dimanche 4 mai 2025

الحصة الواحدة:مشروع معلق منذ عقود

 

 

الهادي بوحوش

تق
ترح المدونة البيداغوجية  هذا الأسبوع  منشورا وزاريا يعود إلى عام 1992 بشأن تطبيق الحصة الواحدة في المدارس الابتدائية. وقد يكون هذا المنشور أقدم وثيقة تناولت مسألة الحصة الواحدة في المدارس الابتدائية التونسية.


 لم يكن الأمر حينها يتعلق بتعميمها على كل المدارس، بل كان يتعلق بتطبيق تدريجي وفقاً لخصوصيات كل مؤسسة تعليمية. وأكد المنشور على ضرورة دراسة وضع المدارس حالة بحالة، مع مراعاة الواقع الاجتماعي والتعليمي الخاص بكل منطقة، سواء كانت ريفية أو حضرية أو قروية.

ولكن ماذا حدث لهذه المبادرة ؟ إن المعلومات المتوفرة لدينا حول تأثيراتها الفعلية قليلة، ولكن الغالب أنها لم تحدث تأثيراً كبيراً على الزمن المدرسي لأن  لللم إإعادة طرح  الموضوع لم يتوقف وضل يطفو على السطح  من حين لآخر. ففي عام 2010، قرر حاول مجلس وزاري إطلاق تجربة للحصة الواحدة، لكن ثورة 2011 وضعت حداً لهذا المشروع[1].

بعد خمس سنوات، في بداية عام 2015، تم تطبيق التجربة من جديدة في 38 مدرسة في المناطق الداخلية. هذه المرة، أعلنت كانت وزارة التربية عن تنظيم أكثر وضوح يتمثل في تخصيص الفترة الصباحية للدروس و فترة بعد الظهر للأنشطة الثقافية والرياضية فكان الهدف مزدوجاً، من جهة تحسين رفاهية التلاميذ و توفير تعلم أكثر توازناً من جهة أخرى[2]

 

في عام 2018، ذهب وزير التربية، ناجي جلول، أبعد من ذلك عندما أعلن عن خطة للتعميم التدريجي للحصة الواحدة. كان من المقرر أن تعتمدها في البداية 500 مدرسة ابتدائية  بدءاً من السنة الدراسية 2018-2019، مع التوسع التدريجي على مدى خمس سنوات مع تركيز الدروس في الصباح وتخصيص فترة بعد الظهر للأنشطة الثقافية والرياضية، مع توفير خدمة الإطعام المدرسي للتلاميذ [3] ولكن هذه الإصلاحات، مثل العديد من الإصلاحات الأخرى، لم تتح لها الفرصة ليتم تطبيقها بعد  التحوير الوزاري .

في عام 2024، عاد وزير التربية ، محمد علي البوغديري، لطرح الموضوع من جديد في إطار إصلاح النظام التعليمي، وأعلن على  أن الوزارة تعمل بجدية على تطبيق الحصة الواحدة[4] و لكن مرة أخرى يقبر المشروع بعد التحوير الوزاري .

إن هذا المشروع، الذي تم التطرق إليه عدة مرات ولم يتم تنفيذه، يطرح عدة تساؤلات:  ما هي المعوقات الحقيقية وراء عدم نجاح هذا الإصلاح؟ والأهم من ذلك، ما هي الدروس المستفادة من كل المحاولات السابقة؟

بعيداً عن الخطب الرسمية والإعلانات، تظهر التجربة الحديثة للتعليم في تونس ( مشروع إصلاح 2016)  أن إصلاح الزمن المدرسي لا يزال تحدياً متكرراً، يتأرجح بين الإرادة السياسية وواقع الميدان. وإذا كان من المفترض أن تُطبق الحصة الواحدة، فلن تنجح إلا إذا تم تلبية ثلاثة شروط أساسية وهي أولا توفير بنية تحتية ملائمة، ثانيا اعتماد بيداغوجيا جديدة ، وأخيرا انخراط حقيقي من المعلمين والعائلات. من دون ذلك، ستظل هذه المبادرة مرة أخرى مشروعاً معلقاً  مثل العديد من الإصلاحات التربوية الأخرى المعطلة .Haut du formulaiBas du formulaire

  

الجمهورية التونسية                                                                       تونس في 14 جويلية 1992

وزارة التربية والعلوم

 المنشور عدد 61/ 92

صادر عن إدارة التعليم الابتدائي

من وزير التربية والعلوم

الى السادة المديرين الجهوي للتعليم

 

السادة مديري المعاهد العليا لتكوين المعلمين

 الموضوع:  العمل بنظام الحصة الواحدة بالمدارس الابتدائية

وبعد فسعيا على جعل نظام العمل بامدرسة الابتدائية متسما باكثر مرونة وأخذا بعين الاعتبار خصوصيات المحيط وإمكانات المؤسسات التربوية وحرصا على توفير وقت أطول و فضاء ثقافي أفضل  للتلميذ تقرر الشروع في تطبيق الحصة الواحدة بالمدارس التي يمكن توزيع ساعات العمل على قاعاتها بحساب ثمان ساعات للقاعة الواحدة فيكون نظام العمل على النحو التالي:

1.   بالنسبة الى سنتين الاولى والثانية

 يعمل التلاميذ حصة واحدة صباحيا او مسائيا ذات اربع ساعات طيلة خمسة ايام  وحصة ذات ساعتين ونصف في اليوم السادس.

 (5 حصص *4 ساعات)  + حصة 2 س و30 د.=  ي 22 س و 30 د.

2.   بالنسبة الى بقية السنوات

 يعمل التلاميذ يوميا حصة ذات اربع ساعات صباحا او مساء ويكملونها بحصتين تدومان ثلاث ساعات او ثلاثة حصص ذات ساعتين .

(6 حصص *4 س) + حصتين *3 س يساوي 30 س.

( 6 حصص *4 س) + 3 حصص * 2س يساوي 30 س.

 

 وهكذا وهذا وتكون اوقات العمل بالنسبة الى مختلف السنوات على النحو التالي:

 صباحا :  بالنسبة للفصل الواحد

الحصة الاولى من الساعة 8 الى 10

 استراحة من الساعة 10: الى الساعة 10 و 15 د.

 الحصة الثانية من ا الساعة 10 و 15 د  الى الساعة 12 و 15 د.

بعد الظهر:  بالنسبة الى الفصل الواحد

 والحصة الأولى:  من الساعة 12:00 و 45 د الى الساعة 14 و 45 د.

 استراحة من الساعة 14 و 45 د.الى ساعة 15

الحصة الثانية:  من الساعة 15 الى الساعة .17 .

وتبعا لذلك فإنني أرجوكم دراسة وضعية المدارس الابتدائية راجعة إليكم بالنظر حالة بحالة اعتمادا على ما سيوفر لديكم من معطيات اجتماعية وتربوية وما سيفضي إليه التنظيم البيداغوجي بكل مدرسة بالريف والمدن والقرى ومد إدارة التعليم الابتدائي بقائمة المدارس التي ستعمل بنظام الحصة الواحدة والتي نامل ان يكون عددها كبيرا خلال السنة الدراسية 1992 1993 وذلك قبل يوم 27 جويلية .1992.

 والسلام

كاتب الدولة لدى وزير التربية والعلوم

 حاتم بن عثمان

 Pour accéder à la version française, cliquer ici



[1]  قرارات مجلس الوزاري المضيق المنعقد يوم 20 أوت 2010 – راجع المدونة البيداغوجية  بالرابط التالي:

https://akroutbouhouch.blogspot.com/2025/01/20-2010.html#more

 [2]  هذه المعطيات مستقاة من موقع توت كورسيس الكندي ( Thot Cursus)  و هو موقع ينشط منذ 1996  متخصص في المجال التربوي و التعليمي و التكوين على توظيف الاعلامية في التربية و التعليم و الثقافة ..

https://cursus.edu/fr/10400/rentree-scolaire-en-tunisie-un-vent-de-reformes-salvatrices

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire