lundi 23 décembre 2019

إصلاح التعليم لسنة 1969: جهة صفاقس تبلور تصوّرها لإصلاح التّعليم المدرسيّ(الجزء الثاني)



مدخل
هادي بوحوش
شهدت الفترة الأولى لإشراف الأستاذ أحمد بن صالح على وزارة التربية، التي انطلقت في أوت 1968، اتّخاذَ إجراءات تنظيميّة، منها وأبرزها إرساءُ إدارة جهويّة للتعليم بكلّ ولاية من ولايات الجمهوريّة، وتعيينُ مدير جهويّ على رأس كلّ إدارة منها.
وكانت خطّةُ الوزير أن تَتبع هذه الخطوةَ في " السّنة المقبلة مرحلةُ إعادة النّظر في كلّ جوانب ومحتويات سياستنا التعليميّة في مراحلها الثلاث".[1] وفي هذا السّياق الإصلاحيّ، طلبت وزارة التربية من الإدارات الجهويّة للتعليم الحديثة العهد تشكيلَ لجنة تفكير في إصلاح التعليم وموافاتها بتقرير في الغرض.[2]
ونظرا إلى أهمّية مثل هذه التقارير في رسم الإصلاحات التعليميّة المتتالية، رأينا أن نقدّم لقرّاء المدوّنة البيداغوجيّة التقرير الصّادر عن الإدارة الجهويّة للتعليم بصفاقس، وننشره.

§     تركيبة لجنة التفكير
يرأس اللجنة الجهويّة للتفكير في إصلاح التعليم المدير الجهويّ للتعليم بولاية صفاقس.[3] وتضُمّ في عضويتها سبعة عشر عضْوا من إطار الإشراف البيداغوجيّ والإداريّ وهيئة التدريس[4]، عشرة منهم تونسيّون و7 من المتعاقدين الأجانب. أمّا مقرّرُها فهو السيّد جرار فينْيي/ GERARD VIGNIER، المرشد البيداغوجيّ في مادّة الفرنسيّة.
§   تقرير اللجنة
انعقدت أعمالُ اللجنة خلال شهر جانفي 1969 في ثلاث مناسبات، أي أيّام 11 و14 و17 بمقرّ المعهد الفنّيّ بصفاقس، وأصدرت تقريرها التأليفيّ مرقونا في 12 عشرة صفحة من الحجم الكبير.
يتكوّن التقرير من تمهيد وجيز للتذكير بأهداف النظام التربويّ، وقسم أوّل يتعلّق بالتعليم بالمرحلة الأولى[5] من حيث توقيته وموادّه الدّراسيّة ومراكز الاقتبال[6] المتّصلة به وتكوين المعلّمين وتطوير طرائقهم، وقسم ثان يهمّ التعليم بالمرحلة الثانية، مع عناية بالجذر المشترك من حيث الأهداف والتوقيت وموادّ الدّراسة، وبالتوجيه المدرسيّ في موفّى هذا الجذر، وبمراكز الاقتبال المرتبطة بمرحلة التعليم الثانويّ. وخُتم التقرير بإثبات مشروع للهيكلة التعليميّة المفضّلة.
أمّا النّسخة العربيّة من هذا التقرير التأليفيّ فهي نظير للنسخة الفرنسيّة والتي نرجّح أنّها النسخة الأصليّة، لأنّ مقرّر اللجنة من المتعاقدين الفرنسيّين، ومختصّ في اللغة الفرنسيّة، وهو السيّد جرار فينيي.
إنّ ما يلفت النّظر في هذا التقرير هو التوجّهات والاختيارات التي تُميّز إصلاح 1969، منها:
-       التركيز في أهداف التعليم على تكوين الإطارات والأعوان لقطاعات الفلاحة والاقتصاد والتعليم...وربط مضامين التعليم بالواقع القوميّ والمحلّي، الثقافيّ والاجتماعيّ والاقتصاديّ، مع تنزيل الوظائف اليدويّة المكانة اللائقة بها، والحرص على تمكين كلّ تلميذ من مواصلة الدّراسة، أو إسدائه تكوينا عمليّا يؤمّن انخراطه في الحياة العمليّة.
-       إسناد غايتيْن للمرحلة الأولى من التعليم: التهيئة للتعليم الثانويّ، أو التوجيه إلى مراكز الاقتبال المكلّفة بتخريج عمّال مختصّين أو أنصاف مختصّين. أمّا المبادئ الأساسيّة فهي تنمية وسائل التعبير والتركيز عليها، مع التخفيف من البرامج وتخليصها من المعرفة النظريّة الغالبة عليها، وتيسير قواعد العربيّة والفرنسيّة وإدراج الرياضيات الحديثة بداية من السّنة الأولى، ومادّة الإيكولوجيا، وتخصيص توقيت للأنشطة الاجتماعيّة، والاهتمام بتكوين المعلّمين، وإرساء مراكز لاقتبال التلامذة المتعثّرين.
-       إقامة جذر مشترك،[7] بعد المرحلة الأولى الابتدائيّة، مدّته أربعُ سنوات، يهدف إمّا إلى الإعداد للبكالوريا، أو التوجيه إلى مراكز اقتبال يدوم بها التكوينُ عاميْن، وتعدّ لمُعترك الحياة. وقد رسمت اللجنةُ الخطوطَ العريضة لبرامج هذا الجذر وموادّه وتوقيته، مع إيلاء عناية بمبادئ التكنولوجيا والاقتصاد، والاهتمام بقضايا العصر، وإحداث مادّة جديدة هي الإيكولوجيا تضمّ العلومّ الطبيعيّة والجغرافيا، والنزوع إلى إدراج التربية الدينيّة والمدنيّة ضمن مادّة العربية والتاريخ...
-       مدّة التعليم الثانويّ ثلاثة أعوام، وفي الطويل منه تدرج لغة حيّة ثانية، ويتفرّع إلى الشعب التالية: آداب، علوم، رياضيات، اقتصاد، فلاحة، بيداغوجيا. وإلى جانب الموادّ المتعارفة، تقترح اللجنة تخصيص توقيت للأنشطة الاجتماعيّة من قبيل زيارة المزارع والمعامل والمصانع والمؤسّسات والتفكير في تأسيس نواد للمسرح والسينما والأدب يتولّى الإشراف على أنشطها أساتذة.

وعلى العموم، يُلاحظ المطّلعُ على أدبيات هذه الفترة أنّ مشروع إصلاح التعليم لجهة صفاقس يعدّ قريبا من الاختيارات التي عبّر عنها الوزيرُ أحمد بن صالح في خُطبه خلال شهريْ جويلية وأوت 1968، وأنّ ما اقترحته الإدارة الجهويّة للتعليم بصفاقس جاء في تناغم وتناسق مع الخطّة الإصلاحيّة التي كان الوزير يعتزم تنفيذها.[8]
وفيما يلي نصّ التقرير التأليفيّ الصّادر عن الإدارة الجهويّة للتعليم بصفاقس في جانفي 1969.


v  

التعليم في المرحلة الثانية

"في المرحلة الثانية يتمثّل التجديد الهامّ في تجميع كلّ أنواع التعليم من ثانويّ مهنيّ وثانويّ فنّيّ وثانويّ طويل في جذر موحّد، مشترك بين جميع أصناف التعليم.
مدّة هذا الجذر أربع سنوات يوجّه التلاميذ عقبها إلى مراكز اقتبال/centres d’accueil أو إلى تعليم طويل ذي ثلاث سنوات ينتهي بهم إلى التعليم العالي.
وترمي مراكز الاقتبال هذه إلى تكوين إطارات إشراف/ cadres de maîtrise يتمتعون بحدّ أدنى من الثقافة والتكوين الفنّيّ.
أمّا الجذر المشترك فيتحتّم أن يستجيب لعدّة مقتضيات إذ أنّه يعدّ مجموعة من التلاميذ للبكالوريا ويهيّئ آخرين للدخول في معترك الحياة. لذا يجب أن يتميّز ب:
-       رفض الثقافة التي تقوم على الكتب لا غير،
-       التفتّح على العالم،
-       تعويد التلميذ على التفكير بنفسه،
-       تعليم التلميذ مبادئ التكنولوجيا.
كما يجب أن يعدّ تلاميذ يمكن توجيههم إلى مختلف قطاعات النشاط. لذا ينبغي ألاّ يكون التعليم في هذا الجذر المشترك قائما على التفاصيل والتعمّق في كلّ مفهوم، بل ينبغي أن يرمي إلى تلقين المبادئ الأوّليّة، وإنّما يبدأ الاختصاص عند موفّى السّنة الرابعة.
وختاما فمزيّة هذا الجذر المشترك هي أنّه يمكّن جميع التلاميذ من فرصة مواصلة دراستهم، إلى أبعد حدّ ممكن، متجنّبا بذلك عقبة التوجيه الحاليّ الذي يقرّر منذ السّنة الأولى مصيرَ التلميذ بتوجيهه إلى التعليم الثانويّ الطويل أو الثانويّ المهنيّ.
الجذر المشترك
1. محتواه: يجب أن يكون شاملا دون أن يثقل كاهل التلميذ، ويجدر أن يشمل مادّة تعلّم لكلّ التلاميذ، هي التكنولوجيا، وتدرَّس معها الموادّ التالية:
-       العربيّة
-       الفرنسيّة
-       الرياضيات
-       العلوم الطبيعيّة والإيكولوجيا
-       التاريخ والجغرافيا
-       الفيزياء والكيمياء
-       مبادئ الاقتصاد
-       الأنشطة الاجتماعيّة.
مع ملاحظة أنّ هذه الموادّ لا تدرس كلّها بداية من السّنة الأولى وإنّما تدخل تدريجيّا خلال السّنوات الأربع.
كما يراعى مبدأ آخر، وهو أنّ ساعات العمل الأسبوعيّة بالنّسبة إلى التلميذ لا تتجاوز الثلاثين: 25 منها للدروس النظريّة و5 للأنشطة الاجتماعيّة والرّياضة.
2. السّنة الأولى
تتطلّب هذه السّنة عناية خاصّة لأنّها حلقة وصْل بين المرحلتين الأولى والثانية، وينبغي بذل كلّ الجهود لتلافي القطيعة في هذا الشأن.
وتدرَّس بهذه السّنة الموادّ التالية ) التوقيت مقترح على وجه التقريب(:
-       العربيّة: 7 ساعات
-       الفرنسيّة: 7 ساعات
-       الرّياضيات: 4 ساعات
-       التاريخ: 1ساعة
-       الإيكولوجيا: 3 ساعات
-       الأنشطة الاجتماعيّة
وتُعطى الأولوية في هذه السّنة لوسائل التعبير بالنّسبة إلى اللغتين العربيّة والفرنسيّة، ويشرع في تدريس التاريخ كمادّة مستقلّة بينما تبقى الجغرافيا والعلوم الطبيعيّة مجموعتين تحت عنوان " الإيكولوجيا".
1. العربيّة والفرنسيّة
رأينا ألاّ نفصل بين هاتين المادّتين نظرا لتشابه المشاكل وحلولها. والتوقيت المقترح لهما هو التالي:
-       السّنة الأولى: عربيّة 7 ساعات، فرنسيّة 7 ساعات
-       السّنة الثانية: عربية 7ساعات، فرنسيّة 7 ساعات
-       السّنة الثالثة: عربيّة 6 ساعات، فرنسيّة 6 ساعات
-       السّنة الرابعة: عربيّة 6 ساعات، فرنسيّة 5 ساعات.
امتياز العربيّة بستّ ساعات في السّنة الرابعة يُبرَّر بكون الفرنسيّة تلقّن في موادّ أخرى، فلا ضرر من تخفيف عدد ساعاتها.
أهداف تعليم العربيّة والفرنسيّة
علينا أن ننمّي في التلميذ ملكتي التعبير والتفكير وأن نركّز تكوينه على قضايا العصر الحديث. فالتراث في هذا المستوى لا يدرس كغاية في حدّ ذاته وإنّما يدرس خاصّة كوسيلة تساعد على تفهّم الحاضر.
وتوضع البرامج حسب محاور اهتمام تمكّن من الوصول شيئا فشيئا إلى التعبير عن الحياة العاطفيّة والحياة الفكريّة. وهكذا يجب أن يكون التلميذ في نهاية السّنة الرّابعة قادرا على:
-       التعبير السليم
-       بناء مقالة قصيرة.
الأمر الذي يرتجى منه أن يكون هذا التلميذ أقدر على التعبير عن نفسه من تلميذ السّنة السّادسة علوم حاليّا.
وينبغي تعليم هاتين اللغتين باعتبارهما لغتين حيّتين متطوّرتين مع الاقتناع بأنّ الثقافة الحقّ ليست بالضّرورة أدبا كلاسيكيّا وشعرا قديما، بل يتعيّن أن تكون العربيّة أداة تفتّح على العالم الحديث وتفكير في معطياته. فالتلميذ لا يهتمّ بلغة إلاّ إذا مكّنته من اكتشاف شيء مّا.
فيحسن تدريس نصوص عربيّة تتعلّق بقضايا العصر.
4.الرياضيات
يحتفظ بالبرامج الحاليّة على أن تعطى الرياضيات التطبيقيّة مزيدا من الأهمّية. كما يمكن الاحتفاظ بالتوقيت الحاليّ، وهو 4 ساعات في الأسبوع طيلة السّنوات الأربع. والملاحظ أنّ المشكل المتعلّق بدراسة علم المساحة ما زال مطروحا يتطلّب الحلّ.
2. الإيكولوجيا والعلوم الطبيعيّة
يقع التمييز بين المادّتين اللتين تتكوّن منهما الإيكولوجيا، أي العلوم الطبيعيّة والجغرافيا، في بداية السّنة الثانية، فتدرّس كلّ واحدة منهما على حدة.
ويمكن الاحتفاظ بالبرامج الحاليّة للعلوم الطبيعيّة:
-       السّنتان الأولى والثانية: العالم الذي يحيط بالتلميذ
-       السّنة الثالثة: الجيولوجيا
-       السّنة الرابعة: دراسة الإنسان.
ويستحسن أن يكون التلميذ عند نهاية السّنة الرابعة متهيّئا لدراسة الوسط الزراعيّ وملمّا بمبادئ علم التشريح/ anatomie) حوادث الشّغل.
وتُخصّص 3 ساعات أسبوعيّة لهذه المادّة: ساعة للدروس النظريّة وساعتان للتمارين التطبيقيّة.
3. التاريخ
يدرَّس التاريخ بداية من السّنة الأولى، وتخصّص له ساعة أسبوعيّة طيلة السّنوات الأربع، على أن يخفّف برنامجه بصورة جدّيّة فيقتصر على:
-       تاريخ تونس
-       تاريخ المغرب الكبير والعالم الإسلاميّ
-       بعض عناصر التاريخ الحديث: الثورات الكبرى، نتائج الحربين العالميتين، تصفية الاستعمار...
4. الجغرافيا
تدرّس هذه المادّة بداية من السّنة الثانية حسب التوقيت التالي:
-       السّنة الثنية: ساعتان
-       السّنة الثالثة: ساعتان
-       السّنة الرابعة: ساعة واحدة.
وتهدف إلى تدقيق المعطيات الأساسيّة:
-       جغرافية تونس
-       جغرافية المغرب الكبير وبلدان حوض البحر الأبيض المتوسّط
-       مظاهر العالم الثالث.
5. الفيزياء والكيمياء
تدرّس في السّنة الرابعة في صيغة تمارين تطبيقيّة دروس/ TP COURS:
-       ساعتان فيزياء
-       ساعة واحدة كيمياء.
6. التعليم التجاريّ: تعليم مبادئ الاقتصاد
-  ساعة في السّنة الثالثة
-  ساعتان في السّنة الرابعة
تهدف هذه المادّة إلى تلقين العناصر الأساسيّة للحياة التّجاريّة العاديّة:) الحساب الجاري، السكّ البنكيّ، القمارق...(، وتوسيع آفاق التلميذ بإطْلاعه على بعض التنظيمات الاقتصاديّة الهامّة في حياة البلاد.
وتدرّس هذه المادّة في صيغة تمارين تطبيقيّة-دروس.
7. التكنولوجيا
إدماج هذه المادّة ضمن التعليم الذي يتلقّاه جميع التلاميذ أمر بالغ الأهمّية إذ أنّها ترمي إلى التعريف بميدان من ميادين الحياة كثيرا ما تجاهلناه، وهو ميدان التقنيات.
والتكنولوجيا هي طريقة تحليل وإعمال عقل واستنتاج تسلّط على وسائل ملموسة كدراسة الآلات والأجهزة وترمي إلى تبيين مختلف الإمكانيات لحلّ مسألة مّا بصورة محسوسة ومنطقيّة.
ولا شكّ أنّ المادّة كهذه تنمّي روح الدقّة في نفوس التلاميذ. وتبدأ دراستها في السّنة الثانية:
-  السّنة الثانية: ساعتان لكلّ نصف قسم
-  السنّة الثالثة: ساعتان لكلّ نصف قسم
-  السّنة الرابعة: ساعتان لكلّ نصف قسم+ ساعة لكامل القسم.
ويجب التنسيق بين برامج هذه المادّة وبرامج الرّياضيات.
التوجيه عند نهاية الجذر المشترك
الجذر المشترك يفتح للتلميذ 3 مسالك ممكنة:
-   مواصلة الدراسة في إطار التعليم الطويل
-  الالتحاق بمركز اقتبال
-  الدّخول إلى مدرسة ترشيح المعلّمين.
كيف يكون التوجيه؟
ينبغي خاصّة أن نتجنّب مبدأ الامتحان لأنّه لن يفضي إلاّ إلى صيغة جديدة من صيغ حشو الأدمغة بالمعلومات، إذ أنّ التلميذ يعمل في الغالب حسب مقتضيات الامتحان، لا حسب مقتضيات التكوين المنشود. فالتوجيه يمكن أن يعتمد على عدّة أصناف من الاختبارات/ tests وعلى رأي الأساتذة، إلى غير ذلك. ولا شكّ أنّ طرق التوجيه تتطلّب مزيدا من التدقيق، لكن يجب حتما تجنّب فكرة الامتحان.
هذا، مع استثناء يتمثّل في أنّ الدّخول إلى مدرسة ترشيح المعلّمين يكون عن طريق مناظرة لانتقاء أحسن التلاميذ.
التعليم الطويل
تكون مدّته ثلاثَ سنوات ويفضي إلى الباكالوريا التي تمكّن من الالتحاق بالتعليم العالي. وتدرج فيه دراسة لغة حيّة ثانية: إنقليزية، ألمانيّة... ويوزّع فيه التلاميذ على الشُّعب التالية:
-  شعبة العلوم
-  شعبة الرياضيات: الرياضيات والرياضيات الفنّيّة حاليّا
-  الشعبة الاقتصاديّة
-  الشعبة الفلاحيّة
-  الشعبة البيداغوجيّة.
الأنشطة الاجتماعيّة
في المرحلة الثانية للتعليم، الجذر المشترك والتعليم الطويل، تنظّم الأنشطة الاجتماعيّة إمّا في إطار المعهد بإشراف مدرّبين أعدّوا خصّيصا لهذه المهمّة، وإمّا في إطار منظّمات الشبيبة المدرسيّة الموجودة حاليّا. ويمكن الاعتماد في هذا الشأن على المدرسة القوميّة لتكوين إطارات الشباب ببئر الباي، وهي تخرّج الآن 20 مدرّبا في السّنة، وينبغي أن يرتفع هذا العدد إلى 100.
ويمكن التفكير أيضا في تأسيس نوادي تنشيط: مسرح، سنما، مجلات...داخل المعاهد بإشراف عدد من الأساتذة.
التربية الدينيّة والمدنيّة
يمكن أن تجد مكانها في إطار موادّ مثل العربيّة والتاريخ والجغرافيا.
مراكز الاقتبال بالنّسبة إلى المرحلة الثانية من التعليم
هذه المراكز معدّة للتلاميذ الذين لا يتمكّنون من مواصلة دراستهم خاصّة وأنّ الباكالوريا تعني مواصلة التعليم بالكلّيات. فهي تقتبل التلاميذ الذين ناهزوا العشرين من العمر ويرغبون في تعلّم مهنة تمكّنهم من مباشرة الحياة العمليّة.
ويجب أن تكون هذه الهياكل مرنة وأن تراعي في صيغها حاجيات البلاد في مختلف الميادين.
ويتلقّى التلاميذ تعليما نظريّا في مدرسة مختصّة يدوم سنتين، ثمّ يقضي سنة في تربّص تطبيقيّ حسب الصيغ المشار إليها في التربّصات التي تنظّم إثر المرحلة الأولى من التعليم) في وحدة اقتصاديّة يكون بها ممثلون عن التربية القوميّة يعهد إليهم بالسّهر على التكوين العمليّ للتلميذ:
-  شعبة تجاريّة
-  شعبة كتابة
-  شعبة محاسبة
-  شعبة كيميا
-  شعبة قيس الأراضي
-  شعبة الطبّ الاجتماعيّ
-  شعبة اقتصاديّة) ميكانيك (
وتُعدّ هذه المراكز إطارات متوسّطة وإطارات إشراف، ومن اللازم طبعا تحديد محتوى هذا التعليم وصيغ تطبيقه."
انتهي التقرير
تقديم وتعليق الهادي بوحوش ومنجي عكروت ، متفقدان عامان للتربية
تونس، 2016




[1] . انظر أحمد بن صالح، في شؤون التربية والتعليم، جويلية أوت 1968، كتابة الدولة للشؤون الثقافيّة والأخبار، ص 48.
[2] . أفادنا الأستاذ محمّد الهادي خليل المدير الجهويّ للتعليم، آنذاك، بولاية نابل أنّ الجهات نظّمت اجتماعات وأعدّت تقارير رفعتها إلى الوزارة. ولم يتسنَّ لنا بعدُ الاطلاعُ على هذه التقارير، ما عَدا تقريرَ الإدارة الجهويّة للتعليم بصفاقس. فشكرا للأستاذ أحمد الزغل على إمدادنا بهذا التقرير.
[3] . هو الأستاذ توفيق بن عرفة.
[4] . مديرو معاهد: 3، متفقدون: 4، أساتذة: 3، مرشدون تربويّون: 7.
[5] . يفضّل الوزير أحمد بن صالح عبارة المرحلة الأولى على عبارة التعليم الابتدائيّ.
[6] . هي فضاءات يُراد بها أن تقتبل التلامذة الذين لم يتسنّ لهم مواصلة الدراسة بصفة طبيعيّة سواء بالمرحلة الابتدائيّة أو بالمرحلة الثانويّة.
[7] . هو توجّه تجديديّ اقترحته اللجنة القوميّة للتعليم سنة 1967 لتلافي التنافر القائم بين التعليم الإعداديّ المُعدّ للمتقدّمين في السّنّ، ما بين 14 و16 سنة، والتعليم الثانويّ الذي يُوجَّه إليه الناجحون في المناظرة وسنّهم 12 سنة.
[8] . رسَم الوزير أحمد بن صالح في اجتماعه بالمديرين الجهويين للتعليم يوم 14 أوت 1968 الملامح الكبرى للإصلاح، انظر: في شؤون التربية والتعليم، ص 76 وما بعدها.


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire