dimanche 6 avril 2014

مختصر في تاريخ مناظرة الكفاءة لأستاذية


تصدير
على إثر الجدل الدائر حول المناظرة الخارجيّة بالاختبارات لانتداب أساتذة التعليم الثانويّ، وخاصّة بعد صدور القرارات التنظيميّة وقرارات الفتح، احتلت مسألة علاقة هذه المناظرة الجديدة بمناظرة الكفاءة لأستاذية العليم الثانويّ محور الجدل. فالبعض يؤكّد عودة الكاباس تحت تسمية جديدة، والوزارة تنفي في تصريحاتها ذلك الأمر. استغللنا هذه المناسبة لتقديم هذا العرض الموجز عن تاريخ مناظرة الكاباس التي تابعناها منذ بداية التفكير فيها إلى آخر دورة منها، بحكم إشرافنا في ذلك الوقت على الإدارة العامة للامتحانات[1]  وهي الإدارة التي كانت تسهر على تنظيم المناظرات في وزارة التربية حتى سنة 2010.

التقديم
كانت عملية انتداب أساتذة التعليم الثانويّ تتـمّ عن طريق الانتداب المباشـر بالملفّات، وكان باب الترشّح مفتوحا لحاملي الأستاذيـة وما دونها من الشّهـادات الجامعيّة، حسب ما جاء بالفصل السّابع من الأمر 114 لسنة 1973 المؤرّخ في 17 مارس 1973.
 وكان الوضع لا يطرح إشكالا نظرا إلى ارتفاع العرض. ولكن، منذ نهاية التّسعينات، ارتفع عدد خرّيجي الجامعات، مقابل انحسار حاجيات الوزارة. وبدأت مشكلة الانتداب تطرح خاصّة عندما لوحظ عدم تكافؤ الفرص بين المترشّحين، في غياب المقاييـس الموضوعـيّة والدقيقـة، وكثرة التدخـّلات والضّغوطات على مصالح الوزارة، وفي غياب لجنة انتداب، واضطلاع الإدارة المركزيّـة المعنيـّة بمفردهـا بمعالجـة الملفّات والتعيين. فبدأ التفكير في وضع آلية لتجاوز هذه السّلبيات وضمان الحدّ الأدنى من تكافؤ الفرص، والرفع من المستوى الأكاديميّ للمدرّسين المنتدبين، تحقيقا لمقاصد مدرسة الغد، في هذا المجال.
1.     السّنة الدراسيّة 1997/1998: التجربة الأولى للمناظرة
نظّم الانتدابُ، في عهد الوزير الأستاذ رضا فرْشيو، بمقتضى مقرّر داخليّ يهدف إلى إضفاء الشفافيّة على عمليّة الانتداب، وانتقاء أفضل خرّيجي الجامعة. واتّخذت الدّورة الأولى في مارس 1998 شكلا مختلفا عمّا عُرفت به المناظرة بعد ذلك، إذ تمثلت مناظرة الانتداب في اعتماد الملفات وفق نتائج المترشّح في دراسته الجامعيّة وأقدميته بحساب 50 نقطة، وطبق اختبار نفسي- تقنيّ تسند إليه 50 نقطة. غير أنّ كثرة المترشّحين بيّنت صعوبة العمل بهذه الصّيغة وصعوبة إجراء المحادثة مع المترشّح للتعرف إلى مؤهّلاته واستعداداته.
2.     1998: نشأة المناظرة بصفة قانونيّة
أرسيتْ المناظرة سنة 1998 في إطار التفكير في مدرسة الغد، وكانت تندرج في إطار سياسة " دعم التكوين الأساسيّ للمدرّسين عند الانتداب (الحدّ الأدنى هو بكالوريا + 5) باعتبار أن المدّرس هو الفاعل الرئيسيّ في نوعية التعليم.
نُقح[2] القانونُ الأساسيّ لرجال التعليم العاملين بمعاهد التعليم الثانويّ العامّ والتقني والمهنيّ، وتُمّم في 28 أكتوبر 1998:
          لإدراج مناظرة الكفاءة لأستاذية التعليم الثانويّ كآلية من آليات انتداب أساتذة التعليم الثانويّ والتقنيّ (الفصل 4 جديد) " يقع انتداب أساتذة التعليم ...من بين المترشّحين المحرزين على الأستاذية والناجحين في اختبارات مناظرة الكفاءة لأستاذية التعليم الثانويّ. يحدّد كلّ سنة نظام هذه المناظرة و برنامجها و كذلك طرق فتحها بقرارات مشتركة من وزير المكلف بالتربية والوزير التعليم العالي " و يعيّن الناجحون متربّصين سنة ثانية (الفصل 20 الفقرة 2 جديدة ).
          ولتنظيم مرحلة تحضير لمناظرة الكفاءة لأستاذية التعليم الثانويّ في الاختصاصات المعنيّة (الفصل 4 مكرّر جديد)، يتمّ القبول فيها عن طريق مناظرة بالاختبارات أو الملفات، تفتح للمترشحين المحرزين على الاستاذية أو على شهادة معادلة لها.
3.     جانفي 1999: صدور أوّل قرار منظم لهذه المناظرة
صدر في 16 جانفي 1999 (أي بعد شهرين من التنقيح الذي شمل القانون الأساسيّ لأساتذة التعليم الثانويّأوّلُ قرار ينظّم المناظرة، بينما تعثّر انطلاقُ المرحلة التحضيريّة التي أقرّت بمقتضى التنقيح المشار إليه. وتجدر ملاحظة أنّه لم يكتب لهذه المرحلة الظهورُ نتيجة تفاعل عدّة عوامل، منها غياب الدّراسة المعمّقة لمختلف الجوانب التنظيميّة، مثل دراسة قابلية الإنجاز والتنسيق بين الوزارتين وانخراط الجامعات ... وبذلك انحرفت المناظرة عن التصوّر الأصليّ الذي كان برمي إلى رفع المستوى الجامعيّ للمدرّسين حتى يصبح متماشيا مع ما هو معمول به في الأنظمة التعليميّة المتطوّرة التي رفعت المستوى العلميّ على مستوى البكالوريا زائد 5. وتحوّلت مناظرة الكفاءة لأستاذية التعليم الثانوي إلى مناظرة انتداب عادية، مثلها مثل بقية المناظرات.
4.     2007: المناظرة تشهد تغييرات على مستوى التنظيم فرضها ارتفاع عدد المترشّحين
مع ارتفاع عدد المقبلين على المناظرة، لم يعد بالإمكان مواصلة إنجازها بنفس التنظيم والآليات. وقد شهدت، منذ دورة 2007، عدّة تغييرات، من أبرزها:   
‌أ.        اعتمادُ الشبكة التربويّة أودينات في مختلف العمليات، فكانت وزارة التربية الرائدة في هذا المجال، نتيجة التعاون بين الإدارة العامّة للامتحانات ومكتب الاعلامية بالوزارة [3]المعهد الوطنيّ للمكتبيّة والميكرو إعلامية[4]. أصبحتْ عمليات التسجيل وإصدار الاستدعاءات ونشر النتائج تتمّ جميعها عن طريق شبكة الإنترنت، وقد مكّنت هذه الالية من ربح الوقت وتيسير عملية التسجيل وضبط قائمات المترشّحين وإصدار الاستدعاءات ونشر النتائج بالدقة وفي وقت قياسيّ .   
‌ب.   التخلّي عن أحد الاختباريْن التحريريْن، وتعويضُه باختبار يعتمد تقنية أسئلة الاختيار من متعدّد، يتمّ إصلاحه بالحاسوب، وأصبحت ورقة الإجابات لا تحمل أسماء المترشحين ولا أرقامهم التي عُوّضت بلصاقة الرّموز Code à barre..
‌ج.    تقنينُ فترة التأهيل البيداغوجيّ: فقد نصّ القرار المنظم للمناظرة (الفصل 18) على أن "يدعى المترشحون الناجحون في اختبارات القبول الأوّليّ إلى مرحلة تأهيل بيداغوجيّ تشفع بإجراء اختبار القبول النهائيّ، ويحرم من المشاركة في ذلك الاختبار للقبول النهائيّ كلُّ من لم يتابع على الأقلّ ثلثيْ حصص التأهيل البيداغوجيّ، ويُعفى منها المدرّسون المباشرون المشاركون في المناظرة.
5.     قرار 7 أوت 2009 وتعديل قرار 2007.
في سنة 2009، وفي توجّه معاكس لما كان يدعو إليه أهل الاختصاص (المتفقدون والجامعيّون)، وهو الترفيع في مستوى المترشّحين للمناظرة، أصدرت الحكومة أمرا فتح جميعَ المناظرات الخارجيّة أمام حاملي الإجازة من خرّيجي الدفعة الأولى " من نظام أمد". وفُرض الأمرُ الواقع على وزارة التربية التي أصدرت قرارا جديدا يعدّل قرار 2007 المنظم لمناظرة الكفاءة، وكانت أبرز تلك التعديلات:
‌أ.        فتح باب المشاركة أمام حاملي الإجازة :(بكالوريا زائد 3)
‌ب.   اشتراط الحصول على معدل 10 من 20 على الأقلّ في اختبارات القبول الأوّليّ للنجاح والمرور إلى الاختبار النهائيّ، في سعي للمحافظة على حدّ أدنى من المستوى (كان بإمكان لجان المناظرة النزول دون المعدّل حسب القرارات السّابقة).
‌ج.    إلغاء العمل بالقائمة التكميليّة بعد الزّوبعة التي قامت حول ما عرف بالقائمات التكميليّة[5] لدورة 2007.
وإلى جانب هذه التنقيحات، تقرّر اعتماد مبدإ السّرّية في الاختبارات التطبيقيّة، وذلك من خلال عدّة إجراءات، من أبرزها:
          عدمُ تمكين لجان الامتحان من قائمة المترشّحين وتعويضُها بأرقام سرّيّة،
           تعيينُ رقم اللجنة بواسطة القرعة، لحظات قبل انطلاق تقديم العرض من قبل المترشّح،
           تغييرُ اللجان كلّ يوم، إذا كانت مدّة الاختبار تتجاوز اليوم الواحد.
6.     2011: تنظيم آخر دورة لمناظرة الكفاءة - [6] - شاهد الفبديو 
بعد   الثورة، وأمام ضغط الشّارع والنقابات، أعلن وزير التربية أنّ الدّورة الجارية آنذاك ستكون آخر دورة لمناظرة الكفاءة   وحسمت المسألة مع صدور قرار[7] تنظيم للمناظرة الخارجية لانتداب الأساتذة للسنة الدراسية 2012 – 2013 التي اعتمدت الملفات.

خاتمة.
انتهت مغامرة مناظرة الكفاءة لأستاذية التعليم الثانوي بعد 19 دورة تجند إليها مئات الاداريين والتقنيين والأساتذة الجامعيين والمتفقدين والمرشدين واساتذة  التعليم لـأمين حسن سيرها من اعداد الاختبارات و تسجيل المترشحين و اصلاح الاختبارات و الاشراف على الاختبارات التطبيقية و تأطير المترشحين الناجحين في اختبارات القبول الأولي.

هادي بوحوش و منجي عكروت متفقدان عامان للتربية
تونس، أفريل 2014


ملحق : بعض الاحصائيات خاصّة   بمناظرة الكفاءة \لستاذية التعليم الثانوي

المتقدمون
المسجلون
عدد المراكز
الدورة
10459
11408
1251
1999
43175
48067
3305
2004
53555
54990
1978
2007
غ م
98405
1410
2010




















[1] - أشرف الهادي بوحوش على الادارة العامة للامتحانات من 1995 إلى 2001 و خلفه المنجي العكروت  من 2001 إلى 2011.
[2] الأمر 2112 المؤرخ في 28 أكتوبر 1998 المتعلق بتنقيح وإتمام الأمر 112 لسنة 1973[2] المتعلق بضبط القانون الأساسيّ الخاصّ برجال التعليم العاملين بمعاهد التعليم الثانويّ والتقنيّ والمهنيّ.
[3]  مكتب الاعلامية الذي تحول بعد ذلك إلى إدارة عامة كان يسيّره مهدي الزّين.
[4]  - المعهد الوطني للمكتبية و الميكرواعلامية الذي تحوّل بعد ذلك إلى مركز وطنيّ للتكنولوجيات في التربية  كانت تديره  السيّدة فريال الباجي.
[5]  - المرسّمون في القائمة التكميلية ل «الكاباس» دورة نوفمبر 2007: يوم 10 فيفري الماضي ( 2009) استبشر المئات وبالتحديد 546 متخرجا من بين الذين يعتبرون أنفسهم من "الناجحين" في دورة مناظرة الكفاءة لأستاذية التعليم الثانوي (الكاباس) دورة نوفمبر 2007 وظلّوا ضمن القائمة التكميلية الخاصّة بهذه الدورة. (استبشر هؤلاء) بعد قرار رئيس الدولة الذي "انتداب المرسّمين بالقائمة التكميلية لمناظرة الكفاءة لأستاذية التعليم الثانوى كاباس لسنة 2007 وإلحاقهم بداية من سبتمبر 2009 بالمنظومة التربوية"وبالتالي غلق ملف القائمة التكميلية نهائيا وعدم العمل بها مستقبلا فيما يتعلق بمناظرة "الكاباس" .الصباح 10 - 03 -  2009 http://www.turess.com/assabah/19014

[6] وأكّد )وزير التربية الطيب البكّوش  في ندوة صحفيّة سبتمبر 2011 ) أنّ انتهاء عهد الكاباس لا يعني انتهاء المناظرات . وما تغيّر فقط هو التسمية وشروط الترشّح مستغربا كيفية المطالبة بإلغاء المناظرات و الانتدابات في حين تبقى المناظرة المعيار الوحيد لاختيار جيّد لأساتذة سيشرفون على تربية الأجيال   tunisetunisie.blogspot.com/2011/09/1500.html
أعلن أحمد السبري مدير المناظرات المهنية بوزارة التربية يوم الثلاثاء خلال اللقاء الإعلاميّ الدوريّ الذي تنظمه خلية الاتصال بالوزارة الأولى أنّه سيتمّ مستقبلا إلغاء مناظرة الكفاءة لأستاذية التعليم الثانويّ “الكاباس”، مؤكّدا أنّ هذه السّنة ستكون الاخيرة التي تجرى فيها هذه المناظرة. 29 جويلية 2011 http://www.e-taalim.com/ar/?p=3297
[7] قرار وزير التربية المؤرّخ في 3 أوت 2012، المتعلق بضبط كيفية تنظيم وفتح المناظرة الخارجيّة بالملفّات لانتداب أساتذة التعليم الثانويّ...وأساتذة السلك المشترك لمدرّسي اللغة الإنقليزية والإعلاميّة بعنوان سنة 2012
Cliquez ici pour la version FR

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire