dimanche 18 février 2018

مدرسة " سالم حمدان " ببنّان: شهادة المهندس " أحمد سعد " ، أحد روّاد هذه المدرسة حال تأسيسها




تخصص المدونة البيداغوجية ورقة هذا الاسبوع  لقلعة من قلاع التعليم بالساحل  وهي المدرسة الابتدائية "سالم حمدان  " ببنان  التي كانت تسمى المدرسة الفرنكو-عربية ببنان ، منذ أسابيع قام الاستاذ وناس سعد  بنشر شهادة حول تلك المدرسة بصفحته  الخاصة على شبكة التواصل الاجتماعي أرادها تكريما للمدرسة و الاطارات التربوية الذين ساهموا في تعليمه  و تكوينه  و بما أن مثل هذه الشهادات تندرج ضمن مهمة المدونة ألتمسنا من  صاحبها السماح لنا بنشرها  و قد لبى طلبنا فله منا كل الشكر و الامتنان.

و بهذه المناسبة فإن المدونة البيداغوجية تتوجه بدعوة لكافة أصدقائها للنسج على منوال الأستاذ سعد وناس  ليقدموا لمحة عن مدرستهم  و معلميهم و تتعهد المدونة بنشر جميع الشهادات التي تصلها  , وفي ذلك تكريم للمؤسسات و الرجال و النساء الذين ساهموا  في بناء البلاد التونسية.
 وبإمكان الاصدقاء أن يرسلوا مساهماتهم للعنوان التالي :  (akrout.mongi@gmail.com)


   شهادة كتبها المهندس الفلاحي" أحمد سعد " باللّسان الفرنسيّ ،  وهو أحد روّاد هذه المدرسة حال تأسيسها، شهادة يروي فيها البدايات رأيتُ من المفيد نقلها إلى اللسان العربيّ تعميما للفائدة واعترافا لمهد العلم الأول الّذي احتضنه  واحتضنني واحتضن سائر متعلّمي بنّان من كلّ الأجيال  .


1)   التّسمية : 
  ( مدرسة " سالم حمدان " الابتدائيّة ) هو الاسم الحاليّ ، لكن تسميتها عندما أسّسها المستعمر الفرنسي بداية الحرب العالميّة الثّانية كانت : ( المدرسة الفرنكو-عربية ببنّان ، Ecole franco-arabe de Bennane  ) .

2)   المدرسة ومكوِّناتها :
            بنيت المدرسة على أرض مرتفعة في ما يشبه الهضبة الصّغيرة بين وسط مدينة  بنّان وقصيبة المديوني، لتستقبل أوّل تلاميذ لها في بداية شهر أكتوبر من سنة 1939.
            تتكوّن المدرسة عند تأسيسها في سنتها الأولى من :
-         قاعتين معدّتين للتدريس  
-         مستودع محاذ للمدخل الرئيسيّ
-         بهو كبير به مقاعد من الاسمنت المسلّح ، لحماية التّلاميذ والمعلّمين من تقلّبات الطقس المختلفة.
-          مرفق صحيّ ماؤه متأتّ من خزّان ماء صغير.
-         دار معدّة لسكن مدير المدرسة.
-         حديقة تُستغَلّ لإنجاز الأشغال التّطبيقيّة في البستنة والفلاحة الّتي كانت  إحدى المواد التي تدرّس.
       تجهيزات قاعتيْ الدّرس :
-         كلّ قاعة تدريس ذات تهوئة جيّدة ، بنوافذ كبيرة موجّهة نحو النّاحية الجنوبيّة .
-         كلّ قاعة تدريس مجهّزة بطاولات مدهونة باللّون الأخضر( الفاتح )
-         بكلّ طاولة فراغ معدّ لمحبرة تُملأ يوميّا بالحبر لاستعمالها عند الكتابة بريشة الحبر.
-         إحدى القاعتين وهي المخصّصة للقسم النّهائيّ مجهّزة بخرائط ولوحات جغرافية وكرة أرضية مثبتة فوق خزانة ملأى بالأدوات المدرسيّة التّي يستفيد منها التّلاميذ الّذين يعيّنهم مدير المدرسة .

                      يومي الأوّل بالمدرسة :
          في بداية شهر أكتوبر من سنة 1939 أي في السنة الدّراسية 1939-1940 فتحت المدرسة أبوابها لتستقبل الأطفال اليافعين الذين انتظروها بفارغ الصبر وكانت تحدوهم رغبة عارمة في التعلّم والخروج من حالة الجهل التي كانت تعمّ أغلب جهات البلاد التونسية .
          في ذلك اليوم توجهت إلى مدرستي يرافقني والدي . عند الوصول وجدت مدير المدرسة السّيد " قاسم الجدّي " يستقبل الأطفال المسجّلين ويوجّههم في لطف كبير ، وكانت أمامه الدّفاتر ومضامين الولادة .
         رافقني السيد المدير حتّى قاعة الدرس رقم 1 وأجلسني بالطّاولة الأماميّة الأولى .
         في ذلك اليوم لم نكن كثيرين ، كنا نعدّ عشرة تلاميذ تقريبا.
 وكانت الانطلاقة ... معلّمنا يدرّسنا في غبطة وسعادة وكانت مواظبته مثاليّة ، ونحن نمنّي النفس بترك الظلام خلف ظهورنا .

          المدرسة والحرب العالميّة الثّانية :
          استمرت حالنا هذه حتى سنة 1942 وهي السّنة التي أَطرَدَنا فيها الألمان من المدرسة حتّى يحتلّها قادتهم ويتّخذوها منطلقا لعمليّاتهم أثناء الحرب العالمية الثانية.
          هذه البطالة التّعيسة وهذا الانقطاع المرير عن مدرستنا داما حتّى نهاية الحرب .
          أمّا أنا فقد توجّهت نحو كتّاب القرية لقراءة القرآن وحفظه.
وأمّا المدرسة فلم تستعد نشاطها العلمي والتّربوي وتنهض بوظيفتها النّبيلة إلاّ بحلول  السّنة الدّراسية 1946-1947.

           المدرسة وقنابل الحُلَفاء :
          حادثة لا تُمحى من ذاكرة أهل بنّان وتاريخها القريب أنّ المدرسة نجت بأعجوبة من الاندثار السّريع جرّاء الصّراع الدّائر بين الحلفاء والمحور.
 ففي أحد الأيّام عمد الجنود الألمان إلى تلطيخ كلّ البناية بالطّين وتغطية كلّ الأسطح بأغصان الزّيتون حتّى يُربكوا طائرات الحلفاء ويحوّلوها عن هدفها المرسوم المتمثل في تفجير المدرسة ومن فيها ،وكانت عملية تمويهيّة ناجحة فقد سقطت القنابل على أرض صخريّة تبعد عن المدرسة بحوالي 300 مترا.
 (1946-1947) تفتح المدرسة أبوابها من جديد ، ويعود التّلاميذ إلى نشاطهم وتُستأنف الحياة الدّراسيّة .
   خسرنا سنوات تعلّم هامّة في حياتنا وحياة قريتنا، ثمّ قدم معلّمون جدد منهم المربّون الأفاضل السّادة عبد السّلام بن صالح، ومحمّد بوجناح، ومحمّد صفر، ومحمّد شواري.
  هؤلاء المعلّمون كانوا جميعا ذوي كفاءة عالية وضمير نابض حيّ ووطنيّة بلا حدّ ، أوصلونا بجهدهم وتواضعهم إلى قسم شهادة الدّراسات الابتدائيّة الأساسيّة (C.E.P.E)، طيلة ثلاث سنوات وكانوا في نفس الوقت يؤمّنون لنا الدّروس الرّسميّة ودروسا إضافيّة دون مقابل مادّي تطوّعا منهم وخاصّة في قسم السّنة السّادسة أذكر منهم على سبيل الذّكر لا الحصر السّيد محمّد شواري الذّي كان يعود إلى بيته بقرية بوحجر في ساعة متأخّرة من اليوم وقد يكون ذلك ليلا على مجرّد درّاجة هوائيّة .
  لذلك فأنا مدين لمعلّميّ الأفاضل لما قدّموه من جليل الأعمال لإنارة سبيلي وسبيل كلّ الأطفال وكلّي اعتراف وامتنان لكرمهم ونبلهم.
 في جوان 1948 تقدّمنا لاجتياز امتحان الشّهادة الابتدائيّة الأساسيّة (c.e.p.e) وذلك بمركز الامتحان بمدينة المكنين ، وكنّا سبعة مترشّحين.
ثلاثة من سبعة مترشّحين وُفّقوا ونجحوا وفق علمي ، وكنتُ أحد هؤلاء الثّلاثة النّاجحين.

                     
  من إطارات المدرسة :
الإدارة : السّادة :
-           قاسم الجدّي
-           امحمّد شحدورة  
-           عبد السّلام بن صالح
-           محمّد بو جناح
-           محمّد صفر
معلّمون مساعدون : السّادة :
-         علي بشير
-         صالح نويرة
-         محمّد شواري
المتفقّدون :
-         متفقّدو العربيّة :
                   السّيّد الطّيّب البصلي
                   السّيّد أحمد صفر
                   السّيّد الصّادق السّبعي

-         متفقّدو الفرنسيّة :
                       السّيد مارتان (Martin)
                      السّيّد برناردBernard))
                      السّيّد إندري(Indray)

أحمد سعد ، أحد تلاميذ الدّفعة الأولى بالمدرسة الفرنكو-عربيّة ببنّان مدرسة سالم حمدان ببنّان  ، تعريب الكاتب القاصّ ونّاس سعد

POUR ACCÉDER A LA VERSION FR, CLIQUER ICI


1 commentaire:

  1. ...للاعلام توفي يوم الخميس 21 جويلية 2021 السيد محمد شواري أحد المعلمين الّذين درّسوا في هذه المدرسة و تركوا أطيب الأثر...و بالمناسبة هذه قصيدة كتبتها بمناسبة الاحتفال بمرور ثمانين سنة على مدرستنا و شكرا لكم سي المنجي: مدرستي...
    ثمانون عاما ...ومازلت شامخة ...
    يا من، بك، سمونا إلى المجد والسؤدد ...
    سنينا... جلسنا على مقاعدك...
    تعلّمنا...كبرنا...ولم ننقص ولم نزد...
    حلمنا…نجحنا… ولم نيأسولم نزهد...
    هذا معلمي...سيدي...وهذه سيدتي...
    كم أعادت الدرس مرارا...!!
    ولم تمل يوما ...ولم تغضب ...ولم تغب...
    وفي قاعات القسم نختصم ...
    أخوة ...سرعان ما نعود ونبتسم...
    لهونا عمرا في ساحاتك...مدرستي
    وفي كل شبر منك، لنا طللوذكرىوحكايات...
    ترددها الأجيال ...وتعتبر...
    حماك الله ...مدرستي...
    ودمت على الأيام عصية ...وعلى المحن ...

    الا مضاء الدهماني السعاف ، بمناسبة الاحتفال بثمانينية المدرسة الابتدائية سألم حمدان ببنان ..(2018)

    RépondreSupprimer