lundi 11 janvier 2016

الإصلاحات التعليميّة الكبرى بالبلاد التّونسيّة زمن الاستقلال : القسم الأول : إصلاح التّعليم لسنة 1958 ( الجزء الثالث )

نختم في لمحة هذا الأسبوع استعراض تاريخ إصلاح 1958 بعدما خصّصنا الجزء الأوّل لتقديم الظرفية العامّة  ( العودة إلى الجزء الأوّل اضغط هنا )  و الجزء الثاني  للإصلاح ذاته و لأبرز أسسه و أهدافه ( العودة إلى الجزء الثاني اضغط هنا ) نقدم هذا الأسبوع أبرز الإجراءات العاجلة و المخطّط العشريّ للتربية .

IV.            إصلاح التعليم: إجراءات عاجلة وتخطيط للمستقبل
1.     الإجراءات العاجلة:
نظّمت كتابة الدّولة للتربية القوميّة والشّباب والرّياضة ندوة صحفيّة في 16 سبتمبر 1958، أي قبيْل سنّ قانون التعليم الجديد، أعلن أثناءها محمود المسعدي عن الإجراءات الجديدة التي ستدخل حيّز التطبيق مباشرة، والتي كان الحبيب بورقيبة أعلن عنها في شهر جوان، منْ أبرزها:
‌أ.       جعل المرحلة الابتدائيّة تدوم ستّ سنوات بدل سبع سنوات، أي بتخفيض سنة دراسيّة كاملة،
‌ب. جعل التّعليم الثانويّ يستغرق ستّ سنوات بدل سبع سنوات، أي بتخفيض سنة دراسيّة كاملة،
‌ج.   تخفيض توقيت الدّراسة بالتعليم الابتدائيّ على النّحو التالي: 15 ساعة أسبوعيّا للسّنة الأولى والسّنة الثانية تدرّس بالعربيّة دون سواها، و25 ساعة أسبوعيّا في السّنوات الأربع الأخرى، من الثالثة إلى السّادسة، أي بتخفيض 5 ساعات عن التوقيت الأسبوعيّ السّابق والبالغ 30 ساعة.
‌د.     ينطلق تدريس اللغة الفرنسيّة من السّنة الثالثة، ويكون توقيتُها على النّحو التالي:14 ساعة و25 دقيقة في الثالثة والرّابعة، و13 ساعة و45 دقيقة في الخامسة والسّادسة من جملة 25 ساعة أسبوعيّا في كلّ درجة تعليميّة.
رأى الكثيرون في هذا التوقيت رجوعا إلى الثنائيّة اللسانيّة التي تغلّب اللغة الفرنسيّة على اللغة العربيّة وتراجُعا عن التعريب، في حين ذهب آخرون إلى تنزيل هذه الإجراءات ضمن وضعية البلاد التونسيّة المتوقّفة على التعاون الدّوليّ وخاصّة التعاون مع فرنسا[1]. ومهما يكنْ من الأمر، فقد سمح التخفيضُ من التوقيت باستعمال قاعات الدّراسة المتوفّرة استعمالا ناجعا، ومكّن التناوبُ على القاعة الواحدة يوميّا من قبول ضعف عدد التلاميذ، واستطاعت المدارسُ الابتدائيّة سنة 58/ 59 تشغيل 7474 فصلا دراسيّا في 4400 قاعة فقط.[2]
وفي الحقيقة، هناك عوامل عديدة فرضت هذه الاختيارات، منها الإجباريّة التي أقرّها القانونُ الجديد، ممّا جعل الموقف متشعّبا والقرار صعبا: هل نختار الانتقاء التعليميّ فنعلّم قليلا من الأطفال، أمْ نختار إرساء تعليم ديمقراطيّ، بالرّغم من قلّة المعلّمين المُؤَهَّلين؟ يبدو أنّ المعطيات الدّيمغرافيّة وجّهت الاختيار: كان عددُ الأطفال دون تمدرُس يبلغ 700000، وكان هذا الرّقمُ سيَصير 980000 سنة 1966، إذا تواصل التمدرُس بنسَق بطيء، كما هو الحال على عهد الحماية ومطلع الاستقلال. لقد تمّ تفضيلُ الانتشار، مع الحرص على الحفاظ على مستوى مقبول، وذلك بالتركيز على خمسة مجالات، هي العربيّة والحساب والفرنسيّة والتربية العمليّة والتربية الأخلاقيّة والوطنيّة. 
أمّا التعليم الثانويّ فقد صارت فيه اللغة العربيّة اللغة الأصليّة للثقافة والتكوين، وحلّت دراسة اللغة والآداب العربيّة مَحلّ اللغة والآداب الفرنسيّة التي أصبحت لها منزلة ثانويّة. وستستعمل اللغة العربيّة " أداة للتلقين بالنّسبة إلى جميع الموادّ الدّراسيّة في شعبة أ -من التعليم الثانويّ، ولسوْف يزداد عددُ فصول هذه الشّعبة بتزايد عدد الأساتذة التونسيّين الأكفاء". ويمكن عندها الاستغناءُ عن شعبة ب -التي لا تزال فيها اللغة الفرنسيّة تشاطر العربية وظيفة التلقين."[3] 
نلاحظ أنّ هذا الإجراء موافق لما تضمّنه خطاب الصّادقيّة في جوان 1958 فيما يتعلّق بلغة التدريس بالتعليم الثانويّ، فقد بُعثت ثلاثُ شعب، أولاها سمّيت الشّعبة القارّة أو شعبة  أ-، وهي الشّعبة الأصليّة التي تعدّ امتدادا للشّعبة العصريّة من التعليم الثانويّ الزّيتونيّ، وهي معرّبة في جميع الموادّ، والثانية شعبة ب - الانتقاليّة الثنائيّة اللسان، مع تغليب اللسان الفرنسيّ الذي يتواصل به تدريس المواد العلميّة والتّقنيّة وحتّى الاجتماعيّة كالجغرافيا والتاريخ في المرحلة الثانية من التعليم الثانويّ، أمّا الثالثة فشعبة ج- الانتقاليّة وهي فرنسيّة اللسان وموجّهة إلى التلاميذ الأجانب والتّونسيّين الذين لم تسبَق لهم دراسة العربيّة.[4]
2.المخطط العشْريّ لتنمية التعليم
أعدّت كتابة الدّولة للتربية القوميّة والشّباب والرّياضة مخطّطا لتنمية التعليم يغطّي العشرية التي تمتدّ من العام الدّراسيّ 1959/ 1960 إلى العام الدّراسيّ 1968/ 1969، ضبطتْ فيه تطوّرَ التلاميذ لتحقيق التمدرس الكامل، وحدّدت حاجياتها من المعلمين والأساتذة ومن البناءات المدرسيّة والتجهيزات. وتصف الجداول اللاحقة الانتقال الكمّي المتوقّع في نهاية المخطط العشريّ.
‌أ.      التلاميذ والطلبة
كان عددُ التلاميذ والطلبة في مَطلع الإصلاح التعليميّ يبلغ 245023، جلّهم بالتعليم الابتدائيّ، أي ما نسبته 92.61%، وفي مقابل ذلك، يتوقّع أن يصير عددُهم في موفّى المخطط التعليميّ العشريّ 906892، أي بزيادة تصل 661869.
جدول عدد1
السّنة الدّراسيّة
التعليم الابتدائيّ
التعليم الإعداديّ
التعليم الثانويّ
التعليم العالي
1957/1958
226919
1230
15569
1350
1966/ 1967
777686
28586
93790
6830
الزيادة
550767
27356
78221
5480

ملاحظة: أعدّ هذا الجدول انطلاقا من جداول نورالدين سريّب، 1968، علما أنّ معطيات التعليم الثانويّ تتعلق بالعام الدّراسيّ 58/ 59 والعام الدراسيّ 68/ 69.وأنّ معطيات التعليم الإعداديّ تتعلق بالعام الدراسيّ 59/60 والعام 68/69.
‌ب.  إطار التّدريس
كان توفيرُ معلّمين وأساتذة مؤهّلين من أبرز شواغل القائمين على إصلاح التعليم في 1958، وقد اضطرّوا إلى إرجاء تنفيذ بعض القرارات الهامّة كتعريب التعليم الثانويّ إلى حين تُخَرّج المؤسّساتُ التكوينيّة المدرّسين التونسيّين. ذلك أنّ عدد المدرّسين كان 5615 سنة 1958، نسبةُ 95.42% منهم يباشرون التدريس بالتعليم الابتدائيّ. ويتوقّع المخططُ العشريّ أن يرتفع عددهم إلى 19620، سنة68/69، أي بزيادة 14005 من المدرّسين.
وكانت حاجيات التعليم الابتدائيّ موزّعة إلى معلّمين من ذوي اللسانيْن، ومعلّمين مختصّين في اللغة العربيّة والذين ما فتئ عددهم يزيد، إذ ارتفع من 3253 سنة 58/59 إلى 8315 سنة 68/69.
جدول عدد2
العام الدراسيّ
التعليم الابتدائيّ
التعليم الإعداديّ
التعليم الثانويّ
58/59
5358
34
223
66/ 67
14937
791
3892
الزيادة
9579
757
3669

ملاحظة: أعدّ هذا الجدول انطلاقا من جداول نورالدين سريّب، 1968، علما أنّ معطيات التعليم الثانويّ تتعلق بالعام الدّراسيّ 58/ 59 والعام الدراسيّ 68/ 69. وأنّ معطيات التعليم الإعداديّ تتعلق ب 59/ 60 و68/ 69.
لذلك كان من الأولويات الرّئيسيّة، آنذاك:
-         توسيع طاقة الاستيعاب بمدارس ترشيح المعلّمين بإنشاء مدرستيْن جديدتيْن، إحداهُما بالمرسى والثانية بالمنستير. وقد ارتفع عددُ التلاميذ المعلّمين سنة 67/68 إلى 1860، بعد كان سنة 56/ 57 لا يكاد يتعدّى 400.
-         بعث شعبة إعداد المعلّمين ضمن مسالك التعليم الثانويّ العامّ، تحتضنُها المعاهد الثانويّة، وقد تمّ بعثُ هذه الشّعبة في 23 معهدا موزّعة على أغلب جهات الجمهوريّة، وبلغ عددُ التلاميذ المعلميّن 3419 سنة 67/68.
-         بعث مدرسة ترشيح أساتذة التعليم الإعداديّ منذ 1958 التي حوّلت سنة 1962 إلى مدرسة لترشيح الأساتذة المساعدين، وهي مؤسّسة تخرّج مدرّسين مساعدين للتعليم الثانويّ، حاصلين على شهادة الكفاءة للأساتذة المساعدين.
-         تطوير دار المعلمين العليا المكلفة بتكوين مدرّسين مُجازين للتعليم الثانويّ.
-         إحداث دار معلمين عليا للتعليم التقنيّ منذ 1975.
‌ج.   البناءات المدرسيّة
كانت السّلطات التعليميّة تؤمّل توسيعَ نطاق التعليم والزّيادةَ في عدد التلامذة، دون اضطرار إلى الزّيادة في عدد المعلمين والأقسام والأبنيّة. وزيادة الأبنيّة "هي أهمّ مشكلة تحول دون تعميم التعليم"[5]. لكنّ الواقع فرض حاجيات مهمّة في عدد المدارس وعدد قاعات الدّراسة.
جدول عدد3: التعليم الابتدائيّ
السّنة الدراسيّة
1957/ 1958
1966/ 1967
الزيادة
عدد المدارس
575
2005
+ 1430
عدد قاعات الدراسة
2795
10101
+7306

جدول عدد4: التعليم الإعداديّ والتعليم الثانويّ
السنة الدراسيّة
1958/ 1959
1968/ 1969
الزيادة
عدد المؤسّسات
39
115
+ 76
عدد القاعات
960
3357
+ 2397
ملاحظة: البيانات مستمدّة من نور الدين سريّب، 1968
يتوقّع المخطّط التربويّ العشريّ أن يبلغ عددُ المؤسّسات التعليميّة الرّاجعة بالنّظر إلى وزارة التّربية القوْميّة 2120، سنة 67/68، منها 94.57% مدارس ابتدائيّة. أمّا عددُ المدارس الإعداديّة والمعاهد الثانويّة فقد تضاعف قرابة ثلاثَ مرّات. ومن جهة أخرى، تضاعف عددُ قاعات الدّراسة بالتعليم الابتدائيّ قرابة أربع مرّات: (3.6) وتضاعف عدد القاعات بالتعليم الثانويّ (3.4) من المرّات. هذا علاوة على الورشات بالمدارس الإعداديّة التي تصل حاجياتها إلى 507، والمساكن بالمدارس الابتدائيّة التي تبلغ حاجياتها 2939.
‌د.     الوسائل التعليميّة
كانت مسألة الوسائل التعليميّة من أهمّ أولويات المسؤولين عن الإصلاح التربويّ، نظرا إلى طبيعة الاختيارات البيداغوجيّة المتوخّاة آنذاك، والتي تركّز على تحرير العقول والشّرح والإفهام بدل التلقين." فمع إعداد المُدرّس، يجب أيضا إعدادُ كتاب الدّراسة،"[6] أي إعداد كتاب مدرسيّ وطنيّ. وهي مسألة مهمّة لأنّ الكتاب يجسّم روح البرنامج، وما كان رائجا من الكتب المدرسيّة كان إمّا فرنسيّ الوضع، أو مشرقيّ المصدر، وكلاهما لا يفي بروح البرامج الوطنيّة. لذلك أحدثت الوزارة جمعية أسمتها الديوان التربويّ عهد إليها الإشراف على تأليف الكتاب المدرسيّ الوطنيّ وطبعه وإصدار النّشرة التربويّة... وتتجاوز مهمّة هذا الدّيوان ذلك الهدف ليصير عامل" تشجيع لرجال التعليم على التأليف المدرسيّ، وليتولّى توزيع التآليف المدرسيّة على التلاميذ، بأثمان زهيدة".
خاتمة
تلك هي الملامح الكبرى لقانون التعليم لسنة 1958 وللخُطّة الإصلاحيّة العشريّة المترتّبة عليه. لقد أُريد لهذا الإصلاح التعليميّ، في آن مَعًا، أنْ يُزيل الضّررَ النّاجم عن نمط التعليم الذي أقرّته سلطات الحماية الفرنسيّة، والمتمثّل في فرنسة عقول التونسيّين وألسنتهم، وأنْ يقيم تعليما وطنيّا يمكّن البلاد من مواكبة التقدّم العلميّ والتكنولوجيّ واللحاق بالنظم التعليميّة الديمقراطيّة. وقد أُتيح للوزير المكلف بالتربية والتعليم، لأوّل مرّة فيما نعلمُ، أن يمْكُث على رأس الوزارة عقدا كاملا من الزّمن، ينفّذ أثناءه الإصلاحات ويسُنّ التشريعَ الملائم لها ويراقب سيْرها.
كان إصلاح 1958 أوّلَ إصلاح تربويّ شامل، فقد عني بهيكلة التعليم فوحّدها، واهتمّ بالبرامج الدّراسيّة فجدّد مضامينها وقيمَها، وانكبّ على التمدْرس فنهض به.
لقد ظلّ قانون التعليم لسنة 1958 ساريَ المفعول حتّى 29 جويلية 1991، فهل يعني ذلك أنّ مبادئه العامّة واختياراته في مجالات البنية التعليميّة والمسالك الدّراسيّة والتوجيه والشّعب التعليميّة ولغة التدريس واللغات الأجنبيّة وانتداب المدرّسين ظلّت قائمة لم تشهد تطويرا أو تغييرا؟
هل حقّق الإصلاحُ آمالَ النّخبة الوطنيّة في نشر التعليم وضمان مجانيته وإلزاميته وتجديد مضامين برامجه؟ ماذا تحقّق من الخُطّة العشريّة في مجالات تكوين المدرّسين والبناءات المدرسيّة والوسائل التعليميّة؟ ماذا سيبقى من إصلاح 1958 في أذهان الأجيال من التلاميذ الذين احتَضنتْهم مؤسّساته وتكوّنوا طبق توجّهات برامجه وكتبه المدرسيّة ومدرّسيه؟
الهادي بوحوش والمنجي عكروت، متفقدان عامان للتربية متقاعدان
تونس في 5 أكتوبر 2014

  

ورقات ذات علاقة منشورة بالمدونة البيداغوجية

الهادي بوحوش و المنجي عكروت : ملامح الإصلاح التربويّ الجديد -  المدونةالبيداغوجية.

http://akroutbouhouch.blogspot.com/2015/03/blog-post.html

الهادي بوحوش و المنجي عكروت: تقرير اللجنة الفرعيّة للتعليم الثانويّ صدر بجريدة "لاكسيون " لسان الحزب الاشتراكي الدّستوريّ"،المدونة البيداغوجية.

الهادي بوحوش و المنجي عكروت : تاريخ الإصلاحات التّربويّة بالبلاد التّونسيّة منذ القرن التاسعَ عشرَ: توطئة عامّة

http://akroutbouhouch.blogspot.com/2015/11/blog-post.html#more

عمر بنور : في الاصلاح التربوي - المدونة البيداغوجية.

http://akroutbouhouch.blogspot.com/2015/05/blog-post.html#more

عمر بنور: في الإصلاح التربويُ:المرجعيــّات  (الجزء الأول) المدونة البيداغوجية.

http://akroutbouhouch.blogspot.com/2015/09/blog-post_28.html

http://akroutbouhouch.blogspot.com/2015/11/2.html#more

عبد العزيز الجربي : خواطر حول السّياسة التربويّة أو أيّة سياسةتربويّة لأيّ إصلاح تربويّ؟ المدونة البيداغوجية.

http://akroutbouhouch.blogspot.com/2015/10/blog-post.html

عمران البخاري : الحوكمة في النظام التربويالتونسي، المدونة البيداغوجية.

الهادي بوحوش و المنجي عكروت : تاريخ موجز للإصلاحات التربويّة في البلاد التونسيّة منذ القرن التاسع عشر إلى اليوم: اصلاحات فترة ما قبل الحماية الفرنسيّة : الجزء الأول

تاريخ الإصلاحات التربويّة بالبلاد التونسيّة: القسم الثاني: الإصلاحات زمن الحماية . الجزء الأول : محاولات وتجارب لتطوير المنظومة التعليميّة الزّيتونيّة

http://akroutbouhouch.blogspot.com/2015/11/blog-post_30.html

تاريخ الإصلاحات التربويّة بالبلاد التونسيّة: القسم الثاني: الإصلاحات زمن الحماية .  الجزء الثاني :  ارساء التعليم العصري العمومي في أواخر القرن التاسع عشر

http://akroutbouhouch.blogspot.com/2015/12/blog-post.html

تاريخ الإصلاحات التربويّة بالبلاد التونسيّة: القسم الثاني: الإصلاحات زمن الحماية . الجزء الثالث : الإصلاحات التّعليميّة بعد ماشويل وحتّى الاستقلال

الإصلاحات التعليميّة الكبرى بالبلاد التّونسيّة زمن الاستقلال : إصلاحات المرحلة الانتقاليّة: 1955/ 1958








[1]. عبّر عن الموقف الأوّل محمّد مزالي، وأورد الموقفَ الثاني نور الدّين سَرَيّب في مقاله المُعنون: "تحوّلات هياكل التعليم وإصلاحها بالبلاد التونسيّة"، 1968، الصّادر بمجلة المركز الوطنيّ للبحث، ص 99، بحث باللغة الفرنسيّة.
[2] . يقول محمود المسعدي في ندوته الصحفيّة بتاريخ 16 سبتمبر 1958: "فالصفات الناقصة في التعليم هي بالخصوص العموم والانتشار والملاءمة. فالتعليم ينقصه الانتشار من الناحيتين الأفقيّة والعموديّة، ذلك أنّ انتشار التعليم عند الأمم الراقية يجب أن يعمّ كافة الأطفال في سنّ معيّنة، ويحصل هذا بإجباريّة التعليم الابتدائيّ. هذا من ناحية الانتشار الأفقيّ. أمّا الانتشار العموديّ فهو أنّ التعليم ينبغي أن ينتشر لا في الدرجة الابتدائيّة فقط بل وفي الدرجتين الثانوية والعليا". ورد ضمن التعليم في تونس، ص 26، مرجع بلا تاريخ.
[3]. انبعاثنا التربويّ: نشر الديوان التربويّ، 1968، فقرة عنوانها مناهج قوميّة، اللغة والآداب العربيّة والتفكير الإسلاميّ، ص 32.
[4] . تطرّق إلى هذه المسألة رئيس الجمهورية في خطابه ليوم 15 أكتوبر 1959: " وطبيعيّ أن ينقسم التعليم الثانويّ إلى شعبتين: إحداهما الشعبة الأصليّة أو القارّة.... والشعبة الثانية هي الشعبة الانتقاليّة" وقد عدّد الرئيس المعاهد والولايات التي تحتضن الشعبة الأصليّة، وهي ابن شرف وابن رشد بتونس، معهد صفاقس، معهد القيروان، معهد المنستير، معهد منزل تميم ومعهد البنات بنهج الباشا بتونس. ورد ضمن التعليم في تونس السّابق في الذكر، ص 56 بلا تاريخ. انظر أيضا انبعاثنا التربويّ لمحمود المسعدي، 1968.
[5]  المرجع نفسه ص 24
[6]  المرجع نفسه ص 27 وص 63.، انظر أيضا  التعليم في تونس، خطاب رئيس الجمهوريّة ليوم 25 جوان 1958، ص 21 بلا تاريخ.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire