سلمى أثناء عرضها |
تحيد المدونة البيداغوجية هذا الأسبوع عن مسارها وأهدافها الأصلية بما أنها قررت تخصيص ورقة هذا الأسبوع لتكريم ابنتي سلمى بمناسبة مناقشتها رسالة الدكتوراه فمعذرة من أصدقاء المدونة لأن الحدث يكتسي بالنسبة إلي شخصيا أهمية كبرى فأردت أن أخصص هذا العدد لتقديم الأطروحة.
بعد
خمس سنوات طويلة من البحث والتنقيب والسؤال والاستبيانات والاستقصاء ومتابعة ورشات الطلبة والتنقل بين تونس
وباريس ومدينة لياج ببلجيكا ، بعد خمس سنوات من الشك واليأس تارة و الأمل و
التفاؤل طورا كانت النتيجة متميزة، رسالة ذات مستوى راق نوقشت يوم الاثنين 28
جوان 2021 بالمدرسة الوطنية للهندسة المعمارية والتعمير بتونس أمام لجنة ترأسها الأستاذ فاخر الخراط وتتكون
من عضوين تونسيين : الأستاذة نجلاء العلاني بوحولة ( المشرفة الأولى ) والاستاذة آمال الهمامي ( ممتحنة) أستاذة
بالمدرسة الوطنية وعضو من الجزائر الأستاذ عبدالله الفارحي من كلية العلوم
والتكنولوجيا ببسكرة (مقرر) والسيد دنيال سيرات باحث من فرنسا والأستاذ بيار
لوكلارك من كلية العلوم التطبيقية
بجامعة لياج البلجيكية ( المشرف الثاني).
ونظرا للوضع الصحي فقد شارك الأعضاء الأجانب في مناقشة الرسالة عن بعد.
موضوع الأطروحة
محاولة لفهم المقاربة
البرامترية في التصميم المعماري دراسة للدوافع الاستكشافية والتعرف على حالات
التصريح والوعي بنية المهندس المعماري |
بما أن موضوع الرسالة بعيد عن اختصاصي فإنني اعتمدت في
تقديم محتواها وتقييمه إلى أهل الاختصاص وهم صاحبة الأطروحة ( سنقدم الموجز كما
ورد في المخطوط) و المقرران ( مقتطفات من تقريرهما) و المشرف ( مقتطف من مداخلته).
موجز
الأطروحة كما ورد بالمخطوط
يندرج عملنا هذا في سياق مثير للجدل أمام تغيّرات الممارسات
والبراديقمات المتعلقة باستخدام التكنولوجيا الرقمية في التصميم المعماري. من
خلال هذه الأطروحة ، نتناول جانبا محددا من التصميم البارامترى كنهج جديد
للتفكير والفعل
الهندسي المعماري. إننا نهتم بشكل خاص بالبعد الاستكشافي للتصميم كنشاط معرفي
أمام إمكانيات المصمم البارامتري.
انطلاقا من التفكير حول هذه
الأداة البارامترية ، كوسيط للنشاط التصميمي ، نستطلع لفهم طرق استخدامه وإمكانياته التي تجمع بين
خاصيتين: الترابطية والتوليدية. كان
السؤال في المنطلق كالآتي :علاوة على نمذجة الأشكال المعقدة
، كيف يتمفصل التمشي الاستكشافي عبر مصممي النماذج البارامترية والتوليدية لفعل
الهندسة المعمارية ؟ لقد
تطور منهجنا في طرح الأسئلة على طول البحث بهدف تقديم توضيح حول تعريف خصائص
منهج التصميم البرامتري، والذي يفضل المتخصصون
نعته بالممارسة الناشئة لمجال التصميم الكمبيتاسيونال (design
computationnel) (Jabi, 2014) . اعتمادا
على مقاربة نوعية ذات هدف تفسيري وتأويلي ، جمعنا معطيات تجريبية
بالتعاون مع أطراف مختلفة ، تتكون من خبراء ومن متدربين و عملنا على التشبع بتلك المعطيات قصد بناء المعنى تدريجيًا من أجل
فهم خصوصية مقاربة التصميم البارامتري. إن التمشي النوعي الذي اتبعناه وحجم
العينة الصغير أتاحا لنا القيام بدراسة معمقة تعتمد على تمش يراوح بين النظرية والتجربة الميدانية. وفي
سعينا لفهم تأثير الطابع التوليدي على
الاستكشاف في التصميم ، نقترح في مرحلة أولى
نموذجًا يبحث في الدوافع الاستكشافية للمصممين في مواقف التصميم المختلفة
التي تستعمل الأداة البارامترية.
وتعرفنا على ثلاث وضعيات انطلاق براماترية تعكس كل واحدة منها هدفًا استكشافيًا محددًا
يوجه تطبيق الأداة المختارة في عملية
التصميم. في
مرحلة ثانية ، قادتنا الوضعيات البارامترية التي حددناها في النموذج الأول إلى القيام بدراسة أكثر
عمقًا عبر ملاحظة نشاط المصممين مباشرة . هدفنا محاولة فهم الجانب العرفاني
لعملية التصميم البارامترية من خلال دراسة نوايا المهندس المعماري. مكّنتنا
ملاحظة المراحل المحددة مسبقًا للعمليات
البارامترية من بناء نموذج آخر يُنّظِّر
"العمليات العقلية " للمصممين ، وهي وضعية التصريح
أو الإفصاح و وضعية التحويل إلى لغة الحاسوب ووضعية الوعي بنية المشروع.
إن بناء نموذج النوايا تمّ بصفة تدريجيًة و مستمرة بالتوازي مع النموذج الأول
للوضعيات ، حسب إستراتيجية التصديق التي وُضعت لتأطير التفكير والتثبت من
الفرضيات المختلفة المصرح بها في بداية هذا العمل. الكلمات المفاتيح: التصميم البرامتري -
المفعول التوليدي - البعد الاستكشافي - العرفانية - وضعية النوايا - وضعية الانطلاق البرامترية - البحث النوعي. |
مما كتب المقرران حول الرسالة
كتب المقرر الأستاذ
عبد الله الفارحي ما يلي : « تناولت الأطروحة إشكالية مثيرة للاهتمام موضوعها تأثير المصممين
البرامترية التوليدية على التصميم المعماري. وكان الهدف في الواقع هو تسليط الضوء على التطور المستمر للتقنيات وتأثيراتها
على التفكير البشري من أجل فهم التفكير الناشئ والمتطور الذي يولد العمارة البارامترية.
فلم يكن هذا البحث يتعلق بالأداة المعلوماتية كتقنية مساعدة في التصميم ، ولكنه يتعلق
بمنطق النهج الذي تقوم به هذه التقنية لتأسيس التفكير المعماري ...
توضح النظرة العامة لهذه الأطروحة مدى التقصي
الذي أجرته المرشحة سواء في مستوى التوثيق أو العمل الميداني ... فكانت كمية المعلومات
هامة ، والتقنيات المتقدمة والمعتمدة متقنة
جيدًا على الرغم من بعض الغموض الذي سيكون بالتأكيد موضوع التساؤلات أثناء المناقشة.
انطلاقا من هذا التقييم الشخصي والجهود التي
بذلتها المرشحة ، أعلن أن عمل السيدة سلمى يشمل عددًا كبيرًا من المعايير التي تؤهل
أطروحة الدكتوراه »
أما بالنسبة إلى المقرر الثاني السيد د. سيراي فقد جاء بتقريره ما يلي : « يركز
البحث على استخدامات أدوات النمذجة البارامترية وتأثيرها (وتحديدا Grasshopper - Rhinoceros3D) في ممارسات التصميم المعماري ، بهدف موجه نحو العمليات الإبداعية
العرفانية ، " في عملنا ، إن أداة تكنولوجيا المعلومات في حد ذاتها كتكنولوجيا لا تهمنا
، و إنما ما يهمنا هي المقاربة أو التمشي المنطقي مع الفكر المعماري الذي يتشكل وراءه
ذلك هو جزء من هدف بحثنا "(ص 3). يرى المقرر أن الأهداف كانت طموحة وهي ترمي على وجه الخصوص إلى " استكشاف البنية العرفانية من خلال وصف ديناميكية
التفكير التصميمي المستخلصة من الملاحظة الميدانية من أجل بناء نموذج نظري يبرز مقاصد المصمم
ونواياه وحالاتها من الإفصاح والوعي في التمشي
العملي للتصميم الباررمتري "(ص 5).
تندرج أطروحة سلمى العكروت ضمن مجموعة
من الأعمال المختلفة التي تحاول فهم كيف تساهم أدوات النمذجة البارامترية المستخدمة منذ أكثر من عشرين عامًا من تجديد طرق تصور المشروع
وفكر الهندسة المعمارية. ويعتمد تمشي البحث نهجا قائما
على الاستطلاعات والمقابلات وملاحظة مصممين
من بين الطلبة و الخبراء.
وانطلاقا من هذه البيانات التي تم تحليلها
بدقة ، بنت الباحثة نموذجين يسعيان إلى وصف
مواقف المصممين من الأدوات البارامترية وفهم الآليات
العرفانية المرتبطة بها. إن مشروع البحث الذي تقوم عليه الأطروحة طريف و هام»
مقتطف من عرض المساندة الذي قدمه المشرف الثاني الأستاذ
بيار لو كلارك والذي فتح به المناقشة
دعونا نذكر تطوعية سلمى: فقد شاركت دائمًا في ورشات عمل الدكتوراه والدروس
والندوات الداخلية. وبشكل عام ، يعد القدوم إلى بلجيكا في حد ذاته التزامًا كبيرًا
في مواجهة الطقس المغيم في كثير من الأحيان ، والذي يميل إلى التأثير السلبي في
أكثر شعوب البحر الأبيض المتوسط حماسة.
و تجسدت تطوعية سلمى أيضًا في اختيارها الغوص في موضوع شاسع وصعب ، لأن السؤال مطروح
على الصعيد العالمي فلقد ظل تأثير الأدوات
على العمليات العرفانية موضوع تساؤل للباحثين في علوم التصميم لعدة عقود. وطرحه من
جديد في الديناميكيات الرقمية الحالية ، ولا سيما النهج البارامتيري ، يمثل في حد
ذاته تحديًا.
فدراسة ممارسة نادرة جدًا هو تحد إذ لا يوجد إلا عدد عدد قليل من المكاتب التي تطبق المقاربة البارامترية ، في تونس كما
في أوروبا. لذلك كان من الصعب منذ البداية
الوصول إلى الميدان و أمام هذا الوضع استطاعت سلمى اغتنام الفرص التي توفرت لنا. وكانت
الكثير من هذه الفرص في المجال الأكاديمي ، لكنها اختارت التعمق في هذه اللقاءات
المحدودة بدلاً من المحاولة عبثًا
لمضاعفتها.
لنتحدث أيضًا عن لمسة "سلمى": فقد أرادت
دراسة موضوع بحثها من خلال تنظيره و كانت هذه هي نقطة البداية. وقادتها الظروف
إلى مختبرنا للعلوم التطبيقية ، حيث تم تطوير الجانب العملي. وقدمنا لها ممارساتنا وأساليبنا وأدواتنا التحليلية فاستثمرت
فيها ولكن بعد فترة ، أدركتُ أن هذا لم يكن طريقها الأول وأن أمامنا مُنظِّرة.
كما أن لمسة "سلمى" هي أيضا التساؤل
الذاتي المستمر الذي لم يتوقف. ، فبدأت بأسئلتها البحثية. ثم تساءلت عن معنى أسئلتها
البحثية. فقادها ذلك إلى نوع من الداموس : فقد رأيناها تتساءل عن كيف ولماذا تتساءل عن أسئلتها! .... و النتيجة
أن جزءا كبيرا من مخطوطها يتعلق بتموقع سلمى ، ويتساءل عن سبب وكيفية عملها. وإن كان ذلك لا يضيف إلا القليل للموضوع ، إنما هي بعض التبريرات الابتستيمولوجية ، لكن
تلك هي تمامًا مع سلمى كما نعرفها ، سلمى التي
غالبًا ما أتاهتنا أيضًا أثناء عروضها ومحادثاتنا.
والنتيجة : لدينا اثنان بسعر الواحد ، حيث لدينا
، ... ، من ناحية ، كتاب ينظر النشاط العرفاني لمصممي الأدوات ، والذي سيكون
مفيدًا للمجتمع العلمي. ومن ناحية ثانية ، بحث ذو صبغة أدبية من النوع الذي يفسح
المجال للتفكير الفلسفي حول عملها كباحثة شابة ، والذي سيكون مفيدًا للعديد من
طلبة الدكتوراه المبتدئين.
قرار اللجنة تحيّي اللجنة التمشي الذي
راوح بين البحث الميداني والنظرية ، تشكر المترشحة على عرضها الواضح للغاية
وثقتها عند الرد على أسئلة أعضاء اللحنة . إن رسالة الدكتوراه تقدم آفاقا مثيرة للاهتمام
في فهم مساهمة الأداة البارامترية في عملية التصميم المعماري ، لذلك قررت اللجنة منحك شهادة الدكتوراه بملاحظة مشرف جدا بإجماع أعضاء الجنة. |
المنجي العكروت متفقد عام للتربية وابراهيم بن عتيق
أستاذ أول متميز
تونس - جويلية 2021
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire