تزامُنًا مع
العودة المدرسيّة 2015/ 2016، رأيْنا أن نخصّص ورقة هذا الأسبوع من المدوّنة
البيداغوجيّة للاحتفال بالذّكرى المائة لمرور عودة 1915/ 1916، أي تلك التي شهدتْها
مدارسُ الإيّالة التونسيّة منذ قرن.
لذلك،
انتقينا مقتطفات من " تقرير إلى رئيس الجمهوريّة عن الوضع بالبلاد التّونسيّة
أثناء العام 1916." [1]وهو تقرير سنويّ تُعدّه
الإقامة العامّة الفرنسيّة بالإيالة التّونسيّة وتَعرضُ فيه لوضع البلاد، خلال
السّنة المعْنيّة، في مختلف قطاعات الحياة والنّشاط. لقد اقتطفنا فقرات من الباب
المخصّص لقطاع التّعليم بالبلاد التّونسيّة الذي كانت تدير شؤونَه الإدارةُ
العامّة للمعارف أو للتّعليم العموميّ.
كانت تلك
العودةُ في خضَمّ الحرب الكونيّة الأولى التي بلغت، آنذاك، سنتَها الثالثة، وكانت
الإيّالة أيّامَها تشهد صعوبات كأْداء على جميع الأصعدة. فكانت العودة المدرسيّة غايةً
في الصّعوبة، وقد تكفّل التقريرُ بتعْداد كلّ مشّاقها ورسَم لوحة للوضع التعليميّ
بالإيّالة، آنذاك. ومن حسن حظّ أبنائنا أنّ الحرْب لم تَحُلْ دونَ العودة
المدرسيّة لسنة 1916، وغايةُ ما في الأمر أنّها جعلت من إدارتها أمرا عسيرا. وفيما
يلي المقتطفات.[2]
v
صعوبات متنوّعة الأسباب: نقصٌ في الاعتمادات الماليّة والموارد البشريّة
"... تميّزت السّنتان الأولَيان من الحرب بتَعطُّل
شبه تامّ للتقدّم المنتظم والسّريع التي يحقّقه تعليمُنا العموميّ. وكانت الضّرورةُ
التي تقتضي، قبل كلّ شيء، تأمينَ ما يلزم من خدمات للمدارس القائمة، تمنعُنا من
فتح مدارس جديدة، وكان التخفيضُ من الاعتمادات وندْرة اليد العاملة يُبْطئان من
نسق تنفيذ برنامج البناءات.
... لقد
أصيبت المدارسُ، وهي في أوْج اشتغالها، بالتعْبئة والتّجنيد. فحُرم التعليمُ من
الأعوان الفرنسيّين بنسبة تفوق الثلثيْن. وكان من الصّعوبة بمكان أن نسدّ
الشُّغورات الحاصلة، وأنْ نُعوّل على الانتداب المحلّي، وهو نادر دوْما، حتّى في
الظروف الطبيعيّة...
...إنّ ظروف
تعليمنا، أثناء السّنة الثالثة من الحرب، لم تتحسّن إلاّ قليلا. وفي بعض الأحيان،
لاحظنا أنّ الحرب ضاعفتْ من عُسْرها. ومع ذلك، وبالرّغم من أنّنا لمْ نفكّر في استعادة
تطوّر تعليميّ مّا، تحول دونَه وضعيةُ الميزانيّة، والنقصُ في الأعوان عموما،
ورداءةُ كلّ وسائل عملنا -فقد استطعنا، في بعض المسائل، أن نحقّق تقدّما، وأن نُهيّئ
للمستقبل، وذلك بالمحافظة، في العموم، على مواقعنا السّابقة...
§ البنية
التحتيّة: مواصلة البناءات على الرّغم من ضغط الميزانية
ü
بناءات جديدة، توسيعات، تهْيئة
..." لقد تمّ الانتهاءُ من تشييد مدرسة
ذات فصليْن بمنزل عبد الرّحمان، وأخرى للفتيان ذات خمسة فصول بسُليمان، أولاهما في
نهاية 1916 والثانية مطلعَ 1917.
ولقد نُفّذت
أشغالُ توسعة وتهيئة في عديد المؤسّسات القائمة، منها مغسلةُ المعهد الصّغير جول
فيري، وقاعةُ الرّسم وفضاءُ المطبخ بمعهد بول كمبون، ومسكنُ المعلّم وملحقاته
بمدرسة فريانة. كما أقيمت ورشةُ صباغة بمدرسة الذكور بالقيروان...
لقد أُنجزت
أشغالٌ، خلال السّداسيّ الثاني من 1916، تتعلّق بالقنوات النّاقلة للماء بكلّ من
العروسة والقلعة الكبرى، وهُيّئ فصل ثالث ومسكنٌ بمدرسة قصور السّاف، وأُضيفت إلى
مدرسة مساكن قاعتان جديدتان وورشةٌ وفناءٌ مُظلّ، وأقيمت ورشةٌ بالمنستير، وحُفرت
بئرٌ بقنطرة بنزرت.
ü مشاريع معطّلة
... من بين البناءات السّابقة في الذّكر،
والتي شُرع في إنجاز الدّراسات المُهيّئة لها، منذ 31 ديسمبر 1914، لم يتسنَّ لنا،
إلى اليوم، البدءُ في تنفيذ عدد منها، من قبيل المدرسة الفرنسيّة العربيّة ذات
العشرة فصول وورشة ببنزرت، وأربعة فصول جديدة بفيري فيل، وترميم بناية وسياج بالمحْرص،
وتشييد فصليْن وورشة بمدرسة البنات المسلمات بسليمان...
ü
مشاريع قيْد الدّرس
... لقد شُرع في وضع مشاريع بناءات
وتوْسيعات جديدة موضعَ الدّراسة من ذلك:
-
مُجَمَّع تعليميّ يتكوّن من مدرسة للفتيان،
ذات سبعة فصول ومسكنيْن، ومدرسة للصّبيان ذات أربعة أقسام ومسكن، بنهج سيدي عليّ
عزّوز بتونس الحاضرة،
-
إعادة بناء مدرسة الفتيان بنهج الكنيسة،
جزئيّا،
-
توْسعة مدرسة قبلاّط: مبيت للفتيات
وملحقاته،
-
توسعة المرْقد والمساكن وملحقاتها بمبيت
الفتيات برادس،
-
بناء خندق وملحقات بمنطقة الكرم،
-
تحسين الإضاءة بمدرسة البنات بماطر،
-
اقتناء قطعة أرض لبناء مدرسة بقلاّلة.
ü ندرة
إطار التدريس جرّاء التعْبئة والتجنيد
.,. في موفّى شهر جوان 1917، تُمثّل نسبةُ
الموظّفين الفرنسيّين بالتعليم، من جنس الرّجال، المُجنّدين، أكثرَ من ثلاثة أرباع
الأعوان الذّكور الفرنسيّين بالتعليم الابتدائيّ، تنضاف إليها ثلاثةُ أخماس
الموظّفين بالمؤسّسات ذات الشّخصية المدنيّة والمؤسّسات المختصّة: وفي الجملة، جُنّد
اليوم 71% من مجموع الأعوان، بعد أن كانت هذه النّسبة
في جوان 1916 تبلغ 68%. لقد جنّد 418 عونا
فرنسيّا ذكرا من جملة 592، وظلّ في مراكز عملهم 174 فقط.
وكي ندقّق
الأمر أكثر، ونغوصَ في تفاصيل اشتغال المصالح، أثناء هذا العام الثالث من الحرب،
سنعرض بعضَ البيانات التي تجعلنا نلمس الصّعوبات عن كثب:
فقد أُغلقت مدرستان
وخمسة فصول، أي نقصان بسبعة مراكز. ولم يعدْ فتحُ مدرستين وثلاثة فصول، أي نقصان
خمسة مراكز.[3] وفي
المقابل، أُحدث أحدَ عشرَ فصْلا، وفُتحت مدرستان وأعيد فتحُ مدرسة أخرى.[4] وفي الخلاصة، بقي علينا أن
نوفّر38 مركزا.
وقد أمكننا
تسديدُ الشّغورات الحاصلة على النّحو التالي: اعتماد ستّة معلّمين سبَق إعفاؤَهم
من الخدمة مؤقّتا أو نهائيّا. استخدام معلّمتيْن التحقتا بمركزهما بعد عطلة. تسمية
معلّمتين. اعتماد ثماني معلّمات تلميذات متخرّجات. استخدام خمسة sectionnaires عسكريّين. انتداب
ثلاث معلّمات وقتيّات جدد. انتداب ثلاثة معلّمين وقتيّين جدد. استخدام خمسة مُدرّبين جدد، ومُدرّبة واحدة
جديدة. اعتماد ثلاثة تلاميذ من قدماء المدرسة الصّادقيّة. الجملة: 38.
غير أنّ
الصعوبات التي جابَهْناها في العودة المدرسية تجدّدت، بدرجة أقلّ، في أفريل 1917،
جرّاء دعوة سبعة من المعلّمين إلى تلبية نداء الراية... وقد اضطُررنا إلى تعويضهم،
خلال السّنة، بثلاث معلّمات وقتيّات وأربعة معلّمين وقتيّين.
§ التلاميذ:
تراجُع لدى الفتيان وتقدّم لدى الفتيات
ü التعليم الابتدائيّ
لم يرتفعْ العدد الجمليّ لتلامذة التعليم
الابتدائيّ إلاّ قليلا، بالرّغم من أنّ زيادة خفيفة سُجّلتْ، خلال السّنتين
الأولييْن من الحرب، لكنّها باتت أكثر ظهورا، أثناء العام الثالث. فقد تطوّر
العددُ الجمليّ للتلامذة من 40213، سنة 1913، إلى 40305 في نهاية عام 1914، إلى
40403 موفّى 1915، إلى 40917 في نهاية العام 1916.
ويُعزى هذا النموُّ إلى ارتفاع عدد
الفتيات: فقد تدرّج عددهنّ من 15261 إلى 15328، ثمّ إلى16170، ليستقرّ على 16630.
لقد عوّضَ هذا الارتفاعُ تراجعَ عدد الفتيان تراجعا خفيفا، من 24952 إلى 24977،
إلى24233، إلى24287.
أمّا في المؤسّسات ذات الشّخصية المدنيّة
فإنّ عدد التلامذة - بعْد أن انخفض قليلا، فمرّ من 3584 إلى
3374، ثمّ إلى 3431-قد عاد تقريبا إلى ما كان عليه قبل اندلاع
الحرب، أي إلى 3587 في موفّى ديسمبر 1916.
لقد سجّل عددُ التلامذة الفرنسيّين، فيما
بين 1913 و1916، تحسّنا طفيفا، لكنّه منتظم: مرّ من9081 إلى9342 إلى9953 إلى10212.
وكذا الشّأن بالنّسبة إلى التلاميذ اليهود: فقد تدرّج عددهم من 8416 إلى8708
إلى8721 إلى 9044.
أمّا عددُ التلامذة الإيطاليّين الذي بلغ
8296، في موفّى 1913، فقد ارتفع مجدّدا إلى 8068 نهاية العام 1915، وظلّ مستقرّا-8041-في نهاية 1916، بعد أن كان انخفض انخفاضا محسوسا، غداة
اندلاع القتال، فبلغ 7764، لأسباب كنّا شرحناها في تقريرنا السّابق.
وفيما يهمّ التلامذة المسلمين الذين
تراجَع عددُهم تراجُعا ملحوظا ودائما، فانخفض من 12197 سنة 1913 إلى10940 في العام
1916، فإنّه من المفيد أن نذكّر بالسّبب الأصليّ لهذا التراجع، والمتمثّل في تعويض
المعلّمين الفرنسيّين المجنّدين بمدرّبين أو معلّمين وقتيّين من الأهالي لم ينالوا
ثقة أهاليهم إلاّ قليلا، جرّاءَ رداءة ثقافتهم العامّة. ويجدر بنا أن نذكّر أيضا
أنّ منْ بين الأهالي عددا كبيرا من الآباء والإخوة كانوا تحت السّلاح، ما ينجم عنه
بقاءُ الصّغار من الأولاد بالبيوت لتعويضهم والاضطلاع مكانَهم بالأشغال الفلاحيّة
أو المشاغل التجاريّة.
ولا تنطبق هذه الأسباب على التلميذات، لذا
فالتردّد على مدارس الفتيات المسلمات ظلّ مرضيّا للغاية.
ü
التعليم المهنيّ
... خلال سنتيْ1916/
1917، مكّنت الإرادةُ الطيّبة للمعلّمين وأرباب العمل أو الأعراف من المحافظة على
النتائج المحقّقة في مجال التعليم المهنيّ للأهالي، أثناء 1914 و1915.
...لقد أفضى الإحصاء العامّ للمتدرّبين، المُجرى في 31
ديسمبر 1915 و31 ديسمبر 1916، إلى البيانات التالية المضمّنة بالجدول الّلاحق.
31 ديسمبر
1915
|
31 ديسمبر
1916
|
|
تونس
الحاضرة
|
349
|
311
|
مدن أخرى
|
184
|
231
|
الجملة
|
533
|
542
|
ويمكن أن نستخلص من بيانات الجدول أنّ أشغالَ التدريب
بالورشات، على الرّغم من الظّروف التي لا تشجّع على العموم على تعيين متدرّبين،
ظلّت قائمة خلال السّنة الثالثة من الحرب...
وطبقَ التوجيهات المرسومة عند انطلاقة تنظيم التعليم
المهنيّ، على التدريب المهنيّ-الذي ينبغي أن يكون، بالدّرجة الأولى،
عملا لاحقا للتعليم المدرسيّ-أن يستقبل كذلك التلامذة الذين بلغوا
نهاية مسارهم الدّراسيّ. وبالنّسبة إلى هؤلاء التلاميذ، يقع الإبقاءُ على نظام نصف
الوقت، طالما لم يكتسب الطفلُ رصيدا كافيا من المعارف العامّة. وبهذه الصّورة، وفي
سنة 1916، تابع 375 متدرّبا من جملة 542 تعليما وفق نظام نصف الوقت، تقدّم 64 منهم
لامتحان شهادة التعليم الابتدائيّ، ونجح منهم 34... لقد عانى التعليمُ المهنيّ
للفتيات المسلمات بدرجة أقلّ من الصّعوبات النّاجمة عن الحرب، مقارنة بما قاساه
التعليم المهنيّ للفتيان، فهو ينمو نموّا منتظما يبعث الثقة.
ü
التعليم الثانويّ والتقنيّ والتعليم العالي
لقد عانى هذا التعليم، جرّاءَ الحرب، معاناة خاصّة، إذْ
انضافت إلى الصّعوبات المترتّبة على التعبئة التي حرمته من ثلاثة أخماس أعوانه،
صعوباتٌ أخرى تُهدّده، بعد أن تمّت، في غرّة ماي 1916، دعوةُ أفراد طبقتيْ 1889 و1890
من احتياطيّ البلاد، إلى الالتحاق بمواقع القتال.
وإذْ وافقت السلطةُ العسكريّة على إرجاء تطبيق نداء غرّة
ماي إلى موفّى العام الدّراسيّ 1915/ 1916 في مرحلة أولى، ثمّ سحبتْه على كامل
السّنة الدّراسيّة 1916/ 1917، في مرحلة ثانية، فقد استطاع المدرّسون المعنيّون
استئنافَ دروسهم بمعاهدهم، في أكتوبر 1916، في ظروف متوسّطة.
Ø
...إنّ عدد التلامذة المزاولين لدراستهم بالليسي
كارنو يسجّل ارتفاعا ملحوظا، مقارنة بالسّنوات السّابقة. فقد حضر منهم 1138
تلميذا في العودة المدرسيّة الحالية، مقابل 1057 في غرّة أكتوبر 1915 و1076 في
عودة 1914. وفي 31 مارس 1917، بلغ عددُهم 1198. غير أنّه، في أفريل من السّنة
نفسها، اضطُرّ 30 شابّا من طبقة 1918 إلى مغادرة الدّراسة لأداء واجبهم في الخدمة
العسكريّة.
Ø
ارتفع عددُ تلامذة المدرسة الصّادقيّة
من 378 في موفّى ديسمبر 1915 إلى 401 في 31 ديسمبر 1916. غير أنّه تراجع إلى 388،
خلال الثلاثيّ الأوّل من العام 1917. ويُعزى ذلك إلى أنّ عديد الأُسَر التمستْ
الترخيصَ لها بسحب أطفالها من الدّراسة مؤقّتا، متعلّلة بضرورة تشغيلهم، كي يُسهموا
في توفير ما تحتاجه الأسَرُ من مصاريف. وقد أقرّ بحثٌ ميدانيّ حقيقة هذه المَزاعم،
وأُذن لهم بما التمسوا...
Ø
إنّ المدرسة المهنيّة إميل لُوبى،
على الرّغم من أنّها حُرمت من موظّفيْن على ثلاثة من الأعوان الإداريّين، ومن
ثلاثة أساتذة إلى خمسة، ومن رئيسيْ الورشة، ومن نصف عملتها المُدَرّبين ومن
قيّميها الأربعة -بالرّغم من هذا كلّه، رأت عددَ تلامذتها
يرتفع من 232 في 31 ديسمبر 1915 إلى252 في موفّى 1916. وقد بلغ الأمرُ حدّ أنْ
رفضت المدرسةُ قبول تلامذة إضافيّين للنقص في الأماكن الشّاغرة.
Ø
أمّا مدرسة ترشيح المعلّمين التي
جُنّد مديرُها ومقتصدُها والجزءُ الأكبر من أساتذتها، فإنّها لا تزال تُدار،
بالنيابة، من قبل مدير مدرسة التطبيق. ولئن ارتفع عددُ التلامذة-المعلّمين بهذه المدرسة في عودة أكتوبر بدفعة تضمّ 14 تلميذا ومستمعيْن
داخليّين، فإنّها خسرت:
2.
خمسة من التلاميذ-المعلّمين الذين دُعوا إلى القتال، منهم
تلميذ من السّنة الأولى، وأربعة تلاميذ من السّنة الثانية، جنّدوا في فترات مختلفة،
أحدهم من طبقة 1917 جنّد في أوت 1916، والثاني التحق بالجيش طوعيّا في ديسمبر
1916، أمّا الآخران من طبقة 1918 فقد جنّدا في أفريل 1917.
ü ويجدر
بنا أن نشير هنا إلى أنّه تمّ تطبيقُ تعليمات وزير الحرب، بتاريخ 15 فيفري 1917،
المتعلّقة بالإعداد للخدمة العسكريّة، لأوّل مرّة، على المؤسّسات
التعليميّة للفتيان بتونس الحاضرة، أي ليسي كارنو، والمدرسة العلويّة، ومدرسة إميل
لوبى[6]، ومدرسة ترشيح المعلّمين...
وعلى سبيل التجريب، التأمت، بكلّ معهد،
دروسٌ منظّمة، تولاّها ضبّاط متخصّصون، تواصلت منذ انتهاء عطلة الرّبيع إلى موعد
بداية امتحانات آخر السّنة، وذلك بحساب حصّتين، ذات ساعتيْن، أسبوعيّا. هذه الدّروس
الإجباريّة بالنّسبة إلى كافة الشبّان الفرنسيّين الذين تجاوزوا سنّ السّادسة
عشرة، يستطيع متابعتَها التلامذةُ الأجانب وأبناءُ الأهالي، شرط أن يتقدّموا بطلب
في الغرض مَسْنود بترخيص أبويّ مكتوب. وإنّه من السّابق للأوان أن نقدّر الآن
نتيجة هذا التدريب، لكنْ ما نستطيع قوله من الآن هو أنّ الشّباب الفرنسيّ لمعاهدنا
مُقبل عليه بهمّة وحماس...
Ø
مرّ عددُ تلميذات ليسي أرمون فيّار[7]/Armand Fallières من 534 في 31
ديسمبر 1915 إلى 580 في 31 ديسمبر 1916، منهنّ 459 فرنسيّة.
Ø
كان الليسي الصّغير جول فيري يضُمّ
360 تلميذا في موفّى ديسمبر 1916، بعد أن كانوا 383 في 31 ديسمبر 1915. ولا يعود
النقصُ المسجّل إلى تراجع في الترسيم، لأنّ التلامذة الجدد المقبولين بالمعهد
أكثرُ عددا من السّنة الماضية، 94 بدل 62، ولكنّه يعزى فقط إلى ظاهرة تتمثّل في
حصول 73 تلميذا على الشّهادة الابتدائيّة، موفّى العام الدّراسيّ المنصرم، بينما
لم ينل هذه الشّهادة سوى 34 تلميذا سنة 1915.
Ø
تحتضن مدرسة ترشيح المعلّمات العدد
الأقصى من التلميذات-المعلّمات، وهو 24، ولا تسمح حالة
المحلاّت بقبول عدد أكبر.
Ø
تواصل مدرسة بول كمبون[8]
الازدهارَ تعليميّا، إذ ارتفع عددُ تلميذاتها من 182 في 31 ديسمبر 1915 إلى 255 في
التاريخ نفسه من سنة 1916. وتمثّل الفتياتُ الفرنسيّات العددَ الأكبر منهنّ، عدا
في شعبتيْن من الشّعب الثلاث اليدويّة، الفصالة والتطريز، وهما شعبتان تتردّد
عليهما التلميذات اليهوديّات، بصفة ملحوظة، وخاصّة شعبة التطريز. وبعد الفرنسيّات،
تأتي الإسرائيليّات، والمالطيّات، وبعضُ الفتيات اليونانيّات والإسبانيّات...
Ø
بالرّغم من غياب المدير والأستاذ المكلّف
بالكتابة، اللذيْن لا يزالان تحت السّلاح، يتواصل تأمينُ الخدمات بالمعهد
العالي للغة والآداب العربيّة من قبل الأساتذة الخمسة الذين لم
يجنّدوا، ثلاثة منهم من الأهالي، وبالتعاون مع مُستعرب، يشغل خطّة مترجم
بسوسة، ومكلّف مؤقّتا بوظيف بالكتابة العامّة للحكومة التّونسيّة. وفي 31 ديسمبر
1916، بلغ عدد المستمعين المرسّمين بالمعهد 261، وقد قلّصت الحربُ من عددهم.
المصدر:
Résidence générale de la République
française à Tunis : Rapport au Président de la République sur la situation
de la Tunisie en 1916 - Tunis,
société anonyme de l’imprimerie, Rue Saint Charles et avenue de Paris ,1917
تعريب: الهادي بوحوش والمنجي عكروت،
متفقدان عامان للتربية متقاعدان
تونس في سبتمبر 2015.
[1] . هو تقرير يوجّهه المقيمُ العام لفرنسا بالبلاد التونسيّة، عبر
وزارة الخارجيّة، إلى رئاسة الجمهوريّة الفرنسيّة. ولمّا كان التقريرُ يعدّ في
نهاية السّنة الإداريّة، ولمّا كانت السّنة الدراسيّة تنتهي في جوان من كلّ سنة،
فمن الطبيعيّ أن نصادف كلاما يهمّ العودة الدّراسيّة الموالية، كإشارة تقرير عودة
1916 إلى وقائع تتعلق بعودة 1917 التي انطلقت غرة أكتوبر 1916.
[3] . كان
عددُ هذه المدارس الجديدة أو المفتوحة ثلاثة في 30 جوان المنصرم. ولكنّ ثلاث مدارس
أخرى فُتحت سنة 1916 ظلّت مغلقة: مدارس العالية، ومنزل عبد الرحمان، وقلعة
الأندلس. في أكتوبر 1914، لم يُعد فتحُ 22 مدرسة ريفيّة. لقد فتحُ بعضها فيما
بعدُ، لكنّ مدارس أخرى أجبرنا على إغلاقها جرّاء العدد القليل من التلاميذ بها،
وهي مدارس بازينة، وبئر الطويل، والوردانين، والساحلين، وترياقة، وأوتيك، ممّا
يرفع عدد المدارس المغلقة اليوم إلى 26.
أمّا
عدد الفصول المغلقة مؤقّتا في المدارس ذات الفصول العديدة فقد كان 37 في غرّة
أكتوبر 1914، ولم يعد اليوم سوى 25.
[4] .
فيما يلي قائمة الأقسام الجديدة بحساب قسم بكلّ مدرسة: مدرسة الصبيان بباجة، مدرسة
البنات بمدنين، مدرسة الفتيان بعين دراهم،
؟ بنزرت، ؟
قصور السّاف، قسم الصبيان بمجاز الباب، مغيلة بالمريرة، مدرسة البنات
برادس، مدرسة الفتيان بتينجة، مدرسة البنات بنهج سيدي صابر بتونس، مدرسة بول كمبون
للبنات، مدرسة نهج شادلية. وعلاوة على ذلك، أعيد فتح مدرستان، خلال السداسيّ
الأوّل من 1917، هما مدرسة كاف ربيبة بالحمامات ومدرسة وادي الليل، أي ما جملته،
بالنّسبة إلى السّنة الدّراسيّة، أربع مدارس جديدة ذات فصل واحد واثنا عشر فصلا في
المدارس القائمة.
[5] .
يعني التلامذة المعلّمين من شعبة العربيّة التي أحدثت سنة 1909 من قبل
شرليتي، مدير التعليم العموميّ، فصارت جزءا من مدرسة ترشيح المعلمين، المشهورة
بالمدرسة العلويّة. وقد اتّخذ هذا الإجراء إثر قرار غلق المدرسة التأديبيّة التي
بعثت سنة 1894، والتي كانت تعدّ معلّمي اللغة العربية للكتاتيب والمدارس القرآنيّة
والمدارس الفرنسية العربيّة.
Si Hédi et si Mongi, doive une fois de plus vous remercier pour le magnifique travail de mémoire et de sentinelle que vous accomplissez à travers ce blog?
RépondreSupprimerJe prends beaucoup de plaisir à vous lire.
mahdi