الاستاذ منصر الرويسي |
عرفت سي منصر عن قرب
منذ أن عملت معه لمّا
كان وزيرا للتربية
والتكوين ، فهو الذي كلّفني بالإشراف على الإدارة العامة للامتحانات خلفا للراحل
الهادي بوحوش . كان لدى سي منصر لمّا التحق
بوزارة التربية مشروع لتحديث المدرسة
التونسية و الربط بين مكوّني التعليم والتكوين المهني ، لكن الوقت لم يكن كافيا لإتمام تحقيق هذا المشروع العظيم .
منصر الرويسي كان قائد
فريق ومجتهدا لا يكلّ ، فهو دائمًا في
العمل ، يدرس جميع الملفات مما سمح له بالإلمام بجميع المسائل
المتعلقة بالتعليم والمدرسة ، أذكر مرّة
أنه أعطاني موعدًا لجلسة عمل يوم 9 أفريل
وهو يوم عطلة رسمية ، وفي مناسبة أخرى
عملنا معه كامل يوم الأحد مع مجموعة صغيرة من إطارات الوزارة ولم يغادرنا
طوال الوقت ، وكان يمزح أحيانًا ولكنه يغضب أيضًا ، لأنه كان يسعى جاهداً
لتحقيق الكمال في العمل.
لتقديم حصيلة مروره بوزارة التربية والتكوين، سأقدم شهادتين
تلخصان بشكل جيد ، في رأيي ، إنجازات سي منصر ، الأولى هي
شهادة السيد عمران البخاري الذي شغل خطة المدير العام للبرامج والذي عمل معه طوال
الفترة التي قضاها في وزارة التعليم والتكوين ، فقد كتب سي عمران على صفحته
الرسمية يوم 6 جانفي ما يلي : « اشتغلت مع
المرحوم منصر الرويسي، طيلة توليه مهام وزير التربية. و قد نجح في فتح ملفات على
غاية من الأهمية مثّلت في مجملها عناصر ثالث أكبر
إصلاح تشهده المدرسة التونسية بعد الاستقلال.
وقد اتسم هذا الإصلاح بنسقيته وشموله حيث طال كل
مناحي التربية من تعلّمات و تكوين المدرسين و حياة مدرسية و تسيير المؤسسات
التعليمية...
ومن إضافات المرحوم
والتي ندين له بها الانفتاح على المنظومات التربوية في العالم والاستلهام من أفضل
ممارساتها. ومعه أصبحت لنا معايير و مواصفات نحتكم إليها سواء عند إرساء الإصلاحات
أو تقييمها تكريسا لمبدأ المساءلة للوقوف على أداء المدرسة أو المدرسين أو المسؤولين على
اختلاف مواقعهم ».
الشهادة الثانية هي شهادة
سيدة من الميدان : السيدة هالة النفطي ،
متفقدة اللغة الإنجليزية التي نشرت شهادتها بمجلة ليدرس في عدد
10 جانفي ، حيث كشفت عن وجه آخر للوزير وهو رجل الميدان الذي يأخذ الوقت الكافي
للمشاركة في اللقاءات والاستماع إلى نساء الميدان ورجاله ، وخاطبت المتوفى قائلة : « كل من عمل معك يذكر
العصر الذهبي لوزارتنا ، الذي كان للأسف قصيرا جدًا. ، لقد تجاوزت البيروقراطية
المتكلسة وثقلها الإداري وتوجهت إلى نساء ورجال الوزارة وليس إلى هياكلها. لقد
تجاهلت الرتب والوظائف للاستماع إلى أولئك الذين كانوا في الميدان ، والذين عاشوا
من خلال التعليم. لقد تمكنت من العثور على أولئك الذين يتقاسمون هدفا واحدا فقط ، وهو تطوير التعليم في تونس ...
كنا قد بعثنا مع فوزي
معاوية (مدير Créfoc)
ومحمد الوسلاتي (المدير الإقليمي) في CREFOC
في أريانة " أيام الجمعة
للتعليم" ، وهو لقاء منتظم حيث ناقشنا التجديدات التعليمية ، وطرق
التدريس ، وتكوين المعلمين ، والتعلم وكذلك مسألة العنف في المدرسة ، والعلاقات
بين جميع المتدخلين في الحياة المدرسية. وكُنْتَ تنضمّ
إلينا ، كما تُحِبّ أن تقول ، "على أطراف الأقدام" ، بدون ضجة ، ليس
بصفتك أعلى سلطة في الوزارة ، ولكن كوزير أراد الاستماع إلى كل أصوات الجرس و كل
الأفكار ، مهما كانت متنوعة ومعارضة. كنت تسعى إلى التقدم بالحوار حول المدرسة
ورسالتها.
كما قمنا بتنظيم مدرسة صيفية للأنشطة الثقافية في سيدي الظريف ،
واستكشفنا لمدة شهر جميع الفرص التي يمكن أن توفرها المدرسة. جاء المدرسون من جميع
المناطق للمشاركة في ورشات ينشطها متخصصون في الرسم والشعر والمسرح والسينما. خُصّصت
فترة بعد الظهر للناقش مع هؤلاء المحترفين ، هذه الأسماء العظيمة التي أنتجها المشهد
الثقافي وفي المساء ، يفسح المجال للعروض المسرحية والأفلام والشعر. لقد كنت تأتي
بانتظام لمناقشة أهمية الثقافة في نظامنا التربوي لأنك ، من منطلق كونك رجل أدب ،
كنت تحب التحدث عن الشعر والأدب والرسم
".
هذا باختصار شديد الوزير الذي ترك بصماته على وزارة التربية والتعليم
، كما فعل ذلك قبله محمود المسعدي
ومحمد الشرفي.
بعد سنوات قليلة من تقاعده ، كنت ألتقي به من وقت لآخر في المسلك الصحي بالمنزه حيث اعتاد
ممارسة رياضة المشي مع بعض الأصدقاء ، كنّا نتبادل بضع الحديث ، وذات يوم من شهر ماي
سنة 2014 ، وصلتني رسالة من سي منصر عبر الفاسبوك ، ليطلب مني الحصول على معلومات
حول إصلاح البكالوريا التي أجراها في عام 2002 ، ومنذ ذلك الحين ظللنا على اتصال.
في عام 2018 ، أرسل لي
وثيقتين عن إصلاح التعليم قدمهما إلى مجلس الوزراء ، وإليكم التبادلات التي
أجريناها حول هذا الموضوع:
تونس في 13 أكتوبر
2018 - 11:14 صباحًا مرحباً أستاذي العزيز
، لقد قرأت باهتمام كبير الوثيقتين اللتين تفضلتم بإرسالهما إلي قبل بضعة أشهر ،
ووجدتهما تكتسيان
أهمية كبيرة بالنسبة إلى ذاكرة
المدرسة التونسية ، تعهدت بترجمتهما إلى العربية وأطلب موافقتكم
على نشرها في المدونة التعليمية. وفي حالة موافقتكم ، سأرسل
لكم النسخة العربية للتحقق من سلامة الترجمة ، علاوة على ذلك ، سأكون سعيدًا
جدًا بمقابلتكم لمناقشة نقاط معينة من المستند ، وأترك الأمر لكم لتحديد
مكان هذا اللقاء وموعده ، شكرا لكم مقدما ودمتم بخير مع كل احتراماتي منجي العكروت المتفقد العام
للتربية تونس |
رد سي منضر تونس 1 هـ 13 أكتوبر 2018
الساعة 10:36 مساءً مساء الخير سي منجي بادئ ذي بدء ، أود أن
أشكركم جزيل الشكر على مبادرتكم بترجمة الوثيقة المتعلقة بالتكامل بين التربية
والتكوين و اقتراح نشرها بالمدونة
البيداغوجية. أشجعكم بشدة على القيام
بذلك بقدر ما يمكن أن يساهم هذا في إثراء الذاكرة التعليمية. ومع ذلك ، أعتقد أن النص
باللغة العربية يستحق المراجعة. يمكن أن أساهم فيه. يسعدني أن ألتقي بك في
الوقت الذي يناسبك ، وأفضل أن يكون ذلك في فترة ما بعد الظهر ، سواء في منزلي
الكائن ... أو في أي مكان آخر تشير إليه. هذه أرقام هاتفي …. أنت تعرف مدى تقديري
للمدونة واهتمامي بها ومدى تقديري لكم. احتراماتي. منصر الرويسي |
إجابتي في 14 أكتوبر ،
الساعة 16:2 مساءً. أشكرك أيها الأستاذ
العزيز على إجابتكم ، وعلى تقديركم ، ستتشرف المدونة بنشر الوثيقة المعنية ، أما
بالنسبة إلى الترجمة العربية ، فأنا موافق تماما على اقتراحكم ، و سأرسل لكم
الوثيقة بأكملها باللغتين لتسهيل مراجعة النسخة العربية
، أما بالنسبة إلى اللقاء فسأتصل
بك مسبقًا لضبط ترتيبه . مع كل الاحترام وحتى
الملتقى. |
ولكن مع الأسف الشديد لم يكتب لهذا اللقاء أن يتم
ولكنني مازلت حريصا على نشر الوثيقة وفاء لروح الأستاذ منصر الرويسي، إنني أميل
إلى تسميته بأستاذي لأنني فعلا كنت قد درست عنده بكلية الآداب والعلوم الإنسانية 9
أفريل في بداية السبعينات حين كان يؤمن درسا حول " التحليل الديمغرافي"
في نطاق شهادة تكميلية في الديمغرافيا لطلبة قسم الجغرافيا أساسا.
كان آخر اتصال بيننا بمناسبة السنة الجديدة 2021
حين بعثت إليه بتمنياتي يوم الخميس 31 ديسمبر ووصلني رده يوم السبت 2 جانفي على
الساعة الثامنة ليلا يحمل كالعادة كلمات لطيفة، رحمك الله سي منصر فتونس فقدت
برحيلكم قامة من قاماتها وشخصية فذة. وتكريما لذكراه ستشرع المدونة بداية من الأسبوع المقبل في نشر الوثيقة المشار
إليها.
المنجي العكروت متفقد عام
للتربية متقاعد وابراهيم بن عتيق أستاذ متميز متقاعد
تونس - جانفي 2021
للاطلاع على النسخة الفرنسية- اضغط هنا
ما أروع هذه الشهادة، سي المنجي، روعتها في وفائها و في صدقها، و أنا أقرأها استعدت تلك الفترة التي كنت فيها شخصيا متفقدا شابا للتاريخ و الجغرافيا لم يمض على ...
RépondreSupprimer.التحاقي بالسلك سوى ثلاث سنوات...و حصل لي الشرف أن حضرت اجتماع السيد الوزير بكافة المتفقدين...كانت أيّاما جميلة
وصلني تعقيب من السيد يوسف الخبلاشي متفقد عام للتربية به عتاب وعدته بنشره كما ورد علي فشكرا للزميل على التفاعل مع المدونة ومعذرة
RépondreSupprimerBonjour Si mongi j'ai lu le blog concernant l'hommage de Si Moncler Rouissi et son rôle dans la 3ème reforme de 2002 avec des personnalités importantes telles que Abdelmalek Sellami, omrane Boukhari, Hedi Bouhouch,Mustapha et surtout Youssef Khablachi (qui été oublié dans ton texte) qui a été nommé par Si Moncer '' coordonnateur général de l'approche par compétences''. Je regrette beaucoup cher ami l'omission de mon nom dans le blog. Je te rappelle que je n'ai pas économisé de force pour conduire à terme la 3ème reforme en formant les inspecteurs des différentes disciplines à l'approche par compétences et en dirigeant le noyau dur des inspecteurs des différentes disciplines à la rédaction des programmes en termes de compétences et l'écriture des documents de formation pour les différentes disciplines et la participation avec les collègues citės ci-dessus à la conception et la rédaction du nouveau-nê qu'est le programme qui est l'un des fondements de la 3ème réforme ainsi que la supervision de l'écriture des tests des prérequis et mes publications sur l'approche par compétences destinées aux différentes disciplines, ce qui m'a valu le passage au grade d'inspecteur général et l'autorisation de Si Moncer Rouissi pour rayonner dans différents pays en me consentant plusieurs ordres de mission pour entrer par la grande porte dans l'expertise internationale pour l'écriture des programmes et des manuels scolaires en termes de compétences dans divers pays : 4 ans en Mauritanie,3 ans au Liban et 2 ans au Maroc. Je te rappelle cher ami que j'ai joué avec les collègues citės ci-dessus un rôle déterminant dans cette réforme d'après le témoignage Si Mustapha Ennaifar avec j'ai beaucoup travaillé dans la formation des inspecteurs et des enseignants dans l'approche par compétences pour préparer le terrain a la la nouvelle réforme et de Si Moncer lui même dans son compte Facebook et via son ''Messenger.'' J'espère cher ami que tu parviendras à rectifier le tir dans le blog concernant l'hommage de Si Moncer' et de bien vouloir mentionner mon nom avec les collègues sur qui a compté Si Moncer Rouissi. Bien cordialement cher ami.