صورة السيد رشيد كمون يلقي كلمة يمناسبة تكريمه من قبل متفقدي التاريخ
و الجغىافيا
علمت يوم 30 مارس 2023
مساء بواسطة تدوينة أعادت نشرها السيدة
سامية التركي بوفاة متفقدي لمادة التاريخ و الجغرافيا سي رشيد كمون.
و بمناسبة مرور أربعين
يوما على وفاته أردت تكريمه باعتباره من الرواد الأوائل من متفقدي التاريخ و
الجغرافيا التونسيين.
الميلاد و المسار الجامعي
و الدراسي
ولد سي رشيد كمون يوم 5
مارس 1929 بمدينة سوسة أين كانت تعيش أسرته و في هذه المدينة تابع دراسته
الابتدائية و الثانوية إلى حين نجاحه في
شهادة البكالوريا ثم تحول إلى فرنسا لمواصلة دراسته العليا فابتدأ بشعبة
الصيدلة أسوة بشقيقه الأكبر حسن و لكن بعد سنة غيّر مساره و التحق بجامعة السربون
المرموقة لمتابعة دروس في التاريخ و الجغرافيا و تخرج في جوان
1958بإجازة في الآداب اختصاص جغرافيا ليرجع اثر ذلك لبلاده و عند عودته
استقر مع عائلته بصفاقس اين افتتح شقيقه الأكبر صيدلية .
شهائده العلمية
راكم سي رشيد كمون
الشهائد العلمية التالية:
- شهادة في الدراسات
الأدبية العامة *الشعبة العصرية*12 جويلية 1950
-إجازة في الآداب (اختصاص
جغرافيا ) كلية الآداب ،جامعة باريس، جوان 1958
-مؤهل قارئ و مفسر للصور
الجوية من كلية الآداب و العلوم الإنسانية جامعة ران الفرنسية ، 4 اكتوبر 1968
-مشؤهل في اللغة
الانقليزية من معهد بورقيبة للغات الحية تونس جوان 1968.
نسخة من شهادة الإجازة في الجغرافيا
صورة من السيرة الذاتية بخط سي رشيد كمون
بدأ سي رشيد مساره المهني
كأستاذ تاريخ و جغرافيا بمعهد الذكور بصفاقس في مفتتح السنة الدراسية 1958-1959.
في سنة 1961 ارتقى سي
رشيد إلى خطة ناظر في نفس المعهد حيث بقي بها حتى سنة 1966 (قائمة الكفاءة لخطط
النظار لمؤسسات التعليم الثانوي المؤهلين أو المجازين و تحتوي هذه القائمة إضافة
لاسم سي رشيد كمون أسماء مشهورة كالسادة الصادق العائدي و محمدالمقنم و عبد الكريم
المراق و بلحسن القروي و الذين سيشغلون لاحقا خططا عليا في وزارة التربية و قد نشرت
القائمة بالرائد الرسمي، عدد 3 – المؤرخ في 16-19 جانفي 1965).
نسخة من قائمة الاستحقاق
لخطة مدير و ناظر التي نشرت بالرائد الرسمي
1966-1970عين سي رشيد كمون
مرشدا بيداغوجيا.
في 16 سبتمبر 1970 ارتقى
سي رشيد إلى خطة متفقد تعليم ثانوي مادة التاريخ و الجغرافيا و بذلك أصبح من ضمن
أول متفقدي هذه المادة من التونسيين و الذين عوضوا المتفقد الفرنسي السيد جاك غرال
و نجد سي رشيد من بين الأسماء الواردة في قائمة الكفاءة لرتبة متفقدي التعليم
الثانوي و الصادرة بالرائد الرسمي عدد 52 المؤرخ في 13-17نوفمبر 1970وهي قائمة تضم 15 اسما آخر من
بينهم ثلاثة متفقدين في التاريخ و الجغرافيا وهم عبد المجيد ذويب و رشيد التومي و
التوفيق بن عرفة.
في سنة 1982 ارتقى سي
رشيد متفقدا أولا.
نسخة من قائمة
الاستحقاق لرتبة متفقد التعليم الثانوي
المجاز
و بهذه الصفة كان سي رشيد
أحد واضعي البرامج الجديدة التونسية لمادة التاريخ و الجغرافيا و من بين الرواد في
تأليف الكتب المدرسية التونسية باللسان العربي و من بين هذه الكتب نذكر كتاب
الجغرافيا للسنة الثالثة ثانوي بالاشتراك مع السيدين عمر المنصوري و المنصف
التونسي و كتاب الجغرافيا للسنة الثالثة ترشيح بالاشتراك مع السيدين البشير
العائدي و المنجي العكروت و كتاب للتعليم المهني بالاشتراك مع السيدين محمد اللوز
و عبد المجيد عبيد.
لمدة طويلة كان على عاتق
سي رشيد كل مدرسي التاريخ و الجغرافيا بالجنوب و بذلك ساهم في تكوين مئات المدرسين
في مسار مهني طويل امتد 23 سنة أي من سنة 1966إلى سنة 1989 تاريخ مغادرته للتقاعد.
صلتي بسي رشيد
عرفت سي رشيد لأول مرة
خلال السنة الدراسية 1962/1963كنت حينئذ تلميذا بمعهد الذكور طريق قابس بصفاقس (معهد
الهادي شاكر حاليا) و الذي التحقت به بعد قضاء السنتين الأوليين من التعليم
الثانوي في المبنى الفرعي للمعهد و الذي يشغله اليوم إعدادية الحبيب بورقيبة . في
تلك الفترة كان سي رشيد ناظرا للمعهد و يوجد مكتبه في الطابق الأول في الجناح
الإداري الذي كان ممنوعا علينا ارتياده ولكن كانت لدينا إمكانية رؤيته عن بعد و لم
تكن للناظر علاقة بالتلاميذ كنا نشاهد رجلا قصير القامة ووسيما له نمط أوروبي ذا
بشرة شديدة البياض مع شعر طويل.
وبعد عشر سنوات ألاقي من
جديد سي رشيد المتفقد و كان ذلك في السنة الدراسية 1973/1974حيث تم تعييني أستاذ
تاريخ و جغرافيا متربصا سنة ثانية بمعهد الذكور بصفاقس و قد أدى لي سي رشيد زيارة تفقد
بغاية الترسيم و كان ذلك يوم 4 أفريل 1974
مع السنة الثانية ثانوي (2أ 3)و قد تعلق الدرس بجغرافية فرنسا و عندما حضر برفقة
مدير المعهد السيد الطاهر المظفر انتابني الخوف و لكن سرعان ما تماسكت و مضى الدرس
بطريقة جيدة حسب ما بدا لي و أكدت المحادثة التي تلت الدرس ذلك الانطباع و قد كان
ذلك ممكنا بفضل لطف سي رشيد و أدبه و هدوئه وقد شكرني و بعد مدة قصيرة تلقيت تقرير
الزيارة (أنظر النسخة المصاحبة أسفله) و قد تضمنت ملاحظة إيجابية و عددا ممتازا
لمبتدئ و هذه زيارة التفقد الوحيدة التي كانت لي طوال مساري كمدرس و لكنها ليست
الأخيرة لأقسامي حيث اعتاد سي رشيد على دعوة المتربصين لحضور دروسي في المعهد
المختلط بقابس ثم بمعهد مجيدة بوليلة بصفاقس.
صورة لتقرير التفقد اثر زيارة الترسيم
و منذ ذلك الحين لم تنقطع
علاقاتي بسي رشيد الذي اختارني صحبة الزميل البشير العائدي لتأليف كتاب جغرافيا
لتلاميذ السنة الثالثة ترشيح و المتعلق بالعالم الاسلامي. و كانت فرصة لاكتشاف
خصال أخرى لسي رشيد و الذي كان يتصرف معنا لا كمشرف و لكن كعضو في فريق عمل فيقبل
ملاحظاتنا ومقترحاتنا بدون مركبات و لا يتغيب عن أي حصة عمل و يتكفل بتوفير
الوثائق و كانت بالنسبة لي تجربة استثنائية ساعدتني في مساري كمتفقد لاحقا.
في سنة 1983 التحقت بهيئة
متفقدي التاريخ و الجغرافيا المتكونة آنذاك من عشرة متفقدين وهم الرواد السادة عبد
المجيد ذويب و رشيد التومي و رشيد كمون رحمهم الله و التابعين السادة عبد الوهاب
عبيد و عبد الحميد جدة رحمهما الله و الطاهر حميدة و الملتحقين الجدد فريد بن
سليمان و المنجي العكروت .
و ضمن السياق الجديد
تواصلت صلتي بسي رشيد حيث شاركنا في عديد الاجتماعات على المستوى المركزي و
اشتغلنا معا في لجان اختيار مواضيع البكالوريا وفي مشاركتي الأولى ضمن هذه اللجان
وجدت نفسي مع الرائدين الرشيدين فشعرت بالخجل و اكتفيت بملاحظة أسلوب عملهم و قمت
بدور الكاتب في اللجنة و كانت بالنسبة لي فترة تحسيس و تدريب و اعترف بفضل هاتين
الشخصيتين .
و في سنة 1989 عندما أدرك
سي رشيد سن التقاعد و كنت في تلك الفترة أشتغل على الإدارات الجهوية للتعليم بتونس
و بن عروس و نابل فتحصلت على نقلة للإدارة الجهوية للتعليم بصفاقس لأخذ المشعل عن
سي رشيد و كهدية لمغادرته وهبني مجموعة مذهلة من الوثائق و التي فرطت فيها بدوري
لمكتبة تفقدية التعليم الثانوي بصفاقس عندما التحقت بالإدارة المركزية في فيفري
1999.
كان سي رشيد محبوبا و
محترما من أساتذة التاريخ و الجغرافيا الذين أطرهم و الذين أقاموا الدليل على ذلك
عندما قام فريق منهم ببادرة تنظيم حفل على شرفه بمناسبة إحالته على التقاعد و حسب
معرفتي كانت أول مرة يحظى فيها متفقد بتكريم كهذا من قبل المدرسين وهو جدير بذلك
كل الجدارة.
و عند اعلان وفاته تلقيت
العديد من الشهادات المؤثرة من قبل هؤلاء الأساتذة.
صورة جماعية يتوسطها سي
رشيد محاطا بمجموعة من أساتذة التاريخ و الجغرافيا أخذت بمناسبة حفل التكريم الذي نظمه الأساتدة
على شرف سي رشيد مناسبة تقاعده و يظهر في أقصى يسار الصورة المرحوم و أستاذي محسن المزغني .
ملاحظة : أتوجه بالشكر الجزيل للسيدة سامية التركي التي
ساعدتني على جمع المعلومات لكتابة هذه الورقة و التي رافقتني في زيارة السيدة راضية
كمون زوجة سي رشيد و رفيقة دربه التي استقبلتنا بكل حفاوة في مسكنها الجميل و الذي
يعد تحفة متمثلة في برج قديم هيئ بكل حب و أناة و التي فتحت في وجوهنا أبواب
منزلها و مكنتنا من مجموعة هائلة من الوثائق كما أشكر الزميل لزهر التونسي الذي مدّني
بالصور و قام بنقل الورقة من الفرنسية إلى العربية.
المنجي العكروت متفقد عام
للتربية متقاعد و سامية التركي أستاذة تاريخ و جغرافيا
تونس أفريل 2023
عرب النص الفرنسي الأزهر
التونسي متفقد عام للتربية متقاعد
Pour accéder à la version FR, cliquer ICI
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire