dimanche 26 mars 2023

تاريخ موجز للكتاب : القسم الرابع - الكتّاب في دولة الاستقلال

 


الهادي بوحوش

حافظت  الكتاتيب على وجودها  بعد الاستقلال  ولكنها تأقلمت مع الوضع الجديد بعد  إقرار إجبارية التعليم ومجانيته منذ إصلاح 1958 فغيّرت اختصاصها  وأصبحت تقوم بالتعليم  قبل المدرسي شأنها  شأن رياض الأطفال وأصبحت ترجع بالنظر إلى وزارة الشؤون الدينية لتستقبل الأطفال من الجنسين البالغين من العمر 4 و 5 سنوات وتدوم الدراسة بالنسبة إلى الفئة الأولى سنتين و بالنسبة إلى الفئة الثانية سنة واحدة يلتحق على إثرها بالسنة الأولى من التعليم الأساسي                                       

وبالرجوع إلى تطور قطاع الكتاتيب منذ 1956 يمكن التمييز بين ثلاث فترات وهي الفترة البورقيبية (1956/1987) وفترة بن علي (1987-2010) والفترة الحالية أو فترة ما بعد 2011.


فترة 1955/1987

شهدت هذه الفترة إرساء النظام التربوي الجديد و تعميم التعليم وتوحيده فانتشرت المدارس الابتدائية في مناطق عديدة من البلاد وأقبلت العائلات على إرسال أبنائها إلى المدارس العمومية   المجانية بعد تأميم المدارس القرآنية مما مكّن من إيواء نسبة كبيرة من الأطفال وهذا أفقد الكتاتيب نسبة كبيرة جدا من "حرفائهم" وأصبح عدد هام منها مهددا في وجودها وأغلق عدد كبير منها أبوابه وتحوّل عدد آخر إلى فضاء للتعليم ما قبل المدرسي حيث يقضي بها الطفل سنة أو اثنتين قبل أن يلتحق بالمدرسة العمومية يتعلم بها القرآن . فكانت النتيجة تراجعا في عدد الكتاتيب  ففي سنة 1987 لم يتجاوز عددها 378  بعد أن بلغ حسب التقديرات بين 1500 و2000 سنة 1953 .

فترة 1987/ 2011: عودة الروح و انتعاشة الكتّاب[1]

بعد التحول ( 7 نوفمبر 1987) وفي نطاق سياسة سحب البساط من أمام الحركات الإسلامية اهتمت السلطة الجديدة بالكتاتيب و شجعت على إحداثها وإدماجها في منظومة التعليم قبل المدرسي وسعت إلى تطوريها وإرساء نظام جديد يختلف على ما عرف سابقا. 

فمنذ إحداث كتابة الدولة للشؤون الدينية سنة [2]1991  التي تحولت إلى  وزارة الشؤون الدينية سنة 1994  كلفت " بالإشراف على الكتاتيب و ضمان النجاعة التربوية المرجوة من نشاطها  وتكوين المؤدبين ومراقبة نشاطهم " [3] وأحدثت صلبها مصلحة الكتاتيب والمؤدبين التي أصبحت تسمى مصلحة الكتاتيب وتعليم القرآن الكريم منذ   2002 [4] .

وقد قامت المصالح المختصة بمحاولات جادة لتطوير التعليم بالكتاتيب ومن أبرز الإصلاحات يمكن أن نذكر :

- تطوير برامج التعليم بالكتّاب الذي أصبح يجمع بين المواد التقليدية ( حفظ القرآن والأحاديث النبوية وتعليم العبادات والتربية على الآداب الإسلامية) وبين مواد أخرى " مثل الكتابة والرسم والتعبير الشفوي والأناشيد. وتتضمن مواضيع أغلب المواد التي يتم تدريسها للأطفال "قيما مثل المواطنة والوسطية والتسامح والآداب العامة والرفق بالحيوان والحفاظ على البيئة".

 -  تحديد السن الأدنى  والقصوى لقبول الأطفال بالكتاتيب  وهي أربع سنوات وخمس سنوات وهي سن "التعليم ما قبل المدرسي" التي يتم فيها إعداد الطفل لدخول المدرسة الابتدائية.

- إقرار الاختلاط بالكتاب فأصبحت فصول الكتاتيب  مختلطة تجمع بين الفتيان والفتيات شأنها شأن المدارس الابتدائية والإعدادية والثانوية والجامعات. ففي السنة الدراسية 2007/2008  بلغ عدد البنات  11.138 من مجموع 25.194 رواد الكتاتيب أي ما يقارب  النصف (  47% ).

- تجهيز الكتاتيب  بتجهيزات عصرية مثل تلك التي توجد بالمدارس الابتدائية، ( سبّورة ومقاعد و طاولات ) .
- الاعتماد على المرأة للتدريس بالكتاتيب منذ عام 2002 بعد أن كانت خطة المؤدب حكرا على الرجال  و قد  بلغ عدد معلمات الكتاتيب حوالي 400 سنة 2009 أي أكثر من ثلث  

( 33.7 ÷) مجموع المعلمين الذي بلغ 1186 خلال نفس العام.[5]

- ارتفاع المستوى التعليمي  للمدرسين بالكتاتيب   بعد التحاق  أول دفعة من المعلمين الحاصلين على الأستاذية في العلوم الإسلامية من جامعة الزيتونية ، وتلقى هؤلاء المعلمون والمعلمات تكوينا خاصا في البيداغوجيا وعلم النفس التربوي وعلم نفس الطفل وحقوق الطفل وصحة الطفل وعلوم القرآن وتجويده. كما يوجد من بين المدرسين ما كان  يحمل درجة الماجستير في العلوم الإسلامية.

كل هذه العوامل إلى جانب أخرى جعلت الطلب على الكتاتيب يزداد وقد أشار التقرير الوطني حول التطور التربوي بين 2004/2008 إلى أن البلاد تعد 961 كتّابا خلال السنة الدراسية  2007/2008 يؤمّها 25194 طفلة وطفلا تحت إشراف 971 مؤدبا منهم 121 من حاملي الأستاذية في العلوم الإسلامية[6].

 

السنة الدراسية

عدد الكتاب

عدد الرواد

عدد المؤدبين والمؤدبات

1986/1987

378

*

*

2004/2005

*

20036

*

2006/2007

961

25194

971

2007/2008

*

31869

*

2008/2009

1186

أكثر من 30000

1186

                          * غير متوفر

 

مقتطف من التقرير الوطني  حول التطور التربوي 2004/2008 - وزارة التربية و التكوين.

" كان للكتاتيب دور لا يستهان به في دعم التربية قبل المدرسية وذلك أن الإصلاح الذي شمل  هذا القطاع قد مكّن من تطوير الكتاتيب حيث ارتفع من 378 سنة 1987 إلى 961 كتّابا حاليا بنسبة تغطية بلغت  63.5÷ ويشرف عليها 971 مؤدبا منهم 121 من حاملي الأستاذية في العلوم الإسلامية و 60 لهم مستوى جامعي. وأصبحت هذه المؤسسات تستوعب 25194 طفلا من بينهم 11138 بنتا.

وانطلاقا من الحرص على تجسيم البرنامج الرئاسي لتونس الغد المتمثل في "التعميم الكامل للسنة التحضيرية قبل موفى سنة 2009" تم العمل على إعداد برنامج لمواصلة دعم الكتاتيب و الإسهام في تطويرها بما يجعلها قادرة على الاضطلاع برسالتها التربوية وترسيخ قيم الدين السمحة لدى الناشئة. ويهدف هذا البرنامج إلى الترفيع في عدد الكتاتيب إلى قرابة 1000 في نهاية سنة 2009 مما سيمكن من تطوير نسبة التغطية بالكتاتيب للأطفال ما قبل الدراسة من  7.5÷ سنة 2006 إلى 9.5÷ سنة 2011.

وفي نطاق مزيد العناية بهذا القطاع يتم الحرص على إعداد خارطة وطنية للكتاتيب بالتعاون مع ولاة الجمهورية قصد ضبط الحاجيات في هذا القطاع ومواصلة تكوين المؤدبين من بين الحاصلين على الأستاذية في العلوم الشرعية والتفكير الإسلامي.

وفي إطار تعميم السنة التحضيرية سيتمّ اعتماد البرامج المعدّة من قبل وزارة التربية والتكوين لتدريس الأطفال الذين يؤمّون الكتاتيب والبالغين من العمر خمس سنوات مع الحفاظ على خصوصية الكتاتيب في حفظ القرآن الكريم.

 

منذ 2011: انتشار فوضوي للكتاتيب ومحاولات السيطرة على الظاهرة

بعد الثورة وعودة الحركات الإسلامية للنشاط العلني  وفوز حركة النهضة بالأغلبية في انتخابات المجلس التأسيسي وتشكيلها للحكومة برئاسة حمادي الجبالي ثم على العريض،  كل ذلك مهّد السبيل أمام تكاثر الجمعيات ذات التوجه الإسلامي بمختلف أطيافه   والتي قامت ببعث كتاتيب ومدارس قرآنية في سعي لاستقطاب أكبر عدد ممكن من الأطفال.

من جهتها واصلت وزارة الشؤون الدينية الإشراف على الكتاتيب  ونظمت عام 2017 ندوة علمية تحت عنوان " التربىة قبل المدرسة حصن للناشئة من التطرف"   بغاية التفكير في تطوير التعليم بالكتاتيب وقد تدخل وزير الشؤون الدينية يوم 22 جوان 2018 أمام لجنة شؤون المرأة والأسرة والطفولة والشباب والمسنين لتوضيح بعض الجوانب  التي تتعلق بواقع التعليم بالكتّاب ومستقبله و من أهم المسائل التي أثيرت :

- أن رياض الأطفال القرآنية والمدارس القرآنية التي ظهرت منذ 2011 ليست تحت إشراف وزارته وإنما هي تابعة للجمعيات وبالتالي فهي تخضع لترخيص من رئاسة الحكومة ولرقابة وزارة الداخلية.

- أنه لا وجود لمؤسسات تسمى الكتاتيب القرآنية راجعة بالنظر إلى وزارة الشؤون الدينية فالتسمية الرسمية هي الكتاتيب واعتبر الوزير أن هذه المؤسسات تهدف إلى " تحصين الناشئة من التطرف و الإرهاب" واستعرض برنامج الوزارة للنهوض بالكتّاب الذي يتضمن:

- إعداد قانون لتنظيم الكتاتيب من شأنه أن يضمن توفر شروط الصحة والسلامة لروّاده والمستوى العلمي للمؤدبة والمؤدب ويجعل من الكتّاب مؤسّسة عمومية تحت إشراف الدولة التي من مسؤوليتها تأمين التربية قبل المدرسية لكل الأطفال.

- برنامجا لتعميم تغطية كامل جهات البلاد وفي هذا السياق قامت الوزارة بوضع خطة لإنشاء كتاتيب كاشتراط إدراج كتّاب على كل مشروع تشييد مسجد جديد و برمجة رصد الكتاتيب القديمة غير المؤهلة للعملية التربوية من أجل ترميمها وتهيئتها حتى تصبح جاهزة لاستقبال الأطفال. وقد أعلن رئيس مصلحة الكتاتيب القرآنية بوزارة الشؤون الدينية على هامش الندوة العلميّة الوطنيّة حول :"التربية ما قبل المدرسة حصن للناشئة من التطرّف" التي نظمتها الوزارة في سبتمبر 2017 بأن هناك توجها إلى افتتاح 1500 كتّاب في سنة 2019.

- برنامجا لتعصير الكتّاب " ومزيد النهوض بالقطاع والارتقاء بأداء المؤدبين والمؤدبات وتشكلت سنة 2012 لجنة تتركب من إطارات وزارة الشؤون الدينية ومتفقدي التعليم الابتدائي والوعاظ والمؤدبين و الأيمة  للقيام بعملية تشخيص واقع الكتاتيب ورصد آفاق النهوض به من خلال:

- وضع خارطة للكتاتيب و ضبط المعطيات الإحصائية،

- إعادة النظر في برنامج التعليم  بالكتاتيب حتى يواكب المناهج الحديثة في العملية التربوية،

- وضع تصور شامل لمشروع تفقد الكتاتيب ،

- مراجعة المقاييس المعتمدة في الترشح لخطة مؤدب بغاية الرفع من المستوى العلمي للإطار .

ماهو الوضع الحالي؟ تعايش قطاع منظم وقطاع فوضوي

1-   القطاع المنظم : هو القطاع الذي تشرف عليه وزارة الشؤون الدينية.

حسب الموقع الرسمي للوزارة الذي زرناه يوم 1/2/2021  يبلغ عدد  الكتاتيب التي تشرف عليها وزارة الشؤون الدينية   1612 يؤمّها 33838 تلميذة وتلميذا ويشرف عليها 1532 مؤدبة ومؤدبا. و مقارنة بإحصائيات السنوات السابقة التي لدينا ( انظر الجدول أسفله )  يمكن أن نستنتج  ما يلي :

- أن شبكة الكتاتيب قد تدعمت بين 2011 وآخر إحصاء بــ 342 كتابا  أي بزيادة 26.9÷ كما ارتفع عدد المؤديبن والمؤدبات بــ 363 عنصرا  أي بنسبة زيادة تصل إلى 32÷ .ولكن ما يلاحظ  أيضا أن هناك تراجعا في السنوات الأخيرة  ، يقدر بــ  342  كتابا و186 مؤدبا بين 2017/2018 وآخر إحصاء وقد شمل هذا التراجع عدد التلاميذ من أكثر من 47000[7] سنة 2017 إلى   33838  حسب آخر إحصاء.

 

 

عدد الكتاتيب

التطور

عدد المؤدبين

التطور

2011 (1)

1270

 

1134

 

2012  (1)

1371

101+

1235

101+

2017/2018  (2)

1720

349+

1718

448+

2020 (3)

1612

-108

1532

186-

الزيادة   2011 2020

+342

363+

 

ملاحظة :  إن عدد المؤدبين دون عدد الكتاتيب يبدو لنا غير عادي

(1) -  التقرير الوطني حول التربية للجميع في أفق 2015

(2)- تصريح وزير الشؤون الدينية أمام لجنة الشباب...يوم 22 جوان 1918

(3) - الموقع الرسمي للوزارة - زيارة يوم 1/02/2021

 

وتبرز البيانات الإحصائية التي توفرها وزارة الشؤون الدينية أن شبكة الكتاتيب تغطي كافة ولايات البلاد لكن مع تفاوت واضح  فخمس ولايات من جملة 24 ولاية (انظر الجدول أسفله) تجمع  حوالي 40÷ من الكتاتيب وأهمها ولايات تونس ومدنين ونابل كما تستأثر 5 ولايات بقرابة نصف التلاميذ ( 45.÷) وهي ولايات تونس وصفاقس والمنستير بينما لا نجد في الولايات التي تحتل المراتب الخمس الأخيرة سوى 8.3 ÷ من المؤسسات و6.1÷ من التلاميذ أي أقل من ولاية تونس وحدها والملفت أن الولايات التي تحتل المراتب الأولى هي ولايات ساحلية والولايات التي تحتل المراتب الأخيرة تقع بالقسم الداخلي للبلاد مثل  الكاف وسيدي بوزيد وتوزر.

 

الرتبة

الولاية

عدد الكتاتيب

النسبة

الرتبة

الولاية

عدد التلاميذ

النسبة

1

تونس

186

11,5%

1

تونس

3675

10,9%

2

مدنين

119

7,4%

2

صفاقس

3488

10,3%

3

نابل

118

7,3%

3

المنستير

2625

7,8%

4

بن عروس

113

7,0%

4

سوسة

2803

8,3%

5

المنستير

106

6,6%

5

بن عروس

2752

8,1%

مجموع فرعي

 639

 39.8%

 مجموع فرعي

15343

 45.4%

20

الكاف

34

2,1%

20

سيدي بوزيد

517

1,5%

21

باجة

30

1,9%

21

زغوان

463

1,4%

22

قبلي

25

1,6%

22

الكاف

446

1,3%

23

توزر

24

1,5%

23

توزر

387

1,1%

24

جندوبة

20

1,2%

24

قابس

281

0,8%

مجموع فرعي

133

8.3%

مجموع فرعي

2094

6.1%

 المجموع العام

1612

المجموع العام

33838

 

وقد سعت وزارة الشؤون الدينية إلى تنظيم قطاع الكتاتيب وذلك من خلال:

- العمل على الرفع من مستوى إطار المؤدبين  فوضعت مقاييس للترشّح لخطّة مؤدّب تعطي الأولوية لحاملي الأستاذية في العلوم الإسلامية  من جامعة الزيتونة ويبدو أن الوزارة قد وفقت في هذا المجال فحسب تصريح وزير الشؤون الدينية يعود إلى سنة 2018 أكثر من نصف الإطار هو من خريجي التعليم العالي ( 987 من جملة 1718 أي 57.5÷ ).

- الحرص على توفير فضاءات تتوفر بها شروط الصحة والسلامة فاشترطت عند فتح كتّاب جديد أن يوفر الطالب مثالا هندسيا  وشهادة في سلامة البناء و شهادة الوقاية من الحرائق و شهادة في حفظ الصحّة .

-إلزام الكتاتيب  باعتماد برنامج التعليم المعدّ من قبل وزارة الشؤون الدينية للأطفال الذين يؤمّون الكتاتيب في سنّ الرابعة و اعتماد برنامج أقسام السّنوات التحضيرية المعدّ من قبل وزارة التربية في تدريس الأطفال الذين هم في سن الخامسة ، مع المحافظة على خصوصية الكتّاب في تحفيظ القرآن الكريم وتعليم آداب السنّة النبويّة الشريفة.

- إعداد دليل مرجعي للتربية بالكتاتيب[8]  لمساعدة المربي على " تمثل غايات و محتويات البرنامج وأهدافه  و إدراك المعايير التنظيمية و البيداغوجية لتنفيذه و الوعي بكفايات المؤدب(ة) و أخلاقه والتخطيط للعمل والإعداد له و انجاز الأنشطة التقييمية"

إلى جانب الاهتمام بجوانب أخرى مثل عدد الأفواج لكلّ مؤدّب.  وعدد الأطفال بالفوج الواحد  و المعلوم الشهري  بالاضافة إلى الحرص على نظافة الكتاب وتوفير الوسائل التعليمية والوسائط البيداغوجية التي تساعد على الفهم والإيضاح. 

 

2-  القطاع الموازي ( العشوائي)

ازدهر القطاع الفوضوي بعد 2011 بشكل لافت مستغلا  الظروف الجديدة وغياب السلطة ولئن لم تتوفر إحصائيات حول عدد  هذه الكتاتيب  التي تسمى بالكتاتيب القرآنية  فإن  حسب   الغرفة الوطنية لرياض الأطفال  فإنها تعدّ بالمئات  وقد قامت بفتحها جمعيات دينية ازدهرت منذ 2011  وتفرض هذه الكتاتيب عدم الاختلاط ولباس الحجاب على البنات رغم صغر سنهن مما جعل العديد من الجمعيات المدنية ترى بأنها تمثل  اعتداء على الطفولة وخطرا على  مدنية الدولة وطالبت بغلقها وقد اتخذت  وزيرة المرأة في عهد حكومة الترويكا قرارات بغلق عدد من هذه الكتاتيب لكنها لم تنفذ وواصلت الكتاتيب نشاطها [9].

 

البلاد التونسية: تكاثر المدارس القرآنية غير الشرعية

تتكاثر المدارس القرآنية غير الشرعية في تونس.، حسب الغرفة الوطنية لرياض الأطفال التابعة للاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية قد يصل عددها عدة مئات.  إنها ظاهرة مقلقة حسب مرصد "إيلاف" لحماية المستهلكين ودافعي الضرائب الذي يتهم الحكومة بالتقصير في حماية الأطفال. و صرح رئيسها ،  يوم الجمعة ، خلال ندوة صحفية في تونس ، أنه تقدم بشكوى ضد الوزيرة المكلفة بشؤون المرأة والأسرة ، سهام بادي ، بسبب "تقاعسها عن الحد من ظهور هذه المدارس". وشدد على أن هذه المدارس "تهدد الطفولة التونسية وتتعارض مع أحكام المواثيق الدولية الخاصة بحقوق الطفل".

وقد اتخذت الوزيرة سهام بادي، عضوة المؤتمر من أجل الجمهورية حليف حزب النهضة الإسلامي الحاكم ، موقفًا بشأن هذا الموضوع في سبتمبر الماضي ، و قررت  إغلاق ثمانية عشر مدرسة قرآنية  الموجهة للأطفال دون سن السادسة ولكن  أغلب قرارات الغلق لم تنفذ.

 هذه المؤسسات التي تديرها جمعيات دينية، تفرض الحجاب و عدم  الاختلاط  على أطفال في سن الأربع سنوات  وق ظل إلى الآن  تمويلها خفيًا لكن  المنظمات غير الحكومية وأحزاب المعارضة تميل إلى الضن  بأن  مصدرها المملكة السعودية  التي تسعى  إلى نشر إسلام صارم.

 

https://www.elle.fr/Societe/News/Tunisie-multiplication-des-ecoles-coraniques-illegales-2313850

 

 

خاتمة

تعدّ الكتاتيب أعرق مؤسسة تعليمية في البلاد التونسية ورغم مرور آلاف السنين على وجودها ولئن فقدت منذ 1956 جانبا هاما من وظيفتها التي كانت تتمثل في إعداد التلاميذ للالتحاق بالتعليم الزيتوني فإنها استطاعت أن تتأقلم مع الوضع الجديد الذي أوجده إصلاح 1958 فتحولت تدريجيا إلى مؤسسات تؤمّن التعليم ما قبل المدرسي و تشترك في ذلك مع مؤسسات التعليم العمومي الذي أدرج السنة التحضيرية منذ أن تم إقراره من قبل القانون التوجيهي للتربية والتعليم المدرسي لسنة 2002 والذي جعل من السنة التحضيرية جزءا من التعليم الأساسي ( الفصل 17)  ومؤسسات التعليم  التابعة للجماعات العمومية و مؤسسات التعليم الخاص.و حسب تقديرات التقرير الوطني حول التربية للجميع في أفق 2014 - فإن قطاع الكتاتيب  يأتي  في المرتبة الثالثة والأخيرة في ترتيب المؤسسات التي تؤمّن التعليم ما قبل المدرسي في مستوى  السنة التحضيرية  بنسبة 12÷ مقابل 57.2÷  للقطاع العمومي (السنة التحضيرية التي تشرف عليها وزارة التربية ) و 30.8÷ نصيب التعليم الخاص.

 

انتهى الجزء الرابع– للعودة إلى الجزء الأول اضغط هنا وإلى الجزء الثاني اضغط هنا وإلى الجزء الثالث اضغط هنا

المنجي العكروت متفقد عام للتربية و ابراهيم بن عتيق أستاذ مميز

تونس – فيفري 2023

للاطلاع على النسخة الفرنسية – اضغطهنا

 

 

بعض المراجع المعتمدة

Sraïeb, Noureddine.( 1967). Mutations et réformes de structures de l'enseignement en Tunisie.p.47. aan.mmsh.univ-aix.fr › ... › AAN | Volumes › 1967

المدارس القرآنية في تونس خصوصية تونسية.....منابر تنويرية- منير السويسي – تونس . مراجعة: منصف السليمي حقوق النشر: دويتشه فيله 2010

https://ar.qantara.de/content/lmdrs-lqrany-fy-twns-khswsy-twnsymnbr-tnwyry

عمار بن حمودة  ( فيفري 2019) الكتاتيب والمدارس القرآنيّة في تونس؛ بين أحلام المقدّس والخوف من المدنّس

https://www.mominoun.com/articles

 



[1] المصدر التطور التربوي 2004/2008 - التقرير الوطني -وزارة التربية و التكوين

[2] أمر 628 -1991 المؤرخ في 22 أفريل 1991  التي تحولت بعد ذلك إلى وزارة سنة 1994

[3]  أمر 598 المؤرخ في 22 مارس 1994 المنظم لوزارة الشؤون الدينية.

[4]  أمر 1618 9/7/ 2002  يتعلق بتنظيم وزارة الشؤون الدينية ـ إدارة المعالم والإطارات الدينية. الفصل 24 ـ تكلّف إدارة القرآن الكريم والمواسم الدينية خاصة بما يلي :ـ الإشراف على الكتاتيب وضمان أدائها لوظيفتها التربوية،   

[5]  الكتاتيب القرآنية في صلب استراتيجية تونس لمكافحة التطرف الفجر نيوز يوم 16 - 06 - 2010 . تجاوزت هذه النسبة 60÷ سنة 2018 حسب وزير الشؤون الدينية.

[6] المصدر: التطور التربوي 2004/2008 - التقرير الوطني -وزارة التربية و التكوين

[7]  هذا الرقم  قدمه رئيس مصلحة الكتاتيب القرآنية بوزارة الشؤون الدينية في شهر سبتمبر  2017  بمناسبة تنظيم الندوة العلميّة حول :"التربية ما قبل المدرسة حصن للناشئة من التطرّف"

 

 

[8]  دليل مرجعي للتربية بالكتاتيب - http://www.affaires-religieuses.gov.tn/storage/app/public/pdf/guide-ketetib.pdf

[9] https://www.elle.fr/Societe/News/Tunisie-multiplication-des-ecoles-coraniques-illegales-2313850

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire