بمناسبة الإعلان عن نتائج امتحان شهادة البكالوريا،
كثيرا ما يركّز الرأيُ العامّ والمشتغلون بالشّأن التعليميّ والتربويّ ببلادنا على
مظاهر النّجاح والتميّز، متمثّلة في نسب النّجاح العامّة، وفي قائمة التلاميذ المتفوّقين
من كلّ شعبة، وفي معدّلات المترشّحين الذين نالوا درجات من الملاحظات العالية، وفي
أعدادهم المرتفعة في مختلف اختبارات الامتحان. لكنّ مظاهر النّجاح، على أهمّيتها،
ينبغي أنْ لا تحجب عنّا علامات الإخفاق المرافقة للمنظومة التعليميّة، والتي تفصح
عنها دراسة النتائج بتروّ. ومن أبرز هذه العلامات وأشدّها خطرا هو ارتفاع نسب
الفشل وعدم تكافؤ الفرص التي يكشف عنه امتحانُ
البكالوريا في بلادنا.
لذلك أردنا أن نخصّص وجهة نظر هذه لتناول ثلاثة
ظواهر( أو عاهات) تعيق في نظرنا مسيرة المدرسة العموميّة التونسيّة، إحدى أهمّ مكاسب
دولة الاستقلال، وهي ظاهرة ارتفاع نسبة الإخفاق، وظاهرة التفاوت الكبير، و ثالثا ظاهرة عدم تجانس المترشّحين
النّاجحين.
و سنهتم في القسم الأول - هذا الأسبوع - بتحليل الظواهر
على أن نسعي في القسم الثاني لمحاولة البحث في أصلها و مسبّباتها.
القسم الأول : تحدّيات المدرسة التونسيّة
جدول عدد1: في توزّع المتقدّمين بحسب القرار النّهائيّ
الدورة
|
نسبة المقبولين
|
نسبة المرفوضين
|
2010
|
61.9
|
38.1
|
2011
|
61.5
|
37.6
|
2012
|
49.7
|
50.3
|
2013
|
49.9
|
50.2
|
2014
|
49.0
|
51.0
|
تٌبيّن الإحصاءات أنّ الإخفاق يشمل أكثر من ثلث المترشّحين (متوسّط نسبة الإخفاق بين 1996
و2010 يقدّر بــ 38.70 %)، وكانت نسبتُه ترتفع حينا وتنخفض طوْرا. فقد سجّلنا أعلى نسبة
للمرفوضين سنة 1990، حيث بلغت 72.2 %، وسجّلنا أدنى نسبة لهم في دورة 2003، إذ كانت 33.8%.
ويمكن التمييزُ
بين ثلاث فترات:
·
1981 و1999: فترة ارتفاع، إذ كانت نسبة
الفشل تتراوح بين 50 و70. %
·
2000 و2011: فترة
تراجع وانخفاض، تراوحت خلالها النّسبة بين 33 و44%.
·
منذ دورة 2012، عادت الظاهرة إلى الارتفاع
لتتجاوز 50 %، فقد بيّنت دراسة
نتائج امتحان شهادة البكالوريا، في السّنوات الخمس الأخيرة، أنّ نسبة المصرّح
برفضهم، بعد إجراء الدّورتيْن، ما فتئتْ ترتفع، فقد تجاوزت في دورتيْ 2012 و2013
ما نسبتُه 50 %.
تدلّ هذه النّسبُ أنّ المنظومة التعليميّة أفرزت، في
مُنتهى المسار الدّراسيّ، شريحة مهمّة من المترشّحين لم يتملّكوا القدرات التي
تؤهّلهم لمجابهة اختبارات هذا الامتحان، يمكن تقسيمهم إلى مجموعتين:
-
مجموعة أقصيت إثرَ الدّورة الرّئيسيّة: وتتكوّن
من فئة لم تتجاوز معدّلاتهم النّهائيّة 7 من 20، وهي شريحة تعُدّ في الدّورة
الأخيرة (2014) قرابة 33000 مترشّح، يمثلون نسبة 23.59 %، وقد تضاعفتْ مقارنة بالنّسبة المسجّلة في الدّورة الرّئيسيّة
لسنة 2010 (12.20 %).
-
أمّا الشّريحة الثانية فهي التي أقصيت إثر
دورة المراقبة، وتشير إلى المترشّحين الذين حقّقوا في الدّورة الرئيسيّة معدّلات نهائيّة
تفوق 7 ودون 10 من 20. سيكون مآلهُم إمّا الرّسوب أو مغادرة المنظومة التعليميّة،
دون نيل شهادة البكالوريا.
إنّ ارتفاع نسبة الفشل في امتحان البكالوريا تُضطرُّنا
إلى التّساؤل عن أداء المنظومة التعليميّة وعن مخرجاتها التي تقبل بمغادرة نسبة
مهمّة من المتعلّمين للمدرسة، بعد قضاء ثلاث عشرة سنة بالتعليم المدرسيّ، دون إشهاد
يمكّنهم من متابعة الدّراسة بالجامعة أو الاندماج في الحياة العمليّة، كما يدفعنا
إلى البحث في العوامل المتحكّمة في هذه الظاهرة.
II.
ظاهرة التفاوت
المعضلة الثانية تتمثل في تفاوت النتائج،
و هي ثلاثيّة الأبعاد: بين الولايات، و داخل الولاية الواحدة، و بين الشّعب الدّراسيّة.
1.
تباعد بين نتائج ولايات السّاحل وولايات
الداخل
جدول عدد 2: في ترتيب بعض الولايات سنة 2013
النّسبة
الوطنيّة العامّة
|
ولايات
نسبُها فوق الوطنيّة
|
ولايات
نسبُها دون الوطنيّة
|
||
49.9
|
الولاية
|
الفارق
|
الولاية
|
الفارق
|
صفاقس
1: 69.94
|
20.04
|
جندوبة:
40.29
|
9.61
-
|
|
صفاقس
2: 65.95
|
16.05
|
القصرين:
39.25
|
10.65 -
|
|
المنستير: 60.94
|
11.04
|
إنّ التلميذ التّونسيّ ليستْ له حظوظ متساوية في النّجاح، بالقياس
إلى غيره من المتعلّمين. وأوّلُ مظهر من مظاهر اللّا مُساواة هو مظهر جغرافيّ، يتمثل
في الفوارق الجهويّة، وهي قديمة ومتواصلة، إذ لا خلاف بين الباحثين[3] في أنّ الأقاليم السّاحليّة ما فتئتْ تسجّل، منذ عهد الحماية
الفرنسيّة على البلاد التونسيّة، وبانتظام، أفضلَ النتائج المدرسيّة. لكنّ المقلق
هو تفاقمُها منذ سنوات، بالرّغم من الجهود التي بذلتها المجموعة الوطنيّة، منذ غداة
الاستقلال، في مجالات البناءات المدرسيّة وتوفير التجهيزات التعليميّة وانتداب
المدرّسين للعمل في مختلف أقاليم البلاد.
وتؤكّد نتائجُ الدّورات الأخيرة 2011 [4] و 2012و 2013 هذا التباينَ بين المندوبيّات الجهويّة للتعليم، إذ
حقّقت الولاياتُ التي احتلّت المراتب الأولى (صفاقس، المنستير، سوسة، أريانة ...) نسبَ نجاح تساوي ضعف تلك التي حققتها الولاياتُ
التي احتلّت المراتب الأخيرة (جندوبة، القصرين، قبلي ...) وتجاوز الفارق قرابة 30
نقطة.
وتؤكّد
دراسة أعدّتها الإدارة العامّة للامتحانات، سنة 2004[5]، أنّ الوضعية لم تتغيّر منذ ذلك الوقت، وظلّ التفاوت الجهويّ
ثابتا لم يتزحزح، فقد أشارت الدّراسة آنذاك إلى:
·
أنّ الفارق بين أفضل نسبة نجاح وأدنى نسبة نجاح بلغ 34.18
نقطة في دورة 2000 و19.47
نقطة في دورة سنة 2004.
·
أنّ ترتيبَ الولايات يشهد شبه استقرار وذلك بتصدّر الكوكبة نفسها
المراتب الأولى، مــثل صفاقس والمنستير والمهدية من جهة، ومن جهة ثانية بقاء
المجموعة نفسها في أســفل الترتيــب، مــثل جنـدوبـة ومنّوبــة والقصرين.
·
أنّ مجموعة تضمّ سبع ولايات تتميّز باستقرارها المنتظم في مجال ضعف
النتائج، وهي جندوبة ومنوبة والقصرين وسليانة وسيدي بوزيد وزغوان، علما أنّ تدنّي
نتائج البكالوريا في هذه الولايات ظاهرة عامّة لا ترتبط بشعبة دراسيّة دون أخرى.وقد
تسرّبت إلى هذه المجموعة عرضيّا بعضُ الولايات مثل الكاف سنة 2002، وبن عروس
والقيروان سنة 2003، وقفصة سنة 2004.
·
أنّ مجموعة تضمّ ثماني ولايات تتميّز بارتفاع نسب نجاحها
ومعدّلاتها في امتحان البكالوريا، وهي ولايات صفاقس وسوسة والمنستير والمهدية
وأريانة ونابل، وتونس ومدنين.
ولا يقتصر التفاوت على الجانب الكمّيّ بل يتجسّم كذلك في الجانب
النوعيّ.
جدول عدد3: دورة 2009 نموذجا
الولاية
|
نسبة الناجحين بالجدارة
|
نسبة الناجحين بإسعاف
|
نسبة الناجحين بملاحظة حسن وحسن جدا
|
جندوبة
|
50 %
|
50 %
|
4.6%
|
قبلي
|
53%
|
47%
|
4%
|
سوسة
|
78 %
|
22 %
|
12.6%
|
المعدل الوطنيّ
|
63%
|
37%
|
9.9%
|
لقد قاربت نسبة النّاجحين بإسعاف بعدد من الولايات
الدّاخليّة نسبة النّاجحين بجدارة، على عكس الولايات السّاحليّة حيث كانت نسبة
الناجحين بإسعاف دون المعدل الوطنيّ، ممّا يبرز مظهرا آخرَ من التفاوت الجهويّ ذا
طابع نوعيّ يتعلق بجودة مكتسبات المتعلمين. وتؤكّد الملاحظات المسندة إلى
المقبولين هذا الطابع النوعيّ: فقد بلغت نسبة النّاجحين من أريانة بملاحظة حسن
جدّا أكثر من 6 % من جملة الناجحين، بينما لم تتجاوز هذه النّسبة 1% بولاية
قبلي.
هذه الظاهرة المزمنة أضحت اليوم تٌمثّل تحدّيا كبيرا لا مَهرب من
مجابهته، لأنّها في تضارب مع مبدإ تكافؤ الفرص وتساوي الحظوظ بين تلامذة مختلف
الولايات والمعتمديّات.
2.
تفاوت في نتائج المعاهد داخل الولاية
الواحدة
جدول عدد 4: أنموذج من التفاوت داخل
الولاية (دورة 2006)
الولاية
|
أحسن النتائج
|
أضعف النتائج
|
الفارق
|
بنزرت
|
معهد فرحات حشاد ببنزرت
78.9 %
|
معهد سجنان
20%
|
58.9 %
|
صفاقس
|
معهد 15 نوفمبر بصفاقس
96.5 %
|
معهد الغريبة
43 %
|
53.5 %
|
إنّ دراسة
نتائج معاهد الولاية الواحدة تفرز-مثلما هو الشّأن بين الولايات السّاحليّة
والولايات الدّاخليّة على الصعيد الوطنيّ- تفاوتا كبيرا بين معاهد الولاية الواحدة في
نتائج امتحان البكالوريا، وهو تفاوت:
·
بين المعاهد العريقة لمقرّ الولاية والمعاهد المحدثة في أطراف
المدينة وأحوازها القريبة (هذه ليست قاعدة عامّة)
·
وبين معاهد مركز الولاية والمعاهد القائمة بالمعتمديات الدّاخليّة
منها والرّيفيّة بصفة خاصّة، حيث نسجّل تفاوتا كبيرا في النتائج بين المناطق الرّيفيّة
والمناطق الحضريّة.
·
بين المعاهد النّموذجيّة والمعاهد العموميّة الأخرى
ذلك أنّ المعهد
النموذجيّ يحقّق نسبة نجاح مرتفعة، تبلغ في أحيان كثيرة 100 %، ويصيب تلامذتَه الخجلُ في صورة تأجيل أحدهم لدورة المراقبة، في
حين تكتفي المعاهد المجاورة له أو المفتوحة بالمعتمديات نتائج متوسّطة أو ضعيفة، وإنْ
اختلف الوضعُ من ولاية إلى أخرى
جدول عدد 5: الدورة الرئيسية 2014
الولاية
|
المعهد النموذجيّ
|
معاهد عموميّة
|
نسبة النجاح
|
قفصة
|
100 %
|
معهد
سيدي عبد القادر المتلوي
معهد طريق توزر المتلوي
معهد ابن شباط بالرديّف
معهد المضيلة
معهد بالخير
معهد حسين بوزيان بقفصة
|
9.84
11.86
12.50
19.15
22.89
36.72
|
الولاية
|
المعهد النموذجيّ
|
معاهد عموميّة
|
نسبة النجاح
|
100 %
|
معهد 15 نوفمبر
معهد محمود مقديش
معهد منجي سليم
معهد الصادق الفقي
معهد الفاضل بن عاشور
|
93.7
93.2
90.99
90.91
90.91
|
3.
تفاوت بين نتائج الشّعب الدّراسيّة
جدول عدد 6: متوسّط
نسبة النجاح حسب الشّعب بين 1996 و 2010 بالمعاهد عموميّة
الشعبة
|
% النّجاح العامة
|
|
رياضيات
|
72.02
%
|
|
علوم تجريبية
|
63.82%
|
|
تقنية
|
57.80%
|
|
آداب
|
57.62 %
|
|
اقتصاد
وتصرّف
|
56.54
%
|
|
متوسّط
النجاح العام
|
61.30
%
|
يبرز المستوى الثالث من تفاوت الحظوظ على
مستوى شعب البكالوريا -مهما كانت الجهة -فحظوظ النّجاح تختلف باختلاف الشّعبة التي
ينتمي إليها المترشّح. وإذا استثنينا شعبة الرّياضة المتخصّصة والمفتوحة بعدد محدود
من المعاهد، و لا تدرّس بالمدارس الخاصّة، والتي تحقّق سنويّا نسبَ نجاح تتجاوز 80%، تبيّنّا حجم التفاوت في الحظوظ (وصل فارق نسب النّجاح بين شعبة
الرّياضيات وشعبة الآداب بالمعاهد العموميّة في الدّورة الرّئيسيّة الأخيرة إلى 52 نقطة ). وتكشف دراسة
نسب النّجاح على امتداد حوالي 15 دورة ما يلي:
تتفرد شعبتا الرّياضيات (72 %) والعلوم
التجريبية (64%)، الشعبتان النبيلتان، بأفضل فرص
النجاح وأضعف نسب الفشل.
وتأتي بقية الشّعب التقليديّة (الآداب والتقنية
والاقتصاد والتصرّف) في الدرجة الثانية بفرص نجاح أدنى (57 %).
وقد أكّدت الدورة الرئيسيّة الأخيرة هذه الظاهرة كما يجسّدها
الجدول الـتالي:
جدول عدد 7:
الدّورة الرئيسيّة لسنة 2014 نموذجا
الشعبة
|
% النّجاح العامة
|
معاهد عموميّة
|
معاهد خاصّة
|
||
النّسبة
|
الفارق
|
النّسبة
|
الفارق
|
||
رياضة
|
81.22%
|
81.22%
|
لا شيء
|
لا شيء
|
لا شيء
|
رياضيات
|
66.9 %
|
71.18 %
|
4.28
|
31.65 %
|
35.25-
|
تقنية
|
43.42%
|
47.33%
|
3.91
|
16.46%
|
26.96-
|
علوم تجريبيّة
|
41.29%
|
45.05 %
|
3.76
|
11.14%
|
30.15-
|
علوم إعلاميّة
|
38.57%
|
43.84 %
|
5.27
|
17.13%
|
21.44-
|
اقتصاد وتصرّف
|
35.65 %
|
44.60 %
|
8.95
|
13.60%
|
22.05 -
|
آداب
|
14.63 %
|
19.12 %
|
4.49
|
6.01%
|
8.62-
|
المصدر: جريدة LA PRESSE الناطقة بالفرنسيّة ليوم السبت 21
جوان 2014
III.
غياب تجانس الناجحين
إلى جانب ارتفاع نسبة الفشل والتفاوت في أداء المدرسة
التونسيّة، يوجد مظهر آخر لا يقلّ خطرا، وهو التفاوت الكبير في مستوى الأداء
الفرديّ للمترشّحين، إذ نجد مترشّحين يحققون نتائج متميّزة ويتحصلون على معدّلات
في الاختبار تقارب العشرين من 20، في حين نجد نسبة هامّة من المترشّحين لا تتجاوز
معدلاتهم 4 من 20، وهو أمر مثير للحيرة. ولو
أخذنا فئة الناجحين فقط، فإنّه بالإمكان تقسيمهم إلى ثلاث فئات:
1.
فئة النّاجحين بالإسعاف أي بمعدّلات
تتراوح بين 9 و9.99
لئن كان الإسعاف آلية رافقت البكالوريا
التونسيّة منذ نشأتها، فإنّ ارتفاع نسبة المستفيدين منها هو من إفرازات النّظام
المعتمد منذ 2002 في احتساب المعدّل النّهائيّ لامتحان
شهادة البكالوريا وذلك باحتساب نتائج المراقبة المستمرّة بمقدار 25% وتيسير شروط الإسعاف بالنّجاح،
وخاصّة ما يتعلق بالمادّتين المميّزتين.
وقد تزايدت نسبة الحاصلين على شهادة البكالوريا بفضل
آلية الإسعاف منذ ذلك التاريخ، فقد تراوحت بين ( 44% ) سنة 2007 و37.26 % في دورة 2009، و تختلف هذه النسبة
حسب:
-
الولايات كما رأيناه سابقا
-
والشّعب حيث تفيد البيانات أنّ هذه النّسبة ترتفع
في الشّعب التي تحقق أدنى نسب النّجاح في الامتحان، وتنخفض في الشّعب التي يحقق
تلامذتها أفضل نسب في النّجاح.
جدول عدد8:
الناجحون بإسعاف بحسب الشعب دورة 2010 نموذجا
رياضيات
|
علوم تجريبية
|
علوم إعلاميّة
|
رياضة
|
تقنية
|
اقتصاد وتصرّف
|
آداب
|
8.96 %
|
14.83 %
|
15.34 %
|
21.54 %
|
27.77 %
|
34.54 %
|
56.05 %
|
- وصنف
المترشّحين،
فترتفع نسبة النّاجحين بالإسعاف بين النّاجحين من المعاهد الخاصة إلى أكثر من
النّصف (50.07 %) في حين لا تبلغ هذه النّسبــة سوى 28.56 % بالمعاهد العموميـّـة. وهذا هو نتيجة الاختلال الملاحظ
في منظومة التقييم الدّاخليّ، والذي يجسّمه تضخيم الأعداد وارتفاع معدّلات
المترشّحين في المدارس الخاصّة، والذي لم تسلم من تبعاته بعض المعاهد العموميّة.
وفي ضوء هذه البيانات، يمكن أن نستخلص أنّ المستفيد من الاسعاف
هي الجهاتُ الدّاخليّة وتلامذة المعاهد الخاصّة والشّعب ذاتُ المنحى الأدبيّ
والإنسانيّ.
ومهما يكنْ من أمر، فإنّ نسب الإسعاف المسجّلة تدعو إلى
التساؤل وتدفع إلى القلق عن مآل المنظومة التعليميّة التونسيّة.
2.
فئة الناجحين المتألّقين، أي بمعدّلات
تفوق 12 من 20
مقابل المجموعة
الأولى، نجد حوالي ربع النّاجحين يتحصّلون على البكالوريا بملاحظة (25.79 % في دورة
2010 منهم 4.6 % بملاحظة حسن جدّا). والجدير بالملاحظة أنّ الهوة تزداد اتّساعا من
سنة إلى أخرى بين الفئتين، كأنّ بمدارسنا تسير بسرعتيْن وتعليمَنا يفرز التألق و الفشل، في آن.
جدول عدد 9: تطوّر نسب المتحصّلين على
البكالوريا بمعدّل يساوي أو يفوق 12 من 20
الدورة
|
1996
|
2000
|
2009
|
2010
|
حسن جدا
|
0.29
|
0.48
|
3.17
|
4.55
|
حسن
|
2.37
|
2.94
|
6.74
|
6.93
|
قريب من الحسن
|
14.01
|
9.47
|
12.93
|
14.31
|
المجموع
|
16.67
|
12.90
|
22,33
|
25.79
|
3.
الفئة الوسطى، وتضمّ الناجحين بمعدّلات بين 10 ودون 12
من 20. والملاحظ أنّ هذه الشريحة المتوسّطة التي تتآكل من طرفيها. وينمّ هذا التطوّر
على تفاقم القطيعة بين فئة محظوظة تتوفّر لها إمكانيّات للتألق في الامتحان الوطنيّ
وتنفتح أمامها أبواب المسالك الجامعيّة النبيلة، وبين فئة مآلها الشُّعب الأقلُّ
حظوة و أقلّ قدرة تشغيليّة.
يتبع...
الهادي بوحوش و منجي
عكروت متفقدان عامان للتربية
تونس - جويلية 2014
دراسات و مقالات ذات علاقة
Atlas académiquedes risques sociaux d'échec scolaire : l'exemple du décrochage
Brizard Caroline : Cartes. Echec scolaire : ces zones où il frappe le plus. Publié le 30-06-2014 à 18h1
Jarraud .F ,Bac : Un nouveau pas vers ladémocratisation ? le vendredi 11 juillet 2014
http://www.cafepedagogique.net/lexpresso/Pages/2014/07/11072014Article635406678440358706.aspx
Sylvie Le Laidier et Fanny Thomas, DEPP B1. Le baccalauréat2014 Session de juin, Note d’information, n° 29 – Juillet 2014- DEEP
[1] نستعمل عبارة التفاوت للتعبير
عن المصطلح الفرنسيّ disparités الذي ينقله البعض إلى العربية بعبارة تباين أو اختلاف. ويعني هذا
المصطلح غياب التوافق وفقدان التناغم بين العناصر المكوّنة لشيء مّا، ممّا يجعلها تنطبع
بطابع التشتّت والتفرّق.
[2] لاحظنا اهتماما بهذه المسألة لدى بعض الباحثين من ذلك
المحاورة التي أقامتها مجلة Nouvel Observateur مع السيّد Alain Bossinot رئيس المجلس الأعلى
للبرامج بوزارة التربية الوطنيّة الفرنسيّة بتاريخ 10 ماي 2014 وتحت عنوان Mais pourquoi l’école française aime
tant l’échec ? وقد أشار المٌحاور إلى نسبة الفشل في امتحان
البكالوريا الفرنسيّة كما أشار إلى التفاوت في نسب النجاح بين الأكاديميّات وأكّد
أنّ عددا من الأقاليم لا تزال شديدة الحرص على نتائجها وتسعى لتحسينها.
http://tempsreel.nouvelobs.com/education/20140509.OBS6613/mais-pourquoi-l-ecole-francaise-aime-tant-l-echec.html
[3]Bousnina, M. (1991). Développement scolaire
et disparités régionales en Tunisie. Tunis: Publication de l'Université de
Tunis I.
[5] أعدّت الإدارة العامّة للامتحانات سنة
2004 تقريرا ضمّنته دراسة نتائج الولايات في امتحان البكالوريا لدورات 2002 و2003
و2004. رفع التقرير في 14 نوفمبر 2004 لكنّه ظلّ داخليّا ولم تنتج عنه إجراءات
لتدارك الوضع. ونأمل أن يذاع هذا التقرير باعتباره صار وثيقة مهمّة. كما رفع
المدير العام للامتحان تقريرا مفصّلا عن نتائج دورة 2010 نأمل نشره لأهمّيته في
تشخيص مظاهر التفاوت. تضمّ لجنة تقرير 2004 السيّدات و السّادة ليلى بوزايدي (م ع
للتعليم للمرحلة الثانية من التعليم الأساسيّ و التعليم الثانوي)، نجوي غريس (مركز
التجديد البيداغوجيّ)، منجي عكروت (المدير العام للامتحانات) والهادي بوحوش (المدير
العام للتفقدية العامة للتربية ) عمران البخاري ( مدير عام البرامج و التكوين
المستمر) مصطفى النيفر ( مدير عام المركز الوطني للتكوين المكونين) المرحوم عبد
الملك السلامي ( الديوان) و المتفقدون على الرحموني ، الحبيب المدوري،محمد مصدّق
الجباهي و منجي غضبان . أمّا تقرير 2010 فمن إعداد الإدارة العامة للامتحانات.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire