تاريخ مناظرة الدّخول إلى السّنة الأولى من المرحلة ما بعد الابتدائيّة القسم الثاني: امتحان الدّخول إلى السّنة السّادسة بعد الاستقلال

تصدير

في نطاق اهتمامنا بملف مناظرة الدخول للسنة الأولى من التعليم الثانوي نواصل هذا الأسبوع كتابة تاريخ هذه المناظرة  الذي شرعنا فيه في ورقة الأسبوع الماضي ، هذه المناظرة  التي رافقت تلاميذ المدارس التونسية على امتداد ربع قرن . لقد فكّرنا أنّه من المفيد أن ندوّن تاريخ هذا الامتحان الذي هو جزء من ذاكرة المدرسة التونسيّة ، إنّنا واعون بأنّ هذا العمل قد يشوبه بعض النقص أو السّهو لذلك ندعو زملاءنا الذين أشرفوا على سير المناظرة في فترة مّا و في أيّ موقع من المواقع  إلى المساهمة  في إثراء هذا العمل  أو تصحيح بعض الجوانب منه، بشهاداتهم و ملاحظاتهم.

تذكير

"مناظرة الدّخول إلى السّنة الأولى من المرحلة ما بعد الابتدائيّة"[1]، أي إلى التعليم الإعداديّ والتعليم الثانويّ، أو السّيزيام، يجتازها التلامذة في موفّى السّنة السّادسة من المرحلة الابتدائيّة. فمتى أحدثَ هذا الامتحان؟ كيف ومتى وفد على بلادنا؟ كيف تمّ تطويعُه وتطويره؟ لماذا ألغي؟

امتحان الدّخول إلى السّنة السّادسة بعد الاستقلال

1. تسمية جديدة وامتحان موحّد لجميع التلاميذ

سَها قانونُ التعليم لسنة 58 عن ذكر امتحان الدّخول إلى السّنة السّادسة، وتمّ تداركُ هذا السّهو بعد ثلاث سنوات (1961)، حين نصّت عليه ثلاثة أوامر، تحت مسمّى جديد، هو مناظرة الدّخول إلى السّنة الأولى من التعليم الإعداديّ والتعليم الثانويّ[2]: وهي الأمر المتعلق بالتعليم الابتدائيّ[3] (الفصل 24)، والأمرُ المتعلق بالمدارس الإعداديّة (الفصل 7)، والأمر المنظّم لمعاهد التعليم الثانويّ (الفصل 10):

-         فقد نصّ الأوّلُ على أنّ التعليم الابتدائيّ " يُعِدّ... لمناظرة القبول بالسّنة الأولى من التعليم الثانويّ والتعليم الإعداديّ"،

-        ونصّ الثاني أنّه: " يتوقّف قبولُ التلامذة بالفروع الثلاثة للمدارس الإعداديّة على نجاحهم في مناظرة الدخول في السّنة الأولى، وهي نفس مناظرة الدّخول للتعليم الثانويّ "، ^[4]

-         وأمّا الثالث فأشار إلى أنّ المناظرة " مشتركة بين السّنة الأولى من التعليم الثانويّ والسّنة الأولى من التعليم الإعداديّ^[5].

ثمّ صدر قرار بتاريخ 31 ماي 1963 يتعلق بتنظيم شهادة انتهاء الدروس الابتدائيّة حدّد تراتيب إجراء مناظرة الدخول إلى السّنة الأولى من التعليم الثانويّ والإعداديّ.  وقد نصّ القرار على وجود "قسم من الموادّ مشترك بين المناظرة وبين الشّهادة"، وتواصل العملُ بالتراتيب المنصوص عليها مع بعض التعديلات الجزئيّة.

2.     مناظرة موحّدة لمسْلكين مختلفين[6]

إنّ المناظرة الجديدة التي حلّت مكان " امتحان السّيزيام" هي مناظرة موحَّدة يجتازها كلّ تلاميذ السّنة السّادسة من التعليم الابتدائيّ[7]، و يشترط في المترشّح أن يكون قد أكمل برنامج التعليم الابتدائيّ، و لئنْ لم يكن يوجد شرط السّنّ في السّنوات الأولى من الاستقلال، فقد حدّدتْ في وقت لاحق سنّ قصوى ( 14 سنة في 15 سبتمبر من سنة المناظرة) مع وجود استثناءات كالسّماح للتلاميذ الذين ارتقوا من السّنة الخامسة إلى السّنة السّادسة في بداية السّنة الدّراسيّة المعنيّة بالمناظرة و الذين تجاوزوا السّنّ المشترطة، أو كإسعاف بعض الحالات كالتلميذ الذي انقطع عن الدّراسة لمدّة مّا بسبب المرض، أو التلميذ الذي عاش خارج الوطن و عاد لمواصلة دراسته في المدارس التونسيّة ...

كانت المناظرة أداة لانتداب تلامذة المدارس الإعداديّة وتلامذة المعاهد الثانويّة، في آن معا. ويقع توجيهُ المقبولين منهم إلى أحد الفرعيْن، حسب أعمارهم:

-        يوجّه إلى التعليم الثانويّ الطويل الذي يدوم 6 سنوات ويفضي إلى البكالوريا منْ لم يتجاوز عمرُه 14 سنة، وكانت نسبة الموجّهين إلى الفرع الثانويّ تقارب الثلثيْن (انظر الجدول أسفله).

-        ويُوجّه منْ تجاوز 14 سنة نحو التعليم الإعداديّ (منذ 1968أصبح يسمّى التعليم الثانويّ المهنيّ) الذي يدوم 3 سنوات ويفضي إلى شهادة بروفي التعليم الإعداديّ[8] الذي صار، فيما بعدُ، مؤهّل التعليم الثانويّ المهنيّ[9].

جدول عدد 6: توزيع التلاميذ الناجحين على فرعيْ التعليم الثانويّ

السّنة الدراسيّة	المسجّلون في السنة السّادسة	موجّهون إلى التعليم الثانويّ الطويل		موجّهون إلى التعليم الإعداديّ ثم الثانويّ المهني*
		العدد	النسبة	العدد	النسبة
1958 -57	017869	4850	%76	1526	%24
1972-71	140067	19033	%61,44	11944	%38,56
1975-74	160320	24480	%72,17	9438	%27,83
1982-81	170648	43116	%68,05	20246	%31,95

* منذ سنة 1968، تمّ تعويض الفرع الإعداديّ بالتعليم الثانويّ المهنيّ الذي حذف هو بدوره سنة 1987.

مع الاستقلال، غابت التسمية القديمة، وفتحت المناظرة الجديدة أمام جميع تلاميذ السّنة السّادسة من التعليم الابتدائيّ. ومع ذلك، حافظ الامتحان على طابع الانتقاء، وكانت نتيجة الامتحان ترتبط بعاملين هما:

-        الأعداد المتحصّل عليها من قبل المترشّح في المناظرة، و كان الحصول على المعدّل 10 من 20 شرطا للنّجاح، و إنْ كانت الوزارة قد نزلت في بعض الدورات إلى ما دون ذلك ( 9,20 في دورة 1989).

-        السّنّ، وهو معيار غير منصف لأنّه، في بعض الحالات، يُظلم تلميذ نجيبٌ ومتحصّل على معدّل طيّب، فيُوجّه إلى المسلك القصير بتعلة تقدّمه في السّنّ.

وقد غاب هذا التمييزُ على أساس العمر، منذ سنة [10]1988، حين تقرّر إخراج التعليم المهنيّ من مشمولات وزارة التربية، خاصّة أنّه تمّ وضعُ شرط السّنّ في مستوى الترشّح[11] (14 سنة في 15 سبتمبر من سنة المناظرة).

و منذ دورة 1982، أصبحت لمناظرة الدخول للسنة الأولى من التعليم الثانوي وظيفة جديدة تتمثل في اختيار أفضل الناجحين للالتحاق بالمعهديْن النموذجين اللذيْن فتحا أبوابهما في العودة المدرسيّة 1983 – 1984،  و هما  معهد بورقيبة النموذجيّ بتونس الذي احتضنه معهد كارنو سابقا، و المعهد النموذجيّ للعلوم و التكنولوجيا  بمدينة أريانة الذي يُدرّس باللغة الإنقليزيّة.

3. اختبارات المناظرة: المدّة والضّوارب والماهيّات

‌أ.    الاختبارات

ظلّ الامتحان يجري باللسانيْن العربيّ والفرنسيّ، ويجتاز المترشّحون 7 اختبارات: اثنيْن في اللغة العربيّة، وثلاثة في اللغة الفرنسيّة، واختباريْن في المجال العلميّ.  

جدول عدد7: اختبارات المناظرة

المادة	المدة	الضارب	مجموع الضوارب
العربية -          دراسة نص -          انشاء	ساعة 30 د	2 2	4
حساب	ساعة	2.5	2.5
إيقاظ علمي	30 د	0.5	0.5
الفرنسية -          دراسة نص -          املاء -          تعبير كتابي	ساعة 25 د 50 د	1.5 0.5 1	3
المجموع	5 ساعات و15 د	10	10

المصدر: النظام التربويّ في الجمهورية التونسيّة: وثيقة صادرة عن إدارة الامتحانات (1984)، و نُظم الامتحانات بتونس: دراسة حول تطوير نظم الامتحانات النهائية منذ الاستقلال إلى اليوم (1956-1990) : عبد المجيد الغربي مدير الامتحانات والحبيب عبد الناظر، كاهية مدير الامتحانات.

لم تتغيّر تركيبة الاختبارات في الثمانينات والتّسعينات كثيرا، مقارنة بفترة الحماية، إذ نجد المكوّنات الثلاثة نفسَها، وهي اللغة العربيّة واللغة الفرنسيّة والحساب. ويتمثل الجديدُ في إدراج اختبار في الايقاظ العلميّ.

كما نلاحظ نوعا من التوازن بين المكوّنات الثلاثة من حيث الضّوارب وتفوّق الفرنسيّة من حيث المدّة.

‌ب.            ماهية الاختبارات

لم نعثر على نصّ رسميّ (قرار أو منشور) يتضمّن مواصفات الاختبارات وماهياتها. وكلُّ ما توفر لنا يتمثل في وثيقتين هما النظام التربويّ في الجمهورية التونسيّة، وهي وثيقة صادرة عن إدارة الامتحانات (1984)، ونُظم الامتحانات بتونس، وهي دراسة حول تطوير نظم الامتحانات النهائيّة منذ الاستقلال إلى اليوم (1956-1990) من إعداد عبد المجيد الغربي مدير الامتحانات والحبيب عبد الناظر، كاهية مدير الامتحانات.

و انطلاقا من هذين الوثيقتين، أمكننا تتبّع تطوّر ماهية الاختبارات بين فترة الثمانينات ( باللون الأزرق) و التسعينات ( باللون الأخضر)، و نلاحظ تطوّرا واضحا في مستوى التقديم و الدقة في الصّياغة. 

§        دراسة النصّ العربيّ

1-      النصّ: يشترط أن يكون: -          مستمدّا من الحياة التونسيّة يتضمّن محتوى حضاريّا -          لا يتجاوز من حيث الحجم 15 سطرا -          سهل العبارة، بعيدا عن الابتذال -          قريبة معانيه من مدارك الأطفال على اختلاف الأوساط التي ينتمون إليها. -          قابلا للاستغلال من ناحية قواعد اللغة. 2-      الأسئلة: ينبغي أن يتراوح عددها بين 5 و7 وأن تكون هادفة إلى: -          اختبار الفهم: وضوح فهم النصّ وسلامته، تفاعل التلميذ مع النصّ، دعوة التلميذ إلى استعمال ألفاظ وعبارات في جمل مفيدة. -          اختبار قواعد اللغة (مع اعتماد محتوى البرنامج): تعيين وظائف-شكل كلمات أخرى-التصرّف في تراكيب لغوية-تصريف واشتقاق.

في بداية التّسعينات، تمّت مراجعة المواصفات السّابقة قصد تحسينها على مستوي التقديم، وعلى مستوى دقة الصّياغة.

ماهية دراسة النصّ في بداية التسعينات

تهدف دراسة النصّ إلى اختبار قدرة التلميذ على: - الفهم والتحليل والتأليف - التعرّف إلى الظواهر اللغويّة واستعمالها والتصرّف فيها. 1-النصّ: يشترط أن يكون: - محتويا على وحدة معنويّة متكاملة - بكرا (لم يسبق إدراجه في الكتب الرّسمية أو المرخّصة) - سهل العبارة، وبعيدا عن الابتذال - قريبة معانيه من مدارك الأطفال على اختلاف الأوساط التي ينتمون إليها    - قابلا للاستغلال من ناحية قواعد اللغة باشتماله على ظواهر صرفيّة ونحويّة وتراكيب مطابقة للبرنامج   الرّسميّ.            - مشتملا على مائتي كلمة على أقصى تقدير. 2-الأسئلة وعددها (8) ثمانية. - اختبار الفهم: (أربعة أسئلة دقيقة مانعة كل تأويل).  يهدف إلى:            إدراك التلميذ لمعاني النصّ (سؤالان)              مدى تفاعله معها (سؤال واحد)            شرح 4 مفردات وتراكيب واستعمال أربع مفردات وتراكيب في جمل وتوضيح مدلولها.      اختبار التلميذ في الوظائف اللغوية صرفيّة كانت أو نحويّة: تعيين وظائف الكلمات ( 4 كلمات) - شكل ( 6 كلمات )- تحويل ( 5 تغييرات) - تصريف و اشتقاق ( 5 اشتقاقات).

§         الإنشاء العربيّ

ماهية 1983 ينبغي أن يكون موضوع الإنشاء: - متصلا بمحاور البرامج الرّسميّة مع مراعاة القرب من الواقع - مفتوحا وهادفا إلى سبر مهارة التلميذ من حيث خصوبة ذهنه وقدرته على الملاحظة والوصف والتحليل والتفكير. - مجسّما لاهتمامات الأطفال مع مراعاة الجنسيْن ومختلف الأوساط والبيئات. - واضح العبارة والمقصد. - بعيدا عن الغربة والجفاف والابتذال وعن السلبيات، سواء من حيث الأخلاق أو الوضعيات الاجتماعيّة. - داعيا للاجتهاد في التخيل والابتكار والطرافة.

ماهية الإنشاء العربيّ في التسعينات 1-      الأهداف: يهدف اختبار الإنشاء إلى تقويم قدرة التلميذ على: - فهم الموضوع - انتقاء الأفكار الملائمة له - عرضها عرضا منظما -التحليل والتخيّل والوصف - التحرير السليم في نطاق موضوع معيّن 2-      المواصفات ‌أ.         من حيث المضمون: ينبغي أن يكون الموضوع: - مرتبطا بمشاكل التلاميذ واهتماماتهم، مهما كانت البيئة التي ينتمون إليها - دافعا إلى التصرّف والابتكار. - هادفا ينمّي الاتجاهات السلوكيّة الإيجابيّة (لذا تتجنّب المواضيع التي تعالج مظاهر أخلاقيّة أو اجتماعيّة ذات وقع سلبيّ على التلاميذ) - مفتوحا يُمَكّن من استثمار تجربة شخصية، ويحثّ على التخيّل. ‌ب.     من حيث الصياغة: ينبغي أن يكون الموضوع: - واضح العبارة والمقصد - في جزأين: نصّ الموضوع والمطلوب

§        الحساب: ماهية الاختبار في الثمانينات

يشتمل الاختبار على: - مجموعة من الأسئلة (ثلاثة أو أربعة) تكون هادفة إلى اختبار مدى إلمام التلميذ ببعض المفاهيم الرياضيّة ومدى تمكنّه من آليات إجراء العمليات أو آليات البناء - مشكل يسمح باختبار قدرة التلميذ على الاستدلال ويشترط أن يكون المشكل وحدة فيها تسلسل منطقيّ وترابط متين بين الأجزاء.

ماهية الاختبار كما أصبحت في التسعينات يشتمل الاختبار على: 1-      مجموعة من الأسئلة: أربعة أسئلة مستمدّة من برنامج السنة السادسة وفي توافق مع أهدافه. تهدف الأسئلة إلى اختبار مدى إلمام التلميذ بالمفاهيم الرياضية وخاصّة: - قدرته على البناءات الهندسيّة - حذق آليات إجراء العمليات ويشترط أن: - تكون متنوّعة -تكون تطبيقا مباشرا لمفهوم واستعمالا لقاعدة أو استغلال لخاصية - تتضمّن سؤالا حول برنامج الهندسة للسنة السادسة - ألاّ تستغرق الإجابة عن كلّ سؤال أكثر من 5 دقائق. 2-مسالة: تسمح باختبار اقتدار التلميذ على الفهم والتحليل والتعليل. وينبغي: ‌أ.         أن تكون وحدة فيها تسلسل منطقيّ وترابط بين الأجزاء. ‌ب.     أن نغطي أجزاء متعدّدة ومتنوّعة من المفاهيم الرياضية المدروسة. ‌ج.      أن تصاغ في لغة واضحة، وأن تكون المصطلحات المستعملة هي المصطلحات الرياضيّة الواردة في البرامج الرسمية وفي الكتب المدرسيّة المرخّص باستعمالها. ‌د.        أن يتطلب حلها تدرّجا من السهل إلى الصعب، ‌ه.        أنْ لا تتضمن عمليات معقدة.

§         الإيقاظ العلميّ

يشتمل الاختبار على أربعة أسئلة: اثنين في علم الأحياء واثنين في علم الفيزياء. تصاغ الأسئلة في شكل وضعيات ملموسة وحيّة من شأنها أن تمكّن التلاميذ ن التصرّف في المفاهيم التي استوعبوها بكلّ دفّة. (تكون الأسئلة من نوع وضع العلامة×، ضعْ سهما، اشطبْ الخطأ.(

ماهية اختبار الايقاظ العلميّ: لا تغيير في التسعينات

§        دراسة النصّ الفرنسيّ

توجيهات لاختيار النصوص يمكن أن يكون النصّ نصّ المؤلف أو بتصرّف (مقال صحفيّ-رسالة ...) ويشترط فيه أن: - يتلاءم مع المستوى اللغويّ والذهنيّ لتلاميذ السنة السادسة - يكون محفّزا من حيث المحتوى وجيّدا من حيث البناء - يحتوي شخصيات مختلفة - طوله بين 15 و20 سطرا مرقونا. إعداد الأسئلة تختار الأسئلة حسب هدف الاختبار، ويجب أن تمكّن من التقييم الموضوعيّ.  تكون 5 أسئلة متدرجة من البسيط إلى المركّب، ومن المباشر إلى الضمنيّ. تسند نقطتان لكلّ سؤال (المجموع 10) تنتمي الأسئلة إلى الفئات الثلاث التالية: أ -أسئلة لتقييم الفهم العامّ للنصّ تكون هذه الأسئلة من فئة أسئلة الاختيار من متعدّد (صواب/خطأ -نعم/لا -ضع في إطار-سطّر-استخرج مؤشّرات، تدلّ على الفهم: كلمات أو عبارات تعبّر عن فهم النصّ ... هذه الأسئلة لا تضع التلميذ في وضعية إنتاج شخصيّ. ب -أسئلة لتقييم القدرة على تحليل النصّ تتعلق الأسئلة بالأفكار الأساسيّة للنصّ وببعض الجوانب الجزئيّة الهامّة أحيانا.  ويمكن أن تتخذ شكل استخراج بعض المعلومات الصريحة الواردة بالنصّ، أو إبراز أفكار أخرى ضمنيّة انطلاقا من بعض المؤشّرات، أو ترتيب التسلسل الزمنيّ للأحداث والأعمال ...إبراز علاقات بين شخصيات أو بين أحداث أو بين الأحداث والشخصيات، البحث عن معنى كلمة أو عبارة باعتماد تقنيات مختلفة. ج-أسئلة تهدف إلى تقييم القدرة على التأليف والتأويل وتجاوز معلومات النصّ: يمكن أن تكون في شكل وضع عنوان للنصّ أو إنجاز تلخيص أو إنتاج شخصيّ، بالإجابة عن أسئلة من نوع: هل توافق المؤلف أو شخصية من شخصيات النصّ؟  ما قولك في...؟ إن كنت مكانَ ... ماذا كنت تفعل؟ ماذا سيحدث؟ ...

§        اختبار الاملاء الفرنسيّة

اختبار الإملاء يكون في شكل تمرين ذي فراغات. يقدّم للتلميذ نصّ مرقون، به 10 كلمات ناقصة (فراغات)، يكون النصّ قصيرا وسهلا، لا يحتوي صعوبات على مستوى الفهم. يشترط أن تكون الكلمات المطلوبة ضمن الزاد اللغويّ للسنتين الخامسة والسّادسة وتمكّن من مراقبة 3 أنواع من الصعوبات اللغويّة: - صعوبات تتعلق برسم بعض الأصوات التي تحتمل كتابات مختلفة (4 كلمات) مثل الكلمات التي تحتوي على صوت «O», أو «f », أو « S »  و صعوبات تتعلق برسم كلمات لا تتغيّر mots invariables و كلمات تبدأ بحرف « h » و كلمات تنتهي, « i » أو ب « ar ». . ينجز الإملاء مع انطلاق اختبار اللغة، حيث يعمل كلّ المترشّحين على نفس الوتيرة. عند إملاء النصّ من قبل المعلم، والنصُّ بين أيدهم، يتولوْن القراءة الصامتة. يقرأ المعلم النصّ كاملا مرّة، ثمّ يقوم التلاميذ بملء الفراغات، عندما يعيد المعلم إملاء النصّ بقراءة متأنيّة.

§     التعبير الكتابيّ بالفرنسيّة

هذا الاختبار يمَكن من تقييم الإنتاج الكتابيّ الذي يترجم بواسطة نمط الجمل المستعملة (بسيطة/ مركبة) الربط بينها (البنية / التنسيق/ الترابط والفواصل) طبيعة المعجم المستعمل (الدقة والثراء). يؤخذ بعين الاعتبار فهم السند المقترح الذي يجب أن يكون واضحا. يمكن الانطلاق من سندات مثل موضوع التحرير-رسوم هزليّة -مشهد مصوّر -رسم كاريكاتوريّ-نصّ برقية -إعلان بجريدة. تصوّر الاختبار عندما يقع الاختيار على الشرائط المصوّرة سندا، أو المشهد المصوّر أو الرسم الهزليّ، يكون موضوع التحرير مختلفا عن الموضوع القائم على الوضعية المشاهدة، ويختار المترشّح التحرير في أحد الموضوعين المقترحين. أصناف الشرائط المصوّرة انطلاقا من شريط مصوّر ذي فقاعات، يُدعى التلميذ إلى ملء الفقاعات الفارغة، أو إتمام البعض منها، أو سرد القصة انطلاقا من محتوى الفقاعات، أو سرد القصّة وتخيّل الصّورة التي يمكن أن تكمل الشريط المصوّر.   إذا كان السند رسما هزليّا صامتا   يمكن دعوة التلميذ إلى: أ) سرد القصة في أسطر-ب) ترتيب الصّور حسب تسلل منطقيّ مع سرد القصة -ج) سرد القصة وتصوّر نهاية ممكنة -هـ) تحرير تعليق عن كلّ صورة، أو الإجابة عن أسئلة ترافق الرسوم. .المشهد المصوّر : وصف المشهد و تخيل نهاية ممكنة أو وصف المشهد وتخيل المشهد السّابق و المشهد اللاحق. رسم الكاريكاتور المُوحي: أ) إجابة عن الأسئلة وإتمام الجمل لسرد المشهد -ب) تصوّر حوار بين الشخصيات -ج) سرد القصة في أسطر. هــ) سرد قصة، وجعل الشّخصيات تعبّر. نص برقيّة: انطلاقا من نصّ برقية تحرير رسلة للردّ على البرقية إعلان في الصحافة: الإجابة عن الإعلان.

يتمّ إعداد اسئلة المناظرة حسب تمشّ هرميّ طبق المراحل التالية:

-      يكون المنطلق من مقترحات نخبة من المعلمين الذين يُدرّسون السّنوات السّادسة من مختلف جهات البلاد، يتمّ اختيارهم على أساس الخبرة والكفاءة والتجربة، ويلتزم هؤلاء المعلمون بعدم طرق الموضوع المقترح مع تلامذتهم لمدّة ثلاث سنوات.

ومنذ 1989، تقرر أن تتمّ عملية اقتراح المواضيع من قبل المعلمين في الفترة التي تمتدّ بين شهري مارس وأفريل، وقد اختيرتْ هذه الفترة من السّنة الدراسيّة حتى يكون المعلم قد أنجز القسط الأكبر من البرنامج الدراسيّ.

 تغطّي المواضيع المقترحة كافة محاور البرنامج، ولا ينبغي أن تركّز على ما درس في الجزء الأوّل من السّنة الدّراسيّة.

تتولى لجان مركزيّة تتكوّن من نخبة من متفقدي المدارس الابتدائيّة انتقاءَ عدد معيّن من المواضيع من بين مقترحات المعلمين، بعد التأكّد من مطابقتها للماهيات الرّسميّة و يمكن للجان إدخالُ تعديلات و تنقيحات على المواضيع الأصليّة.

تكلف لجان مركزيّة ثانية، وهي لجان الاختيار النهائيّ، بدراسة مقترحات اللجان السّابقة للتثبّت والتدقيق، ثمّ تعرض المواضيع على وزير التربية لاختيار مواضيع الدورة، بعدما كانت هذه المهمّة من مشمولات المدير المساعد للتعليم الابتدائيّ ورئيس مصلحة التعليم الثانويّ. (الفصل 10 من قرار 1963)

ج. روزنامة الامتحان

 تنتظم مناظرة الدّخول إلى السّنة الأولى من التعليم الثانويّ في دورة واحدة في شهر جوان من كلّ سنة، وتمتدّ على يوميْن:

-         يُخصّصُ اليوم الأوّل للإنشاء العربيّ ودراسة النصّ العربيّ والإملاء الفرنسيّ والإيقاظ العلميّ.

-         ويُخصّصُ اليوم الثاني للحساب ودراسة النصّ الفرنسيّ والتعبير الكتابيّ بالفرنسيّة.

جدول عدد8: روزنامة الاختبارات

المدة	التوقيت	الاختبارات
50 د 60 د 25 د 30 د	من الساعة 8 إلى الساعة 8 و50  د من الساعة 9 و 5 د إلى الساعة 10 و 5 د من الساعة 10 و20  د إلى الساعة 10 و 45 د من الساعة 11 إلى الساعة 11 و30  د	اليوم الأول إنشاء عربيّ دراسة نصّ باللغة العربية إملاء فرنسية ايقاظ علميّ
60 د 60 د 50 د	من الساعة 8 إلى الساعة 9  من 9 و15 د إلى الساعة 10 و 15 من الساعة 10 و30  د إلى الساعة 11 و 20 د	اليوم الثاني حساب دراسة نصّ بالفرنسية التعبير الكتابيّ بالفرنسيّة

‌و.      إصلاح التحارير

يتمّ إصلاح التحارير بمراكز إصلاح موزّعة على مختلف الجهات، بعد إخفاء هوية أصحابها، وتجري مختلف العمليات باعتماد أرقام سرّيّة. يتولى إصلاح التحارير معلمو السّنوات السادسة باعتماد مقاييس موحّدة تضبط مركزيّا تحت إشراف رؤساء لجان تتكوّن من متفقدي التعليم الابتدائيّ، ويعتمد الإصلاح المزدوج بالنّسبة إلى الإنشاء العربيّ والتعبير الفرنسيّ.

4.     حصيلة هذه الحقبة

مؤشرات كمّيّة	1958	1974	1990
مجموع المسجلين في التعليم الابتدائيّ	267808	878317	1369476
مجموع المسجلين في السنة السادسة	17869	132539	224921
نسبة تلاميذ السادسة من المجموع المسجلين في التعليم الابتدائيّ	6.7 %	15.09 %	16.42 %
الناجحون في المناظرة	6376	33918	90524
نسبة النجاح في المناظرة	35.68 %	25.59 %	40 .25 %
نسبة الناجحين من مجموع المسجلين في التعليم الابتدائيّ	2.4 %	3.86 %	6.61 %

 بالرّجوع إلى المؤشّرات الكمّيّة المتوفرة، يمكن الجزم بأنّ البلاد التونسيّة قد كسبت رهان الكمّ، فقد تضاعف عدد المترشّحين للمناظرة في 4 عقود (1958 -1990) 12 مرّة، فمرّ من بعض الآلاف إلى مئات الآلاف، كما تضاعف عدد الناجحين خلال نفس الفترة 14 مرّة.

أمّا في خصوص نسبة النجاح فإنّها بقيت متواضعة رغم تحسّنها النسبيّ، فلم تتجاوز % 30   في فترة السّبعينات (27 % في دورة جوان 1978) وشارفت على 50 % في الثمانينات (%32,25 في دورة 1986 و %52.39 في دورة 1988).

بيانات إحصائيّة حول دورة 1990

عدد المشاركين في المناظرة	224990
عدد الناجحين	90364
نسبة النجاح	40.24  %
معدل النجاح الأدنى	9,75
عدد الموجّهين إلى المعاهد النموذجيّة	900 تلميذة و تلميذ تراوحت معدلاتهم بين 19,40 و 15,50
المساهمة المالية للمترشّحين في الامتحان	ديناران و250 مليما (2250 مليما)
عدد مراكز الاختبارات الكتابيّة	1161 مركزا
عدد مراكز الإصلاح	55 مركزا

الهادي بوحوش والمنجي عكروت، متفقدان عامّان للتربية

تونس،  نوفمبر 2014.

Cliquer ici pour accéder à la version FR

مقالات سابقة ذات علاقة

 كيف كان التلامذة يلتحقون بالتعليم الثانويّ في نهاية الأربعينات؟

هلْ من المصلحة إحياءُ مناظرة السّيزْيام؟

دراسة عن نتائج تلاميذ السّنة السّادسة من التعليم الأساسي

تقرير عن امتحان الدّخول إلى السّنة الأولى من التعليم الثانويّ: دورة جوان 1987

تاريخ مناظرة الدّخول إلى السّنة الأولى من المرحلة ما بعد الابتدائيّة  - الجزء الأول : امتحان الدّخول إلى السّنة السّادسة زمن الحماية

---

[1] نستعمل مصطلح المرحلة ما بعد الابتدائيّة مصطلح بسبب تغير تسمية المرحلة على مرّ الزمن: ففي الحقبة الاستعمارية كانت يوجد التعليم الثانوي والقسم التكميليّ العامّ والتعليم الفنيّ والشعبة الصادقية أو التونسية. وبعد الاستقلال، تفرّع تعليم المرحلة ما بعد الابتدائيّة (قانون 58) إلى تعليم ثانويّ طويل وتعليم إعداديّ عُوّض منذ 1968 بالتعليم الثانويّ المهنيّ. ومنذ إصلاح 91 أصبحت المرحلة تسمّي بالمرحلة الثانية من التعليم الأساسيّ.

 [2]  نصّ الفصل 4 من قانون 1958 على أنّ التعليم الثانويّ ينقسم الى فرعين فرع التعليم الإعداديّ ويدوم 3 سنوات وفرع التعليم الثانويّ ويدوم ستّ سنوات.

 [3]  الأمر عدد 14 لسنة 1961 المؤرّخ في 3 جانفي 1961 المتعلق بالتعليم الابتدائيّ والصادر بالرائد الرسميّ عدد 1 بتاريخ 3/ 6 جانفي 1961.

[4]  الأمر عدد 119 لسنة 1959 المؤرّخ في 27 أفريل 1959 يتعلق بالمدارس الإعداديّة، والصادر بالرائد الرّسميّ عدد   24 بتاريخ 28 أفريل 1959.

[5]  الأمر عدد 220 لسنة 1960 المؤرّخ في 27 جوان 1960 المتعلق بمعاهد التعليم الثانويّ والصادر بالرائد الرسميّ عدد 31 بتاريخ 28 جوان 1960.

 في الحقيقة كان يوجد مسلك ثالث، وهو التعليم الفلاحيّ الذي كان يرجع بالنظر إلى كتابة الدولة للفلاحة [6]

[7] في النصف الأول من السبعينات، فتحت المناظرة أمام تلاميذ السنة السابعة، وهي أقسام أحدثت لمجابهة ظاهرة الانقطاع المدرسيّ في مستوى السنة السادسة بسبب فقدان حقّ إعادة السنة السادسة بالنسبة لبعض التلاميذ. وفي 29 ديسمبر أعلن 1987 كاتب الدولة (الهادي خليل)، خلال اجتماع مجلس الديوان، عن إلغاء - السنة السابعة والسنة الثامنة بداية من السنة الدراسيّة 1987-1988 وتعويضها بحلقة تدريب مهنيّ قائمة بذاتها (الوزير التيجاني الشلي). 

[8]  الفصل 13 من قانون 1958

[9]  منشور255 بتاريخ 16 ديسمبر 1975 حول تنظيم مؤهّل التعليم الثانويّ المهنيّ.

[10]  في جلسة مجلس الديوان ليوم 24 أكتوبر 1987، تمّ الإعلان الرّسميّ عن قرار حذف التعليم المهنيّ (الوزير محمد الصيّاح (

^[11]  في خصوص السنّ، كانت هناك استثناءات: يسمح للتلاميذ المرتقين من السنة الخامسة في مفتتح السنة الدراسيّة المعنيّة والذين تجاوزوا السّنّ القانونيّة المشترطة باجتياز المناظرة، كما يمكن لمجلس المعلمين النظر في الحالات التي تتطلب إجراء استثنائيّا (الانقطاع الطويل بسبب المرض ن العودة من الخارج ...).