شهادة البكالوريا بالبلاد التونسية عام 1911

 

الهادي بوحوش

تقترح  المدونة البيداغوجية هذا الأسبوع  لمحة عن نتائج امتحان البكالوريا بالبلاد التونسية ولكن ليست باكالوريا 2021 ( نتائجها لم يتم الإعلان عنها بعد) ولكنها باكالوريا 1911 أي التي مرّ عليها أكثر من قرن في زمن كانت المشاركة في هذا الامتحان والحصول على الشهادة  يقتصران على عدد محدود للغاية لا يتجاوز العشرات مع العلم بأن شهادة البكالوريا  هي في الأصل شهادة فرنسية دخلت البلاد التونسية مع الاستعمار الفرنسي .

وفي سنة 1911 لم يكن بالبلاد التونسية سوى معهدين يُعدّان التلاميذ للحصول على شهادة البكالوريا هما معهد كارنو ( معهد بورقيبة النموذجي حاليا) بالنسبة إلى الذكور ومدرسة جول فرّي بالنسبة إلى الفتيات ( معهد نهج روسيا حاليا). وكان المعهد الأول يعد في تلك السنة 42 تلميذا بالقسم النهائي أكثرهم من الفرنسيين ( 25) و 4 مسلمين و 5 من اليهود والبقية من جنسيات مختلفة ( إيطاليون مالطيون ...) ويتوزع هؤلاء على شعبتين : شعبة الرياضيات (25 تلميذا ) و شعبة الفلسفة ( 17 تلميذا).

المترشحون و الناجحون في دورة 1911

في بداية القرن الماضي كانت شهادة البكالوريا تتكوّن من جزأين اثنين : يجرى الجزء الأول في نهاية القسم الأول (classe de première) وهو القسم الذي يسبق القسم النهائي . ويشترط الحصول على الجزء الأول للانتقال إلى القسم النهائي واجتياز الجزء الثاني والحصول على شهادة البكالوريا. ( وقد تواصل العمل بهذا النظام  إلى نهاية الستينات  حين حذف الجزء الأول وأصبح الانتقال إلى القسم النهائي يعتمد على نتيجة الامتحانات الثلاثية للسنة الدراسية ).

الجزء الأول : المترشحون و الناجحون حسب السلسلة والنوع

الناجحون	المتقدمون	النوع	السلسلة
1	1	ذكور	السلسلة أ - اللاتينية والإغريقية
11	26	ذكور	السلسلة ب - اللغات الحية
4	7	إناث
5	7	ذكور	السلسلة ج - اللاتينية والعلوم
17	37	ذكور	السلسلة د- العلوم واللغات الحية
2	2	إناث
34	71	مجموع الذكور
6	9	مجموع الإناث
40	80	المجموع العام

توزع المتقدمين لامتحان الجزء الأول حسب السلسلة

توزع الناجحين  حسب السلسلة

تركيبة  المتقمين والناحين حسب النوع

تعليق - يتوزع تلاميذ السنة الأولى على 4 سلاسل أو شعب : تستقطب السلسلة د ( العلوم واللغات الحية ) النصيب الأكبر من المترشحين وتأتي بعدها السلسلة ب ( اللغات الحية) فالسلسلة ج ( اللغة اللاتينية والعلوم ) وتحتل المرتبة الأخيرة السلسلة أ ( اللاتينية والإغريقية) حيث لم يتقدم سوى مترشح واحد نظرا لصعوبتها . - كان حضور الفتاة محتشما جدا علما أن مشاركة الفتاة في امتحان البكالوريا في فرنسا لم يبدأ إلا في عام 1861 حصلت بموجبه أول امرأة  على شهادة الباكالوريا). - تحصل على الجزء الأول نصف المتقدمين للامتحان  ( 34 ولدا و 6 بنات) ولكن تفوقت الفتيات على الذكور من حيث نسبة النجاح ( 66.7 % مقابل 47.9% ).

 

الجزء الثاني من شهادة البكالوريا: المتقدمون و الناجحون حسب الشعبة والنوع

الشعبة	النوع	المتقدمون	الناجحون
الفلسفية	مترشحون	33	21
	مترشحات	6	5
الرياضيات	مترشحون	20	10
مجموع المترشحين		53	31
مجموع المترشحات		6	5
المجموع العام		59	36

 

  توزع المتقدمين والمترشحين حسب الشعب 

المتقدمون والناجحون حسب الشعبة والمجموع


 

تعليق - تقدّم لنيل الجزء الثاني في نهاية السنة الدراسية 1911 - 59 مترشحة ومترشحا موزعين على شعبتين : الشعبة الفلسفية ( 39 مترشحا ) و شعبة الرياضيات ( 20 مترشحا). - كانت مشاركة الفتاة ضعيفة إذ لم يتجاوز عددهن 6 في شعبة الفلسفة فقط مقابل 53 ولدا. - أكثر من نصف المتقدمين للامتحان تحصلوا على شهادة البكالوريا ، فقد بلغت نسبة  النجاح العامة %61  وتصل إلى % 83.3 لدى الفتيات مقابل % 58.5 في صفوف الذكور.

 

إحصائيات خاصة بالجزأين معا

- المتقدمون والناجحون حسب النوع

 

	الذكور	الإناث	المجموع
المتقدمون	124	15	139
الناجحون	65	11	76
نسبة النجاح	52.4%	73.3%	54,7%

 

 

 المتقدمون والناجحون حسب النوع

التعليق   -في آخر السنة الدراسية 1910/1911 شارك في امتحاني الجزء الأول والجزء الثاني 139 مترشحا،   80 شاركوا في الجزء الأول و 59 في الجزء الثاني -  كان أغلب المتقدمين للامتحانين من الذكور الذين مثلوا 89 %  من المجموع ولم يتجاوز عدد المشاركات في الامتحانين 15 فتاة. -  نجح 76 من بين المتقدمين للامتحانين أي أن نسبة النجاح العامة قد تجازوت النصف ( 54,7%) إلا أن  نسبة النجاح كانت أفضل  بكثير بالنسبة إلى الفتيات ( 73.3% مقابل 52.4% للذكور).

 

 

تركيبة المترشحين  والناجحين في الجزأين حسب المجموعات وحسب النوع

		فرتسيون	ايطاليون	مسلمون	يهود	آخرون	المجموع
الفتيات	متقدمات	12	0	0	2	1	15
	ناجحات	10	0	0	1	0	11
الفتيان	متقدمون	96	1	11	14	2	124
	ناجحون	51	0	6	8	0	65
مجموع المتقدمين		108	1	11	16	3	139
مجموع الناجحين		61	0	6	9	0	76
نسبة النجاح		56,5%	0,0%	54,5%	56,3%	0,0%	54,7%

 

المتقدمون حسب الجاليات بالنسبة إلى الجزأين معا

الناجحون حسب الجاليات 

تعليق - لئن كان الامتحان مفتوحا لجميع الجاليات  فإن المتقدمين الفرنسيين كانوا يمثلون الأغلبية (77.7%  ) ويأتي في المرتبة الثانية التونسيون لكن بأعداد أقل بكثير من الفرنسيين       ( 19.4%) وتجدر الملاحظة هنا أن تلك النسب لا تتماشى مع عدد الجاليتين وإنما يعود ذلك إلى السياسة الاستعمارية التي كانت تسعى إلى الحد من عدد التونسيين الذين يواصلون التعليم الثانوي المفضي إلى شهادة البكالوريا أو حتى إلى شهادة التعليم الصناعي والمهني. - كان حضور الفتيات محدودا للغاية فهي لم تكن تمثلن سوى 10.8% ولا نجد مترشحات مسلمات في تلك الدورة مع مشاركة يهوديتين فقط مقابل 12 فتاة فرنسيات. - نجح أكثر من نصف المتقدمات والمتقدمون للامتحان فقد كانت نسبة النجاح العامة تساوي 54,7% ولم نسجل تفاوتا يذكر بين الجاليات المشاركة في الامتحان.

 

جاء في خاتمة التقرير الموجه إلى رئيس الجمهورية تعليق عن هذه  النتائج نصّه ما يلي :

« إن مقارنة  هذه النتائج بنتائج الامتحانات المماثلة بفرنسا  تؤكد بأن الاختبارات قد جرت في نفس الظروف تقريبا.»

المصدر :  تقرير موجه إلى رئيس الجمهورية حول الحالة بالبلاد التونسية  في عام 1911.

 

المنجي العكروت متفقد عام للتربية وابراهيم بن عتيق أستاذ أول مميز

تونس - جويلية 2021

للاطلاع على النسخة الفرنسية - اضغط هنا

Pour accéder à la version AR , cliquer ICI