lundi 9 novembre 2015

تاريخ الإصلاحات التّربويّة بالبلاد التّونسيّة منذ القرن التاسعَ عشرَ: توطئة عامّة


ستشرع المدوّنة البيداغوجيّة، بداية من الأسبوع المقبل، في نشر سلسلة من الورقات خصّصناها لتاريخ الإصلاحات التّعليميّة بالبلاد التونسيّة، منذ القرن التاسع عشر. وأحببْنا في هذه الورقة التّمهيديّة أن نقدّم مقتطفات متنوّعة تُعالج مختلف الإشكاليّات ذات الصّلة بالإصلاحات التربويّة، علما أنّ المقتطف الواحد يمكن أن يضمّ فقرة أو أكثر لباحث أو أكثر.

1.             الإصلاحات ضربان
يميّز المقتطف الأوّل بين ضربيْن من الإصلاحات: " في الحقيقة، تنطوي عبارةُ إصلاح، في عالم التربية، على معنييْن: أوّلُهما إصلاحات مؤسّساتيّة جليلة الأهمّية، تجسّمها قوانينُ، والثاني تحويراتٌ بيداغوجيّة أو إداريّة أقلّ شمولا، لكنّها ضروريّة للتّصرّف في النظام التربويّ وإدارته، وتجسّمها أوامرُ وقرارات ومناشير ومذكّرات عمل."[1]
وعلى هذا الأساس، نكون في بلادنا قد عرفنا ثلاثة إصلاحات مؤسّساتيّة كبرى، هي إصلاح 1958 وإصلاح 1991 وإصلاح 2002، وتجسّمُها ثلاثة قوانين تربويّة، كما نكون عرفنا كذلك عددا من التحويرات المتوسّطة أو الرئيسيّة، من غير سنّ قانون يُشرّع لها، كالتحويرات التي أجراها كلٌّ من أحمد بن صالح، ومحمّد مزالي، وتيجاني الشلّي، ومحمّد الهادي خليل.

2.  مَسار الإصلاحات قَلّما يتوقّف، وهو جامعٌ بين الاستمراريّة والقطيعة والنُّكُوس
تعتبر المقتطفات الثانية أنّ مسار الإصلاحات التّعليميّة مسارٌ تكراريّ، لا يكاد يتوقّف إلّا قليلا. وما إنْ ينطلق إرساءُ إصلاح وتجسيمُه في الواقع التعليميّ حتّى يُطلّ علينا إصلاحُ آخر. غير أنّ هذا التّتالي لا يعني قطيعةً، وإنّما يشير، على الأرجح، إلى استمراريّة وتفاعل بين الإصلاحات المتتالية. وفي هذا المعنى، نقرأ لباحث[2] كنديّ، متحدّثا عن الإصلاح الجاري ببلاده، كلاما مفادُه أنّ:" الإصلاح الحاليّ يمثّل استمرارا لكلّ الإصلاحات السّابقة له، وأنّه يبشّر، في مستقبل غير منظور، بإصلاح آخر... لأنّنا نحن المربّين لنا أيضا تاريخٌ. والتاريخ مسألة تتجاوز مجرّدَ مواعيد مُحنّطة على خطّ التسلسل الزّمنيّ. إنّ التاريخ مصنوع أيضا من حركات متواترة ذاهبة وآيبة، ومن أفكار طليعيّة متقدّمة وأخرى متراجعة ومنطوية على نفسها، ومن التفافات وتَعرُّجات. إنّ تاريخ جماعة مّا وتاريخَ نظامها التربويّ يمثّلان أداةَ تعديل قويّةً تتيح تكْييف ما ننجزه اليوم من أعمال وإضْفاء دلالة عليه."
" إنّ جميعَ هذه الإصلاحات المتتالية بانتظام، والمُكُمّلَ بعضُها لبعض، يصحّحُ بعضُها البعض تارةً، وطوْرا تتضارب فيما بينها وتتخاصمُ، فتكون بذلك، في آن معًا، شاهدا على الصّعوبات القائمة، وعلى أَكادَة المشاكل المطروحة. وهذه مسألة ليس خاصّة ببلدنا، فلا وجودَ لدولة عُظْمى لم تُطرح فيها مثل هذه المسألة، بعبارات تكاد تكون متماثلة."
ويذكّرنا عالمُ الاجتماع السّويسْري برّونو[3]، من جهته، ودون لبْس، أنّه لا إصلاحَ، مهما كانت قيمتُه، يستطيع أن يحُلّ كلَّ المشاكل التي كانت مَدْعاة لتركيزه وتبنيّه. وهو يرى " أنّ الإصلاح، في حدّ ذاته، لا يمكن أن يكون مُستداما مستمرّا إلى الأبد. غير أنّ الأنظمة التربويّة، شأنُها شأنَ المنظّمات الأخرى، قد استخلصتْ من تجاربها أنْ لا إصلاحَ يكون قادرا على أن يفُضّ نهائيّا كلَّ المشاكل التي يَدّعي أنّه يمثّل استجابة لها. لقد صرنا اليوم نسْتشْعر أنّنا في اللحظة التي نضع فيها إصلاحا مّا موضعَ تنفيذ وتطبيق، نكون قد أقمنا، في اللحظة نفسها، قواعدَ الإصلاح الموالي له، ذاك الإصلاحُ القادم الذي سيُصحّح، بعد سنين طويلة، الإصلاحَ السّابق أو يواصله، إنْ لم يعارضْه، إذا ما تغيّرت الإرادةُ السّياسيّة أو الظرفيّة العامّة تغيّرا جذريّا. إنّ وتيرة الإصلاحات قد تسارعت اليوم، وأصبحت الأنظمةُ التربويّة تُتالي بين الإصلاحات على شاكلة المُدمن على التدخين الذي يشعل سيجارة جديدة بما تبقّى من لهَب الُّلفافة التي هو بصدد تدخينها... ناهيك أنّه يوجد دوما حديثٌ عن مشروع إصلاح جديد، يستقطب شيئا فشيئا الطاقات، ويمْحي بالتدريج حضورَ الإصلاح السّابق له."
3. الإصلاحات بين الانجذاب للماضي والتطلّع إلى مُستقبل يصعُب التكهُّن به
تتناول هذه المقتطفات المأزقَ الذي يجد فيه واضعُو الإصلاحات التربويّة أنفُسَهم: فهم بين إغراء الماضي المُمجَّد والمقدَّم كأنموذج، وبين ضرورة استشراف المستقبل الذي يعسر تحديد ملامحه: فأيّة معرفة وأيّة كفايات وأيّة مهن ستباشر الأجيالُ القادمة؟
لقد أشار الأستاذ عمر بنّور إلى هذه المسألة في الورقة[4] التي نشرها بالمدوّنة البيداغوجيّة حيث أكّد" أنْ لا حنينَ في التربية إلى الماضي، مهما كان جميلا، لأنّ لكلّ جيل مدرستَه. ونستحضر، في هذا المقام، القول المنسوب إلى عليّ بن أبي طالب: " لا تقصروا تعليم أبنائكم على ما تعلمّتم، فإنّهم خلقوا لزمان غير زمانكم. " فمقولة التعليم في الماضي أفضل من التعليم في الوقت الرّاهن لا يمكن تعميمُها، والمقارنة لا تصحّ لأنّ المجتمعات تتطوّر والأولويات تتغيّر والأهداف تختلف."
كما تعرّضت لجنة تيلو/ Thélot التي أعدّت تقريرا [5]حول مستقبل المدرسة بفرنسا، سنة 2004، لصعوبة الاستشراف في عالم سريع التحوّل، إذ نقرأ في تقريرها ما يلي:" إنّ غائيات المدرسة متنوّعة يصعب ترتيبها ترتيبا تفاضليّا، ومع ذلك، يظلُّ الاندماجُ المهنيّ لكافة التلاميذ إحدى تلك الغايات، دُون شكّ: فالبطالة، وعدمُ تلاؤم العرض والطلب في مجال الشّغل، وصعوبةُ الاندماج المهنيّ للشّباب، كلّها تجعل انتظارات العائلة وعالم الشّغل من المدرسة انتظارات كبيرة، في مجال الإعداد للحياة المهنيّة.
وتُطالَب المدرسةُ بوضع مسارات للتكوين تتلاءم مع سوق الشّغل، وتُجنّب توجيه التلاميذ نحو مسالك وشعب لا أفقَ لها. ولئن أقرّت اللجنة بمشروعيّة هذا الانتظار، فإنّها تحذّر من هذا الوهْم، لأنّ البحث عن تطابق بين التكوين والتشغيل يواجهُ اليوم، وسوف يواجه بشكل أكبر، في المستقبل، صعوبتين: فمن ناحية أولى ثمّةَ صعوبات تتعلّق بإمكانية توقُّع الحاجات المستقبليّة لاقتصاد يرتكز أساسا على التجديد التكنولوجيّ والتنظيميّ، ومن ناحية ثانية ثمّةَ ما لوحظ بالتجربة من انفصال متزايد بين التكوين الأساسيّ الذي يتلقّاه الفردُ والوظيفة أو العمل الذي يشغله."
4. الإصلاحات لا تُحْظى دوْما بالإجماع
تتعلّق المقتطفات الرابعة بقضية شائكة، هي صعوبة حُصول إجْماع حول إصلاح مّا. ويكشف تاريخُ الإصلاحات التربويّة أنّه من شبه المستحيل أن نجد إصلاحا تَوفّق في تحقيق إجماع حوله. بل إنّ الأسوأ قد حصل، فقد تمّ التخلّي عن إصلاحات قبل البدء في تنفيذها، كما هو الحالُ مع إصلاح الأستاذ أحمد بن صالح لسنة 1968، كما تمّ إبطالُ إصلاحات أخرى بمجرّد استعْفاء الوزير الذي تصوّرها، مثلما حصل لإصلاح الأستاذ محمد الشّرفي. وفي هذا المعنى، يذكّرنا برُّونو/ PERRENOUD[6] " أنْ لا إصلاحَ يمكن أن يُحظى بإجماع، فلكلّ إصلاح بالضّرورة أعداء، في العلَن أو في السّرّ، يمارسون معارضة نشطة أو مقاومة سلبيّة." وفي المعنى ذاته، نقل مارك سان بيار/ MARC St PIERRE كلامَ جون بيار بروكس/Jean-Pierre PROULX، الأستاذ بكلية علوم التربية بجامعة MONTREAL على النّحو التالي: " لم يتمّ الانتهاءُ بعدُ من تنفيذ الإصلاح، حتّى انطلقت وتكثّفت موجةٌ جديدة من الاستياء والمطالبات المتناقضة: ففي الآن نفسه، يشتكي البعضُ من أنّ الإصلاح مرتجَلٌ أو يسير بسرعة كبيرة، بينما يصيح البعضُ الآخر بأنّ المدرسة في أزمة"، ما يترتّب عليه طبعا إحساسٌ بأكادة المسألة، مناقض للشُّعور الأوّل.[7]
5. تتالي الإصلاحات يُزعج سلك المدرّسين ويفقده توازنه
تهتمّ المقتطفات الخامسة بمسألة ردود أفعال مختلف الأطراف المعنيّة، إزاء كلّ إصلاح جديد مُعتمد. ومن المفارقات الغريبة أنْ نلاحظ أنّ الأطراف المختلفة، من أولياء ومدرّسين، التي ما فتئت تطالب بإصلاح المدرسة وبرامجها، هي التي تبادر إلى إطلاق النّار على الإصلاح التربويّ ما إنْ يتمَّ اعتمادُه. ويفسّر بعضُهم ردودَ الأفعال هذه بالتذكير" بأنّ التجديد الذي نعتزم نفْخَه في روح النّظام المدرسيّ بمقاطعة كيباك، يُمكن، في بعض الأحيان، أن يشوّش على بعض العادات، وفي أحيان أخرى، ربّما يُولّد احترازا".[8] وثمّة فئة أخرى أكثرُ تشاؤما، قد يصل بها الحدُّ إلى أن تبدي الرأيَ التالي عن الإصلاحات التربويّة بفرنسا:"[9] إنّ كلّ إرادة في الإصلاح-أعني ذاك الإصلاح المُتَجّهَ إلى الأمد البعيد، المستندَ إلى حصيلة معقولة، شاملة، موضوعة طبق منهج واضح وفي سكينة-يكون مآلُها الفشلَ... إنّ الإصلاحات المتعدّدةَ والمتتالية، منذ ثلاثة عقود-والتي تشترك في ضيق أُفقها وتجميعها لتوجّهات تُرادف غالبا العودة إلى الوراء-هذه الإصلاحات تُفقد المدرّسين توازنَهم، بل إنّها كثيرا ما تُثْبطُ هممَهم وعزائمَهم." ويشاطر هذا الموقفَ كاتبٌ[10] آخر قائلا:" ينبغي أن نأخذ في الحسْبان أيضا ما يشعُر به المجتمعُ التربويّ من إهانة وإذلال، عندما يرى أعضاؤه أنفسَهم مُنْذَرين مَدْعُوّين إلى الاستجابة لكلّ شيء، جرّاءَ أوامر وزاريّة ومُجتمعيّة متناقضة، تُفقد أشغال اللجان السّابقة مصْداقيتها، ذلك أنْ لا أحَدَ سيقتنع بأنّ ما كان جيّدا وعظيما سنة 2002، ينبغي أن يُرمى به في القُمامة سنة 2013! بأيّ ازدراء واحتقار يُواجه هؤلاء المدرّسين الذين يبذلون جهودا مستمرّة كيْ يتكوّنوا، إذ عليهم أن يتكيّفوا دوْما مع الجمهور المنُوط بعُهدتهم، عندما يفرضون عليهم مشْهد اللجان والمجالس التي تثرثر وتمدح بفخر برامجها التي ستولّى الوزير اللاحقُ نقدها نقدا شديدا ونقْضَها وإهمالَها؟"
6.             كلُّ إصلاح تربويّ يحتاج وقتا ووسائل
تلحُّ المقتطفات السّادسة على فكرة مفادُها أنّ الإصلاح التربويّ، أيّ إصلاح، لا يجوزُ تصوّرُه وبلورتُه تحت ضغط الأكادَة والاستعجال، وأنّه لا يمكن إنجازُ إصلاحات بوسائل بسيطة: "... ومن الواضح كذلك أنّه يتعذّر إرساءُ إصلاحات كبرى بوسائل بسيطة... صحيحٌ، هناك حاجةٌ إلى اتّخاذ إجراءات استعْجاليّة، لكنَّ الاستعجالَ يمثّل عدوّا للتفكير وللدّيمقراطيّة..."[11] "إنّ الإصلاح الشّامل لا يمكن أن يكون بين يوم وليلة، لأنّه يستوجب عملا أوّليّا تمهيدا يتعلّق بإسناد المدرّسين وتكوينهم، وبإعادة تنضيد النّظام التّربويّ، وبتحويل تدريجيّ للشّبكات القائمة، كما يستوجب عملا طويلَ النفَس في كافة المدارس، ينبغي البدءُ فيه في أقرب أجل، في أكبر عدد من المدارس المتطوّعة، بغاية التجريب والتقييم قبل التّعميم."[12] وفي هذا السّياق، يقول محمّد مزالي[13]، بصفته وزيرا سابقا للتربية القوميّة بالبلاد التونسيّة:" حتّى إذا ما اجتمعت لجانٌ واهتدتْ، بعد عناء، إلى وضع نظام تربويّ متّفق عليه، يتماشى وحاجات المجتمع في عام 85 وحتّى في عام 90، فلا بدَّ من عام أو عامين أو ثلاثة أعوام لوضع هذه الاختيارات في الصّيغة البيداغوجيّة الملائمة، وتجسيمها في التّعليمات وفي الكتب المدرسيّة، ثمّ تسخير سنة أو سنتين لرسْكلة وإعادة تدريب الأساتذة حتّى يتجاوبوا مع الطرق الجديدة ويستوعبوا المحتويات والمناهج الجديدة..."
ومن جهة أخرى، ينبغي أن يكون الإصلاح التربويّ حصيلة عمل تعاونيّ تآزريّ،" لأنّ العديد من الفاعلين يهتمّون بالتكوين، وينبغي أن يكون كلُّ واحد منهم طرفا معنيّا مباشرة بالإصلاح".[14] " ولكي يكون الإصلاحُ مُوفّقا ناجحا، لا بدّ من أن نُجنّد له مختلفُ الطاقات والإرادات الخيّرة المتاحة، ولا بدّ من أن نديره بطريقة تؤمّن له الاستمراريّة، على قاعدة اتّفاق سياسيّ قارّ، ناجم عن حوار ديمقراطيّ عريض... يجري، لا صلبَ الأوساط السّياسيّة فقط، بل في المجتمع بأكمله".[15] لقد ألحّ التقرير التشاوريّ عن تجديد تأسيس المدرسة الفرنسيّة على هذه المسألة، داعيا إلى " أن يتمّ الإعداد للإصلاحات التربويّة، مستقبلا، بطريقة أفضل، وفق مَسار تشاركيّ، يضمّ الفاعلين الميدانيّين، بصفتهم الشّخصيّة أو المؤسَّساتيّة".[16]

7.         الإصلاحُ يفقد الكثير من روحه بمجرّد إنْزاله إلى الميدان
تهتمّ المقتطفات السّابعة بالتفاوت ما بين التّصوّر النّظريّ للإصلاح التربويّ والواقع التعليميّ الميدانيّ، وبالفعل، فإنّ الإصلاحات التي أعدّ لها وبلور تصوّراتها خبراءُ التربية، كثيرا ما تُشوَّه بإنْزالها إلى الميدان، حتّى أنّ واضعي هذه الإصلاحات لا يكادون يتعرّفون إليها. ويُعزى هذا عادة إلى التقاء عديد من العوامل، كالضّعف على صعيد الإعلام والتواصل، أو على صعيد المتابعة، أو على صعيد المرافقة والتسيير. وفي هذا المعنى، يتكلّم بيرُّونو/ PERRENOUD على ما يسميّه" صعوبة موضوعيّة لاسْتباق ما قد يصير إليه التحوّلُ المؤمَّل على الميدان، عندما تلتقي الإصلاحاتُ بواقع المؤسّسات التعليميّة والممارسات المتّصلة بها".[17] ويؤكّد باحثون آخرون أنّ" الإصلاحات التعليميّة كثيرا ما يلحقها الفسادُ عندما توضع موْضعَ تطبيق. ويعزى هذا الفشل، في جانب منه، إلى الاختيار المتعلّق بأدوات التدخّل العموميّ المجنّدة للغرض، والتي تتّسم بالتوْجيه المُفرط، من غير مراعاة فعليّة للحاجات المحلّيّة. كما تعزى، في جانب آخر، إلى غياب المتابعة التي تضمن تنفيذ الإصلاحات تنفيذا سليما".[18]
خلاصة
تلك هي أبرز القضايا التي ما فتئت تقوم في وجه الإصلاحات التعليميّة في مختلف بلاد العالم، أردنا أن نمهّد بها للورقات التي سنخصّصها، بداية من الأسبوع القادم، للتعريف بالإصلاحات التعليميّة التي شهدتها البلاد التونسيّة، منذ القرن التاسع عشر. وستكون الفرصة متاحة للإطلالة على إصلاحات التعليم الأهليّ، ومشاريع التعليم العموميّ على عهد الحماية، وللتوقّف طويلا عند إصلاح 1958 وما تلاه من لجان متخصّصة للتشخيص والإدلاء بالتصوّرات البديلة أفضت إلى إجراءات إصلاحيّة عديدة، دون أن تؤدّي إلى حلّ القضايا المطروحة، لكنّها مهّدت الطريق أمام إصلاح 1991 وما تلاه من تحويرات في المناهج الدّراسيّة ومن تفكير في تجدّد رسالة التربية في زمن العولمة ومجتمع المعرفة وطغيان التكنولوجيات الجديدة. ولقد استقامت هذه الرُّؤى الجديدة في القانون التوجيهيّ للتربية والتعليم المدرسيّ لسنة 2002 الذي أضفى على المنظومة التعليميّة المدرسيّة التونسيّة طابَع الحداثة والاحتراف.
الهادي بوحوش ومنجي العكروت، متفقدان عامّان للتربية
تونس في 3 نوفمبر 2015.

Cliquer ici pour accéder à la version FR

Des études  sur le même thème



http://www.mels.gouv.qc.ca/sections/viepedagogique/146/index.asp?page=reformes (page consultée le 6 mars 2009)





Thélot ,C. et al( 2004)   « Pour la réussite de tous les élèves Rapport de la Commission du débat national sur l’avenir de l’École » 


Thomas ,F, professeur agrégée, docteur en STAPS, Université Blaise-Pascal, Clermont-Ferrand II.  Le système éducatif : grandes réformes et réajustements.



ورقات ذات علاقة منشورة بالمدونة البيداغوجية

الهادي بوحوش و المنجي عكروت : ملامح الإصلاح التربويّ الجديد -  المدونة البيداغوجية.

http://akroutbouhouch.blogspot.com/2015/03/blog-post.html

الهادي بوحوش و المنجي عكروت: تقرير اللجنة الفرعيّة للتعليم الثانويّ صدر بجريدة "لاكسيون " لسان الحزب الاشتراكي الدّستوريّ"، المدونة البيداغوجية.

http://akroutbouhouch.blogspot.com/2015/09/blog-post_13.html

عمر بنور : في الاصلاح التربوي - المدونة البيداغوجية.

http://akroutbouhouch.blogspot.com/2015/05/blog-post.html#more

عمر بنور: في الإصلاح التربويُ: المرجعيــّات  (الجزء الأول) المدونة البيداغوجية.

http://akroutbouhouch.blogspot.com/2015/09/blog-post_28.html

عمر بنور: في الإصلاح التربويُ: المرجعيــّات  (الجزء الثاني) المدونة البيداغوجية، المدونة البيداغوجية.
http://akroutbouhouch.blogspot.com/2015/11/2.html#more

عبد العزيز الجربي : خواطر حول السّياسة التربويّة أو أيّة سياسة تربويّة لأيّ إصلاح تربويّ؟ المدونة البيداغوجية.

http://akroutbouhouch.blogspot.com/2015/10/blog-post.html

عمران البخاري : الحوكمة في النظام التربوي التونسي، المدونة البيداغوجية.

 



















[1]. Frédérique Thomas, professeur agrégée, docteur en STAPS, Université Blaise-Pascal, Clermont-Ferrand II. Le système éducatif : grandes réformes et réajustements https://www.maif.fr/content/pdf/enseignants/votre-metier-en-pratique/systeme-educatif/maif-systeme-educatif.pdf
[2] « DENOMMÉ, Jean et Marc ST-PIERRE. « Les réformes au Québec, d’hier à aujourd’hui : une symphonie inachevée ». Dans Vie Pédagogique, [en ligne], no. 146 février-mars 2008, http://www.mels.gouv.qc.ca/sections/viepedagogique/146/index.asp?page=reformes (page consultée le 6 mars 2009)
M. Jean Dénommé est directeur général de la Commission scolaire de l’Or-et-des-Bois, M. Marc St-Pierre est directeur général adjoint à la Commission scolaire de la Rivière-du-Nord et M. Guy Lusignan est consultant en éducation.
[3] Perrenoud, Ph.(  1998) Évaluer les réformes scolaires, est-ce bien raisonnable ?
[4] . عمر بنّور (2015):" فــــي الإصلاح التربويّ." المدوّنة البيداغوجيّة.
[5] Thélot, C. et al(2004)   « Pour la réussite de tous les élèves Rapport de la Commission du débat national sur l’avenir de l’École ». http://www.ladocumentationfrancaise.fr/var/storage/rapports-publics/044000483.pdf. Consulté le 2 novembre 2015.

[6] , Philippe Perrenoud. «   Six façons éprouvées de faire échouer une réforme scolaire »

http://www.unige.ch/fapse/SSE/teachers/perrenoud/php_main/php_2003/2003_25.html

[7] . Opt cité.
[8] . Gouvernement du Québec, L’école québécoise – Énoncé de politique et plan d’action, Québec, Ministère de l’Éducation, 1979. (p. 12), rapporté par DENOMMÉ, Jean et Marc ST-PIERRE, opt cité
file:///C:/Users/MONGI/Downloads/127834.pdf consulté le 31 octobre 2015.
[10]. Le billet de Gilles Fumey : Saint Die 2013 : Programmes, programmes cafemensuel@cafepedagogique.net  Octobre 2013 - Numéro 146.
Gilles Fumey est professeur de géographie culturelle à l’université Paris-Sorbonne et à l’IUFM de Paris. Il a animé les Cafés géographiques jusqu’en 2010. Il est le rédacteur en chef de la revue La Géographie.

[11] . Claire Pontais, secrétaire nationale du syndicat des professeurs d’EPS (SNEP-FSU).  
[12]. Réflexions en vue d’un système éducatif plus performant pour tous les enfants ; Centre d’étude et de défense de l’école publique (CDEP) Communauté française Belgique.
[13]  . انظر النظام التربويّ التونسيّ: واقعُه وتطويره، نشر دار العمل 1985، ص 12.
[14] . Claire Pontais, secrétaire nationale du syndicat des professeurs d’EPS (SNEP-FSU).  
[15]. Réflexions en vue d’un système éducatif plus performant pour tous les enfants ; Centre d’étude et de défense de l’école publique (CDEP) Communauté française Belgique.

[17]Perrenoud, Ph. «   Six façons éprouvées de faire échouer une réforme scolaire ».

[18] . BONNEAU,F et al.   « Refondons l’école de la république, La réforme vue par le rapport de la concertation », p 30, octobre 2012

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire