dimanche 1 juin 2025

من مذكرات محمد الهادي خليل حول بعث إدارة الامتحانات

     

محمد الهادي خليل

و نحن في الموسم السنوي للامتحانات الوطنية
 بالبلاد التونسية أرادت المدونة أن تكرم أول من أدار إدارة الامتحانات المرحوم محمد الهادي خليل الذي أشرف على بعثها و وضع اللبنات الأولى لهذه المؤسسة العريقة التي أصبحت منذ ذلك التاريخ تحضا باحترام و تقدير كبير من قبل كل الأطراف لما عرفت من جدية و صرامة.


نكرم روح مؤسس هذه الإدارة بتقديم مقتطف من مذكراته الذي تعرض إلى ظروف  تأسيس إدارة الامتحانات كما تعرض فيها إلى حادثتي تسرب مواضيع البكالوريا مما اجبر الوزارة إلى إلغاء دورتين ثم إعادة تنظيمهما وكان ذلك لما كان سي الهادي يشرف على إدارة التعليم الثانوي  قبل إحداث إدارة الامتحانات.

 

تعرض الأستاذ محمد الهادي خليل وزير التربية الأسبق في مذكراتة[1] عن إحداث إدارة الامتحانات باعتباره أول مديرا أشرف على تـأسيسها و أدارها من 1982 إلى سنة 1983و قد تحدث عن ظروف تأسيسها و ما أنجزه في فترة إشرافه.

"عندما أتممت إعداد مفتتح السنة الدراسية 1981 - 1982 صدر أمر بإقالتي من إدارة التعليم الثانوي وتكليفي بالإشراف على إدارة الامتحانات. باشرت الإشراف على إدارة الامتحانات التي أحدثت بغية مزيد إحكام التصرف في مختلف الامتحانات وحسن تنظيمها. ورحبت شخصيا بهذا القرار لأنّ كل المهام الموكولة لهذه الإدارة  الجديدة كنت في الواقع مطلعا بها من قبل. فواصلت العمل بهذه الإدارة التي قمت بتركيزها وأتممت تنظيمها حتى أصبحت نموذجية في طرق عملها وبتجهيزاتها الحديثة كما أنجزت منظومة متكاملة للتصرف في جميع الامتحانات باستعمال الحاسوب ومكثت على رأس هذه الإدارة مدة سنتين، ثم التحقت بوزارة الشؤون الاجتماعية للإشراف على ديوان التكوين والترقية المهنية بداية من خمسة ديسمبر 1983 .

ما علق بالذاكرة خلال فترة العمل بالإدارة المركزية.( حين كان سي الهادي خليل يشرف على إدارة التعليم الثانوي التي كانت في ذلك الوقت تنظم امتحانات التعليم الثانوي قبل إحداث إدارة الامتحانات)

 إلغاء دورة جوان 1975 لشهادة البكالوريا

 راجت خلال اليوم الأول من هذه الدورة إشاعات لدى المترشحين والأولياء حول التسرب بعض الاختبارات كان الوزير إدريس جيجا متغيبا بالخارجي فتم استدعائي لحضور جلسة عمل مع الوزير الأول حضرها كاتب الدولة الهادي الزغل والمتفقد العام عبد العزيز بن حسن فقدمت تقرير مفصلا في الغرض استشارني الوزير الأول في إمكانية إعادة الدورة، فكان رأيي انه من الضروري إلغائها للمحافظة على مصداقية شهائدنا وتنظيم دورة جديدة في ظرف أسبوع يدعى إلى اجتيازها كل المترشحين وبينت الأبحاث أن مصدر التسرب كان مكتب مدير المعهد الصادقية، إذ خطط ابنه مع مجموعة من أصدقائه للاستيلاء على المواضيع وأعدوا قاعة عمليات بمعمل رخام مغلق. وفتحت الظروف بعد إذابة أختام الشمع وتم تصوير نسخة من كل ظرف وأعادوا غلقه وختمه من جديد بختم مزيف ،ثم أعادوا الظروف إلى مكتب المدير وكان كان شيئا لم يقع وتوصلت الأبحاث إلى التعرف على مرتكبي هذا السطر بفضل البحث الذي اجري في مستوى الوزارة بالتعاون مع رؤساء المعاد الذي وصلتهم أصداء عن الاختبارات المسروقة.

 إلغاء دورة جوان 1979

كان مصدر التسرب في هذه المرّة العون المكلف برقن المواضيع وطباعاتها والغريب أأأأاأأأأـأنّه  كان يتمتع بثقة كلّ المسئولين والغالب في الظل على الظن أنّه تمّ إغراءه من قبل بعض الأثرياء الذين حرصوا على أن ينجح أبنائهم في شهادة البكالوريا بتفوق نظرا للقيمة التي أصبحت تحتلها النتائج في عملية التوجيه الجامعي.

 وحفاظا على سمعة تونس وعلى قيمة شهادة البكالوريا اقترحت من جديد إلغاء الدورة وإعادة تنظيم دورة جديدة وطلبت إبعاد رئيس مصلحة الامتحانات وتعهدّت بأن أتحمل مباشرة المسؤولية.

 فنظمنا دورة جديدة في وقت وجيز باستعمال آلات الطباعة العصرية المستعملة في تكوين الفنيين بالمدرسة المهنية باب العلوج ( التي أأأأ‘إ

 

 

اأصبحت بعد مدة مقر الإدارة العامة للامتحانات) وتجزئه المسؤوليات بين الأعوان المكلفين بالطباعة بشكل يصعب على كل عون أن يتعرف على ما يقوم به زميله''.


عن محمد الهادي خليل أول من أشرف على إدارة الامتحانات

من كتاب اسهمات ومواقف: في المسار التربوي والمجالين السياسي والبرلماني 1961/2003 ص.ص 86و 87و 88.

 تونس - جوان 2025

للاطلاع على النسخة الفرنسية اضغط هنا


[1]  اسهمات ومواقف : في المسار التربوي والمجالين السياسي والبرلماني 1961/2003

 

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire