lundi 24 avril 2017

في مجرى الأحداث: صدور كتاب إسهامات و مواقف في الميدان التربوي والسياسي والاجتماعي والبرلماني للأستاذ محمد الهادي خليل وزير التربية الأسبق








" قرّرت الصدع بما في ذاكرتي من معلومات و وثائق و نقلها بكلّ أمانة للأجيال الجديدة علّها تستخلص منها العبر"   محمد الهادي خليل
                                                                ( تونس في 26 جانفي 2014)



صدر في أواخر شهر مارس 2017 مؤلّف للأستاذ المربّي محمد الهادي خليل الذي شغل كلّ الوظائف بالمدرسة التونسية من قيّم وصولا إلى كرسي الوزارة تحت عنوان " إسهامات و مواقف " في المسار التربوي و المجالين السياسي والبرلماني 1961 - 2003.
و نظرا لأهمية ما احتواه الكتاب من معلومات و وثائق تؤرّخ للمدرسة و تحفظ ذاكرتها   نخصص ورقة هذا السبوع لتقديمه   على أن نعود إليه في مناسبات قادمة لتقديم بعض المقتطفات منه بعد الحصول على موافقة صاحبه .

من هو محمد الهادي خليل


ولد محمد الهادي خليل   سنة 1936 بمدينة قربة بالوطن القبلي. هو ينحدر من عائلة عريقة من أصل تركي  قدمت إلى البلاد التونسية في أواخر القرن الثامن عشر ميلادي من مدينة " زغل" الواقعة في جبال البوسنة ، التحق بالكتّاب في سن الرابعة  أي سنة 1940   و  لمّا بلغ سنّ السادسة أصرّ على الالتحاق بالمدرسة الابتدائية أو ما كان يعرف بالمكتب فرانكو آراب ، أتمّ الدراسة الابتدائية بنجاح والتحق بالقسم التكميلي (بالمدرسة الإعدادية ) بمدينة نابل  ثم انتقل إلى مدينة سوسة لمواصلة الدراسة الثانوية ،  فتحصّل  على شهادة البروفي  و شهادة البكالوريا  في جوان 1958 ثم واصل دراسته الجامعية  في الرياضيات بدار المعلّمين العليا بتونس و تخرّج بتفوّق إذ نال جائزة رئيس الجمهورية في جوان 1961.

منذ أكتوبر بدأت قصة الهادي خليل مع وزارة التربية  كأستاذ الرياضيات المتميز بأبرز معاهد البلاد ثم أصبح أول مدير جهوي للتعليم بولاية نابل في جويلية 1968  غير أنّ التجربة توقّفت بعد خروج الوزير أحمد بن صالح فتحوّل الهادي خليل إلى العمل البيداغوجي بصفة متفقد فمدير للتعليم الثانوي والتقني والمهني فمدير للامتحانات التي كان له الفضل في تركيزها, و بعد غياب دام قرابة 4 سنوات دعي أثناءها للإشراف على ديوان التكوين و الترقية المهنية ( 1983/1987) و عاد الهادي خليل إلى وزارة التربية ككاتب دولة للتربية  مكلّف بالتعليم الابتدائي والثانوي مع الوزير محمد الصياح ثم التيجاني الشلي  ثم تقلّد كرسي الوزارة بعد مغادرة التيجاني الشلي الحكومة سنة 1988، فكان له الفضل في انطلاق مسار الإصلاح التربوي و إرساء التعليم الأساسي.

تقديم الكتاب

عنوانه : " إسهامات و مواقف "
 في المسار التربوي و المجالين السياسي والبرلماني  1961 - 2003
الكتاب من الحجم المتوسط  يتكون من 257 صفحة
طبع بدار كلمة للنشر و التوزيع - 2017

  وبنقسم إلى أربعة فصول:

الفصل الأول : في الأصول و النشأة و التحصيل : خصّص  المؤلّف هذا الفصل إلى أصوله العائلية وتربته وتعلمه في مختلف مراحله مبرزا قساوة ظروف العيش  و الدراسة في النصف الأول من القرن  الماضي و هو ما يزيد من قيمة نجاحه و تألقه في دراسته فقد كان محمد الهادي خليل أوّل أبناء قربة الذي تحصل على شهادة الباكالوريا ومثّل ذلك حدثا تاريخيا في القرية و فخرا لعائلته.

الفصل الثاني : في المجالات التربوية و الإدارية والاجتماعية  : استعرض المؤلف في هذا الفصل الثاني مختلف نشاطه في المجال التربوي الذي بدأه بتدريس الرياضيات في معهد خزندار و معهد الذكور بصفاقس فمعهد الذكور بسوسة و هو المعهد الذي تخرّج منه ثم انتقل إلى العمل الإداري حيث تقلّد عدّة مسؤوليات جهويا و مركزيا لعلّ أبرزها إدارة التعليم الثانوي و إدارة الامتحانات  و في الأثناء اضطلع بمهام رئاسة بلدية قربة . 

الفصل الثالث : الوزارة : خصّص المؤلّف الفصل الثالث لقترة هامة في حياته المهنية  و هي التي تقلّد فيها مهام الإشراف على وزارة التربية ككاتب دولة  ثم كوزير و رغم قصر المدّة فقد ساهم  في وضع أسس إصلاح  النظام التربوي  وأعدّ مشروع قانون جديد لتعويض قانون 1958  الذي مثّل قاعدة إصلاح  1991 الذي ساهم في بلورته المؤلّف من موقعه بمجلس النواب و قد كتب في هذا الشأن بالصفحة 141 عندما تمّت المصادقة على القانون التربوي الجديد ما يلي: " لمّا غادرت قاعة الجلسات و التحقت بمكتبي بالمجلس غمرني شعور باطني بالارتياح ، فقلت في نفسي:إني وفيت بالعهد و أرضيت ضميري إذ تحقّق الحلم الذي كنت أردّده و المتمثل في إرساء منظومة تربوية طبقا للمبادئ الأساسية التي بذلت قصارى الجهد في بلورتها"

الفصل الرابع: في الشأن البرلماني : استعرض المؤلف في هذا الفصل الأخير آخر محطة من نشاطه المتنوع و هو النشاط البرلماني بعد انتخابه بمجلس النواب سنة 1989 حيث قضى مدتين نيابيتين، انتخب عضوا في  لجنة التربية و الثقافة و الإعلام و الشباب  التي ترأسها في فترة تمرير قانون الإصلاح التربوي لسنة 1991  و إلى جانب النشاط الاعتيادي بمجلس النواب خصّص المؤلف جزءا هامّا من هذا الفصل لإسهاماته في إرساء الدبلوماسية البرلمانية الإقليمية و الدولية  التي ساهمت في التعريف  بالقضية الفلسطينية دوليا و مهّدت الطريق أمام الاعتراف بدولة فلسطين من قبل المنظمات الدولية.
في خاتمة الكتاب قدّم المؤلف بعض التأمّلات و الخواطر حول استشراف مستقبل البلاد و بالخصوص في ما يخصّ اهتمامه الأول و هي التربية و أدرج في القسم الاخير من الكتاب مجموعة من الوثائق النادرة باللغة العربية و اللغة الفرنسية.

تعليق
         عندما  قرأنا الكتاب شدّنا إليه و لم نتركه إلا بعد إتمامه   فهو مكتوب بلغة سلسة و بأسلوب روائي مع أنه كتاب وثائقي يوثّق لحقبة زمنية مهمّة من تاريخ البلاد التونسية و بالخصوص تاريخ  المدرسة التونسية من خلال سيرة ذاتية للمؤلف فجاء ثريّا بالمعلومات حول قريته و ظروف العيش في النصف الأول من القرن العشرين  و شهادات على المسيرة التربوية من فاعل مباشر في الشأن التربوي على امتداد أكثر من ربع قرن  و لئن شدّني هذا القسم بصفة خاصة بحكم اهتماماتي بذاكرة المدرسة التونسية فإن بقية المحاور كانت هي أيضا غنيّة بالشهادات و المعلومات التي تنشر للمرة الأولى.

 إنّ كتاب أستاذنا محمد الهادي خليل هو رواية و شهادة و وثيقة  أراد من خلالها ربما إبراز بعض الحقائق الخفيّة ، فشكرا لك أستاذنا و هنيئا لك بهذا المولود الجديد و متّعك القدير بالصحّة و راحة البال.

تقديم و تعليق
الهادي بوحوش و المنجي عكروت متفقدان عامان للتربية متقاعدان و ابراهيم بن عتيق أستاذ أول مميز.
تونس - أفريل 2017





            




.



Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire