dimanche 23 janvier 2022

مشروع المدرسة الأساسية الذي أعدته اللجنة الوطنية سنة 1984 ( الجزء الثاني)

  

 

الهادي بوحوش

تواصل المدونة البيداغوجية هذا الأسبوع  نشر التقرير الذي تتعلق بإرساء المدرسة الأساسية الذي أعدته اللجنة التي عهدت إليها مهمة تقديم تصورا متكاملا للمدرسة الأساسية سنة 1982 بتكليف من وزير التربية القومية في ذلك الوقت الأستاذ محمد فرج الشادلي ، وقد ترأس اللجنة التي بعثت في شهر ديسمبر 1982 المتفقد العام للتربية محسن المزغني و تواصلت أشغالها على امتداد السنتين الدراسيتين 1982/1983 و 1983/1984 وتمت المصادقة على المشروع في صيغته النهائية في الجلسة الختامية للجنة المنعقدة بنابل يوم 19 ماي 1984  ولكن  بقي التقرير برفوف الوزارة و لم يدخل حيز التجسيم لأسباب عديدة منها الذاتي و منها المادي


 

الباب الثاني : تصور نظام المدرسة الأساسية  

لقد رسم المخطط السادس المعالم البارزة لهذا النظام و يمكن تلخيصها على النحو التالي:

-       المدرسة الأساسية تمثل قاعدة النظام التربوي الجديد و تدوم الدراسة بها تسع سنوات مقسمة إلى ثلاث مراحل تضم كل منها ثلاث سنوات . و هذه المراحل ترعي نمو الطفل و تطور استعداداته الفطرية و تهيؤ كل منها إلى المرحلة الموالية.

-       المدرسة الأساسية  ليست بديلا للمدرسة الابتدائية و المرحلة الأولى من التعليم الثانوي أو المهني في الهيكل الحالي و إنما هي وحدة تعليمية قائمة بذاتها و لها غائياتها المستقلة عن غائيات الوحدة التعليمية الموالية فلا ينحصر دورها في الاعداد للتعليم الثانوي و بالتالي فإن التلاميذ الذين ينهون التعلم بها يحصلون على شهادة ختم الدراسة الأساسية.

-       المدرسة الأساسية تهدف إلى اعداد التلاميذ في نهاية السنة التاسعة إما للالتحاق بالتعليم الثانوي عن طريق المناظرة و إمّا للاندماج في الحياة العملية مباشرة أو عن طريق مؤسسة تكوينية مختصة في ذلك سيتمثل الدور الأساسي لوزارة الشؤون الاجتماعية و المؤسسات التكوينية التابعة لها في الاشراف على التدريب بالمؤسسات لكل التلاميذ الذين أنهوا التعليم الأساسي دون أن ينجحوا في الارتقاء إلى التعليم الثانوي و بتنظيم دورات تكوينية قصيرة تستجيب لحاجات ظرفية أو ترمي إلى إعطاء تكوين أدنى في بعض الاختصاصات و هذا هو ما جرت العادة على بالتكوين حسب الطلب ( وثيقة الاصلاح التربوي  ص 11 و 12)

-       المدرسة الأساسية تسمح هكذا بالزيادة في بقاء التلاميذ بالهياكل  التربوية  حتى يبلغوا قانونيا ونفسانيا سن العمل و بذلك فإنها تساعد على التنقيص من حدة الانقطاع على التعليم و تتيح للغالبية العظمي من التلاميذ امكانية التحصيل على مستوى أدنى من السيطرة على وسائل المعرفة و تسمح كذلك برفع المستوى التعليم للتلاميذ لحد التثبيت ، و بالفعل فإنها  بعملها على اجتناب العودة إلى الأمية لكل المنقطعين في سن مبكرة تزيد في قيمة الرصيد التعليمي الحاصل و تربع بذلك مردود النظام التربوي على الصعيدين الاجتماعي  و الاقتصادي وهي تسمح في النهاية بتهيئة التلاميذ تهيئة أفضل للدخول للحياة العاملة و ذلك بتعميم التدريب على الأعمال اليدوية و التقنية و تدعيمها ( وثيقة الإصلاح التربوي ص 5).

و ضبط المخطط أيضا في إطار هذا التصور عددا من الإجراءات العملية أهمها:

-       الشروع في تطبيق النظام الجديد بداية من السنة الرابعة ابتدائي مع اعتبار السنوات الثلاث الأولى آنذاك جزءا من المدرسة الأساسية.

-       التوقيت الجملي للمرحلة الأولى : 25 ساعة في الأسبوع.

-       التوقيت الجملي للمرحلتين الثانية و الثالثة : 30 ساعة في الأسبوع.

-       السعي إلى أن يكون معدل الدارسين بالقسم الواحد 30 تلميذا.

-       السعي إلى أن تخصص للأشغال اليدوية ساعتان بالأسبوع بالسنتين الخامسة والسادسة و أربع ساعات في الأسبوع في المرحلة الثالثة.

و التزمت اللجان التي أعدت هذا المشروع بالمعالم و المعطيات المشار إليها على أنها سرعان ما تفطنت إلى أن تجسيم تصور المدرسة الأساسية يتوقف على اختيار اللغة التدريس.

و نالت هذه المسألة - التي ترجع في الواقع إلى الاختيارات القومية - حضا كبيرا من الاهتمام و النقاش، و كان الرأي السائد في إطار اللجان أن لغة التدريس - أي تدريس جميع المواد بما فيها العلوم - التي تستجيب لأهداف التعليم الأساسي إنّما هي اللغة العربية.

أمّا عن اللغة الثانية التي تستجيب لهدف التفتح على العالم الخارجي فقد مال الكثيرون إلى اختيار اللغة الأنقليزية باعتبارها أكبر استعمالا و مواكبة للعصر إذا ما قورنت بغيرها و هو اختيار يعسر تطبيقه على المدى القصير نظرا للروابط الحضارية و الثقافية التي ربطتنا منذ  أكثر من قرن باللغة الفرنسية لكنه جدير أن يؤخذ به على المدى المتوسط أو البعيد إذ يبدو إيجابيا أن نفكر من الآن في إعداد العدة لاختيار اللغة الأكثر نجاعة في بلوغ أهدافنا.

و نظرا لذلك يبدو أنه لا مناص في المدى القريب من مواصلة تدريس الفرنسية كلغة ثانية بالتعليم الأساسي . و قد أرجئت بداية تدريسها إلى السنة الرابعة حتى يتمكن الطفل قبل مواجهة دراسة اللغة الأجنبية من مسحة كافية لامتلاك لغته القومية.

و على ضوء كل ما تقدم وقع النظر في بلورة نظام التعليم الأساسي حسب الأبواب التالية:

      I.            الأهداف

    II.            الاتجاهات العامة للبرامج

 III.            التوقيت

IV.            الهياكل

  V.            الإطارات

VI.            التراتيب المدرسية

 

انتهى الجزء الثاني - يتبع للعودة إلى الجزء الأول، اضغط هنا

المصدر : وثيقة داخلية مرقونة وغير منشورة

المنجي العكروت  متفقد عام للتربية

تونس - جانفي 2021

الاطلاع على النسخة الفرنسية اضغطهنا

  

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire