الحدث هذا الأسبوع هو انطلاق الاختبارات الكتابيّة لامتحان
البكالوريا لدورة 2014 التي ستتواصل إلى يوم الأربعاء 11 جوان. وقد قدّمتْ وزارة
التربية يوم الثلاثاء 3 جوان بيانات إحصائيّة عن الدورة الجديدة، فأردنا أن نستغلّ
هذه الفرصة لدراسة تطوّر تركيبة المترشّحين وتوزّعهم على الشّعب، وذلك بمقارنة الدّورة
الحالية بما كان عليه الوضعُ منتصفَ السّبعينات، أي قبل 40 سنة، ومنتصفَ التّسعينات،
أي قبل 30 سنة.
·
سنة 1974، أي منذ 40 سنة، كان المترشّحون
يتوزّعون على خمس شعب، بشكل غير متوازن، إذ تستأثر شعبتان (شعبة الفلسفة والآداب
الكلاسيكيّة وشعبة العلوم) بحوالي %80 من المترشّحين. أمّا الشّعب الثلاث المتبقية (الاقتصاد والرّياضيات
والتقنية الرياضيّة (فنصيب كل واحدة منها كان محدودا.
جدول 1: خريطة الشعب في دورة 1974
الشعبة أو السلسلة
|
العدد
|
النسبة
|
الفلسفة والآداب الكلاسيكية أو الأصلية
|
4021
|
43,07%
|
العلوم
|
3237
|
34,68%
|
الاقتصاد
|
803
|
8,60%
|
الرياضيات
|
739
|
7,92%
|
الفنية الرياضية
|
535
|
5,73%
|
المجموع
|
9335
|
100,00%
|
المصدر: النشرية الإحصائية السنوية للبلاد
التونسية سنوات 1974-1975، مجلد 22 – المعهد الوطني للإحصاء
·
سنة 1996، حافظت البكالوريا على نفس عدد
الشّعب مع تغيير تسميات بعض الشّعب، فظهرت تسمية العلوم التجريبيّة وتسمية الآداب، والاقتصاد
والتصرّف تعويضا لشعبة الاقتصاد، وشعبة التقنية عوض شعبة الفنية الرياضيّة. وقد
حافظت الشّعب على نفس الترتيب تقريبا مع تراجع نسبيّ لسيطرة الشعبتين الأدبية والعلوم
التجريبيّة، استفادت منه بقية الشّعب حيث تضاعف نصيب كلّ واحدة منها مرّتين، ورغم
ذلك بقيت سمة عدم التوازن سمة قائمة.
جدول 2 : خريطة الشّعب في دورة 1996
الشعبة أو السلسلة
|
العدد
|
النسبة
|
آداب
|
22790
|
33,83%
|
العلوم التجريبية
|
15467
|
22,96%
|
الرياضيات
|
11287
|
16,76%
|
الاقتصاد و التصرّف
|
10862
|
16,12%
|
التقنية
|
6957
|
10,33%
|
المجموع
|
67363
|
100%
|
· 2014:
تغيّر خريطة الشّعب و توسعها
عند مقارنة خريطة
شّعب بكالوريا 2014 مع تلك التي كانت سائدة في السبعينات وحتى في التسعينات، نلاحظ
تواصلا وتجديدا في آن واحد:
يتمثل التواصل في حضور الشّعب المعتادة نفسها تقريبا منذ
الثمانينات، وحتّى من قبلُ كشعبة الآداب والرّياضيات والعلوم. ويتجسّم التجديد في
ظهور شعبتين جديدتين هما شعبة الريّاضة [1] و شعبة العلوم الإعلامية. [2] وهو إختيار – في نظرنا –
جيد لأنّ بعث مسالك و شعب جديدة يضع أمام التلميذ اختيارات عديدة و يمكنه من فرص نجاح أكبر حين ينخرط في مسلك تعليمي يتلاءم مع
ميولاته و إمكانياته و قدراته ( المثال الفرنسي يجسم وجاهة هذا التوجه حين
بعثت البكالوريا المهنية إلى جانب المسالك العامة التقليدية )
ويتمثل الجديد في تراجَعَ وزنُ شعبة الآداب التي لم تعد
تمثل سوى ربع المترشّحين. ورغم ذلك، فهذه النّسبة تبقى مرتفعة وتنامى نصيبُ شعبة
الاقتصاد والتصرّف التي أصبحت تحتلّ المرتبة الثانية وتوازي وزنَ شعبة الآداب ( و
لا نحسب أنّ ذلك مؤشّر خير لأنّ هذه
الشعبة، مثلها مثل شعبة الآداب، هي ملجأ التلاميذ ذوي المعدّلات و الإمكانيات
المتواضعة وجهة كلّ من لا يمكن توجيهه إلى
إحدى الشّعب العلميّة و التقنيّة ) ، ممّا أوجد ضربا من التوازن بين الشّعب الثلاث
(الآداب والاقتصاد والتصرّف والعلوم التجريبيّة).
و ثالث تجديد هو تفوّق الاختصاصات العلميّة و التقنيّة (
54%) على شعب العلوم الإنسانيّة و الأدبيّة (الآداب و
الاقتصاد و التصرّف حوالى 45 %) وهي
ظاهرة إيجابية ينبغي دعمها في مستوى التوجيه منذ السنة الثانية من التعليم الثانويّ.
جدول 3: خريطة الشّعب في دورة 2014
الشعبة أو السلسلة
|
العدد
|
النسبة
|
الآداب
|
35825
|
24,92%
|
الاقتصاد والتصرف
|
33954
|
23,62%
|
العلوم التجريبية
|
28870
|
20,08%
|
الرياضيات
|
14789
|
10,29%
|
التقنية
|
17751
|
12,35%
|
ع اعلامية
|
11416
|
7,94%
|
رياضة
|
1157
|
0,80%
|
143762
|
Tunisie Bac 2014: 143 762
candidats pour la session de 2014 ... المصدر:
www.babnet.net/cadredetail-86298.asp
ملاحظة:
تجدر الإشارة إلى أنّ هذه النّسب ما هي سوى متوسّطات
وطنيّة، وهي تتغيّر حسب صنف التعليم، فنسبة المترشّحين من
شعبة الآداب ترتفع بالمدارس الخاصة مقارنة بمثيلاتها بالمدارس العموميّة. و في
المقابل نلاحظ ضعف نسبة المترشّحين في الشعب العلميّة وخاصة شعبة التقنية بالمدارس
الخاصّة.
كما تختلف خريطة الشعب من ولاية إلى أخرى، فنجد مجموعة يغلب عليها الطابع " الأدبيّ " إذ تجاوزت نسبة
المترشّحين منها في شعبة الآداب النّسبة العامّة الوطنيّة، جلّها ولايات داخليّة. ونجد مجموعة ثانية ينتمي أكثر من نصف المترشّحين فيها
إلى الشعب العلميّة والتقنية وتضمّ الولايات الساحلية. ولهذه
التركيبة تأثير مباشر على نسب النجاح.
هادي بوحوش و منجي
عكروت متفقدان عامان للتربية
تونس ، جوان 2014
اللمحات ذات العلاقة:
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire