتربية، داعيا إلى المشاركة المكثفة والفاعلة في الاستشارة والتعبير عن الرأي، وتقديم المقترحات البناءة من أجل نظام جديد للتربية والتعليم يضمن مستقبلا أفضل للناشئة ويحقق عزة تونس ومناعة شعبها" و هو نفس الموقف الذي عبر عنه وزير التعليم العالي و البحث العلمي 

كما عبرت المنظمة التونسية للتربية والأسرة عن انخراطها في الاستشارة الوطنية حول إصلاح نظام التربية والتعليم واعتبرت بأن « المشاركة النوعية للمنظمة في الاستشارة ... واجب مؤكّد »، داعية كافّة هياكلها وإطاراتها ومنتسبيها إلى إيلاء هذه الاستشارة كلّ الجدّية والإدلاء بمقترحاتهم في مختلف بنود الاستبيان.»[2]

في المقابل عبّر عدد من المهتمين بالشأن التربوي عن تحفظاتهم، فقد كتب أ.ي. في العربي الجديد[3] ،  يوم 6 أكتوبر 2023، مقالا تحت عنوان : « جدل حول استشارة إصلاح التعليم وسط مخاوف من التوظيف السياسي» جمع فيه عددا من ردود الفعل منها:

- موقف المنظمة الدولية لحماية أطفال المتوسط التي أصدرت بيانا جاء فيه أنها قد «عاينت كمًا من الفوضى التي تصاحب هذه الاستشارة ما قد يفقدها قيمتها وجدّيتها...»، رافضة في هذا الإطار، تعليق الدروس في المؤسسات التربوية بحجة تنظيم يوم الاستشارة وإجبار التلاميذ على الحضور والمشاركة فيها».[4]

- موقف  ناجي جلول، وزير التربية  السابق ورئيس حزب الائتلاف الوطني التونسي الذي صرح"، بأن "هذه الاستشارة إهدار للوقت وللمال العام، لأنّه تمّ إنجاز حوار وطني شامل وعام بين الأساتذة والمعلمين والمربين والتلاميذ والأولياء والمجتمع لمدني والسياسي والنقابي، وشارك فيه جميع المتدخلين ونتائجه موجودة في مكاتب وزارة التعليم، أطنان من الاستمارات وقد تم تلخيصه في كتاب أبيض يتضمن التشخيص والحلول".

- موقف نقابات التعليم : عبّرت جامعة التعليم الأساسي عن رفضها للاستشارة  و دعت ،منذ انطلاقها، يوم 15 سبتمبر 2023 ، إلى  مقاطعتها  عن لسان الكاتب العام المساعد للجامعة العامة للتعليم الأساسي  الذي اعتبر أن الغاية من هذه الاستشارة “سياسية بحتة"[5] و أن الطرف السياسي أقدم على خطوة مرتجلة، معبرا عن تخوفه من أن يكون محتواها مجرد ذر رماد على الأعين لتمرير قوانين جاهزة مسبقا... وأنه لم يقع تشريك الطرف النقابي ولا أهل الاختصاص في إعداد محتوى هذه الاستشارة.

واعتبر الكاتب العام للجامعة العامة للتعليم الثانوي، لسعد اليعقوبي، اليوم الخميس 21 سبتمبر2023، أنّ الاستشارة الوطنية حول إصلاح التعليم لن تأتي بالجديد.  مضيفا  ... أنّ الاستشارة تتنافى مع الجهد الكبير الذي بُذل منذ 2015، إلى جانب عدم توفير إمكانات مادية كبيرة، وعدم إدماج المدرسين والفاعلين التربويين ضمن مشاريع الإصلاح. وشدّد على أنّ الإصلاح الذي لا ترافقه خطة حكومية لتمويل مجهود إصلاح التعليم، سيلقى مصير المحاولات السابقة نفسه.[6] ".

المشاركة في الاستشارة.




عند انطلاق الاستشارة لم نسجل إقبالا مكثفا، إذ لم يتجاوز عدد المشاركين  39 ألف شخصا،  فقد كتبت الصباح نيوز يوم 3 أكتوبر 2023  أنه " رغم مرور أكثر من أسبوعين عن انطلاق الاستشارة ما زالت نسبة المشاركة  ... ضعيفة مقارنة بعدد التونسيين المعنيين بها وهم البالغون 12 سنة فما فوق ... و المثير للانتباه إلى حد الآن، محدودية إقبال اليافعين والشباب على المشاركة فيها ، فقد مثلت نسبة المشاركين من فئة  العمرية 12-15 سنة 4.4 %  و الفئة العمرية 16-20 سنة 9.2 %."[7].

أمام هذا الوضع تحركت كل الجهات المسؤولة  ( رئاسة الجمهورية وزارة التربية و هياكلها المركزية و الجهوية و وزارة التعليم العالي و البحث العلمي ووزارة التكوين ...) و قامت بحملات تحسيسية لحمل السكان على المشاركة في الاستشارة .

فدعا  رئيس الجمهورية  - يوم الأربعاء 4 اكتوبر 2023 – خلال  اجتماع  حضره  وزير التربية ووزير التعليم العالي والبحث العلمي والرئيسة المديرة العامة للتلفزة التونسية والرئيسة المديرة العامة لمؤسسة الإذاعة التونسية.[8] إلى ضرورة أن يلعب الإعلام الوطني دوره في حث المواطنين على المشاركة في الاستشارة الوطنية حول إصلاح التربية والتعليم.

وبادرت وزارة التربية  بتنظيم  أيام مفتوحة  بالمؤسسات التعليمية  فعلى سبيل المثال قامت المندوبية الجهوية للتعليم بالمنستير، شملت هذه الأيام المفتوحة حول الاستشارة الوطنية أكثر من 320 مؤسسة تربوية عمومية من 2 إلى 7 أكتوبر لفائدة الإطارات التربوية والتلاميذ وأوليائهم، و تم وضع قاعات الإعلامية بمختلف المؤسسات التربوية على ذمّة الإطارات التربوية والتلاميذ وأوليائهم للولوج إلى منصة الاستشارة الوطنية[9] وقد انتقد العديد من النشطاء هذه المبادرة و خاصة ما اعتبروه تعطيلا للدروس و إجبار التلاميذ على المشاركة في الاستشارة .[10]

 

و قامت وزارة التكوين المهني والتشغيل هي بدورها بإطلاق حملات تحسيسية بمراكز التكوين المهني  و تنظيم ندوات تفسيرية وتحسيسية حول أهداف الاستشارة ومحاورها .[11]

و يوم 11 أكتوبر2023، أعلن وزير العليم العالي و البحث العلمي عن " انطلاق خطة على مستوى المؤسسات الجامعية لحث الطلبة على المشاركة في الاستشارة و وزعت المعلقات و الملصقات و المطويات كما وضعت مخابر الإعلامية على ذمة الطلبة  كما نظمت منابر حوارية.

هذا إلى جانب التعويل على الرسائل القصيرة التي أرسلت بكثافة إلى أصحاب الهواتف الجوالة و التي تواصلت دون توقف إلى يوم الخميس 13/12/2023 تدعو المواطنين إلى المشاركة في الاستشارة.

 

أمثلة من الرسائل القصيرة

يوم 28/11/2023 : شارك باختيارك تغير واقع و مستقبل صغارك

يوم 5 /12/2023: شارك، أعطي رأيك تنفع بلادك و أولادك

يوم 11/12/2023 : الاستشارة وسيلة  لتحديد انتظاراكم من إصلاح التعليم و التكوين المهني.

يوم 12/12/2023  إنت من الناس إللي تطالب بتغيير منظومة التعليم مالا شارك في الاستشارة و ابصم رأيك.

 

و قد أدت هذه التعبئة إلى ارتفاع عدد المشاركين بعد أيام قليلة من انطلاق مختلف الحملات، فبينما لم يتجاوز عدد المشاركين  من يوم انطلاق الاستشارة إلى 30 سبتمبر (أي خلال أسبوعين) 38340 مشاركا،  قفز عددهم إلى حوالي 70 ألف  في 4 أيام فقط ( بين 1 و4 أكتوبر2023.

غير أن العدد النهائي المعلن عنه يوم 19 ديسمبر 2023 على الساعة 12 والذي يقدربــ 580399 مشاركا يبقى متواضعا و دون انتظار  وزير التعليم العالي الذي قدر بأن عدد المشاركين سيتجاوز المليون ( عن مقال صدر بجريدة المغرب يوم 11/10/2023) [12]

 

في الختام تتمنى المدونة أن يكتب لهذه الاستشارة  النجاح و نحن في انتظار نتيجتها التي من المنتظر أن تنشر – حسب ما صرح به وزير التعليم العالي و البحث العلمي - في موفى شهر جانفي 2024[13] و نقترح أن تقدم النتائج حسب الفئات العمرية و حسب المستوى التعليمي و المهنة ... وغيرها من المعايير لأن النتائج الجملية لن تفيد كثيرا.

 

المنجي العكروت متفقد عام للتربية و ابراهيم بن عتيق أستاذ متميز

تونس – ديسمبر 2023-

للاطلاع على النسخة الفرنسية – اضغط هنا



[5] - جامعة التعليم الأساسي تجدد دعوتها مقاطعة المشاركة في الاستشارة الوطنية لإصلاح التعليم -   آخر تحديث 2023/12/12 17:00 نشر في 2023/09/15 16:19

https://www.sonfm.tn/news/jamah-altalym-alasasy-tjdd-dawtha-mqatah-almsharkh-fy-alastsharh-alwtnyh-lislah-altalym

[6] لسعد-اليعقوبي-استشارة-إصلاح-التعليمhttps://tunigate.net/posts/

[7] https://www.assabahnews.tn/ar  مقالات-الصباح/72853-الاستشارة-الوطنية-لإصلاح-التعليم-نسبة- -مازالت-ضعيفة-خاصة-في-صفوف-المراهقين-والشباب

[8] http://www.radiokef.tn/ رئيس-الجمهورية-يشدد-على-ضرورة-أن-يلعب-

[9] http://www.radiomonastir.tn/

[10] -3/10/2023   انتقادات-تطال-إجبار-التلاميذ-على-المشاركة-في-استشارة-إصلاح-التعليم-في-تونس/الترا-تونس/مجتمع/أخبارhttps://ultratunisia.ultrasawt.com

[12] شر-التقرير-النهائي-حول-مخرجات-الاستشارة-الوطنية-لإصلاح-نظام-التربية-والتعليم-نهاية-شهر-جانفي-2024

https://ar.lemaghreb.tn/ سياسة/المغرب-اليوم

[13]  أفاد وزير التعليم العالي و البحث العلمي  أنه سيقع مبدئيا نشر التقرير النهائي حول مخرجات الاستشارة نهاية شهر جانفي المقبل.

https://www.assabahnews.tn/ar

 

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire