dimanche 30 janvier 2022

مشروع المدرسة الأساسية الذي أعدته اللجنة الوطنية سنة 1984 ( الجزء الثالث)

 


الهادي بوحوش

تواصل المدونة البيداغوجية هذا الأسبوع التقرير الخاص ببعث المدرسة الأساسية الذي أعدته اللجنة التي عهدت إليها مهمة تقديم تصورا متكاملا للمدرسة الأساسية سنة 1982 بتكليف من وزير التربية القومية في ذلك الوقت الأستاذ محمد فرج الشادلي ، وقد ترأس اللجنة التي بعثت في شهر ديسمبر 1982 المتفقد العام للتربية محسن المزغني و تواصلت أشغالها على امتداد السنتين الدراسيتين 1982/1983 و 1983/1984 وتمت المصادقة على المشروع في صيغته النهائية في الجلسة الختامية للجنة المنعقدة بنابل يوم 19 ماي 1984  ولكن  بقي التقرير برفوف الوزارة و لم يدخل حيز التجسيم لأسباب عديدة منها الذاتي و منها المادي.

      I.            الأهداف

1.   ملامح خريجي المدرسة الأساسية

‌أ.       الملامح الأخلاقية

أن تكون شخصية التلميذ متوازنة تضمن له الصحة النفسية و الاجتماعية و ذلك:

-       بغرس الخصال و العادات المنسجمة مع القيم العربية الاسلامية

-       بتعميق شعور الانتماء إلى وطنه بما يضمن وعيه بحقوقه وواجباته كمواطن مع التفتح على الحضارة الانسانية.

-       بتدريبه على الحرية المسؤولة قصد إعداده لمواجهة مقتضيات الحياة الاجتماعية.

‌ب. الملامح اللغوية

-       أن يكون قادرا على استعمال اللغة العربية شفويا و كتابيا استعمالا سليما في مجالات الفهم و التعبير و التبليغ.

-       أن اكون اللغة لديه أداة طيعة لمواجهة الحياة و متطلبات المحيط و مواصلة التعلم و لدعم شعور الاعتزاز بالقيم العربية الاسلامية.

-       أن يحذق استعمال اللغة الفرنسية كأداة لتحقيق التفتح على الحضارة المعاصرة بدرجة تؤهل المرتقي إلى التعليم الثانوي لمواجهة ما قد يدرسه بهذه اللغة.

‌ج.   الملامح العلمية

-       أن يكتسب التلميذ رصيدا علميا مرتبطا وثيق الارتباط بالمحيط الذي يعيش فيه و بمظاهر الحياة المتطورة في العالم المعاصر.

-       أن يكون متدربا على ادراك الظواهر العلمية التي تكتنف حياته بما ينمي فيه حب الاطلاع و يساعده على النظر إليها نظرا علميا.

-       ان يكون قادرا على استغلال تكوينه العلمي للتأثير الايجابي في محيطه.

‌د.     الملامح التقنية و المهنية

-       أن يكون محبا للعمل اليدوي و قادرا على استغلاله لصقل استعداداته الحسية و الجمالية.

-       أن يكون قادرا على التصرف في محصوله العلمي في مستوى التطبيقات العلمية.

-       أن يكون له موقف علمي يمكنه من مواجهة الصعوبات العلمية عند التطبيق.

2.   الاهداف العامة لكل مرحلة من مراحل التعليم الأساسي

‌أ.       المرحلة الأولى من السنة الأولى إلى السنة الثالثة

-       تدريب الطفل القراءة و الكتابة و مبادئ اللغة العربية

-       اكساب التلميذ القدرة على التعبير بمختلف أشكاله مع تهذيب لغته و تنميتها

-       تمكين الطفل من المبادئ الأساسية للحساب

-       تثبيت مبادئ التربية الدينية و الأخلاقية و الوطنية لدى الطفل

-       تدريب الطفل على الملاحظة و تحسيسه لبض الظواهر العلمية و إيقاظ قدراته الفكرية و الحسية و الجمالية.

-       اكساب الطفل مهارات يدوية عن طريق ممارسة البراعة اليدوية و إثراء محتواها قصد تهيئته نفسانيا للإقبال على التربية اليدوية في المرحلتين المواليتين.

-       جعل التربية البدنية عامل توازن بين قوي الطفل العقلية و الجسمية و الوجدانية.

‌ب.  المرحلة الثانية (من السنة الرابعة إلى السنة السادسة)

-       تركيز اللغة العربية بما يجعلها أداة تعبير و تخاطب و أداة تثقيف و تجذير و تأصيل مؤهلة للتفتح على التقدم العلمي و التقني,

-       تدريب الطفل على امتلاك اللغة الفرنسية باعتبارها أداة جديدة للتعبير و التخاطب.

-       تركيز المحصول العلمي و التقني و تنميته.

-       تنمية مؤهلات الطفل الجمالية و تغذيتها و اثراؤها .

-       تركيز التربية الدينية و الأخلاقية و الوطنية و انماؤها.

-       دعم المهارات اليدوية و ممارسة أشغال تطبيقية صناعية أو فلاحية متفتحة على المحيط  و مؤثرة فيه.

-       تنمية قدرات الطفل البدنية و رعايتها.

‌ج.   المرحلة الثالثة  (من السنة السابعة إلى السنة التاسعة)

-      مواصلة تدعيم الثقافة العامة التي حصل عليها الطفل في المرحلتين السابقتين إلى حد التثبيت والترسيخ و ضمان عدم الرجوع إلى الأمية.

-      تدعيم الروح الدينية و الوطنية عن طريق التثقيف و الممارسة.

-      الوصول باللغة الفرنسية إلى أن تكون أداة تُمكّن الطفل من النفاذ مباشرة إلى ثقافة علمية و تقنية معاصرة علما بأن اللغة العربية تبقى لغة التدريس الأساسية.

-      تدعيم ثقافة الطفل في  الميادين  العلمية و التقنية و الفنية تدعيما يجعله متفتحا على العصر قابلا للتطور قادرا على الابتكار.

-      إكسابه أرضية مهنية في الميدانين الصناعي و الفلاحي تيسر امكانية التخصص فيما بعد.

-      العمل على ابراز مؤهلات الطفل و استعداداته الخاصة و صقلها بما يجعله معتمدا على نفسه شاعرا بمسؤوليته قادرا على مواصلة الكون ذاتيا.

    II.            الاتجاهات العامة للبرامج  

إن كان وضع البرامج يرجع بالنظر إلى لجان تقنية مختصة حسب مواد التدريس فإن اللجان التي أعدت هذا المشروع حاولت توضيح الرؤية في تدريس مواد التربية  اليدوية و العلوم الفيزيائية و العلوم الطبيعية نظرا لخصوصياتها و احتياجها إلى هياكل متميزة مثل الورشات و المخابر كما حاولت تحديد بعض الاتجاهات العامة التي تحسن مراعاتها عند تحديد محتويات البرامج و منهجية تطبيقها و هكذا وقع اقسيم هذت الباب إلى أربعة عناصر هي: التربية اليدوية و العلوم الفيزيائية و العلوم الطبيعية و محتويات البرامج و الطرائق و الوسائل,

1.   التربية اليدوية

يجدر التنبيه أولا إلى أن التربية اليدوية في التعليم الأساسي لا تقارن بالأشغال التطبيقية في التعليم المهني الذي أدرج حسب المخطط في التعليم التقني الجديد ( حلقة قصيرة ) فإن التربية اليدوية في التعليم الأساسي ( التي اقترح لها المخطط ساعتين اسبوعيتين في السنتين الخامسة و السادسة و 4 ساعات في المرحلة الثالثة) لا ترمي إلى تكوين مختصين كما هو الشأن حاليا بالنسبة للتعليم المهني ( الذي يكون تلاميذه باعتبار 10 ساعات أسبوعية في السنة الأولى و 15 ساعة في السنة الثانية و 20 ساعة في السنة الثالثة) بل تهدف الى اكساب التلميذ أرضية مهنية تؤهله فيما بعد للتخصص و الانتاج في ميدان ما عند تخرجه من المدرسة الأساسية كما تهدف إلى تدعيم المعلومات التي تحصل له في المواد العلمية و تقريبها إلى ذهنه بصفة ملموسة و هو ما يقتضي استغلال جميع الفرص السانحة للترابط المتين بين برامج المواد العلمية و برامج التربية اليدوية حسب التدرج التالي:

§       الدرجة الأولى : من السنة الأولى الى السنة الرابعة و هي تهدف إلى:

1.   اكساب التلميذ القدرة على استخدام يديه و مختلف حواسه،

2.   تنمية ملكاته الحسّية و الجمالية،

3.   مساعدته على تجسيم تصوراته و أحاسيسه و التعبير عما يخالج نفسه تعبيرا واقعيا،

4.   ايناسه باستعمال الأدوات و الموادّ الخام.

§       الدرجة الثانية : من السنة الخامسة الى السنة السادسة  و هي تهدف إلى:

1.   تركيز محصوله العلمي و ادراك ذلك المحصول بصورة عملية،

2.   تعويده على ممارسة التطبيقات العلمية و تحسيسه بصعوباتها التقنية و حمله على التعمق في كيفية معالجتها،

3.   تحبيب العمل اليدوي و خاصة منه الفلاحي للتلميذ و ترغيبه في ممارسته و تعاطيه سعيا غلى لتجذير الطفل في محيطه.

§       الدرجة الثالثة: من السنة السابعة الى السنة التاسعة و هي تهدف إلى:

1.   مواصلة تركيز ما اكتسبه الطفل في الدرجة السابقة

2.   اكسابه موقفا علميا يمكنه من مواجهة الصعوبات العملية  و ذلك بالتفطن اليها و البحث عن أسبابها و التفكير فيما تتطلبه من حلول و ادخال هذه الحلول حيز التطبيق .

و بناء فإن حصص التربية البدنية في الدرجة الأولى تقع في قاعات الدروس العادية أما في الدرجتين الثانية و الثالثة فالحصص تقع في ورشات يختلف تجهيزها حسب برامج كل درجة و يمر بها التلاميذ على فوجين بالنسبة لكل قسم  و هذا يعني أن كل قسم من أقسام الخامسة و السادسة و يحتاج إليها 4 ساعات اسبوعية باعتبار ساعتين لكل فوج بينما تستعملها أقسام المرحلة الثالثة لمدة 8 ساعات أسبوعيا لكل قسم ( 4 س لكل فوج).

أمّا عن وجهة المادة في المرحلة الثالثة و بناء على أن الغاية من التربية اليدوية في المدرسة الأساسية ليست تكوين حرفيين و إنّما هي تأهيل التلاميذ لتقبل الاختصاصات المهنية المتقاربة بحكم انتمائها إلى أصل واحد أو مادة خام واحدة ، فعائلة الخشب مثلا تتفرع إلى اختصاصات مهنية متنوعة مثل نجارة البناء و نجارة الأثاث المنزلي و زخرفة الخشب و غيرها... و المقصود بالنسبة لموضوعنا هو أن خريج المدرسة الأساسية قد يكون تدرب مثلا على ممارسة صناعة الخشب( باعتبارها عائلة اختصاص) ممارسة اجمالية مكنته من معالجة الخشب بالقص و التمليس و التركيب و التشكيل  إلخ...فحصلت له مهارات تسهل عليه عند تخرجه من التعليم الأساسي و التحاقه بمدارس الحرف أو المؤسسات حذق اختصاص ما من اختصاصات صناعة الخشب فيصبح ممتهنا لنجارة البناء أو نجارة الأثاث المنزلي أو نجارة صناعة السفن الخ...

و قس على ذلك عائلات اختصاصات أخرى مثل عائلة الحديد أو عائلة الصناعات التقليدية إلخ ... على أن توضع برامج شكل محاور مضبوطة لهذا الغرض.

و بناء على هذا التصور مع اعتبار ما جاء في وثيقة المخطط ترى اللجان أن تلميذ المدرسة الأساسية ينبغي أن يتدرب على عائلتين من الاختصاصات طيلة سنوات المرحلة الثالثة بمعدل 4 ساعات في الاسبوع و ذلك بان يتناولها كل سنة حسب برامج تتدرج به  إلى تعميق هذه الدربة من سنة إلى أخري.

فمثلا قد تكون هاتان العائلتان هما الحديد و الفلاحة فيمارسهما كل سنة من السابعة إلى التاسعة تدريجيا حتى يصل في نهاية السنة التاسعة إلى اكتساب أرضية مهنية تيسر له التخصص فيما بعد في أحد فروعها عن طريق مدارس الحرف أو التربص في المؤسسات .

و اعتبارا لاختلاط الفتيان و الفتيات في كل المدارس الأساسية و لضرورة تمكين الفتيات خاصة من بعض الدربة من بعض" التدبير المنزلي" يتعين  أن تشتمل كل مدرسة أساسية بها مرحلة ثالثة بالضرورة ورشة " التدريب المنزلي" ( فصالة , خياطة، زرد، طبخ ، تربية الأطفال، تطريز آلي و يدوي للفتيات إلخ...) و يمكن للفتيان اختيار هذه العائلة.

و اعتبار من ناحية أخرى ما تكتسيه الفلاحة من أهمية يتعين أن تبعث "عائلة اختصاصات الفلاحة" للفتيان في كل مدرسة في كل مدرسة أساسية بها مرحلة ثالثة و توجد في محيط فلاحي و يمكن للفتيات اختيار هذه العائلة.

و هكذا و بناء على كل ما سبق ، فإن المدرسة الأساسية المتكاملة المراحل أو ذات المرحلة الثالثة ينبغي أن تضمن التدريب على 3 عائلات اختصاصات احداها تكون حتما " عائلة التدبير المنزلي" للفتيات و الثانية تكون حتما " عائلة الفلاحة" للفتيان  كلما توفرت الظروف لبعث عائلة الفلاحة أمّا الثالثة فاختارها المدرية حسب حاجيات محيطها الجغرافي و الاقتصادي من مجموعة عائلات ضبطت على سبيل الاشارة لا الحصر على النحو التالي: الصناعات القليدية/ صناعة الخشب/ صناعة الحديد/صناعة الكهرباء / التجهيز الصحي/ إلخ ...

و هذه الحرية في الاختيار من شأنها أن تضمن المرونة اللازمة في التطبيق و تفسح المجال لتوثيق الصلة بين المدرسة و محيطها و التلاؤم مع التطورات التي قد تطرأ على هذا المحيط.

و تأكيدا على هذه المرونة و سعيا لتدعيم التلاؤم مع المحيط فالرأي أن تتنوع برامج  العائلة الواحدة و لا تكون موحدة في جميع المدارس فبالنسبة للفلاحة مثلا يمكن ان تختار مدرسة تربية الحيوانات و أخرى الزراعات السقوية و ثالثة الزراعات الكبرى أو الصيد البحري و بالنسبة لعائلة الحديد يمكن أن تختار مدرسة حدادة البناء ( أبواب و نوافذ ) و ثانية صناعة المطالة و ثالثة الحدادة الفنية إلخ ...على أنه يتعين في حال انتقال التلميذ من هيكل إلى آخر تنسيق الاختصاصات بين المدرسة ذات المرحلة الثالثة و رقاع انتدابها أي المدارس المجاورة التي تغذيها حتى تتكامل حلقتا التكوين كما ينبغي أن يسخر العمل اليدوي لخدمة الاغراض التربوية أولا  و بالذات دون أن يفقد بعده الاقتصادي  و دون أن يعتبره غايته الوحيدة.  

2.   العلوم الفيزيائية و العلوم الطبيعية

استقر الرأي على تدريس العلوم الطبيعية و العلوم الفيزيائية ابتداء من المرحلة الثالثة بعدل ساعة ونصف لكل من المادتين على أن يكون هذا التدريس:

-       في شكل دروس و تطبيقات مندمجة  TP cours)  )  أي دون فصل بين الدروس النظرية من ناحية و التطبيقات من ناحية أخرى،

-       حسب طريقة الأفواج أي حسب تقسيم تلاميذ الفصل الواحد إلى فوجين.

-       في مخابر خاصة

و يتولى تدريس المادتين مختص على غرار بقية المواد التي تدرس في المرحلة الثالثة.

انتهى الجزء الثالث - يتبع - للعودة إلى الجزء الأول اضغط هنا ، و إلى الجزءالثاني، اضغط هنا

            المصدر : وثيقة داخلية مرقونة وغير منشورة

المنجي العكروت  متفقد عام للتربية

تونس - جانفي 2022

الاطلاععلى النسخة الفرنسية اضغط هنا

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire