dimanche 28 juin 2015

ماهية اختبار اللغة الفرنسية في امتحان البكالوريا التونسية


تصدير : ماذا نقصد بالماهيّات؟
الماهيّات هي مرجع يضبط ما يسمّيه البعضُ "مواصفات الاختبار"، أي يضبط الأهدافَ الإجرائيّة المنشودة من الاختبار، والقدرات المُزمَع تقويمُها لدى المترشّحين، وطبيعة المحتوى أو المضامين والمسائل التي ينبغي أن تتعلّق بها الوضعية الاختباريّة، وعدد الأسئلة الأدنى والأقصى، وسائر مكوّنات الجهاز البيداغوجيّ للاختبار، إضافة إلى الضّارب الذي يحدّد وزنَ هذا الاختبار بالقياس إلى غيره من الاختبارات، والمدّة الزمنيّة التي يستغرقها إنجاز الامتحان، ومقاييسَ التقويم.

وتتمثّل وظيفة الماهيّات في توحيد الإطار المرجعيّ التقييميّ[1] بالنّسبة إلى كافة الأطراف المعنيّة، من مترشّحين للامتحان، ومدرّسين يسهرون على تكوين التلامذة، ومدرّسين يتولوْن إصلاحَ التحارير، ولجان متخصّصة مكلّفة بإعداد الاختبارات وتجريبها.
وفي الأدبيّات التعليميّة، تختلف تسمية هذا المرجع من بلد إلى آخر، ومن فترة إلى أخرى في النظام التعليميّ الواحد: فإلى جانب ماهيّة[2] الاختبارات تستعمل عبارة المرجع ومواصفات الاختبار، ومحتوى الاختبارات، وشروط الاختبار، وأساليبها.
من يعدّ الماهيّات؟ تعود مسؤولية إعداد ماهيّات اختبارات امتحان البكالوريا أصْلا إلى الإدارة المكلّفة بالبرامج والكتب المدرسيّة، باعتبار الماهيّات جزءا لا يتجزّأ من المنهاج الدّراسيّ بمعناه الواسع الذي يشمل الأهدافَ، والمسائلَ المَضْمونيّة، أو محاورَ الدّراسة، والقدرات المزمع تقييمُها لدى المترشّحين، والتوقيت الأسبوعيّ والسّنويّ، والأنشطة المختلفة، وطرائقَ التبليغ، وتقنيّات التواصل، ومستندات التقييم ومعاييره ومقاييسه.
ومن مزايا هذا الاختيار، قياسا إلى اختيارات أخرى في بناء البرامج أو المناهج، ضمانُه التناسقَ والتناغمَ بين مختلف مكوّنات المنهاج الدّراسيّ، وإخْبارُ المدرّسين والتلامذة وأوليائهم بأساليب التقييم التي ستعتمد لتقدير كفايات المتعلّمين وقدراتهم ومهاراتهم، سواء خلال العام الدّراسيّ الواحد أو طيلة المرحلة التعليميّة، وبخاصّة أثناء الامتحان الوطنيّ المتوّج لمرحلة دراسيّة كاملة، مثل امتحان البكالوريا. وتتجلّى، ممّا سبق، أهمّية " ماهيّات الاختبارات" باعتبارها الضّامنَ لوحدة التعلّم والتقييم، على أساس أنّ التقييم يكون في خدمة التعلّم وسنَدا له، لا مكوّنا مستقلاّ بذاته، وباعتبارها الموحّدَ لممارسات المدرّسين التقييميّة، وباعتبارها أيضا المرجع الذي نلوذ إليه عند التبايُن والاختلاف، ونحْتكم إليه في حلّ المشكلات في مجال تقييم التعلّم والمكتسبات.
أمّا مواصفاتُ اختبارات امتحان البكالوريا فيعدّها متفقدون بحسب الاختصاص، لكنْ بإشراف مشترك بين الإدارة المكلّفة بالبرامج وتلك المكلّفة بالامتحانات، حرصا منهما على التشاور والتنسيق، على أساس أنّ الأولى مؤتمَنة على المناهج والكتب المجسّمة لها، في حين تسهر الثانية على تنفيذ تلك المواصفات في اختبارات تقويميّة ذات بعد وطنيّ.
يخضع وضعُ المواصفات لعوامل منها:
-        مكانة المادّة وميزانها في الشّعبة الدّراسيّة (مميّزة أم رئيسيّة أمْ اختياريّة) ومدّة اختبارها الزّمنيّة، وضاربُها. لذلك تعترضنا في المادّة الواحدة أكثر من ماهيّة: مثال الفلسفة في شعبة الآداب/ والفلسفة في الشّعب العلميّة والتقنيّة/ ومثال الرّياضيات في شعبة الرّياضيّات/ والرّياضيّات في شعبة الاقتصاد والتصرّف/ والرّياضيّات في شعبة العلوم التجريبيّة...
-        التوجّهات التربويّة العامّة وللاختيارات المتعلّقة بمضامين البرامج ومسائلها وبمنهجيّة التدريس وطرائقه، (من الوجهة النظريّة على الأقلّ)، سواءٌ أكانت معلنة مصرّحا بها أمْ ضمنيّة، بحيث تعكس مواصفات الاختبارات اختيارات المنهاج الدّراسيّ.
وقد جرت العادة أن تُنشر مواصفاتُ الاختبارات الخاصّة بالامتحان الوطنيّ بالرّائد الرّسميّ ضمن القرار المنظّم لامتحان شهادة البكالوريا: صلبَه أو ضمنّ ملحقاته المحدّدة لموادّ الامتحان وتوقيتها وضواربها. وبداية من 1992، تمّ التنصيصُ بالفصل 7 من قرار التنظيم على أنّ مواصفات الاختبارات تصدر بقرار وزاريّ مستقلّ عن قرار التنظيم.[3] وقد صدر آخر قرار في 30 أفريل 1994، علما أنّ هذا لا يلغي إمكانية اعتماد وثائق داخليّة تضبط ماهيّات بعض الاختبارات، لكنّها لم تنشر بصفة رسميّة[4] [5].


تذكير
كانت مدّة الدّراسة بالتعليم الثانويّ، في هذه الفترة، تدوم ستّ سنوات، تُختم بامتحانيْن وطنيّيْن لنيل شهادة الباكالوريا، يسمّى الامتحان الوطنيّ الأوّل امتحانَ الجزء الأوّل من الباكالوريا، ثمّ أصبح يسمّى امتحان التأهّل للبكالوريا،[6] ويجرى في نهاية السّنة الخامسة من التعليم الثانويّ في دورتين: واحدة في جوان، والأخرى في أكتوبر مفتتح السّنة الدّراسيّة.
ويسمّى الامتحان الوطنيّ الثاني امتحانَ الجزء الثاني من الباكالوريا، ويجرى في نهاية السّنة السّادسة من التعليم الثانويّ، في دورتين كذلك. وخلافا لامتحان الجزء الأوّل من الباكالوريا الذي كان يقتصر على اختبارات كتابيّة فقط، فإنّ امتحان الجزء الثاني من الباكالوريا يتكوّن من اختبارات كتابيّة وأخرى شفاهيّة.

تُعنى هذه الورقة بتاريخ مادّة الفرنسيّة في امتحان الباكالوريا من 1957، تاريخ انطلاق أولى باكالوريا تونسيّة بعد الاستقلال، إلى سنة 2008، تاريخ إصلاح شهادة الباكالوريا التونسيّة، فكانت مادّة الفرنسيّة، في الحقبة الأولى (1957-1975)، خارج امتحان البكالوريا، إذْ اقتصر حضورُها على الجزء الأوّل من شهادة الباكالوريا أو امتحان التأهّل لشهادة الباكالوريا، وتحوّلت في الحقبة الثانية (1976 -1991) مادّة اختياريّة لتلاميذ شعبة الآداب. ثمّ تقرّر تعميمها على جميع الشّعب.   وفي الحقبة الثالثة (بداية من 1991)، ارتقت اللغة الفرنسية إلى مرتبة مادّة إجباريّة في جميع الشّعب.
I.       الفترة الأولى: من [7]1957 إلى 1974
1.   منزلة مادّة اللغة الفرنسيّة
§       في فجر الاستقلال، اقتصر حضور اللغة الفرنسية على الجزء الأوّل من شهادة البكالوريا بالنّسبة إلى المترشّحين المنتمين إلى شعبتيْ "الآداب" و "العلوم" الذين يجتازون اختبارا كتابيّا وشفويّا. أمّا مترشّحو الشعبة "الفنية أ"، فإنّهم يجتازون اختبارا شفويّا فقط.  
§        انطلاقا من دورة 1963[8]، تقرّر تعميم اختبار الفرنسيّة على جميع المترشّحين لامتحان التأهّل للامتحان الباكالوريا، وأدرج اختبار شفويّ في الجزء الثاني لكافة الشّعب، بعد إلغاء الاختبارات الشفويّة من امتحان التأهّل.
§        مع إلغاء امتحان التأهّل سنة 1970، غابت اللغة الفرنسيّة تماما من الاختبارات الكتابيّة، و لم تبق سوى في شكل اختبار شفويّ لمترشّحي شعبة الفلسفة والآداب الأصليّة و الفلسفة و الآداب الحديثة، في امتحان الباكالوريا.
جدول عدد1. توقيت اللغة الفرنسية وضاربها في الجزء الأوّل من امتحان الباكالوريا
1957
1963
1970

كتابيّ
شفويّ
امتحان التأهل (اختبار كتابيّ)
الجزء الثاني: شفويّ
الشعبة
المدّة
الضارب
الضارب
الشعبة
المدّة
الضارب
الضّارب
الأدبية
3
3
1,5
الآداب كلاسيكيّة
3
3
1
العلمية
2
2
1
الآداب الحديثة
3
4
1
الفنية أ


2
الفنية الرياضيّة
3
2





العلوم
3
2





الرياضيات
3
2





العلوم الاقتصاديّة
3
2



2.   ماهيّات اختبار اللغة الفرنسيّة
§       حسب ماهيّة قرار1957[9]، يشتمل اختبار اللغة الفرنسيّة الكتابيّ، في الجزء الأوّل من شهادة الباكالوريا، على: " مقال في مسألة أدبيّة أو حضاريّة، " مقال يتعلّق من حيث المضمونُ بالمسائل الأدبيّة والقضايا الحضاريّة الفرنسيّة، والذي تُعرَض منه على المترشّحين ثلاثةُ مواضيع، يختارون منها موضوعا، ويطرقونه".
نلاحظ على هذا الصّعيد انسجاما بين ما كان يجري في اللغة الفرنسيّة، وما سجّلناه في اللغة العربيّة، بحيث يصحّ القول إنّ الامتحان يركّز على الأدب والحضارة، ويتّخذ من نمط المقالة الأدبيّة أداة لتقييم مكتسبات المترشّحين، وأنّ اللغة الفرنسيّة كانت، آنذاك، تعلَّم على أساس أنّها لغة أدب وحضارة، علاوة على كونها اللغة المعتمدة في تدريس جلّ الموادّ، كالعلوم والتاريخ والجغرافيا والفلسفة...
أمّا الاختبار الشفويّ فيتمثل في:" تفسير نصّ وأسئلة تتعلق بالأدب والحضارة الفرنسييّْن."
§       أدخل قرار 1963 [10]  تحويرا على ماهيّة الاختبار الذي أصبح يتمثل، بالنّسبة إلى جميع الشّعب، في: " مقال يتناول موضوعا ذا صبغة عامة ...له علاقة ببرامج السنة الخامسة واتّصال بالآداب والحضارة  الفرنسيّة ... و يقع عرض ثلاث مواضيع يطرق المترشح واحدا منها ويجب أن ينحصر واحد منها على الأقلّ في التعليق على نص تعليقا موجّها بواسطة أسئلة. "  
أمّا بالنّسبة إلى المترشّحين المنحدرين من السّنة الخامسة شعبة أ[11] " فيكون الاختبار عبارة عن درس نصّ... يعقبه عدة أسئلة تتعلق بوجه خاصّ بالنحو والمعاني، ويكون أحد تلك الأسئلة من شأنه أن يحمل المترشح على تأليف فقرة ذات 15 سطرا تسمح بالحكم على قدرته على الافصاح عن أفكاره باللغة الفرنسية، ويقترح على هؤلاء المترشّحين موضوع واحد."
§       حدّد قرار 1970 طبيعة الاختبار الشفويّ في امتحان الباكالوريا بالنّسبة إلى مترشّحي شعبتيْ الفلسفة والآداب الأصليّة والعصريّة في: " تفسير نص مأخوذ من المؤلفين الذين وقعت دراستهم في السنة السادسة، وتلقى على المترشح أسئلة تتيح الفرصة لإجراء حوار واسع لمجال جدا يفسح من خلاله تقدير نوع اللغة والتفكير والمعلومات عنده."

II.     الفترة الثانية من 76 إلى إصلاح 1991
1.   منزلة اللغة الفرنسيّة
شهد امتحان  الباكالوريا،  بداية من دورة 1976[12]، تنظيما جديدا أثّر كثيرا في منزلة  مادّة اللغة الفرنسيّة  التي غابت من الشّعب العلميّة و التقنيّة،  وأصبحت مجرّد  مادّة اختياريّة لتلاميذ شعبة الآداب  (ضارب 1 و المدّة : ساعتان) إلى غاية 1988، حين تقرّر تعميمها على جميع المترشّحين، و لكنّها ظلّت مجرّدَ مادّة اختياريّة، ضمن الاختبارات الكتابيّة، لا يُقبل عليها، في الواقع، سوى قلّة قليلة من التلامذة المترشّحين لامتحان البكالوريا، بعد أن كانت مادّة إجباريّة في كافة الشّعب الدّراسيّة، وكافة المسالك، بما في ذلك المسلك المسمّى شعبة أ.
جدول عدد 2: توقيت الفرنسيّة وضواربها من 1976 -1991

1976 - 1987
1988-1991
السلسلة
الضارب
المدة
الضارب
المدة
آداب   
1
2 س
1
2 س
رياضيات وعلوم* 


رياضيات تقنية:


علوم اقتصادية**


* تفرعت هذه الشعبة إلى اختصاصين : اختصاص رياضيات، و اختصاص علوم تجريبيّة 1992
**  توقّف العمل بهذه الشعبة سنة 1981

2.   ماهيّة الاختبار
عرفت ماهيّة الاختبار، في هذه الفترة، تحويرا جوهريّا تمثّل في التخلّي عن نمط المقالة الأدبيّة وعن التعليق على نصّ أدبيّ، والاستعاضة عنهما بنمط دراسة النّصّ.
فقد جاء في ماهية 1976 التي وردت في المنشور المشار إليه أعلاه أنّ اختبار اللغة الفرنسية " يتمثل في دراسة نصّ مرفق بأسئلة تسمح بــتقييم درجة الفهم (مضمون الرّسالة، تمشي المؤلف...) وتحليل بعض أساليب الكتابة، والتّعبير عن رأي شخصيّ".
وتواصل العمل بنفس الماهيّات إلى سنة 1991 حين أورد القرار الجديد المنظم لامتحان البكالوريا تحويرا وتدقيقا عليها دون المساس بجوهر الاختبار إذ نصّ على أنّ الاختبار هو عبارة عن: ' دراسة نصّ أدبيّ متبوع بثلاثة أصناف من الأسئلة:
-       في الفهم
-       في النحو واللغة
-       في التحرير: طرق موضوع ذي علاقة بمضمون النصّ.
وتهدف الأسئلة إلى تقييم قدرة المترشّح على استخراج المعلومات والتعبير عنها (تشخيص بعض أساليب الكتابة وتحليلها وبيان غائيتها) وتحليل العناصر اللغويّة الواردة بالنصّ، و إنجاز تطبيقات على دروس اللغة و تقييم القدرة على التعبير عن الرأي الشخصيّ".
ويمكن تفسيرُ هذا التحوّل بما شهده موقعُ اللغة الفرنسيّة ومكانتُها من تراجع ملحوظ في هذه الفترة، جرّاءَ تعريب تدريس الفلسفة والجغرافيا، ممّا انعكس سلبا على كفاية المتخرّجين في اللسان الفرنسيّ، بالرّغم من مواصلة اعتماده لغة لتدريس الموادّ التكنولوجيّة والعلميّة. وقد نبّه الجامعيّون إلى نتائج هذا الوضع على مستوى الدّارسين والباحثين. ولا يخفى أنّ هذه الفترة عرفت صعودَ أنصار التعريب وانحسارّ ثنائيّي اللسان.
تراجع دورُ اللغة الفرنسية من لغة أدب وحضارة، ومن لغة أجنبيّة أولى، إلى مجرّد لغة وظيفيّة غرضُها التواصلُ وتيسيرُ تعلّم العلوم والتكنولوجيات. وبذلك تغيّرت برامجُها وكتبُها ووسائلُ تقييمها. فقد حلّت محلّ أعلام الأدب الفرنسيّ وآثارهم محاورُ ثقافيّة أو اجتماعيّة أو اقتصاديّة، من قبيل التمييز العنصريّ والتلوّث والهجرة ومظاهر الفقر والمجاعة، واختفى النّصّ الأدبيّ الصّرفُ وقامت مقامه نصوصٌ يسيرة أو مقتطفة من الصّحافة، كما تناقصَ دورُ النّحو والبلاغة الفرنسيّيْن.
إنّها اللغة المنفعيّة لا غير langue véhiculaire، تلك التي تُعنى بالتبليغ وتساعد على فهم الدّروس العلميّة والتكنولوجيّة. إنّها اللغة التي يدرّسها غيرُ المختصّين من حاملي أستاذيّة في علم الاجتماع واللغات المزدوجة واللغة العربيّة واللغات الحيّة الثالثة والذين عيّنوا لتدريس الفرنسيّة، جرّاء النقص الفادح في المختصّين في هذه اللغة.
III.   الفترة الثالثة من إصلاح 1991 إلي مراجعة نظام الباكالوريا لسنة 2008
1.   منزلة اللغة الفرنسية
شهدت الفترة التي تبدأ سنة 1992 أهمّ تغيير يكمُن في جعل اللغة الفرنسيّة مادة إجباريّة في اختبارات الدّورة الرئيسيّة لامتحان البكالوريا لكافة الشّعب، بضارب 2 لشعبتيْ الآداب والاقتصاد والتصرّف، وبضارب 1 للشّعب العلميّة والتقنيّة. وتعزّزت هذه المكانة سنة 1995 عندما صارت اللغة الفرنسيّة إحدى موادّ دورة المراقبة، بحيث يخيَّر المترشّحُ بين اجتيازها واجتياز اللغة الإنقليزيّة. وفي سنة 2001، تدعّم وضعُ اللغة الفرنسيّة في دورة المراقبة بجعلها إحدى موادّ هذه الدورة القائمة بذاتها إلى جانب اللغة الإنقليزيّة.
 ومنذ ذلك التاريخ، صارت الفرنسيّة حاضرة في اختبارات الدّورة الرئيسيّة ودورة المراقبة، في كافة الشّعب، بما في ذلك الشّعب المحدثة: شعبة الرّياضة بداية من 2004 وشعبة علوم الإعلاميّة بدءا من 2008 بضارب 2 لشعبة الآداب، وبضارب 1 لبقية الشّعب، ومدّة إنجاز تدوم ساعتين.
2.    ماهية الاختبار
لم يؤثّر هذا التغير الطارئ على منزلة المادّة في ماهيّة الاختبار، كلّ ما في الأمر تمّ تدقيها وتفصيلها خاصّة منذ سنة 2008، فدقّقت في مواصفات النصّ وطبيعة الأسئلة وجعلت قسم الفهم يتكوّن من سؤالين أو ثلاثة ويسند إليه بين 6 و7 نقاط بحسب الشعبة، وصيّرت القسم الثاني متعلقا بقواعد اللغة والرصيد المعجميّ متضمّنا لسؤالين يسند إليهما من 3 إلى 4 نقاط. أمّا القسم المخصّص للمحاولة التحريريّة فيسند إليه النصف الآخر من العدد، مع توزيعه على أربعة جوانب.
لقد شهدت هذه الفترة اهتماما صادقا بتعليم اللغات عموما، نظرا إلى ما أفضت إليه مشاركة التلامذة التونسيّين في مسابقات دوليّة من قبيل PISA، واقتناعا بأنّ القدرة على التواصل أمر ضروريّ لا مهْرب منه. هذا من العوامل التي تفسّر الاهتمام باللغة الفرنسيّة وكذلك باللغة العربيّة.
ولم تتجدّدْ أهدافُ الاختبار بتجدّد برامج الدّراسة سنة 1991 وسنة 2006، وتبدُّل مقاربات التدريس التي شهدها تعليم اللغة الفرنسيّة، وارتقاء الفرنسيّة إلى مرتبة المادّة الإجباريّة في مختلف شعب البكالوريا.

الهادي بوحوش والمنجي عكروت متفقدان عامّان للتربية متقاعدان
تونس -   جوان 2015.


ملحق :جدول عدد3: ماهيّات اختبار الفرنسيّة من 1976 إلى اليوم
السّنة
ماهية الاختبار
أهداف الاختبار
1976
غابت الفرنسيّة مادّة إجباريّة عن كافة شعب البكالوريا، واعتمدت مادّة اختياريّة في شعبة الآداب بضارب 1 وحصّة بساعتين.
يتمثّل الاختبار في دراسة نصّ متبوع بأسئلة
تقييم درجة الفهم: مضمون الرسالة، تمشّي الكاتب... والقدرة على تحليل أساليب الكتابة وإبداء رأي شخصيّ معلّل.
1981
الفرنسيّة مادّة اختياريّة في شعبة الآداب بضارب 1 وحصّة بساعتين.
لا تغيير في الماهية والضارب والتوقيت

الأهداف نفسها
1988
الفرنسيّة مادّة اختياريّة في مختلف شعب البكالوريا بضارب 1 ومدّة ذات ساعتين
لا تغيير في ماهية الاختبار

الأهداف نفسها
1991
الفرنسيّة مادّة اختياريّة في مختلف شعب البكالوريا بضارب 1 ومدّة ذات ساعتين
دراسة نصّ أدبيّ متبوع بثلاثة أصناف من الأسئلة:
-       في الفهم:
-       في النحو واللغة
-       في التحرير: طرق موضوع ذي علاقة بمضمون النصّ




-تقييم قدرة المترشّح على استخراج المعلومات والتعبير عنها/ تشخيص بعض أساليب الكتابة وتحليلها وبيان غائيتها.
- تحليل العناصر اللغويّة الواردة بالنصّ/ إنجاز تطبيقات على دروس اللغة.
- تقييم القدرة على التعبير عن الرأي الشخصيّ.
1992
اختبار الفرنسيّة مادّة إجباريّة في مختلف الشعب: آداب واقتصاد وتصرّف الضارب 2 والحصّة ساعتان، وفي بقية الشعب الضارب 1 والحصّة ساعتان.
لم يحدّد القرار ماهية الاختبار

لم يضبط القرار أهداف الاختبار.
1994
لا تغيير في الشعب والتوقيت والضوارب
دراسة نصّ مشفوع بأسئلة: أسئلة الفهم ويسند إليها 10 نقاط والتعبير الكتابيّ ويسند إليه 10 نقاط.

لم يضبط القرار أهداف الاختبار.





2008
اختبار الفرنسيّة مادّة إجباريّة في مختلف الشّعب، في الآداب الضارب 2 والتوقيت ساعتان، والضارب 1 والتوقيت ساعتان في بقية الشعب بما فيها المحدثة.
صدرت ماهيّة معدّلة سنة 2008 حافظت على شكل الاختبار عموما لكنّها دقّقت في مواصفات النصّ وطبيعة الأسئلة وجعلت قسم الفهم يتكوّن من سؤالين أو ثلاثة ويسند إليه بين 6 و7 نقاط بحسب الشعبة، وصيّرت القسم الثاني متعلقا بقواعد اللغة والرصيد المعجميّ متضمّنا لسؤالين يسند إليهما من 3 إلى 4 نقاط. أمّا القسم المخصّص للمحاولة التحريريّة فيسند إليه النصف الآخر من العدد، مع توزيعه على أربعة جوانب.





"تقييم قدرة المترشّح على تبليغ فهمه للنصّ وقدرته على التحليل والتأليف..."


" تقييم قدرة المترشّح على تحرير نصّ مهيكل ومتناسق للتعبير عن رأي شخصيّ معلّل."




[1]   الشروط المرجعيّة وثيقةٌ مكتوبةٌ تعرِض الغرضَ من التقييم ونطاقَه، والأساليبَ المتَّبَعةَ فيه، والمعيارَ المعتَمَدَ في تقديرِ الأداء أو إجراءِ التحليلات، والوقتَ والمواردَ المخصَّصة له، ومتطلبات إعداد التقارير. وهناك تعبيران آخران يُستخدَمان أحياناً بنفس المعنى هما "عناصر المهمّة" و"التفويض بالتقييم.  معجم المصطلحات الأساسية في التقييم والإدارة القائمة على النتائج.

[2] .   تدلّ لفظة ماهيّة) تجمع على ماهيّات (في الاستعمال اللغويّ العاديّ على كنْه الشّيء وحقيقته، ويذكر المعجمُ الوسيط أنّها أخذت من النّسبة إلى " ما هو؟" أو " ما هي؟".  كما تدلّ هذه اللفظة على طبيعة الشّيء والمادّة التي صُنع أو قدّ منها. وفي اللسان الفرنسيّ، تُستخدم عبارة " CONSISTANCE" للتعبير عن المعنى الخاصّ الذي تكتسبُه لفظة ماهيّة في السّياق التعليميّ والمدرسيّ، وهي متّصلة بفعل "CONSISTER" الذي من معانيه:" يرتكز على شيء مّا"، أو يكمن في شيء مّا، أو يتكوّن من ..." كأن تقول " يتكوّنُ الأثاث من ثلاثة كراسي وطاولة".
       
 [3] . انظر قرار التنظيم المؤرّخ في 24 أفريل 1992.
[4]  . انظر القرار المؤرّخ في 30 أفريل 1994 المتعلّق بمحتويات الاختبارات في امتحان البكالوريا، وقد نقّح سنة 1996، انظر القرار المؤرّخ في 28 مارس 1996.
[5]  صدرت مواصفات اختبارات الباكالوريا في كتيب ( و ليس في قرار)  بـ 58 صفحة عن الادارة العامة للبرامج و التكوين المستمر و الادارة العامة للامتحانات تحت عنوان : اختبارات امتحان الباكالوريا  - السنة الرابعة من التعليم الثانوي ( نظام جديد)  - السنة الدراسية 2007 -  2008 .
 [6]  حذف امتحان التأهّل سنة 1970 وعوّض بامتحان الترقية العادي: الفصل 3 جديد من قرار وزير التربية والشباب والرياضة المؤرّخ في 14 أفريل 1970 يتعلق بتنقيح قرار من كاتب الدولة للتربية القومية المؤرخ في أوّل أفريل 1963 يتعلق بامتحانات شهادة باكالوريا التعليم الثانويّ " لا يمكن لأي كان التقدم لامتحان الباكالوريا ... إن لم يكن قد نجح في اختبارات امتحان النقلة من السنة الخامسة إلى السادسة، و إنْ لم يقع ترسيمه بصفة قانونية في السنة السادسة".

[7] أمر من الوزير الأكبر رئيس الحكومة مؤرّخ في 17 أفريل 1957 يتعلق بإحداث شهادة الباكالوريا التعليم الثانوي - الرائد الرسمي عدد 32 المؤرخ في 19 أفريل 1957.

 قرار 1 أفريل 1963 المتعلق بامتحان بكالوريا التعليم الثانويّ. [8]
[9]  قرار وزير المعارف المؤرخ في 17 أفريل 1957 يتعلق بشأن نظام باكالوريا التعليم الثانوي
 قرار 1 أفريل 1963 المتعلق بامتحان بكالوريا التعليم الثانوي [10]
[11]  الشعبة " أ  "  أو الشعبة الأصلية كانت تدرس فيها جميع المواد باللغة العربية  و كان من المفروض أن تبقي الشعبة الوحيدة بعد فترة انتقالية حيث تواجدت 3 شعب : الشعبة" أ " و الشعبة "ب" تستعمل اللغة الفرنسية و اللغة العربية  و الشعبة "ج" لذوي اللسان الواحد الفرنسي
[12]   صدر النظام الجديد في منشور (المنشور عدد 239 الصادر عن إدارة التعليم الثانوي بتاريخ 3 ديسمبر 1975) وتتمثل أبرز التجديدات في إلغاء الاختبار الشفويّ ودورة أكتوبر وتعويضها بدورة المراقبة وإحداث المواد الاختيارية وتقليص عدد الشعب من 6 إلى 4 وهي الرياضيات والعلوم -الرياضيات والتقنية -الآداب -العلوم الاقتصادية.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire