تُحيي المدوّنة البيداغوجيّة، هذا الأسبوع، عيدَ ميلادها
الثالث، فقد كنّا أعلنّا عن مولدها في 29 ديسمبر 1913، ونشرنا، في 30 ديسمبر 2013،
الورقة الأولى التي أردْناها تكريمًا للسّياسة التونسيّة في مجال تعليم الفتيات.
واليوم، بلغنا العددَ الخمسين بعد المائة. وطَوال هذه
الفترة، تميّزت المدوّنة بالانتظام، فهي تصدر أُصْبُوحة كلّ اثنين من الأسبوع،
وتعرض على متتبّعيها وقرّائها ورقة أسبوعيّة جديدة تتّصل بما يجري من الأحداث في
قطاع التربية، أو تُحيي وجْها من وجوه ذاكرة المدرسة التونسيّة، أو تعالج مسألة من
المسائل الرّاهنة الكبرى لمنظومة التعليميّة والتربويّة بالتعليم المدرسيّ.
غير أنّنا، هذا الأسبوع، سنخالف العادة، لنُعيد نشْر
الورقتيْن الأولييْن لهذه المغامرة الجميلة، ويتعلّق الأمر بالافتتاحية الأولى،
وبوجْهة النّظر الموسومة "بسرّ تفوُّق الفتيات في الدّراسة". كما نهدي لقراء المدونة كشاف منشورات سنة
2016 كلّ عام والمدوّنة وقرّاؤها بخير.
وعسى أن يمنّ الله علينا بالصحّة حتّى نقْوى على
الاستمرار في هذا العمل الممتع.
الهادي بوحوش والمنجي عكروت، متفقدان عامّان للتربية،
متقاعدان.
أوّلها: إقامة فضاء نتناول فيها المسائل
التربويّة والبيداغوجيّة التي تهمّ المدرسة التونسيّة بالخصوص وتشغل المربّين من
مختلف الدّرجات التعليميّة، وتلفت انتباه الرأي العامّ الوطنيّ،
والثاني: الحفز إلى تبادل فكريّ
والدّفع إلى حوار بيننا وبين مكوّنات الأسرة التربويّة الموسّعة، بما في ذلك
الأولياء، وبيننا وبين الباحثين في التربية والمختصّين فيها،
والثالث: الاستجابة لواجب الذاكرة
التربويّة والتعريف بإسهامات أجيال من المربّين، تكريما لهم.
من أجل هذه الأهداف، ركّزنا على إنتاج
ثلاثة أنواع من الورقات، أسْمينا النوع الأوّل" لمْحات" والنوعَ الثاني
" وجهات نظر"، و النّوع الثالث من "ذاكرة التربية"، ولا نستبعد إحداث أنواع أخرى من
النّصوص، لاحقا.
إنّنا نرجو من المهتمّين بالشّأن التربويّ
والبيداغوجيّ ببلادنا الاطلاعَ على مدوّنتنا وإبداء الرأي فيما تطرقه من مسائل،
وما تطرحه من قضايا، وما تذهب إليه من رؤى، كما نرجوهم التفاعل معنا بكتابة نصوص
تقدّم مقاربات أخرى، أو تعرض تحاليل وفق مناهج مغايرة، أو تعالج قضايا يعتبرونها
كفيلة بالنّهوض بمنظومتنا التعليميّة والتربويّة، ونحن نتعهَّد بنشرها بمدوّنتنا.
الهادي بوحوش والمنجي عكروت، متفقدان عامّان
للتربية متقاعدان.
تونس في 29 ديسمبر 2013
|
تفوّق الفتيات في الدراسة؟
ملاحظة :لقد قمنا بتحيين الاحصائيات و
أدرجنا بعض الرسوم البيانية
الفتاة التونسيّة أكثر حضورا على مقاعد الدّراسة، وهي
أكثر تفوّقا ونجاحا. فكيف نفسّر هذه الظاهرة؟ وهل هي ظاهرة محلّيّة، تختصّ بها
المنظومة التربويّة التونسيّة، أم هي ظاهرة عالميّة مشتركة بين عديد البلدان؟
القسم الأوّل: مظاهر حضور الفتيات وتفوّقهنّ.
يتجلّى حضور الفتيات وتفوّقهنّ دراسيّا في عديد
المظاهر، منها:
1.
نموّ عدديّ لافت للنظر وارتفاع نسبتهنّ
تُمثّل الفتيات، اليوم، أكثر من نصف التلامذة
المرسّمين بمؤسّسات التعليم المدرسيّ، الابتدائيّة والإعداديّة والثانويّة، أي
ما نسبته 50.69 %[1]، في حين كان عددهنّ لا يتجاوز، في مطلع
القرن الماضي (سنة 1903) بضع العشرات(39) من جملة 2959 مرسّما، أي ما نسبته 1.31%، علما أنّ هذا التطوّر يتَّجه نحو المزيد من ترسيخ تفوّق
الفتاة.
غير أنّ نسبة حضور الفتاة تختلف باختلاف المرحلة
التعليميّة، وبالخصوص بين المدرسة الابتدائيّة من جهة، والمدارس الإعداديّة
والمعاهد، من جهة ثانية، كما تبيّنه البيانات الآتية:
- تتزايد نسبة
الفتيات بالمدرسة الابتدائيّة بالرّغم من أنّ الفتيان ما زالوا يُمثلون أغلبيّة
المرسّمين بالمرحلة الأولى من التعليم الأساسيّ، بنسبة (%51,94). غير أنّ نسبتهم
هذه ما فتئتْ تتراجع مقابل ارتفاع نسبة الإناث التي بلغت 48,06%، في السّنة الدّراسيّة 2011-2012، بعد أن كانت % 44,07 في السّنة
الدّراسيّة 1984-1985 . (جدول 1)
رسم 1: تطوّر تلاميذ
المرحلة الأولى من التعليم الأساسيّ حسب الجنس
- تفوق نسبةُ
الإناث نسبة الفتيان في المرحلتين الإعداديّة و الثانويّة، فمنذ السّنة
الدراسيّة 1997-1998، أصبحت الفتيات يمثّلْن الأغلبيّة بالمدارس الإعداديّة
والمعاهد، و ظلّت نسبتهنّ تتزايد، حتّى بلغت (53,59%)، خلال السّنة
الدراسيّة 2011- 2012.
رسم 2: تطوّر عدد تلاميذ
الإعدادي والثانويّ
2. تفوّق على صَعيديْ الأداء والنتائج الدراسيّة
تثبتُ كلّ المؤشّرات المعتمدة من قبل المؤسّسات التي
تهتمّ بدراسة هذه الظاهرة تفوّقَ الفتاة التونسيّة في الدّراسة وتألّقها. ومن
بين هذه المؤشّرات، نذكر نسبة التدرّج، ونسبة الانقطاع، ونسبة الحصول على الشّهائد
الوطنيّة، ونسبة إتمام التعليم المدرسيّ.
§
تٌحقّق الفتاةُ نسبة نجاح أفضلَ ممّا
يسجّله الفتيان، في جميع المستويات التعليميّة، ويتجاوز الفارق بين النسبتين 15
نقطة في المرحلة الإعداديّة التي تعتبر مرحلة حرجة، بالنّسبة إلى الفتيان. ( جدول عدد 3)
رسم3: نسب الارتقاء حسب
المراحل التعليميّة وحسب الجنس
§
تتشبّث الفتياتُ بمقعد الدّراسة أكثر من
الفتيان، فنسبة انقطاعهنّ عن التعليم تكون دائما دون نسبة انقطاع الفتيان. ولئن
كان الفارق بين الجنسين شبهَ منعدم، في المدرسة الابتدائيّة، إذ لا يتعدّى (0,3
نقطة)، فهو يتجاوز 6 نقاط، في المرحلة الإعداديّة و4 نقاط في المرحلة الثانويّة،
وهو ما يفسّر انقلاب الموازين في هذه المرحلة لصالح الفتيات.
( جدول عدد 3)
رسم 4: نسبة الانقطاع حسب
المراحل التعليمية وحسب الجنس
§
تحقّقُ الفتاةُ نسبَ حضور ونسبَ نجاح في
الامتحانات والمناظرات الوطنيّة أفضل من نسب الفتيان:
ففي دورة 2011 للبكالوريا، على سبيل
المثال، مثَّلّت الفتيات %57,3 من مجموع المترشّحين. وإذا ما اعتمدنا
المترشّحين من المعاهد العموميّة فقط، ارتفعت هذه النّسبة إلى % 61,22.
كما مثّلت الفتيات أغلبيّة الناجحين في شهادة
البكالوريا، بما نسبته (%60,54)، باعتبار جميع أصناف المترشّحين، و% 61,87 لو اعتمدنا مترشّحي المعاهد العموميّة فقط.
حقّقت الفتيات في نفس الدورة، كما في الدورات
السّابقة، نسبة نجاح أفضل ممّا حقّقه الفتيان، إذ بلغت نسبة قبولهنّ % 67,48، مقابل % 59,07 للفتيان،
أي بفارق يتجاوز 8 نقاط. ويظلّ التفوّق قائما، ولو بفارق أٌقلّ، حتّى إنْ
اعتبرنا تلاميذ المعاهد العموميّة فقط: % 72,76، مقابل % 70,78.
أمّا في مناظرة الدّخول إلى المدارس
الإعدادية النّموذجية في دورة 2013 مثلا، فقد مثَّلَت الفتيات % 57,08 من المتفوّقين.
§
تُقدر نسبةُ إنهاء[2] مرحلة التعليم الثانويّ
بنجاح، لدى الفتيات، بـ:% 35.3، في مقابل 24.2 للفتيان، سنة 2004، وذلك
طبق دراسة أنجزها المعهد التونسيّ للمنافسة والدّراسات الكمّيّة[3]-، علما أنّ هذه النّسبة
تضاعفت ثلاث مرّات، منذ 1984.
بهذه المؤشّرات، تكون البلاد التونسيّة قد حقّقت الهدف
الخامس من أهداف داكار المنبثقة عن المؤتمر العالميّ حول التربية، سنة 2000 الذي
أقرّ " القضاء على التفاوت بين الجنسين في التعليميْن الابتدائيّ
والثانويّ، في حدود سنة 2005، و إرساء المساواة بين البنات والبنين مع حلول
2015، مع السّهر على ضمان وصول الفتيات دون قيد لتعليم ذي جودة وحظوظ النجاح
إليهن."[4]
القسم الثاني: محاولات تفسير الظاهرة ونتائجها
§
تفوّق البنات ظاهرة عالميّة
إنّ ظاهرة تفوّق الفتاة دراسيّا هي ظاهرة
منتشرة في العديد من الأقطار: فقد جاء في تقرير منظّمة التعاون والتنمية
الاقتصاديّة(OCDE) حول التربية لسنة 2012[5] " أنّه، في أغلب دول
المنظّمة، تبلغ نسبة الفتيات الّلاتي أَنهيْن دراستهنّ الثانويّة، في الآجال
المحدّدة 74، مقابل % 66 عند الذكور". وبيّنت دراسة فرنسيّة[6] " أنّ الفتيات الفرنسيّات يحقّقن نجاحا
أفضل في جميع درجات النظام التربويّ الفرنسيّ... ففي مستوى البكالوريا، نجد
حوالي 8 عن كلّ 10 فتيات، بينما لا نجد سوى 6 فتيان من 10، وتبلغ نسبة نجاحهنّ
في شهادة البكالوريا 4%,84 ، مقابل
79,9% بالنّسبة إلى البنين،
و يغادر فتًى من كلّ 5 فتيان النظام التربويّ دون نيل شهادة، بينما ينخفض هذا
الرّقم إلى 1 من 7 بالنّسبة إلى الفتيات. " (إحصاءات 2006 )
§ تزايد
اهتمام الباحثين بها
نظرا إلى انتشار هذه الظاهرة، كثر الاهتمام بها من قبل
الباحثين في مجال التربية وعلم الاجتماع، وقُدّمت العديد من القراءات، اتفق جلُّها
على أنّ التفاوت بين الجنسين في الدّراسة لا يعُود إلى أسباب بيولوجية أو جينية،
وإنّما يعود إلى عوامل اجتماعيّة و نفسيّة وبيداغوجيّة.
§
العوامل المفسّرة لتفوّق الفتيات
قدّم تقرير منظّمة التعاون والتنمية الاقتصاديّة
المشار إليه سابقا مجموعة من العوامل تفسّر ارتفاع نسبة الانقطاع في صفوف
التلاميذ الفتيان، (لخّصها في ثلاثة هي: الفاقة وجاذبية سوق الشّغل، والوسط
المدرسيّ وسلوكات المدرّسين، وضعف أداء الفتيان في القراءة). وفيما يلي تفصيلها:
الفاقة والحاجة وجاذبيّة سوق الشّغل: ففي الهندوراس، يمارس 6 فتيان من 10،
تتراوح أعمارهم بين 15 و17 سنة، شغلا بمقابل، اثنان منهم فقط يواصلان الدّراسة،
مقابل فتاتين من 10. هذا الوضع قد لا ينطبق على المجتمعات الغنيّة والمتقدّمة، وإنْ
وجد فهو ينحصر في الطبقات الفقيرة دون غيرها.
المحيط المدرسيّ واختلاف موقف المدرّسين
وتصرّفاتهم حسب جنس التلاميذ، وهو ما يدفع بعدد من التلاميذ الذكور إلى خارج
المدرسة. غير أنّ هذا التفسير لم يصمد أمام التجربة، فقد قامت بعض الأقطار الأنجلو
سكسونية بالفصل بين الجنسين، و تكوين الفصول الدّراسيّة حسب المستوى، دون أن
يغيّر ذلك في الأمر الشّيء الكثير.
ضعف أداء الذكور في القراءة حسب
التقييمات الدوليّة والمحليّة مقارنة بالفتيات: فقد بيّنت نتائج تقييم بيزا[7] لدورة 2009 "أنّ
الفتيات يتقدمنّ في مجال حذق " فهم المكتوب" على الذكور بــمتوسّط 39
نقطة، أي ما يقابل سنة دراسيّة، وقد ُيعزى
انقطاع التلاميذ الذكور إلى ذلك الضّعف.
التصوّرات والعقليّات الاجتماعيّة
السّائدة،
والتي تعتقد أنّ الأطفال الذكور يمكنهم الاندماج في سوق الشّغل (العمل اليدويّ)
بسهولة، حتّى في صورة الإخفاق في الدّراسة. أمّا الفتاة فهي مُجبرة على النجاح
للحصول على شغل، ممّا يجعل العائلة تهتمّ أكثر بتعلُّمها.
التفاوت درجة النّضج بين الجنسين: فالفتاة تبلغ عادة درجة النُّضج قبل
الفتى، بينما هما يتقاسمان مقاعد الدّراسة نفسها. ولذلك انعكاسٌ كبير على
دافعيّة المتعلّمين للتعلّم، وتبلور مشروعهم المهنيّ المستقبليّ.
أثر ارتفاع نسبة النّساء في مهن التربية (في فرنسا): فمنذ السّنة الثانية من
عمرهم، يكون الأطفال في رعاية مدرّسين وأطر يطغى عليها العنصر النسائيّ، ممّا
يوفّر للفتاة مرجعا ونموذجا تميل إلى الاقتداء بهما، عكس الفتيان، فكلّ المهن
" البارزة " لعيانهم تشغلها المرأة، و هو لا يرى نفسه فيها، فيُضعف
ذلك من تحفّزه للعمل و النجاح.
الانعكاس السّلبيّ لدور التحفيز بنتائج
التلميذ النجيب الذي غالبا ما تكون الفتاة. فالفتى، في حالة إخفاق، لا يميل إلى
الاقتداء بالفتاة المتفوّقة، ويرى في ذلك استنقاصا من رجولته، خاصّة في مستوى
التعليم الإعداديّ وبداية سنّ المراهقة، ويميل إلى الاقتداء بتلميذ من نفس
الجنس، حتّى وإن كانت نتائجه ضعيفة، وبذلك يلج دوّامة الفشل.
اعتماد نفس الطرق البيداغوجيّة من قبل المدرّسين في الأقسام المختلطة،
رغم ما تأكّد لدى الباحثين من اختلاف أنساق التعلّم واختلاف مقارباته، بين
الجنسين.[9]
أمّا في خصوص العوامل المفسّرة لتفوّق الفتيات في الدّراسة
في تونس، و رغم عدم اطّلاعنا على دراسات اهتمّت بالموضوع من زاوية النظر هذه،
فيمكن- بالإضافة إلى العوامل المذكورة أعلاه، والتي قد ينطبق بعضها على تفوّق
الفتاة في الدّراسة في تونس - أن نشير إلى العوامل التالية، وهي:
عراقة تعليم الفتاة في تونس: فأولى المدارس في العصر الحديث ظهرت
منذ النّصف الأوّل من القرن التاسع عشر (1840)[10] مع البعثات المسيحيّة والمهاجرين
الإيطاليّين، وظهرت أوّل مدرسة للفتاة المسلمة سنة 1900، وانطلقت بخمس فتيات،
ثمّ بلغ عدد التلميذات بها 1045 سنة 1950.[11] فلم يكن ارتياد
الفتاة التونسيّة المدرسة ظاهرة متأخّرة زمنيّا، وهو ما قد يفسّر تزايد إقبال
الفتاة على المدرسة، بعد الاستقلال، تجسيما لمطالب حركة الشّباب التونسيّ، من
بداية القرن التاسع عشر.
الدّعم المؤسّساتيّ والعائليّ: فمنذ الاستقلال، أعلنت الدّولة
التونسيّة عزمها على الاستثمار في التعليم، بالنسبة إلى الفتيان والفتيات دون
تمييز (تعميم التعليم، وإجباريّته، و مجانيّته، و تعميم المنح المدرسيّة
والجامعيّة في مرحلة أولى على جميع الطلبة)، وانخراط الأولياء - و لو بشيء من
الصّعوبة في السّنوات الأولى - في هذا
المشروع، و أصبح تعليم الأبناء من الجنسين من أولويّات العائلة التونسيّة.
التحفّز الذاتيّ، إذ حصل لدى الفتاة
ولدى عدد كبير من الأولياء وعي بأنّ الضّمان والسّبيل الوحيدين إلى تحرّر البنت
يمرّ، ضرورة، عبر النجاح في الدّراسة والتفوّق فيها، لأنّ ذلك يحدّ من تحفّظ
العائلة على مواصلة الفتاة لتعلّمها، حتّى بعيدا عن قريتها أو مدينتها وأسرتها.
الخاتمة
وفي الجملة، لقد تأكّد، اعتمادا على
بحوث متعدّدة، مداخلُها متنوّعة الاختصاصات، أنّ ظاهرة تفوّق الفتاة وتألقها
دراسيّا تنحو إلى أن تكون ظاهرة عالميّة، بصرف النّظر عن خصوصيّات المنظومات
التعليميّة، وأنّ العوامل المفسّرة لها مركّبة متشعّبة، منها ما هو مؤسّساتيّ،
وما هو مجتمعيّ متعلّقا بالتمثّلات المتّصلة بالشّغل وبالترقّي الاجتماعيّ،
ومنها ما هو تربويّ بيداغوجيّ ذو صلة بتصرّفات المدرّسين وعلاقاتهم بالتلاميذ من
الجنسين، وكذلك بالطرائق البيداغوجيّة المعتمدة. ولئن تحقّق عبر هذه الظاهرة
رهانُ الدّولة التونسيّة المتمثّل في تعليم البنات والبنين، دون تمييز على أساس
الجنس، وما ترتّب عليه من تحرّر المرأة من الأمّية والجهل وتبوّئها مراتب سامية
في المجتمع، فإنّ تفوّق الفتاة لا ينبغي أن يحجب عنّا وضعية الفتيان دراسيّا
وتزايد انصرافهم عن الدراسة وانشدادهم أكثر فأكثر إلى الشّارع ومؤسّساته (ملاعب/
مقاهي/ قاعات شاي...). فكيف يتسنّى للمجتمع والمدرسة تحبيبُ الفتيان مجدّدا في
المدرسة، وتحفيزُهم إلى التعلّم، ومساعدتُهم على الاضطلاع بحقّ بالأدوار
الاجتماعيّة والاقتصاديّة المنوطة بهم؟
مصدر كلّ الجداول: وزارة التربية، إحصائيات مدرسيّة 2010-2011
الهادي بوحوش والمنجي عكروت متفقّدان
عامّان للتربية، متقاعدان.
|
[1] - المصدر:
الإحصاء المدرسيّ- وزارة التربية - الاحصائية السنوية السنة الدراسية 2011 – 2012 و المعهد الوطني للإحصاء
[2] نسبة إنهاء الدراسة هي نسبة خامة
نتحصل عليها بقسمة عدد الناجحين في نهاية المرحلة التعليمية المعنية دون اعتبار
العمر على مجموع الأطفال في السن القانونية لنهاية المرحلة (انظر المرجع أسفله)
[3] Le système éducatif tunisien :
Enjeux et défis ; Institut Tunisien de la compétitivité et des études
quantitatives (ITCEQ) ; Septembre 2011 www.ieq.nat.tn/upload/files/.../education_medpr_final_syn_finale-F.pdf -
[4] Roser.Cusso :
L’impact des politiques de scolarisation des filles ; Mauritanie, Tunisie,
Inde, Bangladesh et Sénégal ;Institut international de planification de
l’éducation / l’Unesco http://www.unesco.org/iiep/PDF/G113.pdf
consulté 16 /O5/2013
[6] Auduc .Jean-Louis : Filles et garçons dans
le système éducatif français. Une fracture sexuée. www.cafepedagogique.net
› L'expresso
[7] Résultats
du PISA 2009 : Synthèse- www.oecd.org/pisa/46624382.pd PISA
est une enquête menée tous les trois ans auprès de jeunes de 15 ans dans les 34
pays membres de l'OCDE
[10] Mizouri Laroussi : L’enseignement européen en
Tunisie ; Actes du V° congrès d’histoire et de civilisation du Maghreb.
Les cahiers de Tunisie N° 157 - 158 ; 1991.FSHST
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire