dimanche 4 mai 2014

1957: نشأة أولى بكالوريا دولة الاستقلال

كانت السّنوات الأولى من الاستقلال فترة انتقاليّة في جميع المجالات. ففي المجال المدرسيّ، تعايشت أنظمة مختلفة، وهي النظام الزيتونيّ والنظام الفرنسيّ والنظام الذي شرعت في إرسائه دولة الاستقلال، وهو ما يفسّر تواجد أكثر من بكالوريا، منها ما يعود إلى نهاية القرن التاسع عشر، ومنها ما بُعث بعد سنتين من الاستقلال.سنستعرض باختصار البكالوريات التي كانت موجودة منذ فترة الحماية الفرنسيّة، ثمّ نتناول بالدّرس بأكثر توسّع أولى بكالوريا تونسيّة ظهرت بعد الاستقلال.
I.    بكالوريات فترة الحماية  
1.     البكالوريا التي تشرف عليها إدارة التعليم العموميّ
تشير بعض المراجع إلى أنّ انطلاق امتحان شهادة البكالوريا بالبلاد التّونسيّة يعود إلى سنة 1891[1]، أيّ عشر سنين بعد انتصاب الحماية الفرنسيّة على الإيّالة التونسيّة[2]. وكان امتحان البكالوريا، آنذاك، من حيث التنظيمُ والبرامُج والموادُّ والمواضيعُ مطابقا للبكالوريا التي تنظّم بفرنسا، ولم يتجاوز عددُ الناجحين التونسيّين في الدّورة الأولى الستّة (6 تلاميذ)، وتواصل الأمرُ على هذا النّسق ليرتفع عددُ الناجحين من التونسيّين إلى 18 في دورة 1912 فــ 140 في دورة 1953. (انظر الجدول أسفله)
جدول في تطوّر عدد المترشّحين والناجحين في شهادة البكالوريا من 1912 إلى 1953

المترشّحون
الناجحون

المجموع
تونسيّون
نسبتهم
المجموع
تونسيّون
نسبتهم
1912
149
40
26,85%
80
18
22,50%
1923
1027
452
44,01%
405
140
34,57%
1946
416
125
30,05%
302
83
27,48%
1950
1024
334
32,62%
360
110
30,56%
1951
1091
424
38,86%
544
277
50,92%
1952
1089
398
36,55%
457
154
33,70%
1953
1027
452
37,45%
405
140
34,57%
المصدر: الإحصاء العامّ للبلاد التونسيّة لسنة 1923 والنشرية الإحصائية السنويّة 1940-1946 و1956 و1957و-1958 والنشرة الرّسمية لإدارة التعليم العموميّ عدد 13 – أكتوبر ونوفمبر وديسمبر 1953.
وفي سنة 1950، أحدثت بكالوريا فرنسيّة -تونسيّة بمقتضى الأمر المؤرّخ في 26 جانفي 1950، وذلك تطبيقا للأمر المؤرّخ في 13 أوت 1948 الذي أصدرته السّلطات الفرنسيّة بعد الحرب العالميّة الثانية، والمتعلق باختبارات البكالوريا في المستعمرات الفرنسيّة، والذي يُجيز إجراء اختبار في اللغة الوطنيّة[3]. وبذلك، أصبحتْ إدارة التعليم العموميّ تنظم سنويّا نوعين من البكالوريا (انظر الجدول الموالي)
جدول مقارن بين اختبارات البكالوريا العادية والبكالوريا الفرنسيّة العربيّة (أورده ن. سريّب)[4]
الشّعبة

البكالوريا الفرنسيّة العادية
البكالوريا الفرنسيّة التونسيّة
العصريّة
الكتابيّ
لغة حيّة وعلوم فيزيائيّة
إنشاء عربيّ وترجمة إلى العربية أو علوم فيزيائيّة
الشفويّ
لغة حيّة
عربية
الكلاسيكيّة أ
الكتابي
لغة حيّة أو رياضيات
إنشاء عربيّ
الشفويّ
رياضيات
عربية أو رياضيات
الكلاسيكيّة ب
الكتابيّ
لغة حيّة 1 لغة حيّة 2 أو رياضيات
إنشاء عربي وعربية دارجة أو لغة أخرى أو رياضيات
الشفويّ
لغة حيّة1 – رياضيات أو لغة حيّة 2
عربية -رياضيات أو عربية دارجة أو لغة حيّة
الكلاسيكيّة ج
الكتابيّ
 علوم فيزيائية و لغة حيّة1
إنشاء عربي
الشفويّ
لغة حيّة
عربية
2.    بكالوريا الخلدونية
أحدثت الجمعية الخلدونية[5]، منذ سنة 1945، مرحلة تعليم ثانويّ طويل.  وفي  ماي 1947، قرّر مجلسُ إدارة الجمعية، بإشراف رئيسه محمّد الفاضل ابن عاشور، " تأسيس شهادة عربية حرّة لنهاية التعليم الثانويّ العصريّ، باللغة العربيّة، تسلّمها الجمعية الخلدونيّة [6]. وقد أطلق على هذه الشهادة شهادة البكالوريا العصريّة " (الفصل الأوّل من القرار المنظم للشهادة)، وتفتح هذه الشّهادة أبواب الجامعات أمام الناجحين فيها.
وتتكوّن هذه الشهادة من جزأين:
-         جزء أوّل يدرس فيه الطالبُ الآداب العربية (أدب العصر الجاهليّ والعصرين الأمويّ والعبّاسيّ) والتاريخ المعاصر للعالم العربيّ الإسلاميّ وجغرافية البلاد العربية والإسلاميّة، واللغة الفرنسيّة (أدب، نقل وتعريب) واللغة الأنقليزيّة و الرّياضيات و الفيزياء و الكيمياء.
-         جزء ثاني كان يغلب عليه الطابع العلميّ إذ يقع التركيز فيه على الرياضيات والعلوم الفيزيائيّة والكيمياء وعلوم الحياة، إلى جانب اللغات والفلسفة والتاريخ والجغرافيا.
وانتظمت الدورة الأولى سنة 1947 تحصّل إثرها 6 طلبة على الجزء الأوّل من الشّهادة وانتظمت الدورة الأولى للجزء الثاني في جوان 1948 ونال إثرها 4 طلبة أوّل شهادة للبكالوريا العربية التي تمنحها الجمعية الخلدونية.
3.     شهادة التحصيل أو البكالوريا الزيتونيّة:
لقد تمّ في جامع الزيتونة، بمقتضى أمر عليً، سنة 1933 إحداث شهادة " تحصيل العلوم  "  التي أصبحت تتكوّن من جزأين بداية من سنة 1951 في نطاق إعادة تنظيم التدريس بجامع الزيتونة. و أصبحت هذه الشهادة تُتوّج الشعبة العصريّة للتعليم الزيتونيّ و أضحت شبيهة بشهادة البكالوريا من حيث المستوى والتنظيم (تجرى في دورتين) وكانت شهادة" تحصيل العلوم" تتفرّع إلى شعبتين هما شعبة العلوم و شعبة الفلسفة، و قد تواصل العمل بها حتّى السّنوات الأولى من الاستقلال، و في دورة 1957 – 1958   بلغ عدد المتحصّلين على الشهادة 22 طالبا (انظر الجدول الموالي)
نتائج دورة 1957-1958 شهادة تحصيل العلوم
الشّعبة
الفلسفة
العلوم
المجموع
الدورة
مترشّحون
ناجحون
مترشّحون
ناجحون
مترشّحون
ناجحون
نسبة النّجاح
جوان
12
6
14
9
26
15
 57,59%
سبتمبر
5
4
6
3
11
7
63,63%
المجموع
12
10
14
12
26
22
84,61 %

المصدر: النشرية الإحصائيّة السّنويّة 1956 – 1957

II.    أولى بكالوريا تونسيّة
أحدثتْ سنة 1957، أي بعد مرور سنتين على الاستقلال، شهادة تونسيّة تسمّى " شهادة بكالوريا التعليم الثانويّ"، بمقتضى أمر[7] من الوزير الأكبر، رئيس الحكومة. وصدر في التاريخ نفسه القرارُ[8] الوزاريّ الذي يتعلق بنظام هذه الشّهادة التي تتوّج الدّراسة بالتعليم الثانويّ. وكان وزيرُ المعارف آنذاك الأستاذ الأمين الشّابّي.
جرتْ الدّورة الأولى في نهاية السّنة الدّراسيّة 1956-1957، يوم 31 ماي 1957. فماهي خصائص أولى بكالوريا تونسيّة بعد الاستقلال؟ كمْ كان عددُ المترشّحين؟ ما هي الشّعب الدّراسيّة؟ وماهي موادّ الامتحان؟
1.  خاصّيات بكالوريا 1957
حافظ امتحان البكالوريا المحدثة على التنظيم الذي كان معمولا به في عهد الحماية، ولم تطرأ عليه تغيّيرات جذريّة. ومن أبرز ما يُميّز هذا الامتحان:
‌أ.        أنّه يتكوّن من جزأين: كان امتحان شهادة البكالوريا يُجرى على مرحلتين، تمتدّان على سنتين دراسيّتين:  
-          جزء أوّل أو جزء تأهيليّ يجتازه في نهاية السّنة تلاميذُ "القسم الأوّل" بالليسيّات والمدارس الثانوية والأقسام المساوية لها في التعليم الفنّيّ".
-           وجزء ثان يجرى في موفّى القسم النّهائيّ لشعب لفلسفة والعلوم الطبيعيّة والرّياضيات والأقسام المساوية لها في التعليم الفنّيّ. [9] ولا يجوز اجتيازُها إلا للنّاجحين في الجزء الأوّل أو الجزء التأهيليّ.
‌ب.    أنّه يُنظّم في دورتين: يُجْرى الجزءُ الأوّل وكذلك الجزءُ الثاني من امتحان الباكالوريا في دورتين: تكون الدّورة الأولى في نهاية السّنة الدّراسيّة، وتعرف بدورة جوان، وتُنظّم الدّورة الثانيّة في بداية السّنة الدّراسيّة المواليّة، وتُعرف بدورة أكتوبر، وتُمثّل الدّورةُ الثانية فرصة لمنْ لم يسعفه الحظّ في دورة جوان.
‌ج.    أنّه يشتمل على اختبارات كتابيّة وأخرى شفويّة: يُدْعى المترشّحون إلى إجراء اختبارات كتابيّة، وفي صورة قبولهم في تلك الاختبارات، يُدعوْن إلى إجراء اختبارات شفويّة.
2.                الشّعب والاختبارات
جاءت بكالوريا 1957، قبل إصلاح التعليم التونسيّ، في فترة انتقاليّة تُهيّئ لتوْنَسة امتحان البكالوريا وفصله عن البكالوريا الفرنسيّة، مَا فرض تعايشَ نظاميْن في وقت واحد، لسنوات معدودة: نظام انتقاليّ ونظام ثابت أو دائم، بحيث يُخوّل للمرشّحين الذين زاولوا تعلّما لا يؤهّلهم للمشاركة في امتحانات الشّعب الثابتة أن يطلبوا المشاركة في إحدى الشّعب الانتقاليّة.  
‌أ.   الجزء الأوّل: يشتمل على ثلاث شعب ثابتة وثلاث شعب انتقاليّة تحمل التّسميات نفسها، وهي: الشّعبة الأدبيّة والشّعبة العلميّة والشّعبة الفنّيّة أ، أيْ التقنية. يجتاز المترشّحون الاختبارات الكتابيّة والشّفاهيّة التالية:

 الاختبارات الكتابيّة في الشّعب الثابتة

الاختبار
الشّعبة الأدبيّة
الشّعبة العلميّة
الشّعبة الفنّيّة أ

التوقيت
الضّارب
التوقيت
الضّارب
التوقيت
الضّارب
الإنشاء العربيّ
3
3
3
2.5
3
2
الإنشاء الفرنسيّ
3
2
3
1


اللغة أجنبيّة أولى
3
1.5




الرياضيات
3
1
3
2
3
2
العلوم فيزيائيّة


3
2
3
2
فنّ الرّسم




4
2
        














ملاحظة:
-  لا تتعدّى الاختبارات الكتابيّة الأربعة في كلّ شعبة بحيث يُنجز الامتحانُ في يومين.
-   حضور اختبار العربيّة في كلّ الشّعب مع اختلاف في الضّارب.
-   تقارب بين ضوارب الموادّ في الشّعبتيْن الأدبيّة والعلميّة، وهي متساوية في الشّعبة الفنّيّة.
§           الاختبارات الكتابيّة في الشّعب الانتقاليّة  
الاختبار
الشّعبة الأدبيّة
الشّعبة العلميّة
الشّعبة الفنّيّة أ

التوقيت
الضّارب
التوقيت
الضّارب
التوقيت
الضّارب
الإنشاء الفرنسيّ
3
3
3
2.5
3
2
اللغة أجنبيّة أولى
3
2
3
1


الرياضيات
3
2.5
3
2
3
2
اللغة أجنبيّة ثانية
3
3




العلوم الفيزيائيّة


3
2
3
2
فنّ الرّسم




4
2
ملاحظات:
- لا تتعدّى الاختبارات الكتابيّة الأربعة في كلّ شعبة بحيث ينجز الامتحانُ في يومين.
-   حضور اختبار الفرنسيّة في كلّ الشّعب مع اختلاف في الضّارب، مع غياب العربية وحضور لغة أجنبيّة ثانية. والمقصودُ باللغة الأجنبيّة اللاتينيّة واليونانيّة والإنجليزيّة والألمانيّة والإيطاليّة والإسبانيّة. ويمكنُ اختيارُ اللغة العربيّة لغة أجنبيّة أولى أو ثانية.  
-         تقارب بين ضوارب الموادّ في الشّعبتيْن الأدبيّة والعلميّة، وهي متساوية في الشّعبة الفنّيّة.
§    الاختبارات الشّفويّة وضواربُها في الشّعب الانتقاليّة والشّعب الثابتة:

الاختبارات
الشّعبة الأدبيّة
الشّعبة العلميّة
الشّعبة الفنّيّة أ
تفسير نصّ عربيّ(1)
2
1
1
الفرنسية
1.5
1
2
الرياضيات
1
3
2
العلوم الطبيعيّة
1.5
3
2
اللغة الأجنبيّة   الأولى
1.5
1
1
اللغة الأجنبيّة الثانية
1.5
1

التاريخ والجغرافيا
2
2
2
التكنولوجيا والتصوير الصناعيّ


2
الحضارة الإسلاميّة(1)
1
0.5

(1)                         تحذف العربية من الشّعب الانتقاليّة وتعوّض بلغة أجنبيّة ثانية بضارب 1.5 في الشّعبة الأدبيّة والضّارب 1 في الشّعبة العلميّة، كما يحذف اختبار الحضارة الإسلاميّة في الشعب الانتقاليّة.

 الجزء الثاني: تتفرّع البكالوريا في الجزء الثاني إلى أربع شعب ثابتة وأربع شعب انتقاليّة، تحمل التسميات نفسها، وهي: شعبة الفلسفة، وشعبة العلوم، وشعبة الرّياضيات الابتدائيّة، وشعبة العلوم الفنيّة أ. يجتاز المترشّحون الاختبارات الكتابيّة والشّفاهيّة التالية.
§  الاختبارات الكتابيّة في الشّعب الثابتة والشّعب الانتقاليّة

الموادّ
شعبة الفلسفة
 شعبة العلوم
رياضيات ابتدائيّة
الشّعبة الفنّيّة أ

المدّة
الضارب
المدّة
الضارب
المدّة
الضارب
المدة
الضارب
الفلسفة العامّة
4
3
4
3
3
2
3
1
الفلسفة الإسلاميّة
3
1






الرّياضيات




4
3
4
3
العلوم الفيزيائيّة
90 د
1
2
2
3
3
3
2
العلوم الطبيعيّة
 90د
1
2
2




فنّ الرّسم






4
2

ملاحظة:
-  بالنّسبة إلى الشّعب الانتقاليّة: الاختلافُ لا يشمل سوى شعبة الفلسفة: تحذف الفلسفة الإسلاميّة ويغيّر ضاربُ الفلسفة العامّة من 3 إلى 4.
-   يجتاز المترشّحون 4 أو 3 اختبارات كتابيّة فقط، ويجتاز جميعُ المترشّحين، مهما كانت الشّعبة، مادتيْ الفلسفة والعلوم الفيزيائيّة.
§  الاختبار الشّفويّ (الضّوارب)

الشّعبة
الفلسفة
العلوم
الرّياضيات
العلوم الفنيّة
الفلسفة العامّة
2
2
1
1
الفلسفة الإسلاميّة
1
1
0.5

التاريخ والجغرافيا
3
3
3
2
علم الهيئة – رياضيات
0.5
2
3.5
3.5
العلوم الفيزيائيّة
0.5
2
2
2
العلوم الطبيعيّة
0.5
2
1
1
نصّ فلسفيّ بالفرنسيّة
1



تكنولوجيا وعمل يدويّ



3.5
لغة أجنبيّة

1
1
1
حضارة إسلاميّة
0.5



ملاحظات:
-          بالنّسبة إلى الشّعب الانتقاليّة، لا وجود لاختبارات الفلسفة والحضارة الإسلاميّة. وفي المقابل، أضيف اختبارٌ في اللغة الحيّة الأولى بضارب 1.5 في شعبة الفلسفة، وضارب 1 لشعبتيْ العلوم والرّياضيات (إنجليزيّة، ألمانيّة، إيطالية وإسبانيّة)، ورُفّع ضاربُ الفلسفة العامّة من 2 إلى 3.
-         يجري المترشّح الناجحُ في الاختبارات الكتابيّة بين 8 و7 اختبارات شفويّة تدوم يوما كاملا، مع تفاوت بارز في الضّوارب.
3.     إصلاح التحارير وشروط القبول والإسعاف
لئن تشابهت بعضُ الإجراءات التنظيميّة مع ما هو معمول به حاليّا، فإنّ الاختلاف هو السّمة البارزة.
‌أ.        بالنّسبة إلى إصلاح التحارير
§       يتمّ إصلاحُ التحارير دون التعرّف إلى هوية أصحابها، مثل ما هو معمول به الآن. و " يتِمُّ كشفُ الأسماء من قبل لجنة الامتحان وقتَ التفاوض (المداولات) لضبط قائمة المقبولين في الكتابيّ، بعد أن يقع ترسيمُ الأعداد التي أعطاها النقادُ (الأساتذة المصحّحون) «وكانت العملية تتمّ يدويّا وبحضور كلّ أعضاء لجنة الامتحان ".
§       لم يكن الإصلاحُ حضوريّا، إذ كان كلُّ أستاذ مكلّف بالإصلاح يتسلّم التحاريرَ ليتولّى إصلاحها في منزله، ويُحضرها في الموعد المتّفق عليه للمداولات.
§       كانت آلية الإصلاح المزدوج معمولا بها في بعض والموادّ: (الإنشاء العربيّ والإنشاء الفرنسيّ للشّعب الانتقاليّة، وفي جميع الشّعب في الجزء الأوّل، والإنشاء الفلسفيّ بالنّسبة إلى جميع الشّعب في الجزء الثاني). غير أنّ الإصلاح الثاني لا يشمل سوى التحارير التي أسند إليها عددٌ يساوي 6 من 20 أو دونه.  في هذه الصّورة، يُكلف مصحّحٌ ثان بالإصلاح. وفي صورة اختلاف العدديْن، فإنّ العدد النّهائيّ يكون معدّلَ العدديْن.
‌ب.    شروط القبول في الاختبارات الكتابيّة والقبول النّهائيّ
تختلف شروط النّجاح اختلافا كبيرا مع ما هو معمول به في نظام البكالوريا الحاليّ، ويكمُن هذا الاختلاف فيما يلي:
-  وجود عدد مسقط، ويتمثّل في حصول المترشّح على العدد صفر في اختبار من الاختبارات الكتابيّة والشّفويّة، بعد أن يتمّ إقرارُه وتأييدُه من قبل لجنة الامتحان، بعد تفاوض خاصّ (المداولة)، وبعد الاطلاع على الدفتر المدرسيّ للمترشّح المعنيّ.
-  وشرط الحصول على المعدّل، على الأقلّ، في الاختبارات الكتابيّة للقبول الأوّليّ (نصف أعداد الموادّ الكتابيّة للنّجاح في الاختبارات الكتابيّة)، وكذلك بالنّسبة إلى النّجاح النّهائيّ.
- احتفاظ المترشّح، في صورة حصوله على المعدّل في الاختبارات الكتابيّة في دورة جوان والرّسوب في الاختبارات الشفويّة، بأعداده لإجراء الاختبارات الشّفويّة في دورة أكتوبر فقط.
‌ج.    الإسعاف بالنجاح
كانت آلية الإسعاف حاضرة في امتحان بكالوريا 1957، وكان الإسعافُ موكولا لاجتهاد اللجنة وتقديرها. ولم تردْ بالقرار المُنظّم للامتحان شروط محدّدة ودقيقة، مثلما هو الوضع حاليّا، إذ اكتفى القرار بالقول " إذا لم يتحصّل المترشّح على المعدّل، فإنّه يُمْكن أن يقع التصريحُ بنجاحه في الكتابيّ أو النهائيّ بعد فحص دفتره المدرسيّ، وبمقتضى قرار خاصّ من اللجنة، ويقع التنصيصُ على ذلك بمحضر الجلسة. "[10]

4.     متفرقات

§    خصّص القرارُ المنظم لامتحان البكالوريا فصلين (23 و24) لحالات الغشّ ومحاولات ارتكاب الغشّ. والملفتُ للانتباه أنّه، في حالة التلبّسّ، مَنَحَ المشرّعُ الصّلاحية للجنة الامتحان باتّخاذ قرار منع المترشّح من مواصلة الامتحان، وإلغاء الامتحان. وفي غير حالة التلبّس، فإنّ قرار الإلغاء يعود إلى وزير المعارف. ويضبط القرارُ أصناف العقوبات ودرجاتها، وسنتحدّث عنها بالتفصيل في ورقة قادمة مخصّصة للغشّ في امتحان البكالوريا.
§    شهادة البكالوريا
يتحدّث القرار عن " شهادة الكفاءة "، يعني بها الوثيقة الرّسميّة التي تُسلّم للنّاجحين. وكانت هناك   شهادة خاصّة بالجزء الأوّل، وأخرى بالجزء الثاني. والطريفُ أنّ جميع الشّهادات كانت تُحال على أنظار الوزير الذي بإمكانه الامتناعُ عن وضع علامة اطلاعه من أجل خلل مّا في الامتحان.
5.  إحصائيات الدّورات الأولى
لم نعثر على معطيات إحصائيّة عن دورة 1956 -1957، فبعضُ وثائق وزارة التربية تتحدّث عن 289 محرزا لشهادة البكالوريا، دون تفاصيل و تقدم مصادر أخرى أرقاما مختلفة  [11]. وبالرّجوع إلى إحصاءات البلاد التونسيّة لسنة 1956 التي نشرت بمجلّد سنة 1957، لا نجد إحصائيات تتعلق بنتائج امتحانات البكالوريا في دورة 1956 / 1957، في حين توفّر لنا بيانات تتعلق بالسّنة الدّراسيّة 1957 – 1958 استخرجنا منها البيانات التالية الخاصّة بامتحان البكالوريا.

‌أ. الباكالوريا التابعة لوزارة المعارف (وزارة التربية)
§        التلاميذ المسجّلون بالتعليم الثانويّ العموميّ حسب المستوى التعليميّ

المستوى التعليميّ
المسجّلون التونسيّون
جنسيات أخرى
المجموع
السادسة
2215
29
2244
الخامسة
1812
75
1887
الرابعة
1197
132
1329
الثالثة
980
109
1089
الثانية
921
102
1023
الأولى
609
44
653
قسم نهائيّ الفلسفة
116
11
127
قسم نهائيّ رياضيات
103
3
106
قسم نهائيّ علوم
84
10
94
ملاحظات:
-  كان التعليم الثانويّ يدوم 7 سنوات، يبدأ بالقسم السّادسّ ويختم بالأقسام النّهائيّة.
-  يجتاز تلامذة القسم الأولى الجزءَ الأوّل من امتحان البكالوريا.
§        نتائج الجزء الأوّل (خاصّ بالتلاميذ التونسيّين فقط)

الدورة
شعبة الآداب
شعبة العلوم
المجموع

مترشّحون
ناجحون
مترشّحون
ناجحون
مترشّحون
ناجحون
%
جوان
130
36
601
186
731
222
30,36%
أكتوبر
80
21
370
94
450
115
25,55%
المجموع
130
57
601
280
731
337
46,1%

§        نتائج الجزء الثاني (خاصّ بالتلاميذ التونسيّين فقط)

الدورة
شعبة الآداب
شعبة العلوم
المجموع

مترشّحون
ناجحون
مترشّحون
ناجحون
مترشّحون
ناجحون
%
جوان
164
51
223
73
387
124
32 ,04%
أكتوبر
93
19
123
30
216
49
22 ,68%
المجموع
164
70
223
103
387
173
44,7%

‌ب.    البكالوريا الممنوحة من قبل البعثة الجامعيّة والثقافيّة الفرنسيّة (سّنة 1957).

§        الجزء الأوّل
الدورة
تونسيّون
المجموع
نسبة التونسيّين من الناجحين

مترشّحون
ناجحون
نسبة النجاح
المترشّحون
ناجحون
نسبة النجاح
جوان
1075
293
27,25%
1672
490
29,30%
59,79%
أكتوبر
468
168
35,89%
627
238
37,97%
70,58%
المجموع
1075
461
42,88%
1672
728
43,54%
63,32%

ملاحظات:
- تقدّمت للامتحان 227 فتاة تونسيّة، أي 21.11 % من مجموع المترشّحين التونسيّين. نجحتْ منهنّ 122، أي بنسبة نجاح تقدّر بـــ 53.74 % مقابل نسبة نجاح تساوي 39.97 % لدى الفتيان.
-  فاق عددُ المترشّحين التونسيّين لاجتياز البكالوريا الفرنسيّة عددَ الذين اجتازوا البكالوريا التونسيّة، رغم وجود ترتيبات خاصّة في الشّعب الانتقالية للذين تابعوا الدّراسة باللغة الفرنسيّة.  

§        الجزء الثاني

الدورة
تونسيّون
المجموع
نسبة التونسيّين من الناجحين

مترشّحون
ناجحون
نسبة النجاح
مترشّحون
ناجحون
نسبة النجاح
جوان
621
270
43,47 %
988
448
45,34%
60 ,26%
أكتوبر
258
66
25 ,58%
375
115
30 ,66%
57,39%
المجموع
621
336
54,1%
988
563
56,98%
62,68%

ملاحظات:
- تقدّمت للامتحان 131 فتاة تونسيّة، أي 21.09% من مجموع المترشّحين التونسيّين نجحتْ منهنّ 91 أي بنسبة نجاح تقدّر بـــ 69.46 % مقابل نسبة نجاح تساوي 39.45 % لدى الفتيان.
-  فاق عدد المترشّحين التونسيّين لاجتياز البكالوريا الفرنسيّة عدد الذين اجتازوا البكالوريا التونسيّة، رغم وجود ترتيبات خاصّة في الشّعب الانتقاليّة للذين تابعوا الدراسة باللغة الفرنسيّة.
خاتمة:

بعد سنتين من الاستقلال الداخليّ، (جوان 1955)، وسنة واحدة بعد الاستقلال التامّ (مارس 1956) جرت الدورة الأولى لامتحان البكالوريا التونسيّة، وكان عددُ المترشّحين متواضعا جدّا (بعض المئات) مقارنة بما نشهده اليوم.

الهادي بوحوش و المنجي عكروت متفقدان عامان للتربية
تونس ، ماي 2014

اللمحة القادمة : البكالوريا التونسية سنة 2014








[1] Le bac tunisien fête son 120e anniversaire- abdel-aziz-hali.blogspot.com/.../le-baccalaureat-tunisien-fete-son-120e.ht, publié le 24 juin 2O1 - Le baccalauréat souffle ses 119 bougies - www.turess.com/fr/lapresse/6694
Abdelaziz Hali  Publié dans La Presse de Tunisie le 05 - 06 - 2010
[2]  تحدّث ل.ماشويل عن فتح أوّل الأقسام التي تعدّ لامتحان البكالوريا سنه 1886 بمعهد القديس لويس بقرطاج ( الذي أصبح يحمل اسم معهد القديس سان شارل ثمّ معهد كارنو لاحقا) بعد توقيع اتفاقية بين الكاردينال لا فيجري مالك المعهد و الحكومة التونسية ووزير التعليم العموميّ  يقضي باستقدام أساتذة من الجامعة لتدريس بالمعهد و خاصة تلاميذ المرحلة الثانوية الكلاسيكيّة ... قصد إعدادهم لاجتياز امتحانات البكالوريا الثلاثة آنذاك ، و قد فتحت بالمعهد ثلاثة أقسام : قسم الرياضيات الابتدائية و قسم الرياضيات التحضيريّة و قسم العلوم و البلاغة . و أورد أنّ إدارة التعليم العموميّ منحت منذ بعثها ( 1884) 8 شهادات بكالوريا منها  3 في العلوم و 5 في الآدابّ دون تحديد السنة ( ص 65 ) -  ورد في وثيقة " التعليم العموميّ في الإيالة التونسيّة ، 1889 المعرض العالميّ، لويس ماشيوال ،مدير التعليم العموميّ  بتونس في عهد الحماية .
[3] الأمر عدد 1267 لسنة 1948 الصادر في 17 أوت 1948.
[4] Sraïeb, Noureddine, Mutations et réformes de structures de l'enseignement en Tunisie, aan.mmsh.univ-aix.fr/Pdf/AAN-1967-06_36.pdf
[5]الجمعية الخلدونيّة أو المدرسة الخلدونيّة هي أوّل مدرسة تونسيّة ذات طابع تجديديّ، تمّ إنشاؤها سنة 1896، من قبل أبرز وجوه حركة الشباب التونسيّ {تونس الفتاة} بقيادة "البشير صفر .كان الهدف منها إعطاء ثقافة علميّة في وسط المتعلمين و خاصة خرّيجي جامع الزيتونة ذلك لأنّ تعليمهم دينيّ فقط، كانت تدرس فيها علوم الجغرافيا و الرياضيات و الحقوق واللغات، و كان يتمّ تمويلها من هيئات و تبرّعات أعضاء حركة الشباب التونسيّ.
 [6]  نشر الأمر المنظم لهذه البكالوريا بجريدة الزُهرة يوم 27 ماي 1947 ويتضمّن تسعة فصول. وتماثل في هيكلتها وتنظيمها البكالوريا الفرنسيّة. وأورد ترجمته في دراسة حول تدريس الفلسفة باللغة العربية في تونس (1948 -1981) من إعداد عبد الكريم المراق وتوفيق الشريف، منشورات المعهد القومي لعلوم التربية – تونس 1982

 [7] أمر من الوزير الأكبر رئيس الحكومة مؤرّخ في 17 رمضان 1376 / 17 أفريل 1957 يتعلق بإحداث شهادة البكالوريا للتعليم الثانويّ.
[8]  قرار وزير المعارف المؤرّخ في 17 رمضان 1376 / 17 أفريل 1957 يتعلق بشأن نظام شهادة البكالوريا للتعليم الثانويّ – الرائد الرسميّ عدد 32، السنة 100، الجمعة 19 أفريل 1957، كما تمّ تنقيحه بالقرار الصادر بالرائد الرسميّ   عدد 41 المؤرّخ في 21 ماي 1957.
 كان التعلبم الثانويّ في السّنوات الأولى من الاستقلال يدوم سبع (7) سنوات. [9]
 الفصل 27 من القرار المنظم المشار إليه أعلاه[10]
[11] في 31 ماي 1957، نظّمت أوّل دورة لشهادة البكالوريا التونسيّة، وشارك فيها 1900 مترشّح، يتوزّعون إلى 1400 مترشّح من معاهد العاصمة وضواحيها و500 مترشّح من سائر معاهد البلاد، نجح منهم 600، أي بنسبة قبول بلغت 31.57.  وردت هذه البيانات بموسوعة ويلكيبيديا  في مدخل البكالوريا التونسيّة، علما أنّ هذا الموقع أخذ عن جريدة لابراس بتاريخ 5 جوان 2010. كما وزدت البيانات نفسها بجريدة الشروق التونسية بتاريخ 21 جوان ،2013   تحت عنوان: رحلة في تاريخ البكالوريا، علما أنّ هذه الجريدة تحيل في بعض الحالات إلى جريدة لا ديباش التونسيّة. وفي الحاتين فإنّنا نورد هذه البيانات بتحفّظ شديد. fr.wikipedia.org/wiki/Baccalauréat_en_Tunisie
Cliquer ICI pour avoir la version Française
لمحة عن تاريخ اختبار التربية البدنيّة في امتحان البكالوريا

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire